By عبدالله الشعلان333 - الأربعاء نوفمبر 27, 2013 6:48 pm
- الأربعاء نوفمبر 27, 2013 6:48 pm
#66382
المبحث السابع :ــ خطوات ضرورية
(( أن البروليتاريا لا يمكن أن تنتصر ألا عن طريق
الديمقراطية وبتحقيق الديمقراطية عل أكمل وجه )) .
لينين
أن مؤسسوا الماركسية ــ اللينينية لم ينظروا ألى النظرية العلمية التي أنشأوها على أنها مجموعة من المسلمات الجامدة والجاهزة والصالحة لكافة العصور والشعوب ، وبهذا الخصوص أشار لينين (( أننا لا ننظر بحال ألى نظرية ماركس على أنها شيئ ما أنتهى ، ولا يمكن المساس بها ، ونحن على قناعة ــ على عكس ذلك ــ بأنها أرست فقط حجر أساس ذلك العلم الذي ينبغي على الأشتراكيين من ان يطوروه قدماً وفي كافة الأتجاهات أذا كانوا راغبين في عدم التخلف عن ركب الحياة )) .
يشير فلاديمير لينين (( ... أن الأشتراكية ، بكونها أيديولوجيا الصراع الطبقي للبروليتاريا ، أي أنها تبنىَ على مادة المعرفة البشرية كلها ، تفترض تطوراً عالياً للعلم وتتطلب عملاً علمياً )) . وكما يشير ستالين (( من أجل أجتناب الخطأ في السياسة يجب أن يكون الأنسان ثورياً لا أصلاحياً )) .
نعتقد ، من الضروري على الأحزاب الشيوعية العالمية وقادتها من أن يتخذوا خطوات ملموسة نابعة من النظرية الماركسية اللينينية من أجل الخروج من هذه الأزمة الفكرية والتنظيمية ... ومن أهم هذه الخطوات هي ألأتي :ــ
الخطوة الاولى :ـ من الضروري الألتزام والعمل المبدع بالنظرية الماركسية ـــ اللينينية وتطويرها وأغناؤها وبما يتلائم والمستجدات السياسية والأقتصادية ــ الأجتماعية من قبل جميع الاحزاب الشيوعية كعقل جماعي واحد وبغض النظر عن طبيعة وضروف وقوة هذا الحزب أو ذاك ، أي بمعنى أخر سواء كان هذا الحزب حزباً كبيراً أو صغيراً ، حاكماً أو غير حاكم ، يعمل في ضروف عمل علنية أو سرية ، وضرورة العمل المنظم ووفق الأمكانيات المتاحة لكل حزب من نشر الفكر الأشتراكي بين أوساط الجماهير وخاصة وسط الطبقة العاملة وحلفائها والدفاع عن هذا الفكر وبلا تردد أو مجاملة للنظام الحاكم ، وكما يتطلب أيضاً من الأحزاب الشيوعية أن لاتجزأ النظرية فالنظرية الماركسية ــ اللينينية هي وحدة متكاملة ولا يمكن فصل الماركسية عن اللينينية وأن تم ذلك فهذا يعني البداية الحقيقية للنهج التحريفي ــ الأنتهازي والخيانة العظمى للأيديولوجية العلمية فالنظرية الماركسية ــ اللينينية هي جسم واحد ومتكامل فلا يمكن فصل الرئس عن الجسم .
الخطوة الثانية :ـ العمل الجاد على تطبيق المبادئ اللينينية في التنظيم وفي الحياة الداخلية للحزب من حيث الممارسة الفعلية والسليمة والصادقة والهادفة بهدف التربية الحزبية وليس الأكتفاء بترديدها نظرياً أو عدم الألتزام بها ومن حق كل حزب شيوعي أن يأخذ بنظر الأعتبار جميع الضروف المحيطه به ، مع الأحتفاظ بالثوابت المبدئية في العمل وفي مقدمة ذلك تطبيق مبدأ المركزية الديمقراطية ، وممارسة النقد والنقد الذاتي والعمل بمبدأ التظامن الأممي .
أن هذه المبادئ وغيرها تخدم وحدة الحزب السياسية والتنظيمية والفكرية ، وأن تحقيق ذلك وغيره سوف يعزز من دور ومكانة الحزب والحركة الشيوعية على الصعيدين المحلي والعالمي ، وعدم الألتزام بذلك سوف يتحول الحزب الشيوعي الى حزب فاقداً لثوريته ومبدئيته ، ويصبح حزباً أشتراكياً ديمقراطياً يخدم الأيديولوجية البرجوازية .
الخطوة الثالثة :ــ من الضروري أن يتم تشجيع الحوار والصراع الفكري المبدئي الهادئ والهادف داخل الحزب والمنطلق من الفكر الماركسي ـــ اللينيني ، ويعد ذلك مبدأً ديمقراطياً مشروعاً وهاماً وحيوياً من أجل تعزيز وحدة الحزب في جميع ميادين العمل .
أن تطبيق ذلك يتطلب قيادةً كفوءةً ومخلصةً ، قيادةً تؤمن بذلك قولاً وفعلاً وممارسةًً ، وقيادة لديها سعةً من الصدر من أن تسمع وتصغي وتحترم أراء الرفاق المعارضين لها ، وعدم الأخذ (( بمبدأ )) التهميش والتشهير والأبعاد من الحزب وتحت مبررات واهيةً وغير مبدئيةً ، وكما يتطلب الأبتعاد عن (( مبدأ )) الكيل بمكيالين ، بل ضرورة سماع رأي الأغلبية في الحزب وخاصة في القضايا الهامة والمصيرية التي تواجه الحزب في حياته وعمله ، وفي حالة الألتزام بذلك سوف يساعد قيادة الحزب من ان تضع سياسةً تكتيكيةً وأستراتيجيةً ناجحةً ، ولكن مما يؤسف اليه أن بعض قيادات الأحزاب الشيوعية لم تلتزم بذلك وكانت النتائج وخيمة وسلبية وفي مقدمة ذلك ضعف دور ومكانة الحزب وسط الجماهير والأنقسامات [ التشرذم ] ... وكل ذلك صب ويصب وسوف يصب لصالح الخصم الأيديولوجي . فلمصلحة من يتم ذلك ؟!.
الخطوة الرابعة :ـ من الضروري العمل على وحدة الشيوعيين على صعيد البلد الواحد، ويجب أن يكون في البلد الواحد حزباً شيوعياً واحداً ، وأن تتوحد هذه الأحزاب على أسس ومبادئ علمية ومن أهمها الألتزام بالنظرية الماركسية ـــ اللينينية كمرشد رئيس في عملها وحياتها الداخلية ، وبدكتاتورية البروليتاريا [ سلطة الشعب ] ، والعمل بمبدأ التضامن الأممي ، وبناء المجتمع اللاطبقي أي المجتمع الشيوعي ، وكما يتطلب من بعض قيادات الأحزاب الشيوعية من أن تتخلى وترفض نزعة الزعامة الأبدية والتكابر ومفهوم (( الأنا )) و (( الأنا الأوحد )) فهذه هي عدوى وأمراض الأحزاب البرجوازية ، وكما يتطلب من هذه القيادات الرفض المبدئي لفكرة (( خصخصة )) الحزب سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، لأن الحزب ليس ملكاً لهذا (( القائد )) أو لتلك (( المجموعة )) بل أن الحزب هو ملك الشغيلة الثورية وحلفائها من الفلاحين والمثقفين الثوريين فالحزب الشيوعي حزباً ثورياً وطبقياً ويسترشد بنظريةً ثوريةً ، فهو ليس (( ملكيةً خاصةًً )) ومن يرفض ذلك سوف يضع نفسه في النهاية خارج الحزب اليوم أو غدا وفي مزبلة التاريخً ، ويجب على القيادات والكوادر والأعضاء المخلصين من أن يدركوا ويتحملوا المسؤولية اليوم وان يلعبوا دوراً هاماً ورئيسياً في وحدة احزابهم ، أي في حزب شيوعي حقيقي واحد في بلدهم ، وهذه هي مسؤوليتهم الجماعية والتاريخية في ظل هجمة الخصم الأيديولوجي المتوحش التي تواجهها الحركة الشيوعية العالمية اليوم .
الخطوة الخامسة :ـ العمل الجاد والمستمر من أجل مكافحة كافة التيارات التحريفية والأنتهازية والوصولية والتوفيقية داخل الحزب وتطهير الحزب من هذه التيارات المعادية للفكر الأشتراكي ، وكما يشكل التحريفيون والأنتهازيون تياران خطران داخل كل حزب شيوعي وعلى صعيد الحركة الشيوعية العالمية ، فهم يهدفون الى أخضاع مصالح الطبقة العاملة وحلفائها لصالح الطبقة البرجوازية والتخلي عن النضال من أجل الثورة الأشتراكية ودكتاتورية البروليتاريا [ سلطة الشعب ] وفي النهاية التخلي عملياً من النضال من أجل الأشتراكية والشيوعية .
أن التيار التحريفي والأنتهازي هما وثيقا الصلة بالأمبريالية العالمية وحلفائها ، وأن الهدف الرئيس لهذين التيارين هو أضعاف ثم تفتيت الأحزاب الشيوعية وأبعادها عن نظريتها العلمية وهذا ما تهدف اليه الحكومة العالمية .
أن النضال الحقيقي ضد التحريفية والأنتهازية داخل كل حزب شيوعي وعلى صعيد الحركة الشيوعية العالمية وقلع جذورها الفكرية والسياسية والأقتصادية هو مطلب غاية في الأهمية وخاصة في ضروفنا الحالية وبدون ذلك كما أشار فلاديمير لينين الى أنه لايمكن الحديث عن النضال ضد الأمبريالية ، ولايمكن الحديث عن النضال من أجل الماركسية ، ولا عن النضال من أجل حركة العمال الأشتراكية ، ألا من خلال العمل الجاد على تصفية التيار التحريفي والأنتهازي داخل الحركة الشيوعية العالمية
الخطوة السادسة :ــ من الضروري أن تعقد الأحزاب الشيوعية إجتماعات منتظمة وليكن كل 5 سنوات من أجل دراسة الأوضاع السياسية والأقتصادية ـــ الأجتماعية والفكرية على صعيد الحركة الشيوعية العالمية والعمل على وضع سياسة ستراتيجية عامة للحركة على أساس دراسة الواقع الموضوعي وبالملموس ، وأن يتم رسم هذه الأستراتيجية بعقل جماعي وعلى أساس مبدأ الديمقراطية والتشاور والتحاور الديمقراطي الهادف ، وأن الهدف الرئيس لهذه الأستراتيجية هو العمل على أحباط مشاريع قوى الثالوث العالمية بالدرجة الأولى . وأعتبار قوى الثالوث العالمية هي العدو رقم 1 .
الخطوة السابعة :ــ ضرورة العمل على أعادة أصدار مجلة نظرية علمية للأحزاب الشيوعية العالمية وليكن أعادة أسمها القديم مجلة [ قضايا السلم والأشتراكية ] وأن تساهم جميع الأحزاب الشيوعية في أعادة أصدارها وأن يقوم عمل ونشاط المجلة النظري على مبدأ التضامن والتكافؤ والحوار الديمقراطي الهادف بعيداً عن الأحتكار ، وأن يكون الهدف الرئيس للمجلة هو العمل على أغناء وتطوير الفكر الماركسي ـــ اللينيني والعمل على تطوير وأغناء تجارب البناء الأشتراكي وممارسة النقد العلمي والموضوعي وبشكل علني لعملية البناء الأشتراكي ، بهدف تعزيز وتطوير وأغناء هذه العملية التي تحمل طابعاً أنسانياً وأجتماعياً وأقتصادياً عادلاً .
من الضروري على الأحزاب الشيوعية العربية أن تعمل على تأسيس معهد علمي للأبحاث الأشتراكية وأصدار مجلة نظرية ملتزمة وذات محتوى أيديولوجي ملتزم ومتميز ، وأن تقوم قيادات هذه الأحزاب بترشيح خيرة الكفاءات السياسية والعلمية وعلى أساس الألتزام المبدئي بالفكر الأشتراكي العلمي ومن مختلف الأختصاصات الأقتصادية والفلسفية والسياسية والقانونية ... كما يتطلب أيضاً فتح الباب أمام المفكرين الماركسيين والوطنيين من البلدان العربية في الأسهام العلمي في المجلة ، وأن يكون الهدف الرئيس للمجلة ولبحوثها العلمية هو أغناء وتطوير الفكر الماركسي ـــ اللينيني ، أخذين بنظر الأعتبار الضروف الوطنية والقومية للبلدان العربية وبما يخدم مصالح شعوب هذه البلدان ، ومن الضروري أيضاً أن تكون المجلة النظرية منبراً للحوار الديمقراطي والأيديولوجي الملتزم في البلدان العربية وبشكل علني وهادف ، ومن أجل خلق أجواء ديمقراطية بين الأتجاهات السياسية المختلفة ، وأن يكون هدف الأحزاب الشيوعية العربية هو وحدة الشعوب العربية وتحت أسم أتحاد الجمهوريات العربية الأشتراكية ، أي الهدف الرئيس هو بناء المجتمع العربي الأشتراكي العادل .
الخطوة الثامنة :ــ كان مشروع مايسمى بالبيرويسترويكا ، مشروعاً في شكله ومضمونه مشروعاً للحكومية العالمية ، وعليه فأن مبدئية ومصداقية كل حزب شيوعي يتطلب منه تحديد موقفه المبدئي والعلني من هذا المشروع وقيادته التحريفية ــــ الأنتهازية وبشكل علني ، لأن هذا المشروع الخياني قد الحق ضرراً بالغاً بالحركة الشيوعية العالمية بشكل عام وأختفاء أكبر حزب ودولة عظمى ... ، وفي حالة عدم أدانة أي حزب شيوعي لنهج غورباتشوف التحريفي ــ والأنتهازي ومن سار ويسير على نفس هذا النهج الخياني فأن قيادة هذا الحزب سوف تفقد مبدئيتها ومصداقيتها وشرعيتها أمام جماهير حزبها من العمال والفلاحين ، وكما يتطلب قرار الأدانة وبشكل جماعي من قبل قادة الحركة الشيوعية العالمية لنهج غورباتشوف وزمرته ، وفي حالة عدم تحقيق ذلك فهذا يعني سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر أعطاء (( الشرعية )) لهذا المشروع الخياني الذي خدم وحقق أهداف قوى الثالوث العالمي .
