- الجمعة نوفمبر 22, 2013 10:05 pm
#65767
اسرة بختيشوع
هي أسرة سريانية ، مارس أكثر رجالها الطب والترجمة. ذاعت شهرتها منذ القرن الثاني الهجري. ومعنى بختيشوع في اللغة السريانية عبد يسوع. وأشهر رجال هذه الأسرة هم: 1 ـ جرجس بن جبرائيل بن بختيشوع (...-158هـ/...-775م). كان رئيساً للأطباء في بيمارستان جند يسابور . استدعاه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور سنة 148هـ لمعالجته من مرض ألمّ به. ونجح الطبيب في علاج الخليفة، فأحبه أبو جعفر ومكث حظياً عنده. وحينما مرض جرجس، وأحس بدنو أجله، استأذن الخليفة بالعودة إلى جند يسابور، حيث توفي ودفن. ألّف جرجس كناشاً بالسريانية، وهو كتيب يضم بعض الفوائد والملاحظات بالمداواة والأدوية. ترجمه حنين بن إسحاق إلى العربية، ثم شرحه تلميذه أبو عيسى صهاربخت. 2 ـ بختيشوع بن جرجس: (ت نحو 184هـ/800م): تولى رئاسة بيمارستان جند يسابور بعد أبيه. استدعاه الخليفة المهدي لمعالجة ابنه موسى الهادي، فعزَّ على الخيزران، وهي أم الهادي، أنه استدعاه ولم يستطبّ أبا قريش طبيبها، فأخذت هي وأبو قريش في مناكدة بختيشوع. ولما علم المهدي بفعلها أعاد بختيشوع إلى بلده مكرماً. وفي عام 171هـ مرض هارون الرشيد من صداع لحقه، فأرسل في طلب بختيشوع. ولما وصل إلى بغداد ودخل على الرشيد أكرمه وجعله رئيساً للأطباء. ولهذا الطبيب كناش مختصر في الطب، وكتاب «التذكرة» الذي صنفه لابنه جبرائيل. 3 ـ جبرائيل بن بختيشوع (ت 213هـ/828م): كان طبيب هارون الرشيد وجليسه وخليله. ولما توفي الرشيد خدم جبرائيل ولده الأمين. ولما تسلم المأمون الخلافة سجنه لأنه آثر خدمة الأمين، ثم أطلقه وأعاده إلى مكانته التي كانت له عند الرشيد. وظل على هذه الحال إلى أن توفي ودفن في دير مار جرجس بالمدائن. من تصانيفه : المدخل إلى صناعة المنطق، وكناش في الطب، ورسالة في المطعم والمشرب، وكتاب في صفة البخور، ومقالة في العين. 4 ـ بختيشوع الثاني، وهو ابن جبرائيل بن جرجس: توفي في سامراء سنة 256هـ/870م. قربه الخلفاء العباسيون، واشتهر في عهدي الواثق والمتوكل، فعلت مكانته وأثرى حتى كان يضاهي المتوكل في الفرش واللباس، وأبدع فيما يمكن تسميته «طب الأمراء». ولكن المتوكل غضب عليه فنفاه إلى البحرين سنة 246هـ، ثم عاد إلى بغداد بعد وفاة المتوكل. صنف كتاباً في الحجامة على طريقة السؤال والجواب. 5 ـ يوحنا بن بختيشوع الثاني (ت 290هـ/903م): كان طبيباً متميزاً، خبيراً باللغتين اليونانية والسريانية، ونقل من اليونانية إلى السريانية كتباً كثيرة. خدم بصناعة الطب الموفق بالله طلحة بن جعفر المتوكل، وكان يعتمد عليه كثيراً ويسميه مفرّج كربي. من مصنفاته : كتاب «فيما يحتاج إليه الطبيب من علم النجوم»، و«تقويم الأدوية فيما اختاره من الأعشاب والأغذية». 