- الاثنين يوليو 22, 2013 5:28 pm
#63991
جورج لوكاش (1885-1971) فيلسوف وكاتب وناقد أدبي مجري ماركسي ولد في بودبست عاصمة المجر.
يعده معظم الدارسين مؤسس الماركسية الغربية (في مقابل فلسفة الاتحاد السوفيتي) أسهم بأفكاره "التشيؤ" و"الوعي الطبقي" في الفلسفة الماركسية والنظرية الماركسية، وكان نقده الأدبي مؤثرا في "الواقعية" وفي الرواية باعتبارها نوعا أدبيا. خدم لفترة وجيزة كوزير للثقافة في هنغاريا بعد ثورة 1956 على الرئيس راكوشي.
لحياة والسياسة[عدل]
ما قبل الماركسية[عدل]
بينما كان يحضر مدرسة وجامعة النحو في بودبست، انضم إلى حلقات اشتراكية مختلفة جعلته يتصل بالنقابي الفوضوي إرفن تسابو الذي قدمه إلى أعمال جرجس سورل[1]، كانت آراؤه ونظرته في هذه الفترة حداثية وضد الوضعية. من 1904 إلى 1908 كان مهتما بالمجموعات المسرحية التي ينتجها المسرحيون أمثال هنرك إبسن وأغسطس سترندبرغ[2] وغيرهرت هوبمن.
قضى لوكاش وقتا طويلا في ألمانيا، درس في برلين مرة في 1906 وأخرى في 1909 و1910، حيث تعرف على جورج سيمل[3]، وفي هايلدبرغ في 1913 أصبح صديقا لماكس فيبر وإرنست بلوخ وستيفان جورج[4]. النظام المثالي الذي قبله لوكاش في ذلك الوقت كان مدينا للكانتية التي هيمنت على جامعات ألمانيا، لكن أيضا يدين لأفلاطون وهيجل وكيرجارد ودلثي ودستوفسكي. كتاباه "الروح والجسد" و"نظرية الرواية" نشرا في 1910 و1916 على التوالي.
عاد لوكاش إلى بودبست في 1915 وكان يدير حلقة ثقافية تدعى حلقة الأحد أو حلقة لوكاش، يشغلها في المقام الأول الموضوعات الثقافية ذات الاهتمام المشترك في أعمال دستوفسكي، على غرار اهتمامات لوكاش في سنيه الأخيرة في هيلدبرغ، وبرعاية الأحداث التي تلقى اهتماما ومشاركة في النهاية من الشخصيات المشهورة مثل كارل منهايم[5] وبلا بارتوك وبلا بالزش[6] وكارل بولاني[7] وغيرهم، وشارك بعضهم في الاجتماع الأسبوعية. في السنة الأخيرة من الحرب، تم تقسيم المشاركين بناء على ولائهم السياسي، رغم هذا انضم العديد من القادة إلى لوكاش في تحوله المفاجئ إلى الحزب الشيوعي.
فلسفته[عدل]
لقد حاول لوكاش في كتاباته تجديد الفكر الماركسي وإلقاء الضوء على جوانبه الثورية خصوصا البعد الجدلي منه. ففي كتابه "التاريخ والوعي الطبقي" الذي يحمل عنوانا صغيرا آخر: "دراسات في الجدلية الماركسية" يعمل لوكاش على إعادة الاعتبار للذات. فالتاريخ برأيه ينتج عن التفاعل بين الذات والموضوع أي عن وعي الناس بالقوانين التي تحكمهم، وبعيدا عن إقامة التوازن بين الطرفين، كان لوكاش يميل نحوإعطاء الأهمية للوعي. هذا الوعي الذي يجد فعاليته في وعي الطبقة العاملة التي أحالتها الرأسمالية إلى بضاعة. ولا يمكن لهذه أن تتحرر إلا برفضها الكامل غير المشروط لوضعها كبضاعة. فالبروليتاريا في هذه الحالة، تمثل المبدأ السالب والعنصر المحرك في الجدلية. لأنها عندما تناضل من أجل تحررها فإنها تناضل في الوقت نفسه ضد الخضوع بشكل عام، وعندما تناضل لإنقاذ نفسها فإنها تناضل أيضا من