- الاثنين ديسمبر 02, 2013 9:59 pm
#67271
"لم يدر في خلدي قط إنني لن أخرج من السجن يوماً من الأيام , وكنت أعلم بأنه سيجيء اليوم الذي أسير فيه رجلاً حراً تحت أشعة الشمس والعشب تحت قدمي , فإنني أصلاً إنسان متفائل ,وجزء من هذا التفاؤل هو أن يبقي الإنسان جزءاً من رأسه في إتجاه الشمس وأن يحرك قدميه الى الأمام" .
(نيلسون مانديلا) .
" شخصية كارزمية حكيمة وكريمة، عانى كثيراً، وإنتصر على أعدائه ولكنه لم ينتقم منهم ، سياسي محنك ولكنه يتصرف كمواطن عادى بسيط". الصحفي البريطاني (مايكل وايت)
ولد روليلالا مانديلا (نيسلون مانديلا) في منطقة "ترانسكاي" في جنوب أفريقيا (18 تموز-يوليو/1918). وفي عمر 7 سنوات أصبح أول فرد من عائلته يذهب إلى مدرسة، حيث أطلق عليه أحد مدرسيه المبشرين إسم نيلسون .
بعدها بسنوات توفي والده، وفي سن 16 توجه لمعهد "كلاركبيري" ليتعلم عن ثقافة الغرب. وأنهى المرحلة الأولى من الدراسة بسنتين بدل من الثلاث سنوات الإعتيادية.وفي التاسعة عشر من عمره توجه إلى كلية "ويسليان" ، حيث واجه الطرد من الجامعة بسبب مشاركته في أحتجاجات طلابية على سياسات الجامعة، ثم بدأ بعدها الإعداد لنيل البكالوريوس من جامعة "فورت هار" ولكنه فصل من هذه الجامعة أيضاً مع رفيقه "اوليفر تامبو" عام 1940 بتهمة الإشتراك في إضراب طلابي. و المعروف إن مانديلا عاش فترة دراسية مضطربة وتنقل بين العديد من الجامعات وقد تابع الدراسة بالمراسلة من مدينة "جوهانسبورغ" في جنوب أفريقيا ، وحصل على موافقة الإلتحاق بجامعة "ويتواتر ساند" لدراسة الحقوق.
كانت جنوب أفريقيا في تلك الفترة خاضعة لحكم يقوم على التمييز العنصري الشامل ، إذ لم يكن يحق لأصحاب البشرة السوداء من المواطنين الإنتخاب أو المشاركة في الحياة السياسية أو إدارة شؤون البلاد, بل أكثر من ذلك كان يحق للحكومة (والتي كان يرأسها "البيض") أن تجردهم من ممتلكاتهم أو أن تنقلهم من مقاطعة إلى أخرى، بالإضافة الى الكثير من أعمال التمييز العنصري الذي إمتازت به حكومة جنوب أفريقيا في وقتها .
**النشاط السياسي:-
كان الحكم في جنوب أفريقيا ينكر الحقوق السياسية والإجتماعية والإقتصادية للأغلبية السوداء. لذا بدأت بودار النشاط السياسي لمانديلا بالظهور , ففي العام 1942 إنضم مانديلا إلى (المجلس الأفريقي القومي) الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء في جنوب إفريقيا بشكل سياسي وسلمي من خلال المظاهرات وطرح الآراء والرؤى التي من شأنها الحيلولة دون فرض وإستخدام سياسات التمييز العنصري ضد أغلبية الشعب الجنوب أفريقي . وظل مانديلا ضمن صفوف المجلس الأفريقي مساهماً في الكثير من نشاطاته .
وفي عام 1948، حيث أنتصر (الحزب القومي) في الإنتخابات العامة , وكان لهذا الحزب, الذي يحكم من قبل البيض في جنوب إفريقيا، خطط وسياسات عنصرية، منها سياسات الفصل العنصري وإدخال تشريعات عنصرية في مؤسسات الدولة. أصبح مانديلا قائدا لحملات المعارضة والمقاومة السلمية في المجلس الأفريقي القومي .
