- الخميس نوفمبر 28, 2013 1:41 pm
#66462
ولد صأمويل هنتنجتون أبريل 1927 وتوفى 27 ديسمبر2008 وهو أستاذ علوم سياسية اشتهر بتحليله للعلاقة بين العسكر والحكومة المدنية، وبحوثه فى انقلابات الدول، ثم أطروحته بأن اللاعبين السياسيين المركزيين فى القرن الحادى والعشرين سيكونون الحضارات وليس الدول القومية، كما استحوذ على الانتباه لتحليله للمخاطر على الولايات المتحدة التى تشكلها الهجرة المعاصرة درس فى جامعة يال، وهو أستاذ بجامعة هارفارد.
برز اسم هنتنجتون أول مرة فى الستينات بنشره بحث بعنوان "النظام السياسى فى مجتمعات متغيرة"، وهو العمل الذى تحدى النظرة التقليدية لمنظرى التحديث والتى كانت تقول بأن التقدم الاقتصادى والاجتماعى سيؤديان إلى قيام ديمقراطيات مستقرة فى المستعمرات حديثة الاستقلال .
فى 1993، أشعل هنتنجتون نقاشاً مستعراً حول العالم فى العلاقات الدولية بنشره فى مجلة فورين أفيرز (العلاقات الخارجية) مقالاً شديد الأهمية والتأثير بعنوان "صراع الحضارات؟"، المقالة تناقضت مع نظرية سياسية أخرى متعلقة بديناميكية السياسة الجغرافية بعد الحرب الباردة لصاحبها فرانسيس فوكوياما فى كتابة "نهاية التاريخ".
قام هنتنغتون بتوسيع مقالته إلى كتاب، صدر فى 1996 للناشر سايمون وشوستر، بعنوان صراع الحضارات وإعادة صياغة النظام العالمى. المقالة والكتاب عرضا وجهة نظره أن صراعات ما بعد الحرب الباردة ستحدث أكثر وأعنف ما يكون على أسس ثقافية غالباً حضارية, مثل الحضارات الغربية, الإسلامية, الصينية, الهندوسية, إلخ. بدلاً من الأسس العقائدية كما كان الحال خلال الحرب الباردة ومعظم القرن العشرين وهذا التصنيف الثقافى سيصف العالم بطريقة أفضل من النظرة التقليدية للدول المختلفة ذات السيادة.
خلص إلى القول بأنه لكى نفهم النزاع فى عصرنا وفى المستقبل, الخلافات الثقافية يجب أن تُفهم, والثقافة (بدلاً من الدولة) يجب أن يتم القبول بها كطرف وموقع للحروب. لذلك فقد حذر أن الأمم الغربية قد تفقد زعامتها إذا فشلت فى فهم الطبيعة غير القابلة للتوفيق للاحتقانات المتنامية حالياً.
يجدر بنا مقارنة هنتنگتون، ونظريته عن الحضارات، وتأثيره على صانعى السياسة فى الإدارة الأمريكية والبنتاجون، بأرنولد توينبى ونظريته التى اعتمدت بشدة على الدين والتى لاقت انتقادات مماثلة.
فى 24 ديسمبر 2008 رحل أستاذ العلوم السياسية البارز صامويل هنتنجتون عن عمر يناهز 81 عاما (18 أبريل 1927 - 24 ديسمبر 2008) بعد أن أحدثت كتاباته العلمية جدلا واسعا على مستوى العالم، وخاصة كتابيه " صدام الحضارات: إعادة صنع النظام العالمى" الصادر فى عام 1996، وكتابه " من نحن؟: التحديات للهوية القومية الأمريكية" الصادرفى عام 2004. وعندما نشر كتابه صدام الحضارات فى صيف 1993 فى صورة مقالة فى البداية بمجلة الشئون الخارجية الأمريكية، أثار هذا المقال أكبر قدر من التعليقات والحوارات منذ أربعينيات القرن الماضى وفقا لما رصدته المجلة.
سلك صامويل هنتنجتون نفس طريق المؤرخ البريطانى الكبير أرنولد توينبى بإتخاذه من الحضارات وليس الدول أو الايدولوجيا مجالا لدراسته، وكان توينبى يرى أن الحضارات هى المجالات المعقولة لدراسة التاريخ، وهنتنجتون أيضا يرى الحضارات والثقافات وليس الدول مجالا لدراسة مستقبل الصراعات الكونية.