6 ـ بختيشوع الثالث بن يوحنا (ت 329هـ/941م): كان طبيباً حاذقاً، خدم المقتدر بالله العباسي، واختصّ به وارتفعت منزلته لديه. وخدم بعد ذلك ابنه الراضي بالله فأكرمه وأجراه على الرسم الذي كان يتقاضاه في زمن أبيه. 7 ـ جبرائيل بن عبيد الله بن بختيشوع الثالث (ت 396هـ/1006م): كان والده عبيد الله متصرفاً ثم كاتباً في عهد الخليفة المقتدر. وبعد وفاته أمر الخليفة بمصادرة أمواله، فخرجت زوجته مستترة من السلطان ومعها ولدها جبرائيل وأخته وهما صغيران، ثم تزوجت برجل طبيب أخذ ما كان عندها من مال، ولما ماتت دفع ولدها عنه، فدخل جبرائيل بغداد، وقصد طبيباً كان يعرف بهرمزد فلازمه، وكان من أطباء المقتدر، كما لازم البيمارستان والعلم والدرس فيه، حتى أتقن ممارسة الطب. ولما ذاعت شهرة جبرائيل في فارس وكرمان رحل إلى شيراز، وكان يحكمها عضد الدولة، فاستدعاه واغتبط به، وقرر له داراً وجراية. وفي سنة 357هـ أصيب خال عضد الدولة بوجع المفاصل والنقرس وضعف الأحشاء، فركَّب له جبرائيل بعض الأدوية فانتفع بها انتفاعاً عظيماً. ولما دخل عضد الدولة بغداد، وجدد البيمارستان فيها كان جبرائيل معه فعمل في البيمارستان وصار يأخذ رزقين أحدهما لقاء خدمة السلطان، والثاني لقاء عمله في البيمارستان. أقام جبرائيل في بغداد ثلاث سنين، استدعي خلالها إلى الريّ، لعلاج الصاحب بن عباد من مرض صعب عرض له في معدته، فنال الشفاء على يديه. ولما اعتل خسرو شاه ملك الديلم ونحف جسمه أرسل إلى الصاحب يلتمس منه طبيباً، فقال ما أعرف من يصلح لهذا الأمر غير جبرائيل. فكاتب الصاحب عضد الدولة وسأله إنفاذه، فأنفذه مكرماً. ولما وصل جبرائيل إلى الديلم أقام عند الملك وباشر بتدبيره فعاد إلى حال الصحة. سافر جبرائيل إلى أرض المقدس، ثم مضى منها إلى دمشق. ولما اتصل خبره بالعزيز بن المعز الفاطمي استدعاه إلى مصر فامتنع، واحتج بأن له في بغداد أسباباً ينجزها ثم يعود بعدها لمصر، ولكن حينما وصل إلى بغداد عدل عن المضي إليه. ثم إن ممهّد الدولة أنفذ إليه وطلبه ولاطفه حتى توجه إليه في ميافارقين، حيث أكرمه إكراماً مشهوراً، فأقام في خدمته ثلاث سنين، وتوفي بعدها عن عمر ناهز خمساً وثمانين سنة، فدفن في المصلى خارج ميافارقين. صنف جبرائيل بن عبيد الله كناشاً صغيراً يختص بذكر الأمراض التي تعرض من الرأس إلى القدم، فحسن موقعه عند الصاحب بن عباد فمنحه ألف دينار. ثم ألف كناشاً كبيراً في خمسة مجلدات وسمه بالكافي، وقف منه نسخة في دار العلم ببغداد، وعمل في البيمارستان عليها. وله كتاب «المطابقة بين أقوال الأنبياء والفلاسفة»، وهو يحتوي على كثير من الآراء والأقوال، ومقالة في الرد على اليهود. 8 ـ أبو مخلد بن بختيشوع: توفي في بغداد سنة 417هـ/1026م تصرف في صناعة الطب ببغداد، وعُرف بهذا الشأن، كان محمود الطريقة، سالم الجانب، وعمّر طويلاً. 9 ـ عبيد الله بن جبرائيل بن عبيد الله بن بختيشوع: (ت نحو 453هـ/1061م): وهو طبيب وباحث، أقام في ميافارقين. عاصر ابن بطلان ، وكان يجتمع به ويأنس إليه، من مصنفاته «مناقب الأطباء»، ألّفه سنة 423هـ، وكتاب «الروضة البهية أو الطبية»، نشره الأب بولس سباط في القاهرة سنة 1927م، وكتاب «التواصل إلى حفظ التناسل»، وكتاب «طبائع الحيوان وخواصها ومنافع أعضائها»، وكتاب «الخاص في علم الخواصّ».