الخطوة التاسعة :ـــ أن الضروف الساسية الأقتصادية والأجتماعية التي تعيشها شعوب العالم وخاصة بعد عام 1991 ولغاية اليوم هي مأساوية وكارثية أذ يعيش العالم اليوم دوامة من الفوضى وعدم الأستقرار وتفاقم الأزمات الأقتصادية والمالية المتكررة ومحاولة أمريكا للهيمنة على العالم وقيادته ، والهجوم الوحشي والبربري على حقوق الطبقة العاملة والفلاحين في البلدان الرأسمالية بشكل خاص والهجوم على كادحي شعوب العالم بشكل عام قد شكلا سمتةً مميزةً لعصرنا الحالي .
أن ما حل بالحركة الشيوعية العالمية من أرهاصات فكرية وتنظيمية كبيرة بالرغم من أن هذه الأرهاصات والأنتكاسات ماهي ألا مؤقتة وزائلة ، وأن معالجة هذه المشاكل التي تواجه الحركة الشيوعية والمتمثلة في الميدان الفكري والتنظيمي والسياسي والأقتصادي يتطلب وبشكل ملح اليوم وليس غداً الدعوة الجادة الى تأسيس أمميةً رابعةً للحركة الشيوعية العالمية تقوم على الأسس المبدئية والديمقراطية للنظرية الماركسية ــ اللينينية والعمل الجماعي للأممية ، وأن يكون هدفها الرئيس هو أغناء وتطوير النظرية الماركسية ـــ اللينينية والدفاع عنها وكذلك الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة وحلفائها والتخلص من كافة التيارات التحريفية والأنتهازية والتوفيقية .
الخطوة العاشرة :ــ من الضروري أن يدرك القادة والكوادر والأعضاء المخلصين في الحركة الشيوعية العالمية من أن تفكيك الأتحاد السوفيتي جاء بفعل الخيانة العظمى ، وخاصة الخيانة التي وقعت في (( قادة )) الحزب الحاكم خلال الفترة 1985 ـــ 1991 ، وأن السبب الرئيس لايكمن بالنظرية بل بالنهج التحريفي ـــ الأنتهازي الذي تبناه غورباتشوف وفريقه .
أن أحباط وأفشال مشروع قوى الثالوث العالمي الذي يتم تنفيذه من خلال التعاون والتنسيق مع المؤسسات المالية والأقتصادية والتجارية والعسكرية ... الدولية بهدف الأستحواذ على ثروات الشعوب ونهبها وقيادة العالم والعمل على أضعاف وتمزيق الحركة الشيوعية العالمية ، ومن أجل أفشال هذا المشروع يتطلب العمل على تشكيل جبهةً شبعيةً عالميةً ، أي أحياء قطب الشعوب المقاوم لهذا المشروع العالمي الهدام .
أن الشعوب لايمكن ترويضها بقوة السلاح أوغيره ، فالنصر حليف الشعوب وهذه هي حتمية تطور المجتمع البشري من أجل بناء مجتمع عادل .
فالشيوعية هي مستقبل حتمي للمجتمع البشري .
الخاتمة
(( أذ لا يستطيع الفكر النظري للحركة الشيوعية العالمية أن يقوم
بنجاح بدوره كقائد علمي وأيديولوجي للجماهير في بناء الأشتراكية
والشيوعية ، وفي نضال الطبقة العاملة وجميع القوى التحررية
والديمقراطية ضد الأمبريالية ومن أجل الأشتراكية ألا بتباع المبدأ
اللينيني في الولاء لأفكار الماركسية الأساسية والموقف المبدع من
هذه الأفكار )) .
لينين
أن دراسة موضوع ، من المسؤول عن تفكك الأتحاد السوفيتي ، هذا الموضوع الهام والحيوي يحتاج الى جهداً جماعياً من قبل الحزب الشيوعي السوفيتي الحالي بشكل خاص ومن قبل الأحزاب الشيوعية العالمية بشكل عام ، من أجل التوصل ومعرفة الأسباب الحقيقية والموضوعية والذاتية ، والى دور العامل الداخلي والخارجي في حدوث هذا الزلزال المدوي والمرعب على البشرية جمعاء ، وما تركه من أثار سلبية على الصعيد المحلي والأقليمي والعالمي ولغاية اليوم ، أنها كارثة مأساوية حقيقية حدثت في نهاية القرن العشرين .
أن دراسة هذه التجربة الشائكة والمعقدة لابد من أن تنطلق من النظرية الماركسية ـــ اللينينية كمدخل للتحليل العلمي والموضوعي ، ويجب أن يلعب أهل البيت المخلصين لشعبهم وفكرهم وحزبهم الدور المميز والموضوعي لدراسة وتقييم أول تجربة بناء أشتراكي في العالم وبنقد موضوعي وهادف وبلا تردد أو رتوش ويجب اشراك العلماء من ذوي الأختصاصات المختلفة في ميدان الأقتصاد والقانون والتاريخ والفلسفة وعلم الأجتماع والسياسة ... إنها تجربة فريدة من نوعها فهي ملك للبشرية التقدمية جمعاء وليس ملك خاص للشعب والحزب الشيوعي السوفيتي .
من خلال تناولنا لموضوع من المسؤول عن تفكك الاتحاد السوفيتي للفترة من عام 1985ولغاية عام 1991 توصلنا الى بعض أهم ألأستنتاجات وهي :ـ
أولاً :ـــ تعد تجربة البناء الأشتراكي في الاتحاد السوفيتي من عام 1917 وحتى عام 1984 من أحدى أهم التجارب العالمية في عملية البناء الأشتراكي [ أن فترة 1985 ــ 1991هي فترة تقويض الأشتراكية ومنجزاتها ] في العالم ، وأستطاع الشعب السوفيتي والحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة لينين وستالين على تحقيق منجزات هائلة وكبيرة عجز عن تحقيقها أي حزب سياسي في العالم وخلال فترة قصيرة بالمنظور التاريخي ، وشملت هذه المنجزات كافة الميادين السياسية والأقتصادية ـــ الأجتماعية والعلمية والثقافية والعسكرية .
إستطاعت قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي الأطاحة بالنظام القيصري التابع والمتخلف وأعلان ثورة أكتوبر الأشتراكية العظمى ، وهي أول ثورة أشتراكية في العالم قادها حزب العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين ، وتم تحويل روسيا القيصرية من بلد زراعي تابع ومتخلف وغارق بالأمية والجهل والمرض الى دولة صناعية ـــ زراعية وعسكرية عظمى ، وأصبح الاتحاد السوفيتي وحلفائه يشكلون قطباً إشتراكياً رئيسياً في العالم وساعد ذلك على أشاعة الأمن والأستقرار على الصعيد العالمي لصالح الشعوب الفقيره ، وكما أستطاعت قيادة الحزب والشعب السوفيتي من ان تحقق النصر على قوى الثورة المضادة خلال الفترة 1918ــ 1922 والتي حظيت بالدعم السياسي والعسكري من قبل الغرب الأمبريالي بقيادة الأمبريالية الأمريكية ، وكما تم دحر الفاشية الألمانية والأنتصار عليها خلال الفترة [ 1941 ـــ 1945] وكان ثمن هذا الأنتصار ثمناً باهظاً من الناحية البشرية ، وكما استطاعت قيادة الحزب وبنجاح في أدارة شؤون البلاد السياسية والأقتصادية ـــ الأجتماعية والعسكرية لدولةً شكلت مساحتها سدس مساحة العالم .
أن النهج التحريفي والتخريبي الذي نفذ تحت شعار مايسمى باعادة البناء للفترة 1985ـ 1991 قد شكل أنتكاسة مريرة وخسارة كبيرة ليس فقط للشعب السوفيتي والحزب الشيوعي السوفيتي ، بل لكافة شعوب العالم التواقة للسلم والأمن والأستقرار وخسارة سياسية ليس للحركة الشيوعية العالمية ، بل لحركة التحرر الوطني ، أنها خسارة مؤقتة وسوف ترجع المياه الى مجاريها الطبيعية وهذه هي سنة الحياة ، وهذا الزلزال المروع يجب أن لايثني أو يهبط من عزيمة الشيوعيين المخلصين لأيديولوجيتهم العلمية ، وان حتمية تطور المجتمع لا نقاش فيها فهي سنة موضوعية وهي تسير أحياناً بشكل حلزوني ولكن يبقى الاتجاه العام هو التطور الصاعد نحو بناء المجتمع اللاطبقي مجتمع العدالة والرخاء والأستقرار والرفاهية .
إن تجربة البناء الأشتراكي في الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية هي تجربة أولى ورائدة في العالم وحققت هذه التجربة الاشتراكية منجزات تستحق الثناء لأنها تحققت وخلال فترة قصيرة، في حين لم تحقق الرأسمالية تلك المنجزات ألا في عدة قرون .
أن أستمرار البناء الاشتراكي في جمهورية كوبا وفيتنام وكوريا الشماليه وجمهورية الصين الشعبية... قد عكست نجاح البناء الأشتراكي في هذه البلدان ، وأن تجربة جمهورية الصين الشعبية تعد تجربة فريدة وناجحة في عملية البناء الأشتراكي ، وفي حالة أستمرار الصين على هذا النهج الاشتراكي وتعزيزه وتحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني فهو يعد أغناءً نظرياً جديداً للفكر الماركسي ـــ اللينيني ، ولكن هذه التجربة أيضاً محاطة بأخطار وتأمر من قبل خصومهم من الأمبرياليين بهدف تقويض هذه التجربة الرائدة .
ان الاعتماد الحقيقي والمباشر على الشغيلة صانعة الأنتاج المادي وأشراكها الحقيقي والفعلي في أتخاذ القرار السياسي والأقتصادي ... وتعزيز الديمقراطية داخل المجتمع الأشتراكي بشكل عام والحزب بشكل خاص والأعتراف بالسلبيات والاخطاء علناً ... كل ذلك يعزز من دوره ومكانة الحزب داخل المجتمع وبهذا الخصوص يشير فلاديمير لينين الى (( أن كل الأحزاب الثورية التي فنيت حتى الأن فنيت لأنها أصيبت بالغرور ولم تستطيع أن ترى أين تكمن قوتها وخافت من التحدث عن نقاط ضعفها . أما نحن فلن نفني ، لأننا لانخاف من التحدث عن نقاط ضعفنا وسنتعلم كيف يتم التغلب على نقاط الضعف )) .
ثانياً :ــ أن الأشتراكية كنظام سياسي وأقتصادي ــ أجتماعي هي أكثر فعالية وديناميكية وأكثر عدالة إجتماعية وأقتصادية ، وأكثر أنسانية من الرأسمالية ، بدليل حققت الأشتراكية في الأتحاد السوفيتي منجزات كثيرة وكبيرة وعلى مختلف الأصعدة وخلال فترة قصيرة جداً وهي الفترة من عام 1917 ــ 1984 وخلال هذه الفترة واجه الشعب السوفيتي الحرب الأهلية والحرب العالمية الثانية وما يسمى بالحرب الباردة والتي يمكن أن يطلق عليها الحرب العالمية الثالثة ، وبالرغم من كل ذلك وغيره فأن الأشتراكية قد حققت منجزات فاقت وتقدمت على ما حدث في النظام الرأسمالي العالمي ، وبهذا الخصوص يشير نيلسون ارووجودي سوزا الى أن (( الأقتصاد السوفيتي وأقتصادات الدول الأشتركية ، أستمرت بالنمو عموماً وبنسبة أعلى من نسبة نمو الأقتصاد الأمريكي وأقتصادات الدول الرأسمالية المتقدمة . فقد أزدادت إنتاجية العمل بالصناعة في الأتحاد السوفيتي وللفترة من عام 1951 إلى عام 1979 بمعدل 5,8 بالمئة سنوياً مقابل 3,2 بالمئة في الولايات المتحدة الأمريكية ، أما الأنتاج الصناعي لمجموعة الدول الأشتراكية فقد أزدادت ولنفس الفترة بمعدل سنوي 9,5 بالمئة مقابل 4,8 بالمئه في الدول الرأسمالية المتقدمة )) . وكما أكد سوزا الى أن (( الأنتاج الصناعي للأتحاد السوفيتي ، قد حقق في الفترة الواقعة بين عام 1928 وعام 1938 التي تصادفت مع الكساد الأعظم في المعسكر الرأسمالي نسبه من النمو بلغت 310 بالمئة )) ،
وكما يشير البرفسور فلاديمير ماسلينيكوف ألى أن ألأنتاج الصناعي خلال الفترة 1913 ــ 1938 زاد في فرنسا بنسبة 93,2 بالمئة ، وفي برطانيا بنسبة 113,2 بالمئة ، وفي أمريكا بنسبة 120 بالمئة ، وفي الأتحاد السوفيتي بنسبة 908,6 بالمئة .[ مجلة الحوار رقم 10 أكتوبر ، 2003، صفحة 27 باللغة الروسية ] .
أن تحقيق هذه المنجزات الكبرى قد تم الأعتماد بالدرجة الأولى على الموارد الذاتية البشرية والمادية وبدون قروض أو مساعدات مالية أجنبية ، ومن دون أستغلال او أستحواذ على ثروات شعوب العالم ، بل العكس قدم الأتحاد السوفيتي مساعدات نزيهة وغير مشروطة في الميادين الأجتماعية والأقتصادية لشعوب بلدان أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية من أجل تحررها السياسي والعمل على تحررها الاقتصادي من الغرب الأمبريالي .
