منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
By مشاري بن سعود
#62718
مقدمة
الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم ، والصلاة والسلام على من أحسن توجيهه إلى الخير في الدنيا والآخرة وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد،
يتعرض الكائن الحي لكثير من التغيرات والتطورات التي تلحقه: فالطفل يكون جنينا،فوليدا،فرضيعا،فطفلا،فمراهقا،فشابا،فرجلا،فشيخا،فهرما.
وإن حياة الإنسان وحدة واحدة وعملية نمو تصدر من داخله ولا تفرض من خارجه . وهذا النمو يحدث على نحو مستمر مع التقدم في العمر حتى يقف الفرد عند مرحلة معينة عندها يصل إلى التكوين النهائي . وعملية النمو متصلة ومن هنا فأن تقسيم حياة الفرد إلى مراحل فيه قدر من التعسف ومن الصعب مهما حاولنا أن نتوصل إلى تقسيم دقيق إلى أن نميز بين نهاية مرحلة وبداية المرحلة التي تليها لأنهما متدخلتان . وللتقسيم إلى مراحل فائدتان أحداهما نظرية وهى توضيح هذه المراحل وتبسيط هذا العلم ، والثانية عملية ومن هنا فإن التقسيم كلما تمشى مع الواقع كلما كان أفضل .إن كلمه التطور -النمو- في معناها الخاص الضيق,تتضمن التغيرات الجسدية والبدنية,من حيث الطول والوزن والحجم،نتيجة التفاعلات الكيماوية التي تحدث في الجسم، لكن معناها العام يشمل بالإضافة إلى ما سبق التغير في السلوك والمهارات نتيجة نشاط الإنسان، والخبرات التي يكتسبها عند استعمال عضلاته وأعصابه وحواسه وباقي أعضاء جسمه.


العوامل المؤثرة في النمو الإنساني
النمو: مجموعة من العمليات البيولوجية التي تحدث على شكل تغيرات تظهر من خلال الخصائص التالية.
المساواة: تسلسل وتتابع طبيعي وصولاً إلى النضج.
الشمولية: تظهر التغيرات لدى جميع الأفراد بغض النظر عن العوامل البيئية أو الفروق الفردية، علماً بأن الاختلاف بين الأفراد يكون في سرعة النمو والمستوى الذي يصل إليه النمو.
التقدمية: تقدم في النمو وليس تراجعاً.
العوامل المؤثرة في النمو:
أولا: العوامل الداخليـة
أولاً : الوراثة: يقصد بالوراثة العملية إلي يتم من خلالها نقل الخصائص أو السمات من السلف إلى الخلف عن طريق الجينات.
أثر العوامل الوراثية في النمو :-
أولا وراثة الخصائص الجسدية :-
دور الوراثة في توريث الخصائص الجسدية و التشريحية يدركه كافة الناس فالطول و القصر و الشكل و القلب و الرتين وغيرهما من الأجهزة الداخلية تتحد إلى حد كبير بعوامل الوراثة .
ثانياً :- وراثة الخصائص الفسيولوجية :-
تلعب الوراثة دورا هاما في تقرير الخصائص الفسيولوجية ، فضغط الدم ومعلات النبض ..الخ الخ تحددها الوراثة إلى حد كبير.


