- الاثنين مايو 06, 2013 1:40 am
#62934
أن اهم الركائز التي يستند عليها إستمرار ونجاح الحزب الشيوعي الصيني لقيادة جمهورية الصين الشعبية خطواته الفعلية بإختيار وتطوير الأعضاء المنتمين له، فهو لايوسع قاعدته الحزبية لتشمل الجميع بالإنتماء. كما كان سائدا في العراق حيث جرى إطلاق شعار (كل العراقيين حزبيون وإن لم ينتموا)، وإنما يختار العناصر بدقة عالية ويركز على التفوق العلمي ويجري جرد سنوي على الطلبة الأوائل في الجامعات الصينية الرصينة لغرض دعوتهم للإنضمام للحزب ويشعر هؤلاء الطلبة عادة بأن هذه فرصة عظيمة تؤمن لهم العمل في مؤسسات الدولة الصينية المهمة، كما يدخل الحزب الأعضاء الكفوئين إلى الجامعات الصينية عالية الرصانة من أجل تأهيلهم للمستقبل.
وإعتمادا على هذا المبدأ فقد جنت الصين فوائد كثيرة وأصبح لديها قادة اذكياء ساهموا في الإصلاح بعد وفاة الزعيم الصيني ماو تسونغ عام 1976 مثل الزعيم المصلح الرئيس دينج شياو بينج (1904-1997) وكان آخر هؤلاء القادة نائب رئيس الجمهورية منذ عام 2008 السيد شي جين شنغ الذي انتخب امينا عاما للحزب الشيوعي في المؤتمر الوطني الثامن عشر المنعقد في بكين للفترة 8-14/11/ 2012 إذ حمل المؤتمر شعارات من ضمنها:
(رفع الراية العظيمة للإشتراكية ذات الخصائص الصينية، والسير على توجهات نظرية دينغ شياو بينج، والمفهوم العلمي للتنمية وتحرير العقل وتطبيق سياسة الأصلاح والأنفتاح، وحشد القوة العسكرية) حيث صوت عليه 2270 مندوب بالموافقة بالإنتخاب والذي سيصبح رئيسا لجمهورية الصين في مارس (آذار) 2013 بعد الإجتماع السنوي للمجلس الوطني الشعبي (البرلمان الصيني).
فماهي السيرة الذاتية لهذا القائد الصيني الجديد:
شي جين بينغ من قومية هان التي تشكل حوالي 90% من سكان الصين، ولد في مقاطعة شنشى في يونيو (حزيران) عام 1953 وانضم إلى الحزب الشيوعي عام 1974 وأصبح طالبا لنيل درجة البكالوريوس (1974-1979) في الجامعة الأولى في الصين تسينغهوا/كلية الإنسانيات والعلوم الإجتماعية وحصل على الدكتوراه في القانون عام 2002. وبالرغم من انه نجل البطل الشيوعي ونائب رئيس سابق لمجلس الدولة السيد شي تشونغ شيون إلا انه إعتمد على نفسه وابتعد عن الأضواء لعدة عقود. وقد عمل في قرية جبلية نائية في مقاطعة شنشى عندما كان عمره 16 عاما حيث قضى ستة اعوام في الزراعة ورعاية الأغنام وكان يقرا الكتب على الضوء الخافت لمصباح الكيروسين، وسرعان ما انتخب سكرتيرا لفرع الحزب في القرية بسبب مكانته بين السكان المحليين وحماسته للعمل، ولهذا تم تقديم توصية من أجل التحاقه بالجامعة الأولى في الصين تشينغهوا. وبعد تخرجه عام 1979 أصبح سكرتيرا في المكتب العام لمجلس الدولة والمكتب العام للجنة المركزية العسكرية (كموظف في الخدمة العامة)، لكنه قرر عقب العمل لثلاثة أعوام أن يتخلى عن الحياة الناعمة في بكين ويهبط إلى القاعدة الشعبية لكي يتدرب. وشى جين متزوج من السيدة بنغ لى يوان المغنية الشعبية الشهيرة في الصين منذ عام 1987 ولديهما ابنة واحدة.
بدأ شى جين العمل خلال العقدين التاليين كنائب سكرتير لجنة الحزب في محافظة تشنغدينغ الريفية في مقاطعة خبى واكتسب المزيد من الخبرات العملية في المناطق الساحلية الغنية للبلاد ومن بينها مقاطعتا فوجيان وتشيجيانغ (المقاطعة ذات الأغلبية المسلمة) وبلدية شنغهاي. ومازال المسؤولون في فوتشو عاصمة مقاطعة فوجيان يتذكرون الأمر الذي اصدره شى بشأن اسلوب العمل خلال تسعينيات القرن الماضي عندما كان سكرتيرا للجنة الحزب بالمدينة وهو : أفعلها الآن إذ اوضح انها لا تتطلب كفاءة عمل عالية بل وايضا اسرع رد على المشكلات الناشئة.