نورد بعض المنجزات الكبرى التي تحققت خلال الفترة [ 1917 ــ 1953] على سبيل المثال ، فمثلاً خلال المدة 1917 ــ 1922 تم بناء 75 محطه كهربائية ضمن خطة [ غورلو ] وتم بناء 1250 مصنع ومعمل كبيرين في القطاع الصناعي ، وخلال الفترة [922 ــ 1953] تم بناء 25000 مصنع كبير في القطاع الصناعي ، ومنها تم بناء 11200 مصنع كبير قبل أندلاع الحرب العالمية الثانية ، وتم تأسيس 235300 كلخوز [ مزرعة تعاونية ] و 4000 سفخوز [ مزرعة دولة ] وخلال فترة الحرب الوطنية العظمى [ 1941 ــ 1945] تم بناء 3500 مصنع ومعمل كبيرين وتم اعادة ترميم 7500 مصنع ومعمل ، وبعد أنتهاء الحرب الوطنية العظمى وحتى عام 1953 تم بناء 8200 معمل ومصنع جديدين في القطاع الصناعي .
ثالثاً :ــ أن الأشتراكية والسلطة السوفيتية في الأتحاد السوفيتي ومنذ قيام ثورة أكتوبر الأشتراكية العظمى عام 1917 ولغاية عام 1984 ، لم تواجة أي أزمة حقيقية لا في الميدان الأقتصادي ولا في الميدان الأجتماعي كما حدثت أزمة 1929 ـــ 1933 التي شملت النظام الرأسمالي العالمي وخاصة في أمريكا ، وعندما تحول الاتحاد السوفيتي ــ روسيا الى الرأسمالية المتوحشة منذ عام 1985ولغاية اليوم واجهت أكثر ن أزمة سياسية وأقتصادية ـــ اجتماعية ، فعلى سبيل المثال وخلال فترة حكم غورباتشوف وفريقه للفترة 1985 ــ 1991 ، تم أيقاف 1750 من المصانع الكبيرة (( بحجة التجديد )) !! وقدرت الخسائر المادية لمشروع مايسمى بالبيرويسترويكا بتريليون دولار وأنخفض الدخل الحقيقي للغالبية العظمى من المواطنين وخاصة أصحاب الدخول المحدوده ، وتم تطبيق نظام البطاقة التموينية من أجل الحصول على السلع الغذائية وغيرها ، وأختفت السلع الغذائية وظهرت المافيا الروسية التي ضاربت بوقوت الشعب ، وأصبح من الصعوبة جداً الحصول على الخبز والملح والبطاطا.. !
خلال فترة حكم بوريس يلتسين [ 1991 ـــ 1999] والذي تبنى وطبق وصفة صندوق النقد والبنك الدوليين بهدف بناء الرأسمالية الطفيلية والمضاربة ، وكان من اهم نتائج هذه الوصفة هو أيقاف وتخريب أكثر من 30000 الف مؤسسة صناعية وتم تخريب وتدمير الدسبلين
[ الضبط ] في العمل ، وتم تقويض السلطة التشريعية الروسية بقوة السلاح العسكري الروسي من دبابات ومصفحات عسكريةً وتفشت ظاهرة مرعبة داخل المجتمع وهي ظاهرة المخدرات وتعاطي الكحول وبشكل مفرط ، وتنامي البطالة ومعدلات الجريمة ، أذ بلغ عدد الجرئم السنوية مابين 10 ــ 11 مليون جريمة ، في حين وفي ظل الأشتراكية وخلال الفترة [ 1955 ـــ 1985] وقعت في الاتحاد السوفيتي مليون و800 الف جريمة ، علماً أن الاتحاد السوفيتي كان يشغل سدس مساحة العالم ، وبلغت الخسائر المادية خلال فترة حكم يلتسين بــ 2,7 تريليون دولار ، وانخفض المستوى المعاشي للغالبية العظمى بــ 20 مره ناهيك عن تفشي البطالة والفقر ، أذ يعيش أكثر من 40 مليون شخص تحت خط الفقر بالمقابل ظهور المليونيرية والمليارديرية وأحتلت روسيا المرتبة الثانية في العالم بعد أمريكا في عدد المليارديرية !.
رابعاًً :ـ لازم النظام الرأسمالي العالمي منذ ظهوره ولغاية اليوم أزمات أقتصادية وأجتماعية ومالية ويعود السبب الرئيس لظهور هذه الأزمات الى الأساس الاقتصادي ــ الأجتماعي لهذا النظام وفشل هذا النظام في أيجاد حلول جذرية لمشاكله ، فنمو معدلات البطالة والفقر والتضخم النقدي وتفشي الجريمة والمخدرات والتلوث الأجتماعي وخاصة وسط الشباب ، وتعمق الهوة [ الفجوة ] الاقتصادية ــ الاجتماعية لصالح الطبقة الرأسمالية المتنفذة في الحكم أي لصالح الطغمة المالية الحاكمة .
أن من أهم الأزمات الأقتصادية والمالية التي حدثت في العالم الراسمالي والتي أخذت طابعاً عاماً وشاملاً وأنخفض الأنتاج المادي ، هي أزمة عام 1836 ، 1847 ، 1857 ، 1866 ، 1873 ،1882 ، 1890 ، 1900 ، 1907 ،1914 ، 1920 ، 1929 - 1933 ، 1937 ، 1939 ، 1948 ، 1957 ، 1970 ، 1974 ، 1977 ، 1984 ، 1998 ، 1999 .... 2008 ...، هذه أدلة دامغة تؤكد على فشل النظام الرأسمالي العالمي من أيجاد مخرجاً لأزماته المتكررة ، وأن المخرج الوحيد للخروج من هذه الأزمات لا يمكن أن يتم إلا من خلال تقويض اساسه الأقتصادي ــ الأجتماعي .
أن أزمة أيلول عام 2008 أكدت وتؤكد أن الأزمة ظهرت في أحد أهم قلاع النظام الأمبريالي العالمي إلا وهي الأمبريالية الأمريكية ، هذا النظام وهذا المجتمع الذي تطور على حساب نهب وأستحواذ ثروات شعوب العالم ، فأهم ما يتميز به الأقتصاد الرأسمالي الأمريكي كنموذج ، هو أنه أقتصاد طفيلي ومنذ السبعينات من القرن العشرين تحولت الرأسمالية الأمريكية من إنتاجية الى رأسمالية طفيلية ـــ خدمية مضاربة هدفها تحقيق وتعظيم الأرباح حتى لو (( أحترق )) الشعب الأمريكي أو (( أحترقت )) شعوب العالم ، وبسبب هذه التحول وغيره أتسم الأقتصاد الأمريكي بتنامي معدلات العجوزات المالية في الميزانية الحكومية والميزان التجاري وميزان المدفوعات ، بدليل بلغ أجمالي المديونية للولايات المتحدة الأمريكية حتى عام 2002 بــ 33 تريليون دولار وهذه المديونية تعادل أكثر من 4 مرات للناتج المحلي الاجمالي الأمريكي .
لقد فشل النظام الرأسمالي العالمي في أيجاد حلولاً جذريةً لأزماته المتكررته ، ولجأ قادة هذا النظام الغارق في أزماته من رأسه حتى اخمس قدميه ــ كما يقال ــ ولجأ الى أساليب غير شرعية وغير أنسانية ومن أهمها شن الحروب غير العادلة على الشعوب بهدف الأستحواذ على ثروات هذه الشعوب ومن اجل تصريف أزمته وحتى لو كانت لفترة معينة وما حدث ويحدث اليوم لشعوب بلدان أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ... ، إلا دليل حي وملموس على فشل هذه الأساليب اللاشرعية ، فاالنظام الراسمالي العالمي لايستطيع البقاء والتطور إلا على حساب إفقار وأذلال ونهب ثروات الشعوب ، وكان ماركس محقاً في تشخيصه العلمي الرائع أذ قال (( أن النظام الرأسمالي يجر الأفراد والشعوب عبر الدم والوحل والبوئس والأذلال )) وما تفعله (( رائدة الديمقراطية )) بشعوب جمهوريات الأتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية ... إلا دليل حي وملموس على التشخيص العلمي والموضوعي لكارل ماركس .
خامساً :ــ أن التراجع وعدم الألتزام الكامل بمبادئ النظرية الماركسية ـــ اللينينية ، وعدم السماح على تطويرها وبما يتلائم ومستجدات الوضع السياسي والأقتصادي ـــ الأجتماعي على الصعيدين المحلي والعالمي بل جرى (( تقديسها )) وهذا مخالف لجوهر النظرية ، وغياب القيادة الجماعية الحقيقية في العمل داخل الحزب وضعف الممارسة الحقيقية للديمقراطية داخل المجتمع والحزب ، وأبتعاد قادة وكوادر الحزب عن الشغيلة وبالتالي فقد الحزب دوره الطليعي في قيادة السلطة والمجتمع وبشكل تدريجي من أجل تحقيق هدفه الأعلى في بناء المجتمع الأشتراكي والحفاظ عليه بل تحول الحزب من حزب طليعي الى جهاز بيروقراطي ـــ أداري ، وتفشت فيه الامراض الخبيثة والبعيدة عن الفكر الأشتراكي ، وهذا بدوره ساعد وسمح بظهور قوى الثورة المضادة داخل الحزب والسلطة والمجتمع ، ونسقت هذه القوى في نشاطاتها وتحقيق اهدافها مع قوى الثالوث العالمي بهدف تحقيق هدفهم المشترك ألا وهو تقويض الاتحاد السوفيتي .
سادساً :ــ نعتقد ان الحفاظ على النظام الأشتركي ومنجزاته الكبرى يتطلب وجود قيادة سياسية كفوءة ومخلصة ومؤمنة بشعبها وحزبها وأيديولوجيتها ، قيادة سياسية تمتلك درجة عالية من الدهاء والذكاء السياسي ومن المؤهلات النظرية والأدارية بهدف أدارة شؤون البلاد والحفاظ على الأشتراكية ومنجزاتها .
أن هذه المواصفات وجدت في شخصية لينين وستالين ، وأن القيادة السوفيتية التي جاءت بعد ستالين (( بأستثناء خروشوف الذي سلك السلوك التحريفي ـــ الأنتهازي والذي خلق المقدمات لتقويض الحزب والأشتراكية ، وميخائيل غورباتشوف بنهجه الخياني الذي كان يهدف الى تقويض الاتحاد السوفيتي ...)) لم يتمتعوا بالمواصفات النظرية والأدارية والتنبؤ والحسم المبدئي الذي تمتع به كل من لينين وستالين ، بدليل لو تمتع هؤلاء القادة السوفيت بما تمتع به كل من لينين وستالين لما ظهرت قوى الثورة المضادة ، ولما أستطاعت الحكومة العالمية من تنفيذ مشروعها اللامشروع والهدام .
سابعاً :ــ أن تفكك الأتحاد السوفيتي وغيابه من الساحة السياسية الدولية جاء من خلال التحالف بين (( الطابور الخامس )) و (( عملاء النفوذ )) المتواجدين في قمة الحزب والسلطة وخاصة خلال الفترة 1985 ــ 1991 ولعبت العناصر القيادية في الحزب والسلطة من غير الروس الدور الرئيس والفعال من خلال تنسيقها وتعاونها مع قوى الثالوث العالمي من أجل تقويض الأتحاد السوفيتي وتم ذلك تحت غطاء ما يسمى بالبيرويسترويكا سيئة الصيت .
ثامناً :ـــ يجب الأعتراف بحقيقة موضوعية بالرغم من قساوتها ومرارتها والتي لم يشهد لها التاريخ السياسي الحديث إلا وهي أن (( قادة )) أكبر حزب سياسي في العالم و (( قادة )) دولة عظمى أقدموا وبشكل واعي ومنظم وهادف بتقويض حزبهم ودولتهم العظمى وتحت سيناريو مايسمى بعملية اعادة البناء وأخذت الخيانة في قيادة الحزب والسلطة طابعاً جماعياً .
لعب غورباتشوف وفريقه البيرويسترويكي والمكون من أهم عناصره وهم ياكوفلييف وشيفرنادزه ويلتسين وأرباتوف ومدفيدوف وبريماكوف وأفاناسييف وفولسكي وسوبجاك وغايدار وتشرنيوميردين وغافريل بوبوف ، وغيرهم دوراً رئيساً في تقويض السلطة السوفيتية ،إذ أستخدموا هؤلاء (( القادة ــ الكادر )) أسلوب الخداع الماكر وشعارات براقة وكاذبة بهدف تظليل اعضاء وكادر الحزب والغالبية العظمى من الشعب السوفيتي واهم شعارات ما يسمى بالبيرويسترويكا هي (( حقوق الأنسان والتعددية والديمقراطية والعلنية والتعجيل والتطوير ...)) وبحكم العلاقة (( الرفاقية )) غير المتكافئة بين قادة البيرويسترويكا وغالبية الأحزاب الشيوعية ، أذ تم خداع وتظليل غالبية قادة الأحزاب الشيوعية .
أن (( قادة )) ما يسمى بالبيرويسترويكا لم يكونوا في يوماً ما شيوعيين ومبدئيين حقيقيين وليس لديهم أي أيمان لا بالحزب ولا بالفكر الأشتراكي ولا بالسلطة السوفيتية وبالنتيجة تحول هؤلاء (( القادة )) الى زمرة خانت شعبها وحزبها بدرجة يصعب تصورها وتصديقها ، وفعلاً أنهم إنتهازيين وتحريفيين بدرجة أمتياز + 1 ـــ كما يقال ـــ إذ قاموا هؤلاء بتقويض حزبهم ودولتهم وبدون أطلاق طلقة واحدة وهم خدموا ونفذوا مشروع الحكومة العالمية .
لقد اصبح غالبية هؤلاء (( القادة ــ الكادر )) اليوم رؤساء لرابطة الدول المستقلة (( جمهوريات الأتحاد السوفيتي )) وهم يروجون ويبشرون اليوم للرأسمالية على أنها (( الجنة والمنقذ ...)) لشعوب العالم ، واصبحوا اليوم (( منظرين )) للرأسمالية المتوحشة وتحولوا هؤلاء (( القادة ــ الكادر )) من (( شيوعيين )) !! الى رأسماليين طفيليين ، أذ جمعوا في ايديهم السلطة والمال والأعلام وحولوا دولتهم الى دولة قمعية وبوليسية ... ، وهم يتسابقون اليوم للأنظمام الى حلف الناتو ، أداة القمع والأرهاب الدولي ضد الشعوب الرافظة للرأسمالية ولسياسة الولايات المتحدة الأمريكية .