وكان مانديلا ومنذ بداية إنتماءه للمجلس الأفريقي القومي يدعو للمقاومة غير المسلحة ضد سياسات التمييز العنصري. لكن بعد حادثة إطلاق النار على متظاهرين عزل في عام 1960، وإقرار قوانين تحظر الجماعات المناهضة للعنصرية ، قرر مانديلا وزعماء المجلس الأفريقي القومي فتح باب المقاومة المسلحة .
**إعتقاله وسجنه:-
في عام 1961 أصبح مانديلا رئيسا للجناح العسكري للمجلس الأفريقي القومي. وفي آب-أغسطس/1962 أعتقل وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات بتهمة السفر غير القانوني، والتدبير للإضراب. وفي عام 1964 حكم عليه مرة أخرى بتهمة التخطيط لعمل مسلح، وحكم عليه هذه المرة بالسجن مدى الحياة.
خلال سنوات سجنه الثمان والعشرون ، أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزاً لرفض سياسة التمييز العنصري. وفي 10 حزيران-يونيو/1980 تم نشر رسالة إستطاع مانديلا إرسالها للمجلس الأفريقي القومي قال فيها: "إتحدوا! وجهزوا! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبي، ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصري".
وفي عام 1985 عرض على مانديلا إطلاق السراح مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة للمجلس ، الا أنه رفض العرض . وبقي في السجن لغاية 11 شباط-فبراير/1990 عندما أثمرت مثابرة المجلس الأفريقي القومي، بالإضافة الى الضغوطات السياسية من قبل أغلب دول العالم من أجل إطلاق سراحه بأمر من رئيس الجمهورية آنذاك (فريدريك دكلارك) الذي أعلن أيقاف الحظر الذي كان مفروضاً على المجلس الأفريقي القومي . وقد حصل نيلسون مانديلا مع الرئيس فريدريك دكلارك في عام 1993 على جائزة نوبل للسلام.
رئاسة المجلس الإفريقي ورئاسة جنوب إفريقيا:
شغل نيلسون مانديلا منصب رئاسة المجلس الأفريقي (من حزيران-يونيو/1991- إلى أيلول-ديسمبر/1997)، وأصبح أول رئيس ذو بشرة سوداء يحكم جنوب أفريقيا (من آيار-مايو/1994- إلى حزيران-يونيو/1999).
وخلال فترة حكمه شهدت جنوب أفريقيا إنتقالاً كبيراً من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية. و لكن ذلك لم يمنع البعض من إنتقاد فترة حكمه لعدم إتخاذ سياسات صارمة لمكافحة مرض الأيدز (وقد توفي إبنه مكجاثو مانديلا في العام 2005 بسبب إصابته بمرض الأيدز عن عمر ناهز الرابعة والخمسين , وقد أعلن ماندلا ماكجاثو حفيد نيلسون مانديلا، خلال الجنازة أن أمه ,زوندي, توفيت في العام الماضي 2004 بسبب إصابتها بمرض الإيدز أيضاً) , هذا من جانب .
ومن جانب آخر تعرض نيلسون مانديلا للإنتقاد أيضاً بسبب علاقاته المتينة بزعماء دول منتقدين من قبل الغرب مثل معمر القذافي و فيدل كاسترو.
**تقاعده:-
بعد تقاعده في العام 1999 تابع نيلسون مانديلا تحركه مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان حول العالم. وتلقى عدداً كبيراً من الميداليات والتكريمات من رؤساء وزعماء دول العالم وفي 2005 إختارته الأمم المتحدة سفيراً للنوايا الحسنة.
وكان لمانديلا كذلك عدد من الآراء المثيرة للجدل في الغرب مثل آراءه حول القضية الفلسطينية ومعارضته للسياسات الخارجية للرئيس الأمريكي جورج بوش، وغيرها.
في حزيران-يونيو/2004 قرر نيلسون مانديلا ذو الـ 86 عاماً التقاعد وترك الحياة العامة، ذلك أن صحته أصبحت لا تسمح له بالتحرك والإنتقال، كما أنه فضل أن يقضي ما تبقى من عمرة بين عائلته. ولا زال لمانديلا ثلاث بنات، واحدة من زواجه الأول، واثنتان من زواجه الثاني , بينما لقي نجله الثاني، ماديبا ثيمبكيلي، حتفه في حادث سيارة عام 1969.
