منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#63273
إن الأصل في الأمور هو أن المجتمع المدني جاء ليحد من تدخلات الدولة، والتعاون معها. ومن خلال هذا المحور سنقارب العلاقة بينهما وتأثيرها على مسار الدولة والمجتمع.
لقد ساد داخل المجتمع اليوناني أن السلطة السياسية جاءت لتحقق الرفاهية للمدينة ولا يمكن أن يعمل المجتمع المدني إلا في إطار منظومة الدولة.

وهذا شبيه بنظرية "هوبز" الذي طلب من المجتمع المدني التنازل لصالح الحاكم لأنه سيوفر لهم السعادة. ومن خلال هذا الطرح فإن العمل السياسي هو الذي يصنع المجتمع المدني. هذا الأخير في حاجة إلى دولة قوية. واختلف "لوك" على هذا الطرح عندما أضفى الصفة الاجتماعية على السلطة التي يمارسها الإنسان طبيعيا. هذا ما دفع بالبعض إلى اعتبار الدولة ذاتها منبثقة من المجتمع المدني.

فالمجتمع المدني هو كل شيء في الحكومة ألديمقراطية و لاشيء في الحكومات غير الديمقراطية. ويساهم في الوحدة. وبعد الثورة البلشفية "الاتحاد السوفييتي بدأت الدولة تستعمل المجتمع المدني. والكارثة الكبرى هو استبداد الحكم المطلق الذي يقوم حسب أرسطو على التعسف واللامسؤولية وانعدام الحدود.في هذه الحالة لا ننتظر إلا قيام مجتمع مدني مناهض للدولة.

من خلال هذا الاحتكاك برز تصور جديد للمجتمع المدني مصبوغ بصفة دستورية ليبرالية طوعية وعفوية.
وحاول "كرامشي"أن يعزز الإيديولوجية في العلاقة بين الدولة والمجتمع المدني. واعتبر تقصير المجتمع أيام "لينين" راجع للتخلف. مركزا على أهمية المجتمع في التغيير. ومن أهم معالم الإيديولوجية التوليف بين الهيمنة والإقناع. إلا أن فقهاء المجتمع المدني حذروا من تسليع المجتمع المدني بناء على طغيان منطق السوق.
إن الحديث على العلاقة بين الدولة والمجتمع المدني يجرنا إلى مقاربة العلاقة بين السياسي والمدني.