- الاثنين ديسمبر 02, 2013 8:58 pm
#67241
الشيطان الأكبر/ الحليف الأكبر
رابط المقالة: http://www.al-jazirah.com/2013/20131202/ms5.htm
الدخول في دهاليز السياسة مُمرض بحق، لأنه عالم تختل فيه موازين النزاهة والمصداقية. وتُضرب عرض الحائط كل اليوتوبيات والعوالم الفاضلة. هنا فقط يصبح للعدوّ أهمية بالغة تفوق أهمية الأصدقاء. عدو واحد قد يجعل التحالف مع الأضداد ممكناً، والتملُّق لبعض البسطاء ممكناً، وإبراز هوية ما، وتصعيد موقف، وبلوغ أهداف صعبة.
كل ذلك بفضل الأعداء!. العداء في السياسة نافع ووقتي وقد يتحوّل لصداقة بين ليلة وضُحاها!! وهذا ما شهدناه حقيقة بعد اتفاقيات جنيف وإيران حين تحوّل «الشيطان الأكبر» إلى «الحليف الأكبر».
بعد ما تمت الاستفادة القصوى من العداء وبعد أن غدا إخفاء المصالح المشتركة أمراً مستحيلاً. فهي ليست حقبة جديدة كما يحاول السياسيون إقناع العامة. وليست انعطافاً نوعياً في الخطة الإيرانية التي وضعها السيد الخميني منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران ضد عدوّيها الكبيرين أمريكا وإسرائيل.
بالخلطة الإيرانية المعروفة بين الدين والسياسة التي تمخّض عنها تسمية أمريكا بالشيطان الأكبر. و»الشيطان» مصطلح ديني محض، وبهذا تضمن إيران أكبر سيطرة سياسية ممكنة على العقل الديني / الشيعي بأسهل الطرق وأكثرها تمكناً وهو «الدين». إنما الأمر لا يعدو كونه مجرّد سقوط أقنعة بانكشاف نقاط التقاء المصالح المشتركة بين النظام الحاكم في إيران وأمريكا التي بدأت منذ نهاية السبعينات، وأنّ الخطابات الرنانة ولعن الشيطان الأكبر كان مجرّد تقية لا أكثر!.
هذه هي الملابسات التي اختفت طويلاً وراء ظواهر وتمثيليات هزأت بالعقل العربي سنيناً مضت. ولو تتبّعنا سير الأحداث ومسلسل مساعدات كل من أمريكا لطهران بعضهما للبعض سنظهر بصورة شبه مكتملة عن ما يحدث وراء خطابات العداء للشيطان الأكبر ومظاهرات البراء من إسرائيل.
منها ما قدمته إيران لأمريكا في حربها ضد صدام ومسرحية الصمت الأمريكي على دخول إيران تحت غطاء حزب الله إلى سوريا، وتقديم العراق على طبق من ذهب لنفوذ إيران!. السؤال الآن وبعد أن تصافح جون كيري وظريف..
هل ننتظر الحلقة القادمة من مسلسل (الصديق / العدو) ونشهد تعاوناً إيرانياً إسرائيلياً؟ ترى من سيلعب دور الشيطان الأكبر بعدئذ؟
رابط المقالة: http://www.al-jazirah.com/2013/20131202/ms5.htm
الدخول في دهاليز السياسة مُمرض بحق، لأنه عالم تختل فيه موازين النزاهة والمصداقية. وتُضرب عرض الحائط كل اليوتوبيات والعوالم الفاضلة. هنا فقط يصبح للعدوّ أهمية بالغة تفوق أهمية الأصدقاء. عدو واحد قد يجعل التحالف مع الأضداد ممكناً، والتملُّق لبعض البسطاء ممكناً، وإبراز هوية ما، وتصعيد موقف، وبلوغ أهداف صعبة.
كل ذلك بفضل الأعداء!. العداء في السياسة نافع ووقتي وقد يتحوّل لصداقة بين ليلة وضُحاها!! وهذا ما شهدناه حقيقة بعد اتفاقيات جنيف وإيران حين تحوّل «الشيطان الأكبر» إلى «الحليف الأكبر».
بعد ما تمت الاستفادة القصوى من العداء وبعد أن غدا إخفاء المصالح المشتركة أمراً مستحيلاً. فهي ليست حقبة جديدة كما يحاول السياسيون إقناع العامة. وليست انعطافاً نوعياً في الخطة الإيرانية التي وضعها السيد الخميني منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران ضد عدوّيها الكبيرين أمريكا وإسرائيل.
بالخلطة الإيرانية المعروفة بين الدين والسياسة التي تمخّض عنها تسمية أمريكا بالشيطان الأكبر. و»الشيطان» مصطلح ديني محض، وبهذا تضمن إيران أكبر سيطرة سياسية ممكنة على العقل الديني / الشيعي بأسهل الطرق وأكثرها تمكناً وهو «الدين». إنما الأمر لا يعدو كونه مجرّد سقوط أقنعة بانكشاف نقاط التقاء المصالح المشتركة بين النظام الحاكم في إيران وأمريكا التي بدأت منذ نهاية السبعينات، وأنّ الخطابات الرنانة ولعن الشيطان الأكبر كان مجرّد تقية لا أكثر!.
هذه هي الملابسات التي اختفت طويلاً وراء ظواهر وتمثيليات هزأت بالعقل العربي سنيناً مضت. ولو تتبّعنا سير الأحداث ومسلسل مساعدات كل من أمريكا لطهران بعضهما للبعض سنظهر بصورة شبه مكتملة عن ما يحدث وراء خطابات العداء للشيطان الأكبر ومظاهرات البراء من إسرائيل.
منها ما قدمته إيران لأمريكا في حربها ضد صدام ومسرحية الصمت الأمريكي على دخول إيران تحت غطاء حزب الله إلى سوريا، وتقديم العراق على طبق من ذهب لنفوذ إيران!. السؤال الآن وبعد أن تصافح جون كيري وظريف..
هل ننتظر الحلقة القادمة من مسلسل (الصديق / العدو) ونشهد تعاوناً إيرانياً إسرائيلياً؟ ترى من سيلعب دور الشيطان الأكبر بعدئذ؟