ركز هنتنجتون على التحديات التى تواجه الحضارة الغربية وخاصة من الحضارتين الإسلامية والصينية وركز بشكل أكثر تفصيلا فى كتابه على الحضارة الإسلامية.وبعد 11 سبتمبر كتب صأمويل هنتنجتون مقالة مشهورة أخرى فى عدد مجلة النيوزوييك السنوى فى ديسمبر 2001 بعنوان " عصر حروب المسلمين" مكررا رؤيته التى سبق أن طرحها فى كتابه ومفسرا لابعاد هذه الحروب بما يعنى أن نظريته قد تحققت، وأن حروب المسلمين ستشكل الملمح الرئيسى للقرن الحادى والعشرين.
قراءة هنتنجتون تنبع من قراءة الأوضاع السياسية وليس الدينية أو الاجتماعية وقد ذكر ذلك صراحة فى مقدمة كتابه بقوله " لا يهدف هذا الكتاب لأن يكون عملا فى علم الاجتماع، وإنما ليقدم تفسيرا لتطور السياسة الكونية بعد الحرب الباردة"،إذن هو كتاب يبحث فى تقديم رؤية إستراتيجية مستقبلية. وقد ذكر قبل رحيله فى حوار مع صحيفة "دى فيليت" الألمانية أن العلاقات بين دول العالم سوف تشهد تغيرا فى طبيعتها فى السنوات العشر القادمة على أقصى تقدير.
يرى هنتنجتون أن السياسة الكونية المعاصرة تتمثل الآن فى عصر حروب المسلمين، فالمسلمون يحاربون بعضهم البعض كما أنهم يحاربون غير المسلمين وذلك بمعدل أكثر بكثير مما تقوم به شعوب الحضارات الأخرى. وأن حروب المسلمين قد احتلت مكانة الحرب الباردة كشكل أساسى للصراع الدولي، وهذه الحروب تتضمن حروب الإرهاب، حروب العصابات والقرصنة، الحروب الأهلية، والصراعات بين الدول. وقد يتخذ هذا العنف وهذه الحروب ابعادا تصل بها إلى صراع رئيسى وحيد بين الإسلام والغرب أو بين الإسلام وباقى العالم.
لكى يشرح ويوضح هنتنجتون نظريته فإنه تناول ما يراه حقائق عن الحضارة الإسلامية المعاصرة أهم ما جاءت به نظريته وكتابه: المسيحية تنتشر أساسا عن طريق التحول، الإسلام ينتشر عن طريق التحول والتناسل. على المدى الطويل محمد سينتصر ديموغرافيا (يقصد أتباع نبى الإسلام سكانياً) وفى الإسلام الله هو القيصر، فى الصين واليابان القيصر هو الله، فى الأرثوذكسية الله هو الشريك الأصغر للقيصر، فى الغرب ما لقيصر لقيصر وما لله لله.
الأصوليون الإسلاميون فى العالم كله هم وحدهم الذين يرفضون التحديث والتغريب معا كما يقرر دانييل بايبس النمو السكانى فى الدول الإسلامية يقدم مجندين جدد للأصولية والإرهاب والتمرد والهجرة وإن الإسلام لا يقدم بديلا للحداثة الغربية.
حدث تحول رئيسى إلى المسيحية فى كوريا الجنوبية، وفى المجتمعات سريعة التحديث، عندما لا تكون الأديان أو العقائد الشعبية قادرة على التأقلم مع متطلبات التحديث، أما فى العالم الإسلامى، فالصحوة أو هذا الانبعاث يعود أساسا إلى حالة من رد الفعل تجاه الحداثة والتحديث والعولمة.
الثقافة الإسلامية تفسر إلى حد كبير فشل قيام الديمقراطية فى أماكن كثيرة من العالم الإسلامى.
رفض المسلمون كل شىء يظنون أنه ضد الإسلام حتى ولو كان التحديث، وهم يفضلون تخلف مع إسلام قوى أفضل من تحديث يظنون أنه يضعف الإسلام وان الدين يتسلم زمام الأيديولوجية والقومية الدينية تحل محل القومية العلمانية.