ثالثاً :- وراثة الخصائص العقلية :-
تحدد الوراثة إلى حد كبير الإمكانات العقلية للفرد ،، فمظاهر النمو العقلي ممثله في الذكاء و التذكر و التخيل و التفكير و القدرات الإبداعية.
رابعا:- وراثة الأمراض الجسمية و النفسية و العقلية :-
أكد خبراء الطب أن يوجد هناك أمراض تنتقل عن طريق الوراثة مثل(السكري وضغط الدم وعمى الألوان).
كما أن بعض الأمراض النفسية تتأثر بالوراثة فالقلق النفسي ينتشر في التوائم المتطابقة . والاكتئاب الذهني و الصراع تلعب فيها الوراثة دورا واضحا.
خامساً :- وراثة الجنس ( ذكر أو أنثى)
سادسا:- وراثة سمات الشخصية و النمو الاجتماعي و الانفعالي :
تلعب الوراثة دورا غير مباشر في النمو الانفعالي و الاجتماعي للفرد وفي تحديد بعض سمات شخصيته .
سابعا:- دور الوراثة في تحديد معدلات النمو :-ذكر (ناش) أن بعض خصائص الشخصية قد يرجع جزئياً إلى العوامل الوراثية ، ولكن يمكن تعديل الشخصية عن طريق البيئة إلا اننا نفعل ذلك ضمن القيود و الحدود التي تتحكم فيها العناصر الوراثية .
ثانياً : النضج: النضج هو تغيرات منتظمة في جوانب عديدة دون تدريب أو خبرة. التغيرات في الطول والوزن، والشكل الخارجي، والنسب الجسمية، واكتساب أشكال سلوكية جديدة مثل المشـي.
• يعتبر النضج أحد العوامل الرئيسية المؤثرة في النمو ، ويقصد به اكتمال التغيرات الحادثة في البنيات العضوية الداخلية للفرد حتى يصبح بيولوجيا وفسيولوجيا قادرا على أداء سلوكيات معينة ، و النضج نمو بيولوجي فسيولوجي نيورولوجي داخلي للأعضاء دون تأثير للعوامل البيئية . فإذا ما تحقق النضج لهذه الأعضاء فانه بإلامكان ونتيجة للخبرة و التدريب أن يتعلم الفرد أداء بعض المهارات المختلفة.
• وإذا كان النضج البيولوجي مسئولا في بعض الجوانب عن النمو إلا أن التغيرات الارتقائية التي تطرأ على الفرد في مراحل حياته ليست جميعها من النوع البيولوجي ، وإنما هناك تغيرات في مظاهر النمو النفسي و الاجتماعي و السلوكي تلعب فيها ظروف الخبرة و الممارسة و التدريب دورا كبير عندئذ نقول أن هذه التغيرات النمائيه هي بفضل عامل التعلم .
التعلم :
التعلم هو التغير في السلوك نتيجة للخبرة و الممارسة ويتعلم الأطفال الجديد من السلوك بصفة مستمرة .
• وتتضمن عملية التعلم النشاط العقلي الذي يمارس فيه الفرد نوعا من الخبرة الجديدة وما يتم عن هذا من نتائج سواء كانت في شكل معارف أو عادات أو اتجاهات أو قيم أو معايير وتلعب التربية دوراً هاما في هذا الصدد.
العلاقة بين النضج و التعلم:
• يتفاعل كلا من النضج والتعلم ويؤثران معاَ في عملية النمو. والنضج والتعلم بالنسبة للنمو
مترابطان ترابط الهيدروجين والأكسجين. فلا نمو بلا نضج ولا نمو بلا تعلم ويلاحظ أن معظم أنماط السلوك تنمو وتتطور بفعل النضج والتعلم معا فالطفل لا يستطيع أن يتكلم إلا إذا نضج جهازه الكلامي .
وهناك عدد من التعميمات فيما يتعلق بالنضج والمهارة والكفاية التي يبلغها الفرد عن طريق
التعلم والتدريب وأهم هذه التعميمات :
• الأفعال المشيدة على أنماط نامية من السلوك تكون أكثر سهولة في التعلم .
• كلما كان الفرد أكثر نضجا كلما قل مقدار التدريب اللا زم للوصول إلى حد معين من
الكفاية.
• قد لا يظهر التدريب المعطى قبل الاستعداد النضجي تحسنا، أو قد يظهر تحسنا لحظيا غير
دائم .
• إذا كان التدريب السابق لأوانه محبطا ، فقد يكون ضرره أكثر من نفعه.
ثالثاً : الغدد :
قسمها العلماء إلى 3 أنواع :
غدة قنويه :-وهي التي تجمع موادها الأولية من الدم ثم تطلق إفرازاتها في قنوات صغيرة تصل إلى الأماكن التي تحتاجها.
غدد صماء ( لا قنوية ):وهي التي تجمع موادها الأولية من الدم ثم تحولها إلى هرمونات تصب في الدم مباشرة ولها تأثر كبير في عملة النمو .
غدد مشتركة :-وهي غدد قنويه ولا قنويه في نفس الوقت ( كالبنكرياس الذي يفرز أنزيمات هاضمة تصب في القناة الهضمة ، كما تفرز هرمون الأنسولين في الدم للمحافظة على نسبة السكر في الدم .
الغدد الصماء ذات العلاقة بالنمو :
الغدد النخامية :- تقع في أسفل المخ بتجويف خاص بها في قاع الجمجمة ، وتتكون من جزئين رئيسيين ( أمامي وخلفي )وتعتبر سيدة الغدد لأنها لها تأثير واضح على بقية الغدد الأخرى ،
ويفرز الجزء الأمامي عدة هرمونات .
الغدة الصنوبرية :- تقع تحت سطح المخ عند قاعدته ، وتفرز إفرازات معينة تساعد على تعطيل نشاط الغدة التناسلية قبل مرحلة المراهقة ، وتضمر عادة عند البلوغ . وتفرز مادة الميلاتونين .
الغدة الدرقية :- وتقع في الجزء الأسفل الأمامي من الرقبة على جانبي ألقصبه الهواية ، وتفرز هرمون الثيروكسين.
جدرات الدرقية :-
وهي 4 غدد مجاروه للغدة الدرقيه اثنان على كل جانب وتفرز هذه الغدة هرمون الباراثورمون الذي يعمل على ضبط نسبة الفسفور و الكالسيوم و الدم.
الغدة التيموسية :-وتوجد في الجزء العلوي من التجويف الصدري وخلف عضمة القص ، وتسمى غدة الطفولة .
غدة البنكرياس: وهي غدة كبيره تقع خلف المعدة وتفرز إفرازات خارجية هاضمة وتفرز مادة الانسولين الذي ينظم نسبة السكر.
الغدة الكظرية :وهي غدتان تقعان فوق الكليتين و تتكونان من ( قشره خارجية ولب داخلي)
القشره تفرز 3 هرمونات.
الغدة الجنسية:
وتتمثل هذه الغدد في المبيضين عند المرأة و الخصيتين عند الرجل .
وتعمل أيضا على ظهور السمات الأنثوية النفسية ، و السمات الرجولية النفسية و تثبيتها .