ربما يكون نيلسون مانديلا أشهر السجناء السياسيين الذين عرفهم العالم في القرن الماضى، ولاشك أن إنجازاته جديرة بالإعجاب، حيث لم يصبح فقط رئيسا لبلاده (جنوب أفريقيا) بعد أن كان سجينا فيها لحوالى ثلاثة عقود، وإنما حصل أيضا على جائزة نوبل للسلام.
ولم يقدم مانديلا أي تنازلات فى سبيل كفاحة الطويل ضد التفرقة العنصرية سواء فى بلاده أو خارجها ونال إعجاب الجماهير فى شتى إنحاء العالم من مختلف الألوان والجنسيات والأعمار والثقافات .
وتقديراً لمسيرة حياته المليئة بالأحداث التي تستحق الذكر والدراسة , فقد شيد له مؤخراً في آب-أغسطس/2007 تمثالاً في ميدان البرلمان في لندن وقد حضر مانديلا هذا الإحتفال بنفسه . وقد قام بتصميم التمثال الفنان النحات إيان وولترز، ويبلغ إرتفاعه 2.7 متر.
وقد قال الصحفي البريطاني عادل درويش في هذه المناسبة " إن تمثال نيلسون مانديلا محاط بتماثيل من صنعوا التاريخ ومن صنعوا الديمقراطية ، أمثال إبراهام لينكون، أوليفر كرومويل و ونستون تشرتشل وغيرهم من العظماء".
كما قال البريطاني مايكل وايت الصحفي فى صحيفة الغارديان "إنه محبوب جداً فى بريطانيا ، قضى في السجن مدة طويلة جداً وشاع ذلك بين الجماهير العريضة التى تعاطفت معه".
وتابع وايت قائلاً "إن رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر كانت تعتبره إرهابياً حتى نهاية فترة حكمها تقريباً وكان هذا من أخطائها العديدة. وإن من أهم السمات التى تميز مانديلا أنه شخصية كارزمية حكيمة وكريمة، عانى كثيراً، وإنتصر على أعدائه ولكنه لم ينتقم منهم ، سياسى محنك ولكنه يتصرف كمواطن عادى بسيط".
وأصبح إسم مانديلا وسيبقى رمزاً لكل الشعوب الحرة التي تبغي الديمقراطية وترنو للسلام والإستقلال دون إستخدام العنف بل بواسطة الحوار والتصارح والمصالحة والتسامح , وما يزال مانديلا رغم تقدمه بالعمر دؤوباً على العمل الخيري والتطوعي من أجل نشر قيم السلام والمحبة بين شعوب الأرض .
(نيلسون مانديلا) .
" شخصية كارزمية حكيمة وكريمة، عانى كثيراً، وإنتصر على أعدائه ولكنه لم ينتقم منهم ، سياسي محنك ولكنه يتصرف كمواطن عادى بسيط". الصحفي البريطاني (مايكل وايت)
ولد روليلالا مانديلا (نيسلون مانديلا) في منطقة "ترانسكاي" في جنوب أفريقيا (18 تموز-يوليو/1918). وفي عمر 7 سنوات أصبح أول فرد من عائلته يذهب إلى مدرسة، حيث أطلق عليه أحد مدرسيه المبشرين إسم نيلسون .
بعدها بسنوات توفي والده، وفي سن 16 توجه لمعهد "كلاركبيري" ليتعلم عن ثقافة الغرب. وأنهى المرحلة الأولى من الدراسة بسنتين بدل من الثلاث سنوات الإعتيادية.وفي التاسعة عشر من عمره توجه إلى كلية "ويسليان" ، حيث واجه الطرد من الجامعة بسبب مشاركته في أحتجاجات طلابية على سياسات الجامعة، ثم بدأ بعدها الإعداد لنيل البكالوريوس من جامعة "فورت هار" ولكنه فصل من هذه الجامعة أيضاً مع رفيقه "اوليفر تامبو" عام 1940 بتهمة الإشتراك في إضراب طلابي. و المعروف إن مانديلا عاش فترة دراسية مضطربة وتنقل بين العديد من الجامعات وقد تابع الدراسة بالمراسلة من مدينة "جوهانسبورغ" في جنوب أفريقيا ، وحصل على موافقة الإلتحاق بجامعة "ويتواتر ساند" لدراسة الحقوق.
