منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#63655
لمــاذا نحن بسوريا نتمسك بحكم الاغلبية ؟ – جواد أسود

بغض النظر عن تفاوت النسب بالاحصاءات فلكل معهد او مركز دراسات مأربه بتضخيم النسب او تحجيمها الا أن الكل يتفق على أن الاغلبيه هم المسلمون السنة العرب
ولقد عاشت الدولة السورية عقودا طويله بحكم الاغلبية السنية لم تمارس فيها الاغلبية اي نوع من التسلط الطائفي او العرقي او المذهبي بكل كانت هي الضامن والحامي لكل الاطياف
ويكفي هنا أن اسوق عددا من الامثلة هنا اولها تولي ثلاثة رؤساء من اصول كردية حكم سوريا وهم فوزي السلو – اديب الشيشكلي و شكري القوتلي دون أن تكون هنالك ايه غضاضة من الاغلبية العربية
أما عن الاخوة المسيحيين فلقد تولى فارس الخوري رئاسة الحكومة ولاول مره بتاريخ الدول الاسلامية يقبل المسلمون وزير للاوقاف الاسلامية مسيحيا وهو ايضا فارس الخوري
وتاريخيا اشترك بالثورة السورية اعلام وزعماء اكراد ودروز وعلويين امثال ابراهيم هنانو وسلطان باشا الاطرش و الشيخ صالح العلي
الا أن سورية في ظل حكم عائلة الاسد قامت بعملية تمزيق هذا النسيج الوطني وكرست على مدى خمس عقود حكما يعتمد على تحكم الاقليه العلوية لتثبيت دعائم حكمه مما دفع المجتمع السوري في طريق الاصطفاف الطائفي وبدأت الاقليات تنحى باتجاه هذا التفكير
بناء على هذا الخطر المتمثل بالحمى الطائفيه التي تجتاح الوطن تنطع بعض المفكرين اصحاب الفكر الطائفي الضيق بتبني مفهوم العلمانية كاسلوب لمواجهة الوحش الطائفي المسعور ليس من باب حمايه الوطن السوري من الطائفيه ولكن تخوفا او توجسا من أن تستعيد الاكثرية السنية العربية دورها القيادي بسدة الحكم ليس من باب العداله السياسية ولكن تخوفا من ان يفقدوا مكاسب حصلوا عليها خلال الحقبة الاسدية التي اشرك فيها بشيء من الفتات ليكسب تأيدهم
أن الضامن الحقيقي للوطن من خلال اعادة اللحمة الوطنية وحمايه الاقليات هو ان تعود الاكثرية الى ممارسة دورها الريادي في قيادة الدوله وتكريس مفهوم المواطنة التي كانت تعيشه البلاد والعباد كما كانت سابقا
أن الاكثرية لن تملك هواجس الخوف التي تتصف بها الاقليات خلال ممارستها للحكم لتمارس الاقصاء والمحسوبيات ولدى الاكثرية الشجاعة للانفتاح على كافة الطوائف والاعراق والمذاهب للمشاركة تحت سقف المواطنة
أما بخصوص النهج العلماني الذي يسوق له البعض لمواجهة المد والتجييش الطائفي فما هو الا محاولة للقفز فوق حقائق التاريخ لمجتمع يؤمن اغلبيته بهوية الوطن واغلبية المواطنين و هو ليس الا محاولة لاخفاء نار الفتنة الطائفيه برماد مؤقت سرعان ما ستظهر للسطح امام اي استحقاق يضع المواطنين امام خيارات بين العقيدة والممارسة السياسية
أن مفهوم فصل الدين عن الدولة لوطن كسوريا اشبه بمحاولة فصل توأم سيامي له رأسين ولكن بقلب واحد فهل نستبقي التوأم كما هو ام نضحي باحد الرأسين على حساب الرأس الاخر