ثانياً:ـ العوامل الخارجيـة
أولاً :البيئة:
تؤثر العوامل البيئية تأثيراً بالغا في النمو الطبيعي للطفل فالغذاء مثلا يساعده على النمو وبناء خلايا جسمه المختلفة ويمده بالطاقة التي تساعد على القيام بنواحي النشاط المختلفة .كما أن البيئة الاجتماعية الثقافية تؤثر على الفرد بسبب اتصال أمور حياته بالمحيطين به مثل أبويه وأخوته ثم زملائه في الدراسة ورفاقه . كما أن التعليم المدرسي الذي يقود نمو الطفل ويوجهه لتحقيق غاياته في النمو الطبيعي يستمد أهدافه من أهداف المجتمع الذي يعيش فيه الطفل .
أ‌- عوامل مادية (طبيعية )محيطة : وهي جميع العوامل الفيزيائية أو الكيميائية التي تؤثر بشكل مباشر علي العضوية. ومثال عليها بيئة الحمل, العناصر الغذائية, والعلاقة بين الموروثات والسلوك الإنساني وجميع هذه العوامل تتأثر بشروط المحيط الاجتماعي للفرد.
ب‌- العوامل الثقافية الاجتماعية:يلعب المحيط الثقافي دوراً كبيراً في النمو الاجتماعي لأنه يساعد في بناء المهارات والقدرات المعرفية وفي تدعيم الدافعة وتكوين الاتجاهات والمواقف.
ثانياً : الغذاء:
يعتبر الغذاء من العوامل الرئيسية المؤثرة في النمو فهو يلعب دورا هاما في بناء خلايا الجسم التالفة وتكوين خلايا جديدة، وله وظيفة وقائية تتمثل في وقاية الفرد من الإصابة ببعض الأمراض ويعتبر الغذاء مهم خاصة في المرحلة الجنينة و المهد.
وان اضطراب الغذاء يؤثر على النمو ، ويتمثل هذا الاضطراب في زيادة الغذاء أو نقصه
أما زيادة الغذاء فيقلل من حيوية الفرد ونشاطه ويؤدي إلى أمراض مثل تصلب الشريين .
ونقصان الغذاء يؤدي إلى عدم نمو أعضاء الجسم بطريقه سويه .
أما عن أثر نقص الغذاء على النواحي العقلية و المعرفية فقد أفادت الدراسات أنها من أسباب عدم قدرة الطلبة على التركيز و الانتباه لفترات طويلة ، عند أولائك الذين يعانون من سوء التغذية .
نقص التغذية: يؤثر على النمو العقلي والجسمي للجنين، فقر الدم ولين العظام وعدم القدرة على مقاومة الأمراض. نقص التغذية في مراحل متقدمة يؤدي إلى تأخر النمو الحركي وضعف التحصيل الدراسي وتأخر النمو العقلي.
ثالثاً : العوامل الأسرية والنمو :
تلعب البيئة الأسرية وأساليب التنشئة الاجتماعية و الخبرات المبكرة للطفل و المواقف و الاحباطات التي تمر بها دورا واضحا في نموه الاجتماعي و الانفعالي و العقلي و الجسمي .
فالأسرة التي تهتم بالطفل و تشبع حاجاته النفسية و المادية و يشعرونه بالأمن و التقدير وتعلمهم القيم و العادات والأفكار السوية لاشك أنها تمكن الطفل من ان ينمو نموا اجتماعيا و انفعاليا سليما.
أما الطفل الذي يتعرض إلى مواقف الإحباط و النبذ و الإهمال من أسرته أو الطفل الذي يعيش في أسرة غير مستقره يضطرب نموه وتكثر مشكلاته وتختل شخصيته .
ومن أهم العوامل الأسرية التي تلعب دورا كبيرا في نمو الطفل وبناء شخصيته ما يلي :
1- غياب أو وجود الوالدين .
2- نمط شخصية الوالدين .
3- أساليب التنشئة الاجتماعية .


