منتديات الحوار الجامعية السياسية

الوقائع و الأحداث التاريخية
#66862
كانت احدى تقاليد الدبلوماسية الاميركية بعدم التدخل في الشؤون الدولية في المناطق البعيدة وهذا ما عرف بسياسة العزلة الامريكية التي بدات منذ عهد جورج واشنطن الرئيس الامريكي الاول وظلت الحكومات الامريكية المتعاقبة تسير عليها ثم تم ترسيخها بمبدا مونرو الذي حاول اقامة حاجز سياسي بينها وبين اوربا. لذلك عندما نشبت الحرب العالمية الأولى لم تكن للولايات المتحدة الأمريكية اية تحالفات سياسية او عسكرية تستوجب مشاركة الولايات المتحدة في الحرب ولم تكن لديها مصالح مباشرة يمكن ان تهددها الحربهذا من جهة ، ومن جهة ثانية كانت الادارة الامريكية ترى من مصلحتها – واصابت في ذلك ايضا – ان يدب الوهن عسكريا واقتصاديا في كيانات الانظمة الاوربية التي كانت بامكانها الوقوف امام التوسع الامريكي السياسي والاقتصادي.
وانطلاقا من الاسباب السياسة نفسها كانت حكومة ولسن ضد الانتصار الكامل لاي من الجانبين المتحاربين وظلت تعمل في هذا الاتجاه حتى اشهر قليلة قبل دخولها الحرب . وفي مرحلة معينة – خاصة بعد ان حققت المانيا بعض الانتصارات الكبيرة – حاول الرئيس ويلسون ان يقوم بدور الوسيط لاقرار السلم بين الطرفين والذي اطلق عليه الاسم المعبر عن واقعه " سلم بدون انتصار " وقد كانت الترجمة الواقعية لهذا الشعار خروج اقوى دول أوربا من الحرب منهكة وضعيفة مستسلمة عمليا للدولة الرأسمالية الأقوى التي حققت كما سنرى مكاسب ضخمة للغاية جراء موقفها المحايد وبالطبع لم يكن على ساسة مجربين من أمثال كليمنصو ولويد جورج ادراك حقيقة هذه السياسة بسهولة فجاء ردهم على لسان الأخير بان بلدانهم سوف تستمر في الحرب بجميع طاقاتها الى ان تحقق سلما حقيقيا