أجل إنقاذ البشرية كلها من التشيؤ. لقد تجرأ لوكاش على وضع الذات مقابل الموضوع والوعي مقابل الوجود كقطبين متضادين يفسران بحركة الأخذ والرد بينهما جدلية الممارسة وقدرة الذات على وعي الوضع التاريخي الموجودة فيه وتحديد كيفية التحرك وفقا لهذه المعطيات. فبدل أن تكون الذات ملحقة بالتاريخ الذي تنتج عنه تصبح داخله. لكن لوكاش كان يبدووكأنه يسبح عكس التيار بالنسبة للماركسية التقليدية، ففي كتاب "مقدمة في نقد الاقتصاد السياسي" يقيم ماركس علاقة وثيقة بين الوعي والوجود: " ليس وعي البشر هوالذي يحدد وجودهم بل على العكس أن وجودهم هوالي يحدد وعيهم". ويعطي أولوية للموضوع على الذات. فلوكاش بإصراره على دور الذات بدا وكأنه عاد إلى المثالية الهيغيلية، لهذا كان اتهامه بالانحراف. لكن هناك اختلاف بين الاثنين. فالعقل الهيغيلي هو الذي يسيطر على التاريخ ويقوده ولا يشكل جزءا منه، في حين أن الذات عند لوكاش هي في علاقة جدلية مع الموضوع وتأخذ قرارها انطلاقا منه. وعلى ذلك فإن الجدلية في "التاريخ والوعي الطبقي" تضع الحرية "داخل الضرورة نفسلها. ولم يقتصر لوكاش في أعماله على دراسة البعد الجدلي في النظرية الماركسية بل ساهم عبر كتابه "نظرية الرواية" في وضع أسس علم اجتماع الأدب الجدلي. كما أنه يعتبر أحد واضعي حجر الزاوية في علم الجمال الماركسي. لا يمكن إنكار ما قدمه لوكاش للفكر السياسي من إضافات وعناصر جديدة. فهويعد بالنسبة لخصومه أومؤيديه أهم مفكر ماركسي منذ ماركس، لا بل يعتبره البعض أهم فيلسوف في النصف الأول من الفرن العشرين. لقد كان له تأثير حاسم على كارل مانهايم وكارل كورتس ومارتن هيدجر على وجه الخصوص ويعتبر من مؤسسي تيار البنيوية التوليدية.
يعده معظم الدارسين مؤسس الماركسية الغربية (في مقابل فلسفة الاتحاد السوفيتي) أسهم بأفكاره "التشيؤ" و"الوعي الطبقي" في الفلسفة الماركسية والنظرية الماركسية، وكان نقده الأدبي مؤثرا في "الواقعية" وفي الرواية باعتبارها نوعا أدبيا. خدم لفترة وجيزة كوزير للثقافة في هنغاريا بعد ثورة 1956 على الرئيس راكوشي.
لحياة والسياسة[عدل]
ما قبل الماركسية[عدل]
بينما كان يحضر مدرسة وجامعة النحو في بودبست، انضم إلى حلقات اشتراكية مختلفة جعلته يتصل بالنقابي الفوضوي إرفن تسابو الذي قدمه إلى أعمال جرجس سورل[1]، كانت آراؤه ونظرته في هذه الفترة حداثية وضد الوضعية. من 1904 إلى 1908 كان مهتما بالمجموعات المسرحية التي ينتجها المسرحيون أمثال هنرك إبسن وأغسطس سترندبرغ[2] وغيرهرت هوبمن.
قضى لوكاش وقتا طويلا في ألمانيا، درس في برلين مرة في 1906 وأخرى في 1909 و1910، حيث تعرف على جورج سيمل[3]، وفي هايلدبرغ في 1913 أصبح صديقا لماكس فيبر وإرنست بلوخ وستيفان جورج[4]. النظام المثالي الذي قبله لوكاش في ذلك الوقت كان مدينا للكانتية التي هيمنت على جامعات ألمانيا، لكن أيضا يدين لأفلاطون وهيجل وكيرجارد ودلثي ودستوفسكي. كتاباه "الروح والجسد" و"نظرية الرواية" نشرا في 1910 و1916 على التوالي.