عمل شى جين في فوجيان لفترة دامت 17 عاما وتمت ترقيته من نائب عمدة شيامن (1985-1988) ليصبح حاكما للمقاطعة للفترة (1998-2002)، وكرس نفسه خلال فترة توليه لمنصبه من أجل بناء حكومة موجهه نحو الخدمات والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وتعزيز التعاون مع تايوان عبر مضيق تايوان.
انتقل شى جين إلى تشجيانغ في عام 2002 عندما تعرضت المقاطعة ذات النمو السريع لمأزق حيث لم يستطع نمط النمو الأقتصادي الكثيف أن يدعم التنمية المستدامة، واستنتج عقب الدراسة الشاملة للظروف الفعلية لتشجيانغ أن المقاطعة يجب ان تبدأ من جديد من خلال أعادة الهيكلة الكلية للصناعة، وأصدر اوامر بإغلاق أو نقل الشركات المسببة لتلوث كبير للبيئة واستهلاك مرتفع للطاقة وتوحيد جهود المقاطعة مع بلدية شنغهاي ومقاطعة جيانغسو المجاورتين، بهدف تحقيق التنمية العلمية والتنمية المستدامة، ولهذا فقد وطدت تشجيانغ مركزها كواحدة من أكثر المقاطعات الصينية ثراء بسبب النمو الأقتصادي السريع. وأكثر مايتذكره الناس عنه في تشجيانغ هو ترتيبه لإجلاء في وقت مناسب لحوالي مليون شخص خلال ثلاثة ايام فقط قبل وصول اعصار ساوماى في اغسطس (آب) من عام 2006، وهو اقوى اعصار يضرب الصين خلال اكثر من نصف قرن، مما ادى الى تقليص الخسائر في البشر والممتلكات إلى الحد الأدنى. وقد اشاد كبار المسؤولين المتقاعدين في تشجيانغ بأداءه بعد فترة طويلة من العمل معه قائلين: أنه رجل الأفعال بدون استعراض ورجل متفتح الذهن وذو اسلوب واقعي في العمل.
اما مشاعره تجاه عامة الناس باعتباره الهدف الذي يسعى اليه فقد كان يردد القول ويعمل به: افعلوا المزيد من الأشياء العملية من أجل عامة الناس، وهذه المشاعر كانت تنبع من الأعوام الستة التي قضاها في الريف حيث أنه عاش مع اخوانه من القرويين في مساكن في الكهوف فوق الهضبة القاحلة في شنشى وقام بأعمال زراعية شاقة وتبادل الأحاديث معهم. وقد أكد شى جين ذلك في وقت لاحق وهو يتذكر تجربته في شنشى إذ قال : "أن كثيرا من افكاري العملية تنبع من الحياة خلال تلك الفترة التي تركت تأثيرها على كل دقيقة من عمري وحتى يومنا هذا" وأضاف إن " أكثر الأشياء أهمية للمسؤول هو أن يفهم بصدق عامة الناس والمجتمع". وعلاوة على مشاعره الودية تجاه عامة الناس فإنه معروف بروحه الودودة واخلاصه وقد قام خلال جولة تفقدية في مقاطعة خبى في يناير (كانون ثاني) من العام الحالي بزيارة خاصة إلى زملائه القدامى في محافظة تشينغدينغ وقد تذكروا بأن شى جين هو نفسه تقريبا كما كان منذ أكثر من عقدين ومازال يحتفظ بوده وتواضعه.
فهل يوجد في العراق قادة بمستوى الزعيم الصيني الجديد شى جين شنغ وما مربه خلال حياته الإجتماعية والسياسية؟ وإذا توفر الزعيم فهل يستطيع العمل تحت الظروف الصعبة التي يعيشها العراق؟ فالصين تتميز بوضع أمني ممتاز لايوجد له مثيل في مناطق كثيرة من العالم، وشعب متواضع يحب العمل ويطبق النظام بدقة، ومتكاتف مع بعضه رغم انتمائهم الى 56 قومية، وقيادة سياسية واحدة ومنسجمة ولايوجد من بينها أو من غيرها من يضع العصي في طريق التنمية والتطور ويعمل معك في النهار وضدك في الليل، ولاتوجد دول تتآمر على استقراره باستخدام المال بحجة الطائفية كما يحدث الآن في بلدنا العراق ذي التأريخ الحضاري الرائع الذي شرع القوانين لأول مرة في العالم خلال فترة حكم الملك البابلي حمورابي، ولوكان هذا الرجل موجودا حاليا لألصقنا به شتى التهم الجاهزة من تهم سياسيي هذا الزمان ولم نعمل على تمجيده كما تفعل الصين لقادتها .