ليس غريباً من أن يتحول بعض (( قادة وكوادر )) الحزب الحاكم وبعض قيادات اتحاد نقابات العمال وقيادات الكومسومول وقيادات السلطة وخاصة السلطة التنفيذية [ مدنية ــ عسكرية ] الى أشد المعادين للفكر الماركسي ــ اللينيني والسلطة السوفيتية وللأشتراكية ومواصلت هجومهم الذي يخلوا من المصداقية والموضوعية والغارق بالكذب والأفتراء المبتذل ذو الطابع البرجوازي ، وأن هؤلاء قد تحولوا الى رجال أعمال محترفين ورأسماليين جشعين ولصوص ماهرين ومتوحشين ، وتراكمت لديهم ثروات خيالية وبشكل غير مشروع وغير قانوني وتم تهريب معظم هذه الثروات الى الخارج وحصل هؤلاء على هذه الثروات من خلال تطبيق ما يسمى ببرنامج الخصخصة والتي نفذت بشكل غير قانوني أي ليس عبر السلطة التشريعية ، بل عبر مراسيم رئاسية أصدرها بوريس يلتسين خلال فترة حكمه للفترة 1992ــ 1999.
أن النظام الحاكم الذي جاء بعد يلتسين رفض أعادة النظر والتقييم لتنفيذ برنامج الخصخصة واعتبره خطاً أحمراً وهذا الموقف يحمل طابعاً أيديولوجياً وأقتصادياً وسياسياً ، أن الهدف الرئيس لليبراليين المزيفين والأنتهازيين هو جمع المال ثم المال ثم المال وليس غير ذلك !!.
يجب أن يتم الاعتراف وبشكل علني ورسمي بالحقيقة الموضوعية إلا وهي أن بداية ناقوس الخطر الجدي والحقيقي والمأساوي الذي واجهته ولاتزال تواجه الحركة الشيوعية العالمية قد بدأ فعلياً منذ أنعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي من القرن الماضي ، أذ كرس هذا المؤتمر النهج التحريفي داخل الحركة وأضعاف دورها ومكانتها على الصعيد العالمي وكما أدخل هذا النهج اللامبدئي الى ظهور الأنقسام التنظيمي والأيديولوجي داخل الحركة وأدخالها وأغراقها في أزمةً فكريةً وسياسيةً وتنظيميةً هي في غنى عنها أصلاً، وكان من الأجدر على الغالبية العظمى من قادة الحركة الشيوعية أن يتحلوا بمبدئية ومصداقية عالية وأن يدينوا النهج التحريفي لخروشوف والعمل الجاد على حل جميع المشاكل ومهما كان شكلها ومضمونها إنطلاقاُ من النظرية الماركسية ــ اللينينية بهدف الحفاظ على وحدة الحركة الشيوعية العالمية وخاصة بين قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي والحزب الشيوعي الصيني ، ولكن ومما يؤسف اليه أن غالبية قادة الأحزاب الشيوعية العالمية قد إنحازوا لصالح خرشوف وفريقه ، وكتحصيل حاصل تم إتخاذ موقف غير ودي من قيادة الحزب الشيوعي الصيني .
نعتقد ، أن قيادة الحزبين الشيوعي السوفيتي والصيني يتحملان كامل المسؤولية لما حدث للحركة الشيوعية العالمية بشكل عام وتتحمل قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي المسؤولية الكبرى بشكل خاص ، ومما يؤسف له جرى تعميق هذه الأزمة المفتعلة بفعل العوامل الداخلية والخارجية .
أن انحياز الغالبية العظمى من قادة الأحزاب الشيوعية العالمية لصالح خرشوف وفريقه قد شكل جريمة كبرى بالحركة الشيوعية العالمية ، وكان الأجدر بهم أن ينحازوا الى المبادئ المبدئية للنظرية وأن يعالجوا هذه الخلافات ومهما كان شكلها ودوافعها أنطلاقأً من النظرية الماركسية ـــ اللينينية بهدف أبعاد الأزمة وتفاقمها ، وأن ما حدث للأتحاد السوفيتي من عام 1985 حتى عام 1991 تتحمله قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي بشكل خاص وقادة الحركة الشيوعية العالمية بشكل عام ، لأن تأييد الغالبية العظمى من قادة الأحزاب الشيوعية العالمية لنهج غورباتشوف وفريقه قد أدى الى تقويض أكبر حزب شيوعي وأكبر دولى عظمى .
نعتقد أن هناك أسباب عديدة قد أدت الى تعمق وأستمرار الأزمة الفكرية والسياسية داخل الحركة الشيوعية العالمية نذكر من اهمها الأتي :ـــ
1:ــــ وجود مركز واحد قد أحتكر لنفسه كل شيئ تقريباً وفي الميادين المختلفة وينطلق قادة هذا المركز من أنهم يمثلون دولة عظمى سياسياً وأقتصادياً وعسكرياً ، وكما يمثلون أكبر حزب شيوعي في العالم ، فهذه حقائق لايمكن أنكارها أصلاً ، وفي الواقع كانت موسكو تقرر كل شيئ تقريباً .
2:ـــ أن العلاقة بين الأحزاب الشيوعية لم تقم على أساس مبدأ الديمقراطية والتكافؤ وأحترام وجهات النظر السياسية مما أدى ذلك الى ضعف إستقلالية هذه الأحزاب في إتخاذ كثير من القرارات السياسية وغيرها على الصعيد الداخلي لكل حزب .
3:ــــ لم يتحلى قادة أكبر حزبين شيوعيين في العالم بالمرونة السياسية المطلوبة من مخاطر مواقفهما وأثارها ونتائجها المستقبلية على حزبيهما وعلى الحركة الشيوعية العالمية ، وخاصة قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي ، ومما يؤسف له أحياناً لعبت العوامل الشخصية بين قادة هذين الحزبين دورها السلبي في تعميق وأستمرار الأزمة فيما بينهما مما خدم كل ذلك سواء كان مقصوداً أو غير مقصوداً ، سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر ، مخطط قوى الثالوث العالمي ولعبت هذه القوى دوراً كبيراً في تعميق الأزمة ، حتى أوصلت الحالة الى أعلان الحرب بين أكبر حزبين شيوعيين حاكمين وهذا ما خدم خصومهم الأيديولوجيين. فالمصلحة من تم كل ذلك ؟ ومن المستفيد منه ؟ وما هي القوى الخفية الداخلية التي دفعت بتعميق هذه الخلافات ؟ وهل أستعصى أيجاد حلاً لمعالجة الخلافات بين أكبر حزبين شيوعيين في العالم ؟ وكيف أستطاع بوريس يلتسين ومن جاء من بعده من أيجاد حلول لحل المشاكل بين روسيا الأتحادية وجمهورية الصين الشعبية ؟!.
هل فكر قائد شيوعي سواء كان داخل الحزب الشيوعي السوفيتي أو داخل الحزب الشيوعي الصيني أو غيرهما من قادة الأحزاب الشيوعية على توحيد الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية وجمهورية الصين الشعبية وغيرهما من الدول الأشتراكية الأخرى في حلف أستراتيجي سياسي وأقتصادي ــ أيديولوجي وعسكري حقيقي مبني على أساس تطوير وتعزيز النظام الأشتراكي والحفاظ عليه ، علماً لو تم ذلك لشكل أكبر ثقل سياسي وأقتصادي وعسكري وبشري ، فمثلاً ثقله البشري كان يتجاوز 2 مليار نسمة ، وهذا يصب لصالح النظام الأشتراكي ولصالح البشرية التقدمية جمعاء ولكن ...!!.
في 14/6/1963 ، حذرت قيادة الحزب الشيوعي الصيني في رسالة مفتوحة من خطر نهج نيكيتا خروشوف التحريفي والذي أدى الى أضعاف ثم أنقسام الحركة الشيوعية العالمية .
وبسبب هذا النهج التحريفي ظهرت ما يسمى بالشيوعية الاوربية ، ولم تستطيع الحركة الشيوعية من عقد أجتماعاتها وبشكل منتظم ، بل يمكن القول أنها فشلت في تحقيق ذلك منذ السبعينات من القرن الماضي ، فهل هذا شيئ معقول ومقبول في ظل تعمق أزمة النظام الأمبريالي العالمي وظهور الأمبريالية الأمريكية كقطب متوحش يريد أفتراس شعوب العالم والأستحواذ على ثرواته وتحت مبررات واهية من أجل تصريف ازمته العميقة والمتفاقمة .
نعتقد, كان من الضروري على قيادات الاحزاب الشيوعية العالمية من أن تتحلى بمسؤوليتها التاريخية ، وأن تدرك كل الابعاد والمخاطر التي واجهت حركتهم الشيوعية , وأن لاتنحاز الى هذه القيادة أو تلك أو تحت أي مبررات كانت ، بل يجب أن يكون موقفها مبدئي وموضوعي ومنطلقاً من جوهر نظريتهم العلمية بهدف معالجة الخلافات الفكرية والسياسية القائمة والحفاظ على البيت الشيوعي العالمي ، وكان هذا ولا يزال هوا المفتاح الرئيس لمعالجة الأنقسامات والتشرذم والتشويش الفكري على صعيد كل حزب شيوعي أو على صعيد الأحزاب الشيوعية العالمية .
أن الكارثة السياسية والفكرية والأقتصادية التي حلت في الجزء الهام من المعسكر الأشتراكي والمتمثل بالأتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية لايمكن ان تكون نهاية المطاف ونهاية النضال العادل والمشروع للمشروع الأشتراكي الأنساني ، وكما لا يمكن ان تكون الرأسمالية نهاية التاريخ كما طبل لها (( منظروا )) النظام الرأسمالي وأعلامه الغير صادق ، وأن الرأسمالية قد (( أنتصرت )) وهي نهاية المطاف .
أن التاريخ له بداية وستكون نهايتة هو بناء المجتمع اللاطبقي ، مجتمع العدالة والديمقراطية ، مجتمع يغيب فيه استغلال الأنسان لأخيه الأنسان ، مجتمع بلا حروب وفقر ، مجتمع يسوده الأمن والأستقرار ، وتحقيق الرفاهية للمجتمع , فالرأسمالية ليس لها مستقبل .
المصادر
1ــ فلاديمير لينين ، المؤلفات الكاملة ، المجلد رقم 6 ، صفحة 362 باللغة الروسية .
2ــ فلاديمير لينين ، المؤلفات الكاملة ، المجلد 41 ، صفحة 184 ، باللغة الروسية .
3ــ فلاديمير لينين ، المؤلفات الكاملة ، المجلد 42 ، صفحة 234 ، باللغة الروسية .
4ــ فلاديمير لينين ، المؤلفات الكاملة ، المجلد 44 ، صفحة 148 ، باللغة الروسية .
5ــ فلاديمير لينين ، المؤلفات الكاملة ، المجلد 45 ، صفحة 118 ، باللغة الروسية
6ــ الأتحاد السوفيتي بالأرقام ، موسكو ، السنة 1985 باللغة الروسية .
7ـ من أين ينبع الخطر على السلام ، دار التقدم ، موسكو ، السنة 1987 .
8ــ بوغايف ، ماهو الحزب ، دار التقدم ، موسكو ، السنة 1988 .
9ــ اوليغ بلاتونوف ، الماسونية العالمية والمؤامرة على الأتحاد السوفيتي ، ترجمة
واعداد د. يوسف سلمان ود. نجم الدليمي ، دمشق السنة 1997.
10ــ نيلسون ارووجودي سوزا ، أنهيار الليبرالية الجديدة ، ترجمة جعفر علي السوداني
بغداد ، السنة .1999
11ــ شالنايف . س. ب ، من المسؤول عن تفكك الأتحاد السوفيتي ، موسكو ، السنة .
2001 باللغة الروسية .
12ــ ديمتري فالوفي ، وهن السلطة ، موسكو ، السنة 2002 باللغة الروسية .
13ــ مجموعة باحثين ، عشر سنوات هزت العالم (( 1991 ــ 2001 )) موسكو ، السنة
2002 ، باللغة الروسية .
14ــ نيكولاي سرغيفيج ليونوف ، الطريق الذي سلكته روسيا ، موسكو ، السنة 2002 ،
باللغة الروسية .
15ــ زبيغينو بريجينسكي ، لوحة الشطرنج الكبرى ، موسكو ، السنة 2002 باللغة .
الروسية .
16ــ ريم كراسيلينكوف ، الصليبية الجديدة ، وكالة المخابرات المركزية الامريكية
والبيرويسترويكا ، موسكو ، السنة 2003 باللغة الروسية .
17ــ مجلة الحوار ، رقم 8 ، أب ، السنة 2001 ، باللغة الروسية .
18ــ مجلة الحوار ، رقم 1 ، كانون الثاني ، السنة 2003 باللغة الروسية .
19ــ مجلة الحوار ، رقم 10 ، أكتوبر السنة 2003 ، باللغة الروسية .
20ــ د. نجم الدليمي ، القادة الذين أسقطو بلادهم ، جريدة قاسيون ، دمشق ،
الأعداد 154 ــ 156 ، 159 ، السنة 2001.
21ـــ جريدة البرافدا ، 11/4/1984 باللغة الروسية .
22ــ جريدة البرافدا ، 5/6/1984 باللغة الروسية .
23ــ جريدة روسيا السوفيتية ، 2/11/2002 باللغة الروسية .
24ــ جريدة روسيا السوفيتية ، 30 / 11/2002 باللغة الروسية .
25ــ جريدة باتريوت ، العدد 37 ، أيلول ، السنة 2002 باللغة الروسية .
26ــ جريدة الغد ، العدد 47، تشرين الثاني ، السنة 2002 باللغة الروسية .
27ـــ جريدة باتريوت ، العدد 3 ، كانون الثاني ، السنة 2003 باللغة الروسية .
28ـــ جريدة روسيا السوفيتية ، 11/1/2003 باللغة الروسية .
29ــ جريدة روسيا السوفيتية ، 16/1/2003 باللغة الروسية .
