منتديات الحوار الجامعية السياسية

الوقائع و الأحداث التاريخية
By عادل القحطاني 336
#66867
اتفقت كلمة المؤرخين والباحثين على تسمية القرن التاسع عشر باسم "عصر القوميات".
إن القرن المذكور - الذي امتد بين انتهاء الحرب العالمية الأولى (قـ19) أو بين معاهدات فينا وتوابعها وبين معاهدات فرساي ولواحقها - إذا كان عصر "انتصار القوميات" بالنسبة إلى البلاد الأوروبية، فانه كان عصر شيء آخر بالنسبة إلى البلاد الأسيوية والإفريقية.. إنه كان عصر استفحال الاستعمار، حقا، إن القرن المذكور كان "عصر انتصار القوميات، في البلاد الأوروبية" بكل معنى الكلمة.
فان خارطة أوروبا السياسية تغيرت خلال القرن المذكور تغيرا أساسيا في اتجاه ثابت عام: هو تكوين دول قومية في مختلف أنحاء القارة الأوروبية.
خلال هذا القرن توحدت ألمانيا، فكونت دولة عظيمة قامت مقام الدول والدويلات الألمانية الكثيرة.
وتوحدت إيطاليا، بعد أن حررت جميع أقطارها من الحكم الأجنبي، ومن حكم الملوك والأمراء الإقليميين.
واستقلت بولونيا، ووحدت أقطارها الثلاثة التي كانت موزعة بين روسيا وألمانيا والنمسا.
وتكونت دولة يوغسلافيا، ووحدت أقطارها التي كانت موزعة بين إمبراطورية النمسا وبين السلطنة العثمانية.
وفضلا عن ذلك كله، قد انفصلت فنلندا عن روسيا، والنرويج وبلجيكا عن هولندا.
كما تكونت عدة دول جديدة: اليونان، وألبانيا، ورومانيا، و بلغاريا، وتشيكوسلوفاكيا..
ومقابل ذلك انقرضت إمبراطورية النمسا والمجر، وتوزعت البلاد التي كانت تابعة لها، بين سبع دول مختلفة.
كما انقرضت السلطنة العثمانية، وتوزعت بلادها الأوروبية بين خمس دول مختلفة فضلا عن جزئها الذي بقي تابعا للجمهورية التركية، التي خلفت السلطنة المذكورة.