كانت جنوب أفريقيا في تلك الفترة خاضعة لحكم يقوم على التمييز العنصري الشامل ، إذ لم يكن يحق لأصحاب البشرة السوداء من المواطنين الإنتخاب أو المشاركة في الحياة السياسية أو إدارة شؤون البلاد, بل أكثر من ذلك كان يحق للحكومة (والتي كان يرأسها "البيض") أن تجردهم من ممتلكاتهم أو أن تنقلهم من مقاطعة إلى أخرى، بالإضافة الى الكثير من أعمال التمييز العنصري الذي إمتازت به حكومة جنوب أفريقيا في وقتها .
**النشاط السياسي:-
كان الحكم في جنوب أفريقيا ينكر الحقوق السياسية والإجتماعية والإقتصادية للأغلبية السوداء. لذا بدأت بودار النشاط السياسي لمانديلا بالظهور , ففي العام 1942 إنضم مانديلا إلى (المجلس الأفريقي القومي) الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء في جنوب إفريقيا بشكل سياسي وسلمي من خلال المظاهرات وطرح الآراء والرؤى التي من شأنها الحيلولة دون فرض وإستخدام سياسات التمييز العنصري ضد أغلبية الشعب الجنوب أفريقي . وظل مانديلا ضمن صفوف المجلس الأفريقي مساهماً في الكثير من نشاطاته .
وفي عام 1948، حيث أنتصر (الحزب القومي) في الإنتخابات العامة , وكان لهذا الحزب, الذي يحكم من قبل البيض في جنوب إفريقيا، خطط وسياسات عنصرية، منها سياسات الفصل العنصري وإدخال تشريعات عنصرية في مؤسسات الدولة. أصبح مانديلا قائدا لحملات المعارضة والمقاومة السلمية في المجلس الأفريقي القومي .
وكان مانديلا ومنذ بداية إنتماءه للمجلس الأفريقي القومي يدعو للمقاومة غير المسلحة ضد سياسات التمييز العنصري. لكن بعد حادثة إطلاق النار على متظاهرين عزل في عام 1960، وإقرار قوانين تحظر الجماعات المناهضة للعنصرية ، قرر مانديلا وزعماء المجلس الأفريقي القومي فتح باب المقاومة المسلحة .
**إعتقاله وسجنه:-
في عام 1961 أصبح مانديلا رئيسا للجناح العسكري للمجلس الأفريقي القومي. وفي آب-أغسطس/1962 أعتقل وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات بتهمة السفر غير القانوني، والتدبير للإضراب. وفي عام 1964 حكم عليه مرة أخرى بتهمة التخطيط لعمل مسلح، وحكم عليه هذه المرة بالسجن مدى الحياة.
خلال سنوات سجنه الثمان والعشرون ، أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزاً لرفض سياسة التمييز العنصري. وفي 10 حزيران-يونيو/1980 تم نشر رسالة إستطاع مانديلا إرسالها للمجلس الأفريقي القومي قال فيها: "إتحدوا! وجهزوا! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبي، ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصري".
وفي عام 1985 عرض على مانديلا إطلاق السراح مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة للمجلس ، الا أنه رفض العرض . وبقي في السجن لغاية 11 شباط-فبراير/1990 عندما أثمرت مثابرة المجلس الأفريقي القومي، بالإضافة الى الضغوطات السياسية من قبل أغلب دول العالم من أجل إطلاق سراحه بأمر من رئيس الجمهورية آنذاك (فريدريك دكلارك) الذي أعلن أيقاف الحظر الذي كان مفروضاً على المجلس الأفريقي القومي . وقد حصل نيلسون مانديلا مع الرئيس فريدريك دكلارك في عام 1993 على جائزة نوبل للسلام.