هي أسرة سريانية ، مارس أكثر رجالها الطب والترجمة. ذاعت شهرتها منذ القرن الثاني الهجري. ومعنى بختيشوع في اللغة السريانية عبد يسوع. وأشهر رجال هذه الأسرة هم: 1 ـ جرجس بن جبرائيل بن بختيشوع (...-158هـ/...-775م). كان رئيساً للأطباء في بيمارستان جند يسابور . استدعاه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور سنة 148هـ لمعالجته من مرض ألمّ به. ونجح الطبيب في علاج الخليفة، فأحبه أبو جعفر ومكث حظياً عنده. وحينما مرض جرجس، وأحس بدنو أجله، استأذن الخليفة بالعودة إلى جند يسابور، حيث توفي ودفن. ألّف جرجس كناشاً بالسريانية، وهو كتيب يضم بعض الفوائد والملاحظات بالمداواة والأدوية. ترجمه حنين بن إسحاق إلى العربية، ثم شرحه تلميذه أبو عيسى صهاربخت. 2 ـ بختيشوع بن جرجس: (ت نحو 184هـ/800م): تولى رئاسة بيمارستان جند يسابور بعد أبيه. استدعاه الخليفة المهدي لمعالجة ابنه موسى الهادي، فعزَّ على الخيزران، وهي أم الهادي، أنه استدعاه ولم يستطبّ أبا قريش طبيبها، فأخذت هي وأبو قريش في مناكدة بختيشوع. ولما علم المهدي بفعلها أعاد بختيشوع إلى بلده مكرماً. وفي عام 171هـ مرض هارون الرشيد من صداع لحقه، فأرسل في طلب بختيشوع. ولما وصل إلى بغداد ودخل على الرشيد أكرمه وجعله رئيساً للأطباء. ولهذا الطبيب كناش مختصر في الطب، وكتاب «التذكرة» الذي صنفه لابنه جبرائيل. 3 ـ جبرائيل بن بختيشوع (ت 213هـ/828م): كان طبيب هارون الرشيد وجليسه وخليله. ولما توفي الرشيد خدم جبرائيل ولده الأمين. ولما تسلم المأمون الخلافة سجنه لأنه آثر خدمة الأمين، ثم أطلقه وأعاده إلى مكانته التي كانت له عند الرشيد. وظل على هذه الحال إلى أن توفي ودفن في دير مار جرجس بالمدائن. من تصانيفه : المدخل إلى صناعة المنطق، وكناش في الطب، ورسالة في المطعم والمشرب، وكتاب في صفة البخور، ومقالة في العين. 4 ـ بختيشوع الثاني، وهو ابن جبرائيل بن جرجس: توفي في سامراء سنة 256هـ/870م. قربه الخلفاء العباسيون، واشتهر في عهدي الواثق والمتوكل، فعلت مكانته وأثرى حتى كان يضاهي المتوكل في الفرش واللباس، وأبدع فيما يمكن تسميته «طب الأمراء». ولكن المتوكل غضب عليه فنفاه إلى البحرين سنة 246هـ، ثم عاد إلى بغداد بعد وفاة المتوكل. صنف كتاباً في الحجامة على طريقة السؤال والجواب. 5 ـ يوحنا بن بختيشوع الثاني (ت 290هـ/903م): كان طبيباً متميزاً، خبيراً باللغتين اليونانية والسريانية، ونقل من اليونانية إلى السريانية كتباً كثيرة. خدم بصناعة الطب الموفق بالله طلحة بن جعفر المتوكل، وكان يعتمد عليه كثيراً ويسميه مفرّج كربي. من مصنفاته : كتاب «فيما يحتاج إليه الطبيب من علم النجوم»، و«تقويم الأدوية فيما اختاره من الأعشاب والأغذية». 