30ــ جريدة برافدا روسيا ، العدد 4 ، 29/1ـــ 4/2/2003 باللغة الروسية
المبحث السابع :ــ خطوات ضرورية
(( أن البروليتاريا لا يمكن أن تنتصر ألا عن طريق
الديمقراطية وبتحقيق الديمقراطية عل أكمل وجه )) .
لينين
أن مؤسسوا الماركسية ــ اللينينية لم ينظروا ألى النظرية العلمية التي أنشأوها على أنها مجموعة من المسلمات الجامدة والجاهزة والصالحة لكافة العصور والشعوب ، وبهذا الخصوص أشار لينين (( أننا لا ننظر بحال ألى نظرية ماركس على أنها شيئ ما أنتهى ، ولا يمكن المساس بها ، ونحن على قناعة ــ على عكس ذلك ــ بأنها أرست فقط حجر أساس ذلك العلم الذي ينبغي على الأشتراكيين من ان يطوروه قدماً وفي كافة الأتجاهات أذا كانوا راغبين في عدم التخلف عن ركب الحياة )) .
يشير فلاديمير لينين (( ... أن الأشتراكية ، بكونها أيديولوجيا الصراع الطبقي للبروليتاريا ، أي أنها تبنىَ على مادة المعرفة البشرية كلها ، تفترض تطوراً عالياً للعلم وتتطلب عملاً علمياً )) . وكما يشير ستالين (( من أجل أجتناب الخطأ في السياسة يجب أن يكون الأنسان ثورياً لا أصلاحياً )) .
نعتقد ، من الضروري على الأحزاب الشيوعية العالمية وقادتها من أن يتخذوا خطوات ملموسة نابعة من النظرية الماركسية اللينينية من أجل الخروج من هذه الأزمة الفكرية والتنظيمية ... ومن أهم هذه الخطوات هي ألأتي :ــ
الخطوة الاولى :ـ من الضروري الألتزام والعمل المبدع بالنظرية الماركسية ـــ اللينينية وتطويرها وأغناؤها وبما يتلائم والمستجدات السياسية والأقتصادية ــ الأجتماعية من قبل جميع الاحزاب الشيوعية كعقل جماعي واحد وبغض النظر عن طبيعة وضروف وقوة هذا الحزب أو ذاك ، أي بمعنى أخر سواء كان هذا الحزب حزباً كبيراً أو صغيراً ، حاكماً أو غير حاكم ، يعمل في ضروف عمل علنية أو سرية ، وضرورة العمل المنظم ووفق الأمكانيات المتاحة لكل حزب من نشر الفكر الأشتراكي بين أوساط الجماهير وخاصة وسط الطبقة العاملة وحلفائها والدفاع عن هذا الفكر وبلا تردد أو مجاملة للنظام الحاكم ، وكما يتطلب أيضاً من الأحزاب الشيوعية أن لاتجزأ النظرية فالنظرية الماركسية ــ اللينينية هي وحدة متكاملة ولا يمكن فصل الماركسية عن اللينينية وأن تم ذلك فهذا يعني البداية الحقيقية للنهج التحريفي ــ الأنتهازي والخيانة العظمى للأيديولوجية العلمية فالنظرية الماركسية ــ اللينينية هي جسم واحد ومتكامل فلا يمكن فصل الرئس عن الجسم .
الخطوة الثانية :ـ العمل الجاد على تطبيق المبادئ اللينينية في التنظيم وفي الحياة الداخلية للحزب من حيث الممارسة الفعلية والسليمة والصادقة والهادفة بهدف التربية الحزبية وليس الأكتفاء بترديدها نظرياً أو عدم الألتزام بها ومن حق كل حزب شيوعي أن يأخذ بنظر الأعتبار جميع الضروف المحيطه به ، مع الأحتفاظ بالثوابت المبدئية في العمل وفي مقدمة ذلك تطبيق مبدأ المركزية الديمقراطية ، وممارسة النقد والنقد الذاتي والعمل بمبدأ التظامن الأممي .
أن هذه المبادئ وغيرها تخدم وحدة الحزب السياسية والتنظيمية والفكرية ، وأن تحقيق ذلك وغيره سوف يعزز من دور ومكانة الحزب والحركة الشيوعية على الصعيدين المحلي والعالمي ، وعدم الألتزام بذلك سوف يتحول الحزب الشيوعي الى حزب فاقداً لثوريته ومبدئيته ، ويصبح حزباً أشتراكياً ديمقراطياً يخدم الأيديولوجية البرجوازية .
الخطوة الثالثة :ــ من الضروري أن يتم تشجيع الحوار والصراع الفكري المبدئي الهادئ والهادف داخل الحزب والمنطلق من الفكر الماركسي ـــ اللينيني ، ويعد ذلك مبدأً ديمقراطياً مشروعاً وهاماً وحيوياً من أجل تعزيز وحدة الحزب في جميع ميادين العمل .
أن تطبيق ذلك يتطلب قيادةً كفوءةً ومخلصةً ، قيادةً تؤمن بذلك قولاً وفعلاً وممارسةًً ، وقيادة لديها سعةً من الصدر من أن تسمع وتصغي وتحترم أراء الرفاق المعارضين لها ، وعدم الأخذ (( بمبدأ )) التهميش والتشهير والأبعاد من الحزب وتحت مبررات واهيةً وغير مبدئيةً ، وكما يتطلب الأبتعاد عن (( مبدأ )) الكيل بمكيالين ، بل ضرورة سماع رأي الأغلبية في الحزب وخاصة في القضايا الهامة والمصيرية التي تواجه الحزب في حياته وعمله ، وفي حالة الألتزام بذلك سوف يساعد قيادة الحزب من ان تضع سياسةً تكتيكيةً وأستراتيجيةً ناجحةً ، ولكن مما يؤسف اليه أن بعض قيادات الأحزاب الشيوعية لم تلتزم بذلك وكانت النتائج وخيمة وسلبية وفي مقدمة ذلك ضعف دور ومكانة الحزب وسط الجماهير والأنقسامات [ التشرذم ] ... وكل ذلك صب ويصب وسوف يصب لصالح الخصم الأيديولوجي . فلمصلحة من يتم ذلك ؟!.
الخطوة الرابعة :ـ من الضروري العمل على وحدة الشيوعيين على صعيد البلد الواحد، ويجب أن يكون في البلد الواحد حزباً شيوعياً واحداً ، وأن تتوحد هذه الأحزاب على أسس ومبادئ علمية ومن أهمها الألتزام بالنظرية الماركسية ـــ اللينينية كمرشد رئيس في عملها وحياتها الداخلية ، وبدكتاتورية البروليتاريا [ سلطة الشعب ] ، والعمل بمبدأ التضامن الأممي ، وبناء المجتمع اللاطبقي أي المجتمع الشيوعي ، وكما يتطلب من بعض قيادات الأحزاب الشيوعية من أن تتخلى وترفض نزعة الزعامة الأبدية والتكابر ومفهوم (( الأنا )) و (( الأنا الأوحد )) فهذه هي عدوى وأمراض الأحزاب البرجوازية ، وكما يتطلب من هذه القيادات الرفض المبدئي لفكرة (( خصخصة )) الحزب سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، لأن الحزب ليس ملكاً لهذا (( القائد )) أو لتلك (( المجموعة )) بل أن الحزب هو ملك الشغيلة الثورية وحلفائها من الفلاحين والمثقفين الثوريين فالحزب الشيوعي حزباً ثورياً وطبقياً ويسترشد بنظريةً ثوريةً ، فهو ليس (( ملكيةً خاصةًً )) ومن يرفض ذلك سوف يضع نفسه في النهاية خارج الحزب اليوم أو غدا وفي مزبلة التاريخً ، ويجب على القيادات والكوادر والأعضاء المخلصين من أن يدركوا ويتحملوا المسؤولية اليوم وان يلعبوا دوراً هاماً ورئيسياً في وحدة احزابهم ، أي في حزب شيوعي حقيقي واحد في بلدهم ، وهذه هي مسؤوليتهم الجماعية والتاريخية في ظل هجمة الخصم الأيديولوجي المتوحش التي تواجهها الحركة الشيوعية العالمية اليوم .
الخطوة الخامسة :ـ العمل الجاد والمستمر من أجل مكافحة كافة التيارات التحريفية والأنتهازية والوصولية والتوفيقية داخل الحزب وتطهير الحزب من هذه التيارات المعادية للفكر الأشتراكي ، وكما يشكل التحريفيون والأنتهازيون تياران خطران داخل كل حزب شيوعي وعلى صعيد الحركة الشيوعية العالمية ، فهم يهدفون الى أخضاع مصالح الطبقة العاملة وحلفائها لصالح الطبقة البرجوازية والتخلي عن النضال من أجل الثورة الأشتراكية ودكتاتورية البروليتاريا [ سلطة الشعب ] وفي النهاية التخلي عملياً من النضال من أجل الأشتراكية والشيوعية .
أن التيار التحريفي والأنتهازي هما وثيقا الصلة بالأمبريالية العالمية وحلفائها ، وأن الهدف الرئيس لهذين التيارين هو أضعاف ثم تفتيت الأحزاب الشيوعية وأبعادها عن نظريتها العلمية وهذا ما تهدف اليه الحكومة العالمية .
أن النضال الحقيقي ضد التحريفية والأنتهازية داخل كل حزب شيوعي وعلى صعيد الحركة الشيوعية العالمية وقلع جذورها الفكرية والسياسية والأقتصادية هو مطلب غاية في الأهمية وخاصة في ضروفنا الحالية وبدون ذلك كما أشار فلاديمير لينين الى أنه لايمكن الحديث عن النضال ضد الأمبريالية ، ولايمكن الحديث عن النضال من أجل الماركسية ، ولا عن النضال من أجل حركة العمال الأشتراكية ، ألا من خلال العمل الجاد على تصفية التيار التحريفي والأنتهازي داخل الحركة الشيوعية العالمية
الخطوة السادسة :ــ من الضروري أن تعقد الأحزاب الشيوعية إجتماعات منتظمة وليكن كل 5 سنوات من أجل دراسة الأوضاع السياسية والأقتصادية ـــ الأجتماعية والفكرية على صعيد الحركة الشيوعية العالمية والعمل على وضع سياسة ستراتيجية عامة للحركة على أساس دراسة الواقع الموضوعي وبالملموس ، وأن يتم رسم هذه الأستراتيجية بعقل جماعي وعلى أساس مبدأ الديمقراطية والتشاور والتحاور الديمقراطي الهادف ، وأن الهدف الرئيس لهذه الأستراتيجية هو العمل على أحباط مشاريع قوى الثالوث العالمية بالدرجة الأولى . وأعتبار قوى الثالوث العالمية هي العدو رقم 1 .
الخطوة السابعة :ــ ضرورة العمل على أعادة أصدار مجلة نظرية علمية للأحزاب الشيوعية العالمية وليكن أعادة أسمها القديم مجلة [ قضايا السلم والأشتراكية ] وأن تساهم جميع الأحزاب الشيوعية في أعادة أصدارها وأن يقوم عمل ونشاط المجلة النظري على مبدأ التضامن والتكافؤ والحوار الديمقراطي الهادف بعيداً عن الأحتكار ، وأن يكون الهدف الرئيس للمجلة هو العمل على أغناء وتطوير الفكر الماركسي ـــ اللينيني والعمل على تطوير وأغناء تجارب البناء الأشتراكي وممارسة النقد العلمي والموضوعي وبشكل علني لعملية البناء الأشتراكي ، بهدف تعزيز وتطوير وأغناء هذه العملية التي تحمل طابعاً أنسانياً وأجتماعياً وأقتصادياً عادلاً .
من الضروري على الأحزاب الشيوعية العربية أن تعمل على تأسيس معهد علمي للأبحاث الأشتراكية وأصدار مجلة نظرية ملتزمة وذات محتوى أيديولوجي ملتزم ومتميز ، وأن تقوم قيادات هذه الأحزاب بترشيح خيرة الكفاءات السياسية والعلمية وعلى أساس الألتزام المبدئي بالفكر الأشتراكي العلمي ومن مختلف الأختصاصات الأقتصادية والفلسفية والسياسية والقانونية ... كما يتطلب أيضاً فتح الباب أمام المفكرين الماركسيين والوطنيين من البلدان العربية في الأسهام العلمي في المجلة ، وأن يكون الهدف الرئيس للمجلة ولبحوثها العلمية هو أغناء وتطوير الفكر الماركسي ـــ اللينيني ، أخذين بنظر الأعتبار الضروف الوطنية والقومية للبلدان العربية وبما يخدم مصالح شعوب هذه البلدان ، ومن الضروري أيضاً أن تكون المجلة النظرية منبراً للحوار الديمقراطي والأيديولوجي الملتزم في البلدان العربية وبشكل علني وهادف ، ومن أجل خلق أجواء ديمقراطية بين الأتجاهات السياسية المختلفة ، وأن يكون هدف الأحزاب الشيوعية العربية هو وحدة الشعوب العربية وتحت أسم أتحاد الجمهوريات العربية الأشتراكية ، أي الهدف الرئيس هو بناء المجتمع العربي الأشتراكي العادل .
الخطوة الثامنة :ــ كان مشروع مايسمى بالبيرويسترويكا ، مشروعاً في شكله ومضمونه مشروعاً للحكومية العالمية ، وعليه فأن مبدئية ومصداقية كل حزب شيوعي يتطلب منه تحديد موقفه المبدئي والعلني من هذا المشروع وقيادته التحريفية ــــ الأنتهازية وبشكل علني ، لأن هذا المشروع الخياني قد الحق ضرراً بالغاً بالحركة الشيوعية العالمية بشكل عام وأختفاء أكبر حزب ودولة عظمى ... ، وفي حالة عدم أدانة أي حزب شيوعي لنهج غورباتشوف التحريفي ــ والأنتهازي ومن سار ويسير على نفس هذا النهج الخياني فأن قيادة هذا الحزب سوف تفقد مبدئيتها ومصداقيتها وشرعيتها أمام جماهير حزبها من العمال والفلاحين ، وكما يتطلب قرار الأدانة وبشكل جماعي من قبل قادة الحركة الشيوعية العالمية لنهج غورباتشوف وزمرته ، وفي حالة عدم تحقيق ذلك فهذا يعني سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر أعطاء (( الشرعية )) لهذا المشروع الخياني الذي خدم وحقق أهداف قوى الثالوث العالمي .