بالنسبة للغرب كانت الدولة القومية هى قمة الولاء السياسى، بنية الولاء فى العالم الإسلامى على العكس من ذلك بالضبط، فكرة سيادة الدولة القومية لا تتطابق مع السيادة أو الحاكمية لله وأولوية مصالح الأمة.
برز اسم هنتنجتون أول مرة فى الستينات بنشره بحث بعنوان "النظام السياسى فى مجتمعات متغيرة"، وهو العمل الذى تحدى النظرة التقليدية لمنظرى التحديث والتى كانت تقول بأن التقدم الاقتصادى والاجتماعى سيؤديان إلى قيام ديمقراطيات مستقرة فى المستعمرات حديثة الاستقلال .
فى 1993، أشعل هنتنجتون نقاشاً مستعراً حول العالم فى العلاقات الدولية بنشره فى مجلة فورين أفيرز (العلاقات الخارجية) مقالاً شديد الأهمية والتأثير بعنوان "صراع الحضارات؟"، المقالة تناقضت مع نظرية سياسية أخرى متعلقة بديناميكية السياسة الجغرافية بعد الحرب الباردة لصاحبها فرانسيس فوكوياما فى كتابة "نهاية التاريخ".
قام هنتنغتون بتوسيع مقالته إلى كتاب، صدر فى 1996 للناشر سايمون وشوستر، بعنوان صراع الحضارات وإعادة صياغة النظام العالمى. المقالة والكتاب عرضا وجهة نظره أن صراعات ما بعد الحرب الباردة ستحدث أكثر وأعنف ما يكون على أسس ثقافية غالباً حضارية, مثل الحضارات الغربية, الإسلامية, الصينية, الهندوسية, إلخ. بدلاً من الأسس العقائدية كما كان الحال خلال الحرب الباردة ومعظم القرن العشرين وهذا التصنيف الثقافى سيصف العالم بطريقة أفضل من النظرة التقليدية للدول المختلفة ذات السيادة.
خلص إلى القول بأنه لكى نفهم النزاع فى عصرنا وفى المستقبل, الخلافات الثقافية يجب أن تُفهم, والثقافة (بدلاً من الدولة) يجب أن يتم القبول بها كطرف وموقع للحروب. لذلك فقد حذر أن الأمم الغربية قد تفقد زعامتها إذا فشلت فى فهم الطبيعة غير القابلة للتوفيق للاحتقانات المتنامية حالياً.
يجدر بنا مقارنة هنتنگتون، ونظريته عن الحضارات، وتأثيره على صانعى السياسة فى الإدارة الأمريكية والبنتاجون، بأرنولد توينبى ونظريته التى اعتمدت بشدة على الدين والتى لاقت انتقادات مماثلة.
فى 24 ديسمبر 2008 رحل أستاذ العلوم السياسية البارز صامويل هنتنجتون عن عمر يناهز 81 عاما (18 أبريل 1927 - 24 ديسمبر 2008) بعد أن أحدثت كتاباته العلمية جدلا واسعا على مستوى العالم، وخاصة كتابيه " صدام الحضارات: إعادة صنع النظام العالمى" الصادر فى عام 1996، وكتابه " من نحن؟: التحديات للهوية القومية الأمريكية" الصادرفى عام 2004. وعندما نشر كتابه صدام الحضارات فى صيف 1993 فى صورة مقالة فى البداية بمجلة الشئون الخارجية الأمريكية، أثار هذا المقال أكبر قدر من التعليقات والحوارات منذ أربعينيات القرن الماضى وفقا لما رصدته المجلة.
سلك صامويل هنتنجتون نفس طريق المؤرخ البريطانى الكبير أرنولد توينبى بإتخاذه من الحضارات وليس الدول أو الايدولوجيا مجالا لدراسته، وكان توينبى يرى أن الحضارات هى المجالات المعقولة لدراسة التاريخ، وهنتنجتون أيضا يرى الحضارات والثقافات وليس الدول مجالا لدراسة مستقبل الصراعات الكونية.