وإعتمادا على هذا المبدأ فقد جنت الصين فوائد كثيرة وأصبح لديها قادة اذكياء ساهموا في الإصلاح بعد وفاة الزعيم الصيني ماو تسونغ عام 1976 مثل الزعيم المصلح الرئيس دينج شياو بينج (1904-1997) وكان آخر هؤلاء القادة نائب رئيس الجمهورية منذ عام 2008 السيد شي جين شنغ الذي انتخب امينا عاما للحزب الشيوعي في المؤتمر الوطني الثامن عشر المنعقد في بكين للفترة 8-14/11/ 2012 إذ حمل المؤتمر شعارات من ضمنها:
(رفع الراية العظيمة للإشتراكية ذات الخصائص الصينية، والسير على توجهات نظرية دينغ شياو بينج، والمفهوم العلمي للتنمية وتحرير العقل وتطبيق سياسة الأصلاح والأنفتاح، وحشد القوة العسكرية) حيث صوت عليه 2270 مندوب بالموافقة بالإنتخاب والذي سيصبح رئيسا لجمهورية الصين في مارس (آذار) 2013 بعد الإجتماع السنوي للمجلس الوطني الشعبي (البرلمان الصيني).
فماهي السيرة الذاتية لهذا القائد الصيني الجديد:
شي جين بينغ من قومية هان التي تشكل حوالي 90% من سكان الصين، ولد في مقاطعة شنشى في يونيو (حزيران) عام 1953 وانضم إلى الحزب الشيوعي عام 1974 وأصبح طالبا لنيل درجة البكالوريوس (1974-1979) في الجامعة الأولى في الصين تسينغهوا/كلية الإنسانيات والعلوم الإجتماعية وحصل على الدكتوراه في القانون عام 2002. وبالرغم من انه نجل البطل الشيوعي ونائب رئيس سابق لمجلس الدولة السيد شي تشونغ شيون إلا انه إعتمد على نفسه وابتعد عن الأضواء لعدة عقود. وقد عمل في قرية جبلية نائية في مقاطعة شنشى عندما كان عمره 16 عاما حيث قضى ستة اعوام في الزراعة ورعاية الأغنام وكان يقرا الكتب على الضوء الخافت لمصباح الكيروسين، وسرعان ما انتخب سكرتيرا لفرع الحزب في القرية بسبب مكانته بين السكان المحليين وحماسته للعمل، ولهذا تم تقديم توصية من أجل التحاقه بالجامعة الأولى في الصين تشينغهوا. وبعد تخرجه عام 1979 أصبح سكرتيرا في المكتب العام لمجلس الدولة والمكتب العام للجنة المركزية العسكرية (كموظف في الخدمة العامة)، لكنه قرر عقب العمل لثلاثة أعوام أن يتخلى عن الحياة الناعمة في بكين ويهبط إلى القاعدة الشعبية لكي يتدرب. وشى جين متزوج من السيدة بنغ لى يوان المغنية الشعبية الشهيرة في الصين منذ عام 1987 ولديهما ابنة واحدة.
بدأ شى جين العمل خلال العقدين التاليين كنائب سكرتير لجنة الحزب في محافظة تشنغدينغ الريفية في مقاطعة خبى واكتسب المزيد من الخبرات العملية في المناطق الساحلية الغنية للبلاد ومن بينها مقاطعتا فوجيان وتشيجيانغ (المقاطعة ذات الأغلبية المسلمة) وبلدية شنغهاي. ومازال المسؤولون في فوتشو عاصمة مقاطعة فوجيان يتذكرون الأمر الذي اصدره شى بشأن اسلوب العمل خلال تسعينيات القرن الماضي عندما كان سكرتيرا للجنة الحزب بالمدينة وهو : أفعلها الآن إذ اوضح انها لا تتطلب كفاءة عمل عالية بل وايضا اسرع رد على المشكلات الناشئة.