الخطوة التاسعة :ـــ أن الضروف الساسية الأقتصادية والأجتماعية التي تعيشها شعوب العالم وخاصة بعد عام 1991 ولغاية اليوم هي مأساوية وكارثية أذ يعيش العالم اليوم دوامة من الفوضى وعدم الأستقرار وتفاقم الأزمات الأقتصادية والمالية المتكررة ومحاولة أمريكا للهيمنة على العالم وقيادته ، والهجوم الوحشي والبربري على حقوق الطبقة العاملة والفلاحين في البلدان الرأسمالية بشكل خاص والهجوم على كادحي شعوب العالم بشكل عام قد شكلا سمتةً مميزةً لعصرنا الحالي .
أن ما حل بالحركة الشيوعية العالمية من أرهاصات فكرية وتنظيمية كبيرة بالرغم من أن هذه الأرهاصات والأنتكاسات ماهي ألا مؤقتة وزائلة ، وأن معالجة هذه المشاكل التي تواجه الحركة الشيوعية والمتمثلة في الميدان الفكري والتنظيمي والسياسي والأقتصادي يتطلب وبشكل ملح اليوم وليس غداً الدعوة الجادة الى تأسيس أمميةً رابعةً للحركة الشيوعية العالمية تقوم على الأسس المبدئية والديمقراطية للنظرية الماركسية ــ اللينينية والعمل الجماعي للأممية ، وأن يكون هدفها الرئيس هو أغناء وتطوير النظرية الماركسية ـــ اللينينية والدفاع عنها وكذلك الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة وحلفائها والتخلص من كافة التيارات التحريفية والأنتهازية والتوفيقية .
الخطوة العاشرة :ــ من الضروري أن يدرك القادة والكوادر والأعضاء المخلصين في الحركة الشيوعية العالمية من أن تفكيك الأتحاد السوفيتي جاء بفعل الخيانة العظمى ، وخاصة الخيانة التي وقعت في (( قادة )) الحزب الحاكم خلال الفترة 1985 ـــ 1991 ، وأن السبب الرئيس لايكمن بالنظرية بل بالنهج التحريفي ـــ الأنتهازي الذي تبناه غورباتشوف وفريقه .
أن أحباط وأفشال مشروع قوى الثالوث العالمي الذي يتم تنفيذه من خلال التعاون والتنسيق مع المؤسسات المالية والأقتصادية والتجارية والعسكرية ... الدولية بهدف الأستحواذ على ثروات الشعوب ونهبها وقيادة العالم والعمل على أضعاف وتمزيق الحركة الشيوعية العالمية ، ومن أجل أفشال هذا المشروع يتطلب العمل على تشكيل جبهةً شبعيةً عالميةً ، أي أحياء قطب الشعوب المقاوم لهذا المشروع العالمي الهدام .
أن الشعوب لايمكن ترويضها بقوة السلاح أوغيره ، فالنصر حليف الشعوب وهذه هي حتمية تطور المجتمع البشري من أجل بناء مجتمع عادل .
فالشيوعية هي مستقبل حتمي للمجتمع البشري .
الخاتمة
(( أذ لا يستطيع الفكر النظري للحركة الشيوعية العالمية أن يقوم
بنجاح بدوره كقائد علمي وأيديولوجي للجماهير في بناء الأشتراكية
والشيوعية ، وفي نضال الطبقة العاملة وجميع القوى التحررية
والديمقراطية ضد الأمبريالية ومن أجل الأشتراكية ألا بتباع المبدأ
اللينيني في الولاء لأفكار الماركسية الأساسية والموقف المبدع من
هذه الأفكار )) .
لينين
أن دراسة موضوع ، من المسؤول عن تفكك الأتحاد السوفيتي ، هذا الموضوع الهام والحيوي يحتاج الى جهداً جماعياً من قبل الحزب الشيوعي السوفيتي الحالي بشكل خاص ومن قبل الأحزاب الشيوعية العالمية بشكل عام ، من أجل التوصل ومعرفة الأسباب الحقيقية والموضوعية والذاتية ، والى دور العامل الداخلي والخارجي في حدوث هذا الزلزال المدوي والمرعب على البشرية جمعاء ، وما تركه من أثار سلبية على الصعيد المحلي والأقليمي والعالمي ولغاية اليوم ، أنها كارثة مأساوية حقيقية حدثت في نهاية القرن العشرين .
أن دراسة هذه التجربة الشائكة والمعقدة لابد من أن تنطلق من النظرية الماركسية ـــ اللينينية كمدخل للتحليل العلمي والموضوعي ، ويجب أن يلعب أهل البيت المخلصين لشعبهم وفكرهم وحزبهم الدور المميز والموضوعي لدراسة وتقييم أول تجربة بناء أشتراكي في العالم وبنقد موضوعي وهادف وبلا تردد أو رتوش ويجب اشراك العلماء من ذوي الأختصاصات المختلفة في ميدان الأقتصاد والقانون والتاريخ والفلسفة وعلم الأجتماع والسياسة ... إنها تجربة فريدة من نوعها فهي ملك للبشرية التقدمية جمعاء وليس ملك خاص للشعب والحزب الشيوعي السوفيتي .
من خلال تناولنا لموضوع من المسؤول عن تفكك الاتحاد السوفيتي للفترة من عام 1985ولغاية عام 1991 توصلنا الى بعض أهم ألأستنتاجات وهي :ـ
أولاً :ـــ تعد تجربة البناء الأشتراكي في الاتحاد السوفيتي من عام 1917 وحتى عام 1984 من أحدى أهم التجارب العالمية في عملية البناء الأشتراكي [ أن فترة 1985 ــ 1991هي فترة تقويض الأشتراكية ومنجزاتها ] في العالم ، وأستطاع الشعب السوفيتي والحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة لينين وستالين على تحقيق منجزات هائلة وكبيرة عجز عن تحقيقها أي حزب سياسي في العالم وخلال فترة قصيرة بالمنظور التاريخي ، وشملت هذه المنجزات كافة الميادين السياسية والأقتصادية ـــ الأجتماعية والعلمية والثقافية والعسكرية .
إستطاعت قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي الأطاحة بالنظام القيصري التابع والمتخلف وأعلان ثورة أكتوبر الأشتراكية العظمى ، وهي أول ثورة أشتراكية في العالم قادها حزب العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين ، وتم تحويل روسيا القيصرية من بلد زراعي تابع ومتخلف وغارق بالأمية والجهل والمرض الى دولة صناعية ـــ زراعية وعسكرية عظمى ، وأصبح الاتحاد السوفيتي وحلفائه يشكلون قطباً إشتراكياً رئيسياً في العالم وساعد ذلك على أشاعة الأمن والأستقرار على الصعيد العالمي لصالح الشعوب الفقيره ، وكما أستطاعت قيادة الحزب والشعب السوفيتي من ان تحقق النصر على قوى الثورة المضادة خلال الفترة 1918ــ 1922 والتي حظيت بالدعم السياسي والعسكري من قبل الغرب الأمبريالي بقيادة الأمبريالية الأمريكية ، وكما تم دحر الفاشية الألمانية والأنتصار عليها خلال الفترة [ 1941 ـــ 1945] وكان ثمن هذا الأنتصار ثمناً باهظاً من الناحية البشرية ، وكما استطاعت قيادة الحزب وبنجاح في أدارة شؤون البلاد السياسية والأقتصادية ـــ الأجتماعية والعسكرية لدولةً شكلت مساحتها سدس مساحة العالم .
أن النهج التحريفي والتخريبي الذي نفذ تحت شعار مايسمى باعادة البناء للفترة 1985ـ 1991 قد شكل أنتكاسة مريرة وخسارة كبيرة ليس فقط للشعب السوفيتي والحزب الشيوعي السوفيتي ، بل لكافة شعوب العالم التواقة للسلم والأمن والأستقرار وخسارة سياسية ليس للحركة الشيوعية العالمية ، بل لحركة التحرر الوطني ، أنها خسارة مؤقتة وسوف ترجع المياه الى مجاريها الطبيعية وهذه هي سنة الحياة ، وهذا الزلزال المروع يجب أن لايثني أو يهبط من عزيمة الشيوعيين المخلصين لأيديولوجيتهم العلمية ، وان حتمية تطور المجتمع لا نقاش فيها فهي سنة موضوعية وهي تسير أحياناً بشكل حلزوني ولكن يبقى الاتجاه العام هو التطور الصاعد نحو بناء المجتمع اللاطبقي مجتمع العدالة والرخاء والأستقرار والرفاهية .
إن تجربة البناء الأشتراكي في الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية هي تجربة أولى ورائدة في العالم وحققت هذه التجربة الاشتراكية منجزات تستحق الثناء لأنها تحققت وخلال فترة قصيرة، في حين لم تحقق الرأسمالية تلك المنجزات ألا في عدة قرون .
أن أستمرار البناء الاشتراكي في جمهورية كوبا وفيتنام وكوريا الشماليه وجمهورية الصين الشعبية... قد عكست نجاح البناء الأشتراكي في هذه البلدان ، وأن تجربة جمهورية الصين الشعبية تعد تجربة فريدة وناجحة في عملية البناء الأشتراكي ، وفي حالة أستمرار الصين على هذا النهج الاشتراكي وتعزيزه وتحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني فهو يعد أغناءً نظرياً جديداً للفكر الماركسي ـــ اللينيني ، ولكن هذه التجربة أيضاً محاطة بأخطار وتأمر من قبل خصومهم من الأمبرياليين بهدف تقويض هذه التجربة الرائدة .
ان الاعتماد الحقيقي والمباشر على الشغيلة صانعة الأنتاج المادي وأشراكها الحقيقي والفعلي في أتخاذ القرار السياسي والأقتصادي ... وتعزيز الديمقراطية داخل المجتمع الأشتراكي بشكل عام والحزب بشكل خاص والأعتراف بالسلبيات والاخطاء علناً ... كل ذلك يعزز من دوره ومكانة الحزب داخل المجتمع وبهذا الخصوص يشير فلاديمير لينين الى (( أن كل الأحزاب الثورية التي فنيت حتى الأن فنيت لأنها أصيبت بالغرور ولم تستطيع أن ترى أين تكمن قوتها وخافت من التحدث عن نقاط ضعفها . أما نحن فلن نفني ، لأننا لانخاف من التحدث عن نقاط ضعفنا وسنتعلم كيف يتم التغلب على نقاط الضعف )) .
ثانياً :ــ أن الأشتراكية كنظام سياسي وأقتصادي ــ أجتماعي هي أكثر فعالية وديناميكية وأكثر عدالة إجتماعية وأقتصادية ، وأكثر أنسانية من الرأسمالية ، بدليل حققت الأشتراكية في الأتحاد السوفيتي منجزات كثيرة وكبيرة وعلى مختلف الأصعدة وخلال فترة قصيرة جداً وهي الفترة من عام 1917 ــ 1984 وخلال هذه الفترة واجه الشعب السوفيتي الحرب الأهلية والحرب العالمية الثانية وما يسمى بالحرب الباردة والتي يمكن أن يطلق عليها الحرب العالمية الثالثة ، وبالرغم من كل ذلك وغيره فأن الأشتراكية قد حققت منجزات فاقت وتقدمت على ما حدث في النظام الرأسمالي العالمي ، وبهذا الخصوص يشير نيلسون ارووجودي سوزا الى أن (( الأقتصاد السوفيتي وأقتصادات الدول الأشتركية ، أستمرت بالنمو عموماً وبنسبة أعلى من نسبة نمو الأقتصاد الأمريكي وأقتصادات الدول الرأسمالية المتقدمة . فقد أزدادت إنتاجية العمل بالصناعة في الأتحاد السوفيتي وللفترة من عام 1951 إلى عام 1979 بمعدل 5,8 بالمئة سنوياً مقابل 3,2 بالمئة في الولايات المتحدة الأمريكية ، أما الأنتاج الصناعي لمجموعة الدول الأشتراكية فقد أزدادت ولنفس الفترة بمعدل سنوي 9,5 بالمئة مقابل 4,8 بالمئه في الدول الرأسمالية المتقدمة )) . وكما أكد سوزا الى أن (( الأنتاج الصناعي للأتحاد السوفيتي ، قد حقق في الفترة الواقعة بين عام 1928 وعام 1938 التي تصادفت مع الكساد الأعظم في المعسكر الرأسمالي نسبه من النمو بلغت 310 بالمئة )) ،
وكما يشير البرفسور فلاديمير ماسلينيكوف ألى أن ألأنتاج الصناعي خلال الفترة 1913 ــ 1938 زاد في فرنسا بنسبة 93,2 بالمئة ، وفي برطانيا بنسبة 113,2 بالمئة ، وفي أمريكا بنسبة 120 بالمئة ، وفي الأتحاد السوفيتي بنسبة 908,6 بالمئة .[ مجلة الحوار رقم 10 أكتوبر ، 2003، صفحة 27 باللغة الروسية ] .
أن تحقيق هذه المنجزات الكبرى قد تم الأعتماد بالدرجة الأولى على الموارد الذاتية البشرية والمادية وبدون قروض أو مساعدات مالية أجنبية ، ومن دون أستغلال او أستحواذ على ثروات شعوب العالم ، بل العكس قدم الأتحاد السوفيتي مساعدات نزيهة وغير مشروطة في الميادين الأجتماعية والأقتصادية لشعوب بلدان أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية من أجل تحررها السياسي والعمل على تحررها الاقتصادي من الغرب الأمبريالي .
