منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#66416
دقت طبول الحرب على سوريا.... بقلم : جمال أيوب
الصفحة الرئيسية // قضايا و مقالات // مقالات سياسية الاربعاء 28/08/2013

إقرأ أيضاً
جنيف 2 ... مواجهة مباشرة للحليف و العدو و القنبلة الموقوتة ما بينهما . بقلم : دنيز نجم
الشهيد القائد الشجاع المقاتل الثوري الانسان المعلم
مصطلح التسوية السلمية للقضية الفلسطينية
الملكى و المرادية صراع القصور .... بقلم : فادى عيد
ماذا خسرت مصر بسبب غباء الإخوان ؟ .. بقلم : ياسر سليمان " رئيس تحرير جريدة الإسماعيلية برس "
تكبير الصورة More Sharing ServicesShare
قرعت واشنطن طبول الحرب على سوريا ، بعد أن لاحت بوادر تحرك أميركي لتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا ، تزامنت مع الإعلان عن اجتماع لقادة 10 جيوش غربية وعربية في الأردن ، إن توسيع فتيل النزاع في المنطقة العربية يأخذ أبعادا خطيرة عندما لوحت واشنطن باستخدام القوة العسكرية في سورية مستبقة الأحداث ودون أي مسوغ قانوني يبيح لها ذلك ، وحتى قبل التأكد من مسؤولية دمشق عما حصل في الغوطة وهي الإدارة الأمريكية وحلفائها ، والأنظمة العربية هم الذين يوفرون ومنذ سنوات وسائل الموت والدمار للمجموعات ليحل الخراب بسورية التي شرد الملايين من أبناء شعبها ، وقتل الآلاف منهم فضلا عن الدمار الذي حل بالبلاد .
سقطت كل الخطوط الحمر التي حذر أصحابها من توسيع دائرة الحرب إلى دول الجوار وإغراق المنطقة في الفوضى ، ما حدث في الغوطتين منعطف خطير سيدفع بجميع اللاعبين والمتصارعين في الداخل والخارج إلى تغيير قواعد اللعبة ، الأجواء الدولية تبدلت في الأيام الأخيرة كان مناسباً لها أن تتفرج على تدمير سورية بأيدي أهلها ، وأن تتفرج على استنزاف السوريين ومعهما إيران وروسيا ، ما دام الأمر بعيداً عن العدو الصهيوني ، لكن الولايات المتحدة لا تزال تحجم عن التدخل في سورية ، لأن الأميركيين لا يريدون التورط في حرب جديدة ، ولأن لا مصلحة لهم في ذلك على حد ما قال الجنرال ديمبسي ، إلا أن نظرة المعنيين في واشنطن بمصالح بلادهم يعتقدون بأن الحرب السورية باتت تلحق أضرار جمة بهذه المصالح .
فالنظام في سوريا يريد على الأقل تثبيت مواقعه في الساحل الغربي في خط يمتد من دمشق إلى حلب مروراً بحمص وحماة ، لأن في ذلك ضماناً لموقعه التفاوضي القوي في أي تسوية مقبلة وهو بات يدرك أن أي تسوية لن تعيده إلى قمة السلطة التي كانت له قبل آذار 2011 ، بمعنى آخر أن سورية التي كانت قبل هذا التاريخ لن تعود ثانية ، فإذا كان التقسيم الرسمي مستحيلاً لاعتبارات وشروط اقليمية ودولية ليست متوافرة ، فإن اقتسام السيطرة على البلاد سيكون هو الحل كما هي حال العراق ، ولعل الحرب اليوم تتحول سريعاً سباقاً على كسب مواقع هنا وهناك تمهيداً لتقاسمها مناطق للحكم الذاتي المقبل! أليس هذا عنوان ما يدور بين الأكراد و جبهة النصرة ومجموعات أخرى شمال البلاد وشرقها ؟ والواقع الذي تعرفه واشنطن أن لا المعارضة حققت النصر من مطار منغ إلى ريف اللاذقية ومناطق حلب وإدلب ، ولا النظام حقق النصر بعد القصير والتقدم في جبهة حمص ، بل تتهم المعارضة بمذبحة الغوطتين رداً على التقهقر العسكري والمعنوي الذي أصابه في تلك المناطق .
إن استخدام المعارضة المفرط لكل أنواع الأسلحة في مواجهة النظام واتهامه بالمجازر حتى يعطي مبرر الى العالم لتداخل في حرب ضد النظام ، ألا يكفي اليمن والعراق وسيناء ومعظم الشمال الأفريقي مرتعاً للإرهاب من الصناعة الأميركية !! فأين هي مصالح الولايات المتحدة ؟ هل تظل إدارة أوباما على سياسة بالوقوف ضد مصالح العرب والمسلمين في المنطقة ؟ بعد مجزرة الغوطتين تشي بتبدل في قواعد اللعبة ليس عقاباً أو ثأراً للضحايا الأبرياء فحسب ، بل حماية لما بقي من مصالح للغرب في المنطقة كلها ، أصوات أوروبية تنادي برد قاس على سوريا وعمان تستضيف اجتماعاً لرؤساء هيئة أركان الجيوش ، وأمام الرئيس أوباما جملة من الخيارات أعدها له فريقه للأمن القومي ، ليس آخرها حشد قوات بحرية إلى المتوسط .