عاد لوكاش إلى بودبست في 1915 وكان يدير حلقة ثقافية تدعى حلقة الأحد أو حلقة لوكاش، يشغلها في المقام الأول الموضوعات الثقافية ذات الاهتمام المشترك في أعمال دستوفسكي، على غرار اهتمامات لوكاش في سنيه الأخيرة في هيلدبرغ، وبرعاية الأحداث التي تلقى اهتماما ومشاركة في النهاية من الشخصيات المشهورة مثل كارل منهايم[5] وبلا بارتوك وبلا بالزش[6] وكارل بولاني[7] وغيرهم، وشارك بعضهم في الاجتماع الأسبوعية. في السنة الأخيرة من الحرب، تم تقسيم المشاركين بناء على ولائهم السياسي، رغم هذا انضم العديد من القادة إلى لوكاش في تحوله المفاجئ إلى الحزب الشيوعي.
فلسفته[عدل]
لقد حاول لوكاش في كتاباته تجديد الفكر الماركسي وإلقاء الضوء على جوانبه الثورية خصوصا البعد الجدلي منه. ففي كتابه "التاريخ والوعي الطبقي" الذي يحمل عنوانا صغيرا آخر: "دراسات في الجدلية الماركسية" يعمل لوكاش على إعادة الاعتبار للذات. فالتاريخ برأيه ينتج عن التفاعل بين الذات والموضوع أي عن وعي الناس بالقوانين التي تحكمهم، وبعيدا عن إقامة التوازن بين الطرفين، كان لوكاش يميل نحوإعطاء الأهمية للوعي. هذا الوعي الذي يجد فعاليته في وعي الطبقة العاملة التي أحالتها الرأسمالية إلى بضاعة. ولا يمكن لهذه أن تتحرر إلا برفضها الكامل غير المشروط لوضعها كبضاعة. فالبروليتاريا في هذه الحالة، تمثل المبدأ السالب والعنصر المحرك في الجدلية. لأنها عندما تناضل من أجل تحررها فإنها تناضل في الوقت نفسه ضد الخضوع بشكل عام، وعندما تناضل لإنقاذ نفسها فإنها تناضل أيضا من أجل إنقاذ البشرية كلها من التشيؤ. لقد تجرأ لوكاش على وضع الذات مقابل الموضوع والوعي مقابل الوجود كقطبين متضادين يفسران بحركة الأخذ والرد بينهما جدلية الممارسة وقدرة الذات على وعي الوضع التاريخي الموجودة فيه وتحديد كيفية التحرك وفقا لهذه المعطيات. فبدل أن تكون الذات ملحقة بالتاريخ الذي تنتج عنه تصبح داخله. لكن لوكاش كان يبدووكأنه يسبح عكس التيار بالنسبة للماركسية التقليدية، ففي كتاب "مقدمة في نقد الاقتصاد السياسي" يقيم ماركس علاقة وثيقة بين الوعي والوجود: " ليس وعي البشر هوالذي يحدد وجودهم بل على العكس أن وجودهم هوالي يحدد وعيهم". ويعطي أولوية للموضوع على الذات. فلوكاش بإصراره على دور الذات بدا وكأنه عاد إلى المثالية الهيغيلية، لهذا كان اتهامه بالانحراف. لكن هناك اختلاف بين الاثنين. فالعقل الهيغيلي هو الذي يسيطر على التاريخ ويقوده ولا يشكل جزءا منه، في حين أن الذات عند لوكاش هي في علاقة جدلية مع الموضوع وتأخذ قرارها انطلاقا منه. وعلى ذلك فإن الجدلية في "التاريخ والوعي الطبقي" تضع الحرية "داخل الضرورة نفسلها. ولم يقتصر لوكاش في أعماله على دراسة البعد الجدلي في النظرية الماركسية بل ساهم عبر كتابه "نظرية الرواية" في وضع أسس علم اجتماع الأدب الجدلي. كما أنه يعتبر أحد واضعي حجر الزاوية في علم الجمال الماركسي. لا يمكن إنكار ما قدمه لوكاش للفكر السياسي من إضافات وعناصر جديدة. فهويعد بالنسبة لخصومه أومؤيديه أهم مفكر ماركسي منذ ماركس، لا بل يعتبره البعض أهم فيلسوف في النصف الأول من الفرن العشرين. لقد كان له تأثير حاسم على كارل مانهايم وكارل كورتس ومارتن هيدجر على وجه الخصوص ويعتبر من مؤسسي تيار البنيوية التوليدية.