6 ـ بختيشوع الثالث بن يوحنا (ت 329هـ/941م): كان طبيباً حاذقاً، خدم المقتدر بالله العباسي، واختصّ به وارتفعت منزلته لديه. وخدم بعد ذلك ابنه الراضي بالله فأكرمه وأجراه على الرسم الذي كان يتقاضاه في زمن أبيه. 7 ـ جبرائيل بن عبيد الله بن بختيشوع الثالث (ت 396هـ/1006م): كان والده عبيد الله متصرفاً ثم كاتباً في عهد الخليفة المقتدر. وبعد وفاته أمر الخليفة بمصادرة أمواله، فخرجت زوجته مستترة من السلطان ومعها ولدها جبرائيل وأخته وهما صغيران، ثم تزوجت برجل طبيب أخذ ما كان عندها من مال، ولما ماتت دفع ولدها عنه، فدخل جبرائيل بغداد، وقصد طبيباً كان يعرف بهرمزد فلازمه، وكان من أطباء المقتدر، كما لازم البيمارستان والعلم والدرس فيه، حتى أتقن ممارسة الطب. ولما ذاعت شهرة جبرائيل في فارس وكرمان رحل إلى شيراز، وكان يحكمها عضد الدولة، فاستدعاه واغتبط به، وقرر له داراً وجراية. وفي سنة 357هـ أصيب خال عضد الدولة بوجع المفاصل والنقرس وضعف الأحشاء، فركَّب له جبرائيل بعض الأدوية فانتفع بها انتفاعاً عظيماً. ولما دخل عضد الدولة بغداد، وجدد البيمارستان فيها كان جبرائيل معه فعمل في البيمارستان وصار يأخذ رزقين أحدهما لقاء خدمة السلطان، والثاني لقاء عمله في البيمارستان. أقام جبرائيل في بغداد ثلاث سنين، استدعي خلالها إلى الريّ، لعلاج الصاحب بن عباد من مرض صعب عرض له في معدته، فنال الشفاء على يديه. ولما اعتل خسرو شاه ملك الديلم ونحف جسمه أرسل إلى الصاحب يلتمس منه طبيباً، فقال ما أعرف من يصلح لهذا الأمر غير جبرائيل. فكاتب الصاحب عضد الدولة وسأله إنفاذه، فأنفذه مكرماً. ولما وصل جبرائيل إلى الديلم أقام عند الملك وباشر بتدبيره فعاد إلى حال الصحة. سافر جبرائيل إلى أرض المقدس، ثم مضى منها إلى دمشق. ولما اتصل خبره بالعزيز بن المعز الفاطمي استدعاه إلى مصر فامتنع، واحتج بأن له في بغداد أسباباً ينجزها ثم يعود بعدها لمصر، ولكن حينما وصل إلى بغداد عدل عن المضي إليه. ثم إن ممهّد الدولة أنفذ إليه وطلبه ولاطفه حتى توجه إليه في ميافارقين، حيث أكرمه إكراماً مشهوراً، فأقام في خدمته ثلاث سنين، وتوفي بعدها عن عمر ناهز خمساً وثمانين سنة، فدفن في المصلى خارج ميافارقين. صنف جبرائيل بن عبيد الله كناشاً صغيراً يختص بذكر الأمراض التي تعرض من الرأس إلى القدم، فحسن موقعه عند الصاحب بن عباد فمنحه ألف دينار. ثم ألف كناشاً كبيراً في خمسة مجلدات وسمه بالكافي، وقف منه نسخة في دار العلم ببغداد، وعمل في البيمارستان عليها. وله كتاب «المطابقة بين أقوال الأنبياء والفلاسفة»، وهو يحتوي على كثير من الآراء والأقوال، ومقالة في الرد على اليهود. 8 ـ أبو مخلد بن بختيشوع: توفي في بغداد سنة 417هـ/1026م تصرف في صناعة الطب ببغداد، وعُرف بهذا الشأن، كان محمود الطريقة، سالم الجانب، وعمّر طويلاً. 9 ـ عبيد الله بن جبرائيل بن عبيد الله بن بختيشوع: (ت نحو 453هـ/1061م): وهو طبيب وباحث، أقام في ميافارقين. عاصر ابن بطلان ، وكان يجتمع به ويأنس إليه، من مصنفاته «مناقب الأطباء»، ألّفه سنة 423هـ، وكتاب «الروضة البهية أو الطبية»، نشره الأب بولس سباط في القاهرة سنة 1927م، وكتاب «التواصل إلى حفظ التناسل»، وكتاب «طبائع الحيوان وخواصها ومنافع أعضائها»، وكتاب «الخاص في علم الخواصّ».