الخاتمة
في الختام قد وجدنا أن النمو يمر بمراحل متعددة وله كثير من العوامل التي تؤثر في نمو الإنسان وكل مرحلة لها دورها في بناء الجسم، ولذلك يعتبر النمو مهم في علم النفس لما بينهما من علاقة وطيدة ولا يمكن الفصل بينهما. والنمو يشكل جزءا كبيرا في علم النفس ولا يمكن دراسة النمو بالابتعاد عن علم النفس .
النمو مرحلة من المراحل الأساسية التي لابد أن يمر بها الانسان ... وفي هذه المرحلة تحدث التغيرات في جسم الانسان وبنيته وتسهم في هذه التغيرات مجموعه من العوامل ، وتغيرات أيضاً في طريقة تفكير الانسان وتعامله مع الآخرين
إن إدراك الأم بمراحل نمو طفلها يجعلها متأهبة لمواجهة أي صعوبة قد تعترضها ، وبالتالي تسهم في تربية أبنائها تربية سليمة.ومن الأمور المهمة التي يجب على الأم العلم بها هي : المراحل العمرية التي يمر بها طفلها والخصائص والأساليب التي تميزها ، مظاهر النمو الطبيعي لطفلها ، والمشاكل التي يمكن أن تعترضها ، وكيفية التخلص منها.
ونحن نشدد في ضرورة التثقف في هذا المجال المهم ، والذي سيسهل على الامهات عبء تربية الطفل.



آملين من الله أن ينال إعجابكم ,,,,

المراجع

1- د.محمد عبد السميع رزق , د.هانم أبو الخير الشربيني مكتبة العطاء، المنصورة, محاضرات في " سيكولوجية النمو الإنساني..الطفولة والمراهقة , طبعة: 2010.
2- أحمد محمد الزعبي , النمو الإنساني في الطفولة والمراهقة , 2009 , القاهرة
3- د. حامد زهران , علم النفس النمو ( الطفولة والمراهقة ) , 2005 .
4- عباس محمود عوض , المدخل إلي علم نفس النمو: الطفولة-المراهقة-الشيخوخة , 2009