عمل شى جين في فوجيان لفترة دامت 17 عاما وتمت ترقيته من نائب عمدة شيامن (1985-1988) ليصبح حاكما للمقاطعة للفترة (1998-2002)، وكرس نفسه خلال فترة توليه لمنصبه من أجل بناء حكومة موجهه نحو الخدمات والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وتعزيز التعاون مع تايوان عبر مضيق تايوان.
انتقل شى جين إلى تشجيانغ في عام 2002 عندما تعرضت المقاطعة ذات النمو السريع لمأزق حيث لم يستطع نمط النمو الأقتصادي الكثيف أن يدعم التنمية المستدامة، واستنتج عقب الدراسة الشاملة للظروف الفعلية لتشجيانغ أن المقاطعة يجب ان تبدأ من جديد من خلال أعادة الهيكلة الكلية للصناعة، وأصدر اوامر بإغلاق أو نقل الشركات المسببة لتلوث كبير للبيئة واستهلاك مرتفع للطاقة وتوحيد جهود المقاطعة مع بلدية شنغهاي ومقاطعة جيانغسو المجاورتين، بهدف تحقيق التنمية العلمية والتنمية المستدامة، ولهذا فقد وطدت تشجيانغ مركزها كواحدة من أكثر المقاطعات الصينية ثراء بسبب النمو الأقتصادي السريع. وأكثر مايتذكره الناس عنه في تشجيانغ هو ترتيبه لإجلاء في وقت مناسب لحوالي مليون شخص خلال ثلاثة ايام فقط قبل وصول اعصار ساوماى في اغسطس (آب) من عام 2006، وهو اقوى اعصار يضرب الصين خلال اكثر من نصف قرن، مما ادى الى تقليص الخسائر في البشر والممتلكات إلى الحد الأدنى. وقد اشاد كبار المسؤولين المتقاعدين في تشجيانغ بأداءه بعد فترة طويلة من العمل معه قائلين: أنه رجل الأفعال بدون استعراض ورجل متفتح الذهن وذو اسلوب واقعي في العمل.
اما مشاعره تجاه عامة الناس باعتباره الهدف الذي يسعى اليه فقد كان يردد القول ويعمل به: افعلوا المزيد من الأشياء العملية من أجل عامة الناس، وهذه المشاعر كانت تنبع من الأعوام الستة التي قضاها في الريف حيث أنه عاش مع اخوانه من القرويين في مساكن في الكهوف فوق الهضبة القاحلة في شنشى وقام بأعمال زراعية شاقة وتبادل الأحاديث معهم. وقد أكد شى جين ذلك في وقت لاحق وهو يتذكر تجربته في شنشى إذ قال : "أن كثيرا من افكاري العملية تنبع من الحياة خلال تلك الفترة التي تركت تأثيرها على كل دقيقة من عمري وحتى يومنا هذا" وأضاف إن " أكثر الأشياء أهمية للمسؤول هو أن يفهم بصدق عامة الناس والمجتمع". وعلاوة على مشاعره الودية تجاه عامة الناس فإنه معروف بروحه الودودة واخلاصه وقد قام خلال جولة تفقدية في مقاطعة خبى في يناير (كانون ثاني) من العام الحالي بزيارة خاصة إلى زملائه القدامى في محافظة تشينغدينغ وقد تذكروا بأن شى جين هو نفسه تقريبا كما كان منذ أكثر من عقدين ومازال يحتفظ بوده وتواضعه.
فهل يوجد في العراق قادة بمستوى الزعيم الصيني الجديد شى جين شنغ وما مربه خلال حياته الإجتماعية والسياسية؟ وإذا توفر الزعيم فهل يستطيع العمل تحت الظروف الصعبة التي يعيشها العراق؟ فالصين تتميز بوضع أمني ممتاز لايوجد له مثيل في مناطق كثيرة من العالم، وشعب متواضع يحب العمل ويطبق النظام بدقة، ومتكاتف مع بعضه رغم انتمائهم الى 56 قومية، وقيادة سياسية واحدة ومنسجمة ولايوجد من بينها أو من غيرها من يضع العصي في طريق التنمية والتطور ويعمل معك في النهار وضدك في الليل، ولاتوجد دول تتآمر على استقراره باستخدام المال بحجة الطائفية كما يحدث الآن في بلدنا العراق ذي التأريخ الحضاري الرائع الذي شرع القوانين لأول مرة في العالم خلال فترة حكم الملك البابلي حمورابي، ولوكان هذا الرجل موجودا حاليا لألصقنا به شتى التهم الجاهزة من تهم سياسيي هذا الزمان ولم نعمل على تمجيده كما تفعل الصين لقادتها .