هل يكون اتصال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بنظيره السوري وليد المعلم بمثابة إنذار أخير ؟؟ على غرار ما فعل سلفه جيمس بيكر مع نظيره العراقي طارق عزيز عشية حرب الكويت . والسؤال هل تكون كل هذه الحركة من قبيل الضغط والتهويل على سوريا ولتعديل موقفه ونظرته إلى ما يجري ؟ وهي لم تتعاف بعد من حروب جورج بوش ، وهي تدرك أن التدخل في سورية سيحرك طهران التي حذرت من تداعيات شديدة اذا تجاوزت واشنطن الخط الاحمر ، فبلاد الشام تشكل إحدى ركائز الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة كلها من العراق إلى سوريا و لبنان وفلسطين ، كما أنها تحسب حساباً لموقف روسيا حيال هذه الاعتبارات ، هل يتكرر نموذج كوسوفو ؟؟ أي هل تكون هناك ضربات صاروخية محددة لمواقع عسكرية سورية كافية لردعه ودفعه وحلفائه إلى تسوية سياسية في جنيف 2 ؟؟؟؟
إذا صحّت التوقعات والمعلومات المتقاطعة من مصادر عدة، ولم تكن مجرّد حملة للضغط النفسي ، فإن تحالفاً دولياً وصهيونيا وعربياً واسعاً قد يضم نحو ثلاثين دولة ، سوف يشكل غطاء لحملة عسكرية أميركية وصهيونية وأوروبية وعربية لتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا ، وقياساً على موقف روسيا الذي أعلنه وزير خارجيتها سيرغي لافروف ، ومفادها أن روسيا لن تخوض حرباً مع أي طرف في حال توجيه ضربة عسكرية الى سوريا ، مما يعني أن موسكو لن تواجه الولايات المتحدة في هذه الحالة ، كل المؤشرات في واشنطن تشير بأن الإدارة الأميركية اتخذت قراراً بتوجيه الضربة العسكرية ، وهي تبحث الآن عن الأسس القانونية والغطاء الدولي الأوسع للقيام بذلك ، لا شك في أننا دخلنا مرحلة جديدة ومختلفة كلياً في مسار الأزمة السورية .
السؤال المطروح الآن ما هي حدود الضربة ؟ هل ستكون محدودة ؟ الهدف منها توجيه رسالة حازمة لتذكير سوريا بقواعد اللعبة المسموح بها دولياً ؟ أم أنها ستتجاوز هذا الحد لتصبح حملة عسكرية تضعف سوريا بعد تدمير أهم قطعاته العسكرية ؟ في كلتا الحالتين سوف تؤثر الضربة في وضع سوريا ، وفي قدراته العسكرية وستضعفه حتى لو كانت تذكيرية بقواعد اللعبة ، وجميعهم المشاركين تحت إشراف غرفة عمليات واحدة تديرها المخابرات الأميركية المركزية والموساد الصهيوني بمشاركة مخابرات عربية معها ، في المقابل ثمة تكهنات تفيد بأن الضربة أكثر من مجرد محدودة ، وأنها تمهد لسقوط النظام بمعنى رحيل بشار الأسد ، وحلول مجموعة أخرى من المقربين من النظام مكانه ممن فتحوا قنوات اتصال مع الاميركيين والأوروبيين منذ أشهر وينتظرون الفرصة السانحة للتخلص من الرئيس الأسد .
أما روسيا فقد لا تكون بعيدة من هذا السيناريو الذي يحفظ لها مكاناً في سوريا و حول طاولة جنيف – 2 الى جانب الولايات المتحدة لتنطلق أعمال هذا المؤتمر ما بعد بشار ، أما الإيرانيون بحسب هذا السيناريو فيخرجون من سوريا ومن مستقبل سوريا ، بناء على ما تقدم لن تكون موسكو خارج اللعبة بل في أساسها، وموقعها في سوريا ما بعد بشار مضمون بتوافقات غير معلنة مع الأميركيين ، ومع العرب الداعمين للمعارضة السورية ، ماذا عن لبنان حزب الله ؟ سيفتح معركة مع العدو الصهيوني وتوقعت المصادر أن رد الحزب ضد العدو الصهيوني سيكون خلال الساعات الأولى لتوجيه أي ضربة إلى سوريا , كما ألمحت إلى أن الحزب سيعتمد على النوعية وليس الكم مؤكداً أن حزب الله يمتلك أماكن محددة لضربها وستكون موجعة ومؤثرة للعدو الصهيوني ، وغزة ستكون في المعركة ، لا يوجد لغزة سوا أن تكون في قلب المعركة , العدو الصهيوني يرقص طرباً أمام مشهد ذبح سوريا وتفتيت العرب دولة دولة .
النظام العربي الحرب على سوريا سيكون مبرراً ذلك أمام الشعوب العربية بأنه لنصرة الشعب السوري ، وأثبتت الأحداث أن أغلبية الشعب السوري وجيشه الوطني يلتف حول نظامه الشرعي ، متمسكاً بعقيدته الإسلامية والقومية العربية الراسخة وأنه ليس هناك خيارات سهلة ولكن لابد من دراسة هذه الخيارات الصعبة ومواجهتها في النهاية .
يرصد خبراء مجموعة الأزمات مسألة مهمة للغاية ، وهي حتى في تلك الحالة فمن غير الواضح ما إذا كان ذلك سيؤدي إلي هزيمة النظام , أو أنه سيحوله إلى سلسلة من الميليشيات , والأقل وضوحا هو ما إذا كان سيتم إنهاء الحرب , وسوف تستمر إيران وحزب الله وروسيا بالاحتفاظ بالنفوذ , وفي تغذية عدم الاستقرار وضمان عملية انتقالية , وسوف تستمر الحرب الباردة الإقليمية .
العدو الصهيوني اليوم ينتهزون هذه الفرصة للإجهاز على الأمة العربية ومحو هويتها بصمت من جامعة الدول العربية ، فهل سنسكت كشعوب ونتحول إلى قطيع من الأنعام تسمن لتذبح؟ !


"" إن جميع المقالات الواردة في موقع تحت المجهر تعبر عن رأي كاتبها, وليس بالضرورة أن تعبر عن رأي الموقع ""