نورد بعض المنجزات الكبرى التي تحققت خلال الفترة [ 1917 ــ 1953] على سبيل المثال ، فمثلاً خلال المدة 1917 ــ 1922 تم بناء 75 محطه كهربائية ضمن خطة [ غورلو ] وتم بناء 1250 مصنع ومعمل كبيرين في القطاع الصناعي ، وخلال الفترة [922 ــ 1953] تم بناء 25000 مصنع كبير في القطاع الصناعي ، ومنها تم بناء 11200 مصنع كبير قبل أندلاع الحرب العالمية الثانية ، وتم تأسيس 235300 كلخوز [ مزرعة تعاونية ] و 4000 سفخوز [ مزرعة دولة ] وخلال فترة الحرب الوطنية العظمى [ 1941 ــ 1945] تم بناء 3500 مصنع ومعمل كبيرين وتم اعادة ترميم 7500 مصنع ومعمل ، وبعد أنتهاء الحرب الوطنية العظمى وحتى عام 1953 تم بناء 8200 معمل ومصنع جديدين في القطاع الصناعي .
ثالثاً :ــ أن الأشتراكية والسلطة السوفيتية في الأتحاد السوفيتي ومنذ قيام ثورة أكتوبر الأشتراكية العظمى عام 1917 ولغاية عام 1984 ، لم تواجة أي أزمة حقيقية لا في الميدان الأقتصادي ولا في الميدان الأجتماعي كما حدثت أزمة 1929 ـــ 1933 التي شملت النظام الرأسمالي العالمي وخاصة في أمريكا ، وعندما تحول الاتحاد السوفيتي ــ روسيا الى الرأسمالية المتوحشة منذ عام 1985ولغاية اليوم واجهت أكثر ن أزمة سياسية وأقتصادية ـــ اجتماعية ، فعلى سبيل المثال وخلال فترة حكم غورباتشوف وفريقه للفترة 1985 ــ 1991 ، تم أيقاف 1750 من المصانع الكبيرة (( بحجة التجديد )) !! وقدرت الخسائر المادية لمشروع مايسمى بالبيرويسترويكا بتريليون دولار وأنخفض الدخل الحقيقي للغالبية العظمى من المواطنين وخاصة أصحاب الدخول المحدوده ، وتم تطبيق نظام البطاقة التموينية من أجل الحصول على السلع الغذائية وغيرها ، وأختفت السلع الغذائية وظهرت المافيا الروسية التي ضاربت بوقوت الشعب ، وأصبح من الصعوبة جداً الحصول على الخبز والملح والبطاطا.. !
خلال فترة حكم بوريس يلتسين [ 1991 ـــ 1999] والذي تبنى وطبق وصفة صندوق النقد والبنك الدوليين بهدف بناء الرأسمالية الطفيلية والمضاربة ، وكان من اهم نتائج هذه الوصفة هو أيقاف وتخريب أكثر من 30000 الف مؤسسة صناعية وتم تخريب وتدمير الدسبلين
[ الضبط ] في العمل ، وتم تقويض السلطة التشريعية الروسية بقوة السلاح العسكري الروسي من دبابات ومصفحات عسكريةً وتفشت ظاهرة مرعبة داخل المجتمع وهي ظاهرة المخدرات وتعاطي الكحول وبشكل مفرط ، وتنامي البطالة ومعدلات الجريمة ، أذ بلغ عدد الجرئم السنوية مابين 10 ــ 11 مليون جريمة ، في حين وفي ظل الأشتراكية وخلال الفترة [ 1955 ـــ 1985] وقعت في الاتحاد السوفيتي مليون و800 الف جريمة ، علماً أن الاتحاد السوفيتي كان يشغل سدس مساحة العالم ، وبلغت الخسائر المادية خلال فترة حكم يلتسين بــ 2,7 تريليون دولار ، وانخفض المستوى المعاشي للغالبية العظمى بــ 20 مره ناهيك عن تفشي البطالة والفقر ، أذ يعيش أكثر من 40 مليون شخص تحت خط الفقر بالمقابل ظهور المليونيرية والمليارديرية وأحتلت روسيا المرتبة الثانية في العالم بعد أمريكا في عدد المليارديرية !.
رابعاًً :ـ لازم النظام الرأسمالي العالمي منذ ظهوره ولغاية اليوم أزمات أقتصادية وأجتماعية ومالية ويعود السبب الرئيس لظهور هذه الأزمات الى الأساس الاقتصادي ــ الأجتماعي لهذا النظام وفشل هذا النظام في أيجاد حلول جذرية لمشاكله ، فنمو معدلات البطالة والفقر والتضخم النقدي وتفشي الجريمة والمخدرات والتلوث الأجتماعي وخاصة وسط الشباب ، وتعمق الهوة [ الفجوة ] الاقتصادية ــ الاجتماعية لصالح الطبقة الرأسمالية المتنفذة في الحكم أي لصالح الطغمة المالية الحاكمة .
أن من أهم الأزمات الأقتصادية والمالية التي حدثت في العالم الراسمالي والتي أخذت طابعاً عاماً وشاملاً وأنخفض الأنتاج المادي ، هي أزمة عام 1836 ، 1847 ، 1857 ، 1866 ، 1873 ،1882 ، 1890 ، 1900 ، 1907 ،1914 ، 1920 ، 1929 - 1933 ، 1937 ، 1939 ، 1948 ، 1957 ، 1970 ، 1974 ، 1977 ، 1984 ، 1998 ، 1999 .... 2008 ...، هذه أدلة دامغة تؤكد على فشل النظام الرأسمالي العالمي من أيجاد مخرجاً لأزماته المتكررة ، وأن المخرج الوحيد للخروج من هذه الأزمات لا يمكن أن يتم إلا من خلال تقويض اساسه الأقتصادي ــ الأجتماعي .
أن أزمة أيلول عام 2008 أكدت وتؤكد أن الأزمة ظهرت في أحد أهم قلاع النظام الأمبريالي العالمي إلا وهي الأمبريالية الأمريكية ، هذا النظام وهذا المجتمع الذي تطور على حساب نهب وأستحواذ ثروات شعوب العالم ، فأهم ما يتميز به الأقتصاد الرأسمالي الأمريكي كنموذج ، هو أنه أقتصاد طفيلي ومنذ السبعينات من القرن العشرين تحولت الرأسمالية الأمريكية من إنتاجية الى رأسمالية طفيلية ـــ خدمية مضاربة هدفها تحقيق وتعظيم الأرباح حتى لو (( أحترق )) الشعب الأمريكي أو (( أحترقت )) شعوب العالم ، وبسبب هذه التحول وغيره أتسم الأقتصاد الأمريكي بتنامي معدلات العجوزات المالية في الميزانية الحكومية والميزان التجاري وميزان المدفوعات ، بدليل بلغ أجمالي المديونية للولايات المتحدة الأمريكية حتى عام 2002 بــ 33 تريليون دولار وهذه المديونية تعادل أكثر من 4 مرات للناتج المحلي الاجمالي الأمريكي .
لقد فشل النظام الرأسمالي العالمي في أيجاد حلولاً جذريةً لأزماته المتكررته ، ولجأ قادة هذا النظام الغارق في أزماته من رأسه حتى اخمس قدميه ــ كما يقال ــ ولجأ الى أساليب غير شرعية وغير أنسانية ومن أهمها شن الحروب غير العادلة على الشعوب بهدف الأستحواذ على ثروات هذه الشعوب ومن اجل تصريف أزمته وحتى لو كانت لفترة معينة وما حدث ويحدث اليوم لشعوب بلدان أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ... ، إلا دليل حي وملموس على فشل هذه الأساليب اللاشرعية ، فاالنظام الراسمالي العالمي لايستطيع البقاء والتطور إلا على حساب إفقار وأذلال ونهب ثروات الشعوب ، وكان ماركس محقاً في تشخيصه العلمي الرائع أذ قال (( أن النظام الرأسمالي يجر الأفراد والشعوب عبر الدم والوحل والبوئس والأذلال )) وما تفعله (( رائدة الديمقراطية )) بشعوب جمهوريات الأتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية ... إلا دليل حي وملموس على التشخيص العلمي والموضوعي لكارل ماركس .
خامساً :ــ أن التراجع وعدم الألتزام الكامل بمبادئ النظرية الماركسية ـــ اللينينية ، وعدم السماح على تطويرها وبما يتلائم ومستجدات الوضع السياسي والأقتصادي ـــ الأجتماعي على الصعيدين المحلي والعالمي بل جرى (( تقديسها )) وهذا مخالف لجوهر النظرية ، وغياب القيادة الجماعية الحقيقية في العمل داخل الحزب وضعف الممارسة الحقيقية للديمقراطية داخل المجتمع والحزب ، وأبتعاد قادة وكوادر الحزب عن الشغيلة وبالتالي فقد الحزب دوره الطليعي في قيادة السلطة والمجتمع وبشكل تدريجي من أجل تحقيق هدفه الأعلى في بناء المجتمع الأشتراكي والحفاظ عليه بل تحول الحزب من حزب طليعي الى جهاز بيروقراطي ـــ أداري ، وتفشت فيه الامراض الخبيثة والبعيدة عن الفكر الأشتراكي ، وهذا بدوره ساعد وسمح بظهور قوى الثورة المضادة داخل الحزب والسلطة والمجتمع ، ونسقت هذه القوى في نشاطاتها وتحقيق اهدافها مع قوى الثالوث العالمي بهدف تحقيق هدفهم المشترك ألا وهو تقويض الاتحاد السوفيتي .
سادساً :ــ نعتقد ان الحفاظ على النظام الأشتركي ومنجزاته الكبرى يتطلب وجود قيادة سياسية كفوءة ومخلصة ومؤمنة بشعبها وحزبها وأيديولوجيتها ، قيادة سياسية تمتلك درجة عالية من الدهاء والذكاء السياسي ومن المؤهلات النظرية والأدارية بهدف أدارة شؤون البلاد والحفاظ على الأشتراكية ومنجزاتها .
أن هذه المواصفات وجدت في شخصية لينين وستالين ، وأن القيادة السوفيتية التي جاءت بعد ستالين (( بأستثناء خروشوف الذي سلك السلوك التحريفي ـــ الأنتهازي والذي خلق المقدمات لتقويض الحزب والأشتراكية ، وميخائيل غورباتشوف بنهجه الخياني الذي كان يهدف الى تقويض الاتحاد السوفيتي ...)) لم يتمتعوا بالمواصفات النظرية والأدارية والتنبؤ والحسم المبدئي الذي تمتع به كل من لينين وستالين ، بدليل لو تمتع هؤلاء القادة السوفيت بما تمتع به كل من لينين وستالين لما ظهرت قوى الثورة المضادة ، ولما أستطاعت الحكومة العالمية من تنفيذ مشروعها اللامشروع والهدام .
سابعاً :ــ أن تفكك الأتحاد السوفيتي وغيابه من الساحة السياسية الدولية جاء من خلال التحالف بين (( الطابور الخامس )) و (( عملاء النفوذ )) المتواجدين في قمة الحزب والسلطة وخاصة خلال الفترة 1985 ــ 1991 ولعبت العناصر القيادية في الحزب والسلطة من غير الروس الدور الرئيس والفعال من خلال تنسيقها وتعاونها مع قوى الثالوث العالمي من أجل تقويض الأتحاد السوفيتي وتم ذلك تحت غطاء ما يسمى بالبيرويسترويكا سيئة الصيت .
ثامناً :ـــ يجب الأعتراف بحقيقة موضوعية بالرغم من قساوتها ومرارتها والتي لم يشهد لها التاريخ السياسي الحديث إلا وهي أن (( قادة )) أكبر حزب سياسي في العالم و (( قادة )) دولة عظمى أقدموا وبشكل واعي ومنظم وهادف بتقويض حزبهم ودولتهم العظمى وتحت سيناريو مايسمى بعملية اعادة البناء وأخذت الخيانة في قيادة الحزب والسلطة طابعاً جماعياً .
لعب غورباتشوف وفريقه البيرويسترويكي والمكون من أهم عناصره وهم ياكوفلييف وشيفرنادزه ويلتسين وأرباتوف ومدفيدوف وبريماكوف وأفاناسييف وفولسكي وسوبجاك وغايدار وتشرنيوميردين وغافريل بوبوف ، وغيرهم دوراً رئيساً في تقويض السلطة السوفيتية ،إذ أستخدموا هؤلاء (( القادة ــ الكادر )) أسلوب الخداع الماكر وشعارات براقة وكاذبة بهدف تظليل اعضاء وكادر الحزب والغالبية العظمى من الشعب السوفيتي واهم شعارات ما يسمى بالبيرويسترويكا هي (( حقوق الأنسان والتعددية والديمقراطية والعلنية والتعجيل والتطوير ...)) وبحكم العلاقة (( الرفاقية )) غير المتكافئة بين قادة البيرويسترويكا وغالبية الأحزاب الشيوعية ، أذ تم خداع وتظليل غالبية قادة الأحزاب الشيوعية .
أن (( قادة )) ما يسمى بالبيرويسترويكا لم يكونوا في يوماً ما شيوعيين ومبدئيين حقيقيين وليس لديهم أي أيمان لا بالحزب ولا بالفكر الأشتراكي ولا بالسلطة السوفيتية وبالنتيجة تحول هؤلاء (( القادة )) الى زمرة خانت شعبها وحزبها بدرجة يصعب تصورها وتصديقها ، وفعلاً أنهم إنتهازيين وتحريفيين بدرجة أمتياز + 1 ـــ كما يقال ـــ إذ قاموا هؤلاء بتقويض حزبهم ودولتهم وبدون أطلاق طلقة واحدة وهم خدموا ونفذوا مشروع الحكومة العالمية .
لقد اصبح غالبية هؤلاء (( القادة ــ الكادر )) اليوم رؤساء لرابطة الدول المستقلة (( جمهوريات الأتحاد السوفيتي )) وهم يروجون ويبشرون اليوم للرأسمالية على أنها (( الجنة والمنقذ ...)) لشعوب العالم ، واصبحوا اليوم (( منظرين )) للرأسمالية المتوحشة وتحولوا هؤلاء (( القادة ــ الكادر )) من (( شيوعيين )) !! الى رأسماليين طفيليين ، أذ جمعوا في ايديهم السلطة والمال والأعلام وحولوا دولتهم الى دولة قمعية وبوليسية ... ، وهم يتسابقون اليوم للأنظمام الى حلف الناتو ، أداة القمع والأرهاب الدولي ضد الشعوب الرافظة للرأسمالية ولسياسة الولايات المتحدة الأمريكية .