ركز هنتنجتون على التحديات التى تواجه الحضارة الغربية وخاصة من الحضارتين الإسلامية والصينية وركز بشكل أكثر تفصيلا فى كتابه على الحضارة الإسلامية.وبعد 11 سبتمبر كتب صأمويل هنتنجتون مقالة مشهورة أخرى فى عدد مجلة النيوزوييك السنوى فى ديسمبر 2001 بعنوان " عصر حروب المسلمين" مكررا رؤيته التى سبق أن طرحها فى كتابه ومفسرا لابعاد هذه الحروب بما يعنى أن نظريته قد تحققت، وأن حروب المسلمين ستشكل الملمح الرئيسى للقرن الحادى والعشرين.
قراءة هنتنجتون تنبع من قراءة الأوضاع السياسية وليس الدينية أو الاجتماعية وقد ذكر ذلك صراحة فى مقدمة كتابه بقوله " لا يهدف هذا الكتاب لأن يكون عملا فى علم الاجتماع، وإنما ليقدم تفسيرا لتطور السياسة الكونية بعد الحرب الباردة"،إذن هو كتاب يبحث فى تقديم رؤية إستراتيجية مستقبلية. وقد ذكر قبل رحيله فى حوار مع صحيفة "دى فيليت" الألمانية أن العلاقات بين دول العالم سوف تشهد تغيرا فى طبيعتها فى السنوات العشر القادمة على أقصى تقدير.
يرى هنتنجتون أن السياسة الكونية المعاصرة تتمثل الآن فى عصر حروب المسلمين، فالمسلمون يحاربون بعضهم البعض كما أنهم يحاربون غير المسلمين وذلك بمعدل أكثر بكثير مما تقوم به شعوب الحضارات الأخرى. وأن حروب المسلمين قد احتلت مكانة الحرب الباردة كشكل أساسى للصراع الدولي، وهذه الحروب تتضمن حروب الإرهاب، حروب العصابات والقرصنة، الحروب الأهلية، والصراعات بين الدول. وقد يتخذ هذا العنف وهذه الحروب ابعادا تصل بها إلى صراع رئيسى وحيد بين الإسلام والغرب أو بين الإسلام وباقى العالم.
لكى يشرح ويوضح هنتنجتون نظريته فإنه تناول ما يراه حقائق عن الحضارة الإسلامية المعاصرة أهم ما جاءت به نظريته وكتابه: المسيحية تنتشر أساسا عن طريق التحول، الإسلام ينتشر عن طريق التحول والتناسل. على المدى الطويل محمد سينتصر ديموغرافيا (يقصد أتباع نبى الإسلام سكانياً) وفى الإسلام الله هو القيصر، فى الصين واليابان القيصر هو الله، فى الأرثوذكسية الله هو الشريك الأصغر للقيصر، فى الغرب ما لقيصر لقيصر وما لله لله.
الأصوليون الإسلاميون فى العالم كله هم وحدهم الذين يرفضون التحديث والتغريب معا كما يقرر دانييل بايبس النمو السكانى فى الدول الإسلامية يقدم مجندين جدد للأصولية والإرهاب والتمرد والهجرة وإن الإسلام لا يقدم بديلا للحداثة الغربية.
حدث تحول رئيسى إلى المسيحية فى كوريا الجنوبية، وفى المجتمعات سريعة التحديث، عندما لا تكون الأديان أو العقائد الشعبية قادرة على التأقلم مع متطلبات التحديث، أما فى العالم الإسلامى، فالصحوة أو هذا الانبعاث يعود أساسا إلى حالة من رد الفعل تجاه الحداثة والتحديث والعولمة.
الثقافة الإسلامية تفسر إلى حد كبير فشل قيام الديمقراطية فى أماكن كثيرة من العالم الإسلامى.
رفض المسلمون كل شىء يظنون أنه ضد الإسلام حتى ولو كان التحديث، وهم يفضلون تخلف مع إسلام قوى أفضل من تحديث يظنون أنه يضعف الإسلام وان الدين يتسلم زمام الأيديولوجية والقومية الدينية تحل محل القومية العلمانية.
بالنسبة للغرب كانت الدولة القومية هى قمة الولاء السياسى، بنية الولاء فى العالم الإسلامى على العكس من ذلك بالضبط، فكرة سيادة الدولة القومية لا تتطابق مع السيادة أو الحاكمية لله وأولوية مصالح الأمة.