ليس غريباً من أن يتحول بعض (( قادة وكوادر )) الحزب الحاكم وبعض قيادات اتحاد نقابات العمال وقيادات الكومسومول وقيادات السلطة وخاصة السلطة التنفيذية [ مدنية ــ عسكرية ] الى أشد المعادين للفكر الماركسي ــ اللينيني والسلطة السوفيتية وللأشتراكية ومواصلت هجومهم الذي يخلوا من المصداقية والموضوعية والغارق بالكذب والأفتراء المبتذل ذو الطابع البرجوازي ، وأن هؤلاء قد تحولوا الى رجال أعمال محترفين ورأسماليين جشعين ولصوص ماهرين ومتوحشين ، وتراكمت لديهم ثروات خيالية وبشكل غير مشروع وغير قانوني وتم تهريب معظم هذه الثروات الى الخارج وحصل هؤلاء على هذه الثروات من خلال تطبيق ما يسمى ببرنامج الخصخصة والتي نفذت بشكل غير قانوني أي ليس عبر السلطة التشريعية ، بل عبر مراسيم رئاسية أصدرها بوريس يلتسين خلال فترة حكمه للفترة 1992ــ 1999.
أن النظام الحاكم الذي جاء بعد يلتسين رفض أعادة النظر والتقييم لتنفيذ برنامج الخصخصة واعتبره خطاً أحمراً وهذا الموقف يحمل طابعاً أيديولوجياً وأقتصادياً وسياسياً ، أن الهدف الرئيس لليبراليين المزيفين والأنتهازيين هو جمع المال ثم المال ثم المال وليس غير ذلك !!.
يجب أن يتم الاعتراف وبشكل علني ورسمي بالحقيقة الموضوعية إلا وهي أن بداية ناقوس الخطر الجدي والحقيقي والمأساوي الذي واجهته ولاتزال تواجه الحركة الشيوعية العالمية قد بدأ فعلياً منذ أنعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي من القرن الماضي ، أذ كرس هذا المؤتمر النهج التحريفي داخل الحركة وأضعاف دورها ومكانتها على الصعيد العالمي وكما أدخل هذا النهج اللامبدئي الى ظهور الأنقسام التنظيمي والأيديولوجي داخل الحركة وأدخالها وأغراقها في أزمةً فكريةً وسياسيةً وتنظيميةً هي في غنى عنها أصلاً، وكان من الأجدر على الغالبية العظمى من قادة الحركة الشيوعية أن يتحلوا بمبدئية ومصداقية عالية وأن يدينوا النهج التحريفي لخروشوف والعمل الجاد على حل جميع المشاكل ومهما كان شكلها ومضمونها إنطلاقاُ من النظرية الماركسية ــ اللينينية بهدف الحفاظ على وحدة الحركة الشيوعية العالمية وخاصة بين قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي والحزب الشيوعي الصيني ، ولكن ومما يؤسف اليه أن غالبية قادة الأحزاب الشيوعية العالمية قد إنحازوا لصالح خرشوف وفريقه ، وكتحصيل حاصل تم إتخاذ موقف غير ودي من قيادة الحزب الشيوعي الصيني .
نعتقد ، أن قيادة الحزبين الشيوعي السوفيتي والصيني يتحملان كامل المسؤولية لما حدث للحركة الشيوعية العالمية بشكل عام وتتحمل قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي المسؤولية الكبرى بشكل خاص ، ومما يؤسف له جرى تعميق هذه الأزمة المفتعلة بفعل العوامل الداخلية والخارجية .
أن انحياز الغالبية العظمى من قادة الأحزاب الشيوعية العالمية لصالح خرشوف وفريقه قد شكل جريمة كبرى بالحركة الشيوعية العالمية ، وكان الأجدر بهم أن ينحازوا الى المبادئ المبدئية للنظرية وأن يعالجوا هذه الخلافات ومهما كان شكلها ودوافعها أنطلاقأً من النظرية الماركسية ـــ اللينينية بهدف أبعاد الأزمة وتفاقمها ، وأن ما حدث للأتحاد السوفيتي من عام 1985 حتى عام 1991 تتحمله قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي بشكل خاص وقادة الحركة الشيوعية العالمية بشكل عام ، لأن تأييد الغالبية العظمى من قادة الأحزاب الشيوعية العالمية لنهج غورباتشوف وفريقه قد أدى الى تقويض أكبر حزب شيوعي وأكبر دولى عظمى .
نعتقد أن هناك أسباب عديدة قد أدت الى تعمق وأستمرار الأزمة الفكرية والسياسية داخل الحركة الشيوعية العالمية نذكر من اهمها الأتي :ـــ
1:ــــ وجود مركز واحد قد أحتكر لنفسه كل شيئ تقريباً وفي الميادين المختلفة وينطلق قادة هذا المركز من أنهم يمثلون دولة عظمى سياسياً وأقتصادياً وعسكرياً ، وكما يمثلون أكبر حزب شيوعي في العالم ، فهذه حقائق لايمكن أنكارها أصلاً ، وفي الواقع كانت موسكو تقرر كل شيئ تقريباً .
2:ـــ أن العلاقة بين الأحزاب الشيوعية لم تقم على أساس مبدأ الديمقراطية والتكافؤ وأحترام وجهات النظر السياسية مما أدى ذلك الى ضعف إستقلالية هذه الأحزاب في إتخاذ كثير من القرارات السياسية وغيرها على الصعيد الداخلي لكل حزب .
3:ــــ لم يتحلى قادة أكبر حزبين شيوعيين في العالم بالمرونة السياسية المطلوبة من مخاطر مواقفهما وأثارها ونتائجها المستقبلية على حزبيهما وعلى الحركة الشيوعية العالمية ، وخاصة قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي ، ومما يؤسف له أحياناً لعبت العوامل الشخصية بين قادة هذين الحزبين دورها السلبي في تعميق وأستمرار الأزمة فيما بينهما مما خدم كل ذلك سواء كان مقصوداً أو غير مقصوداً ، سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر ، مخطط قوى الثالوث العالمي ولعبت هذه القوى دوراً كبيراً في تعميق الأزمة ، حتى أوصلت الحالة الى أعلان الحرب بين أكبر حزبين شيوعيين حاكمين وهذا ما خدم خصومهم الأيديولوجيين. فالمصلحة من تم كل ذلك ؟ ومن المستفيد منه ؟ وما هي القوى الخفية الداخلية التي دفعت بتعميق هذه الخلافات ؟ وهل أستعصى أيجاد حلاً لمعالجة الخلافات بين أكبر حزبين شيوعيين في العالم ؟ وكيف أستطاع بوريس يلتسين ومن جاء من بعده من أيجاد حلول لحل المشاكل بين روسيا الأتحادية وجمهورية الصين الشعبية ؟!.
هل فكر قائد شيوعي سواء كان داخل الحزب الشيوعي السوفيتي أو داخل الحزب الشيوعي الصيني أو غيرهما من قادة الأحزاب الشيوعية على توحيد الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية وجمهورية الصين الشعبية وغيرهما من الدول الأشتراكية الأخرى في حلف أستراتيجي سياسي وأقتصادي ــ أيديولوجي وعسكري حقيقي مبني على أساس تطوير وتعزيز النظام الأشتراكي والحفاظ عليه ، علماً لو تم ذلك لشكل أكبر ثقل سياسي وأقتصادي وعسكري وبشري ، فمثلاً ثقله البشري كان يتجاوز 2 مليار نسمة ، وهذا يصب لصالح النظام الأشتراكي ولصالح البشرية التقدمية جمعاء ولكن ...!!.
في 14/6/1963 ، حذرت قيادة الحزب الشيوعي الصيني في رسالة مفتوحة من خطر نهج نيكيتا خروشوف التحريفي والذي أدى الى أضعاف ثم أنقسام الحركة الشيوعية العالمية .
وبسبب هذا النهج التحريفي ظهرت ما يسمى بالشيوعية الاوربية ، ولم تستطيع الحركة الشيوعية من عقد أجتماعاتها وبشكل منتظم ، بل يمكن القول أنها فشلت في تحقيق ذلك منذ السبعينات من القرن الماضي ، فهل هذا شيئ معقول ومقبول في ظل تعمق أزمة النظام الأمبريالي العالمي وظهور الأمبريالية الأمريكية كقطب متوحش يريد أفتراس شعوب العالم والأستحواذ على ثرواته وتحت مبررات واهية من أجل تصريف ازمته العميقة والمتفاقمة .
نعتقد, كان من الضروري على قيادات الاحزاب الشيوعية العالمية من أن تتحلى بمسؤوليتها التاريخية ، وأن تدرك كل الابعاد والمخاطر التي واجهت حركتهم الشيوعية , وأن لاتنحاز الى هذه القيادة أو تلك أو تحت أي مبررات كانت ، بل يجب أن يكون موقفها مبدئي وموضوعي ومنطلقاً من جوهر نظريتهم العلمية بهدف معالجة الخلافات الفكرية والسياسية القائمة والحفاظ على البيت الشيوعي العالمي ، وكان هذا ولا يزال هوا المفتاح الرئيس لمعالجة الأنقسامات والتشرذم والتشويش الفكري على صعيد كل حزب شيوعي أو على صعيد الأحزاب الشيوعية العالمية .
أن الكارثة السياسية والفكرية والأقتصادية التي حلت في الجزء الهام من المعسكر الأشتراكي والمتمثل بالأتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية لايمكن ان تكون نهاية المطاف ونهاية النضال العادل والمشروع للمشروع الأشتراكي الأنساني ، وكما لا يمكن ان تكون الرأسمالية نهاية التاريخ كما طبل لها (( منظروا )) النظام الرأسمالي وأعلامه الغير صادق ، وأن الرأسمالية قد (( أنتصرت )) وهي نهاية المطاف .
أن التاريخ له بداية وستكون نهايتة هو بناء المجتمع اللاطبقي ، مجتمع العدالة والديمقراطية ، مجتمع يغيب فيه استغلال الأنسان لأخيه الأنسان ، مجتمع بلا حروب وفقر ، مجتمع يسوده الأمن والأستقرار ، وتحقيق الرفاهية للمجتمع , فالرأسمالية ليس لها مستقبل .
المصادر
1ــ فلاديمير لينين ، المؤلفات الكاملة ، المجلد رقم 6 ، صفحة 362 باللغة الروسية .
2ــ فلاديمير لينين ، المؤلفات الكاملة ، المجلد 41 ، صفحة 184 ، باللغة الروسية .
3ــ فلاديمير لينين ، المؤلفات الكاملة ، المجلد 42 ، صفحة 234 ، باللغة الروسية .
4ــ فلاديمير لينين ، المؤلفات الكاملة ، المجلد 44 ، صفحة 148 ، باللغة الروسية .
5ــ فلاديمير لينين ، المؤلفات الكاملة ، المجلد 45 ، صفحة 118 ، باللغة الروسية
6ــ الأتحاد السوفيتي بالأرقام ، موسكو ، السنة 1985 باللغة الروسية .
7ـ من أين ينبع الخطر على السلام ، دار التقدم ، موسكو ، السنة 1987 .
8ــ بوغايف ، ماهو الحزب ، دار التقدم ، موسكو ، السنة 1988 .
9ــ اوليغ بلاتونوف ، الماسونية العالمية والمؤامرة على الأتحاد السوفيتي ، ترجمة
واعداد د. يوسف سلمان ود. نجم الدليمي ، دمشق السنة 1997.
10ــ نيلسون ارووجودي سوزا ، أنهيار الليبرالية الجديدة ، ترجمة جعفر علي السوداني
بغداد ، السنة .1999
11ــ شالنايف . س. ب ، من المسؤول عن تفكك الأتحاد السوفيتي ، موسكو ، السنة .
2001 باللغة الروسية .
12ــ ديمتري فالوفي ، وهن السلطة ، موسكو ، السنة 2002 باللغة الروسية .
13ــ مجموعة باحثين ، عشر سنوات هزت العالم (( 1991 ــ 2001 )) موسكو ، السنة
2002 ، باللغة الروسية .
14ــ نيكولاي سرغيفيج ليونوف ، الطريق الذي سلكته روسيا ، موسكو ، السنة 2002 ،
باللغة الروسية .
15ــ زبيغينو بريجينسكي ، لوحة الشطرنج الكبرى ، موسكو ، السنة 2002 باللغة .
الروسية .
16ــ ريم كراسيلينكوف ، الصليبية الجديدة ، وكالة المخابرات المركزية الامريكية
والبيرويسترويكا ، موسكو ، السنة 2003 باللغة الروسية .
17ــ مجلة الحوار ، رقم 8 ، أب ، السنة 2001 ، باللغة الروسية .
18ــ مجلة الحوار ، رقم 1 ، كانون الثاني ، السنة 2003 باللغة الروسية .
19ــ مجلة الحوار ، رقم 10 ، أكتوبر السنة 2003 ، باللغة الروسية .
20ــ د. نجم الدليمي ، القادة الذين أسقطو بلادهم ، جريدة قاسيون ، دمشق ،
الأعداد 154 ــ 156 ، 159 ، السنة 2001.
21ـــ جريدة البرافدا ، 11/4/1984 باللغة الروسية .
22ــ جريدة البرافدا ، 5/6/1984 باللغة الروسية .
23ــ جريدة روسيا السوفيتية ، 2/11/2002 باللغة الروسية .
24ــ جريدة روسيا السوفيتية ، 30 / 11/2002 باللغة الروسية .
25ــ جريدة باتريوت ، العدد 37 ، أيلول ، السنة 2002 باللغة الروسية .
26ــ جريدة الغد ، العدد 47، تشرين الثاني ، السنة 2002 باللغة الروسية .
27ـــ جريدة باتريوت ، العدد 3 ، كانون الثاني ، السنة 2003 باللغة الروسية .
28ـــ جريدة روسيا السوفيتية ، 11/1/2003 باللغة الروسية .
29ــ جريدة روسيا السوفيتية ، 16/1/2003 باللغة الروسية .
30ــ جريدة برافدا روسيا ، العدد 4 ، 29/1ـــ 4/2/2003 باللغة الروسية