رئاسة المجلس الإفريقي ورئاسة جنوب إفريقيا:
شغل نيلسون مانديلا منصب رئاسة المجلس الأفريقي (من حزيران-يونيو/1991- إلى أيلول-ديسمبر/1997)، وأصبح أول رئيس ذو بشرة سوداء يحكم جنوب أفريقيا (من آيار-مايو/1994- إلى حزيران-يونيو/1999).
وخلال فترة حكمه شهدت جنوب أفريقيا إنتقالاً كبيراً من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية. و لكن ذلك لم يمنع البعض من إنتقاد فترة حكمه لعدم إتخاذ سياسات صارمة لمكافحة مرض الأيدز (وقد توفي إبنه مكجاثو مانديلا في العام 2005 بسبب إصابته بمرض الأيدز عن عمر ناهز الرابعة والخمسين , وقد أعلن ماندلا ماكجاثو حفيد نيلسون مانديلا، خلال الجنازة أن أمه ,زوندي, توفيت في العام الماضي 2004 بسبب إصابتها بمرض الإيدز أيضاً) , هذا من جانب .
ومن جانب آخر تعرض نيلسون مانديلا للإنتقاد أيضاً بسبب علاقاته المتينة بزعماء دول منتقدين من قبل الغرب مثل معمر القذافي و فيدل كاسترو.
**تقاعده:-
بعد تقاعده في العام 1999 تابع نيلسون مانديلا تحركه مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان حول العالم. وتلقى عدداً كبيراً من الميداليات والتكريمات من رؤساء وزعماء دول العالم وفي 2005 إختارته الأمم المتحدة سفيراً للنوايا الحسنة.
وكان لمانديلا كذلك عدد من الآراء المثيرة للجدل في الغرب مثل آراءه حول القضية الفلسطينية ومعارضته للسياسات الخارجية للرئيس الأمريكي جورج بوش، وغيرها.
في حزيران-يونيو/2004 قرر نيلسون مانديلا ذو الـ 86 عاماً التقاعد وترك الحياة العامة، ذلك أن صحته أصبحت لا تسمح له بالتحرك والإنتقال، كما أنه فضل أن يقضي ما تبقى من عمرة بين عائلته. ولا زال لمانديلا ثلاث بنات، واحدة من زواجه الأول، واثنتان من زواجه الثاني , بينما لقي نجله الثاني، ماديبا ثيمبكيلي، حتفه في حادث سيارة عام 1969.
ربما يكون نيلسون مانديلا أشهر السجناء السياسيين الذين عرفهم العالم في القرن الماضى، ولاشك أن إنجازاته جديرة بالإعجاب، حيث لم يصبح فقط رئيسا لبلاده (جنوب أفريقيا) بعد أن كان سجينا فيها لحوالى ثلاثة عقود، وإنما حصل أيضا على جائزة نوبل للسلام.
ولم يقدم مانديلا أي تنازلات فى سبيل كفاحة الطويل ضد التفرقة العنصرية سواء فى بلاده أو خارجها ونال إعجاب الجماهير فى شتى إنحاء العالم من مختلف الألوان والجنسيات والأعمار والثقافات .
وتقديراً لمسيرة حياته المليئة بالأحداث التي تستحق الذكر والدراسة , فقد شيد له مؤخراً في آب-أغسطس/2007 تمثالاً في ميدان البرلمان في لندن وقد حضر مانديلا هذا الإحتفال بنفسه . وقد قام بتصميم التمثال الفنان النحات إيان وولترز، ويبلغ إرتفاعه 2.7 متر.
وقد قال الصحفي البريطاني عادل درويش في هذه المناسبة " إن تمثال نيلسون مانديلا محاط بتماثيل من صنعوا التاريخ ومن صنعوا الديمقراطية ، أمثال إبراهام لينكون، أوليفر كرومويل و ونستون تشرتشل وغيرهم من العظماء".
كما قال البريطاني مايكل وايت الصحفي فى صحيفة الغارديان "إنه محبوب جداً فى بريطانيا ، قضى في السجن مدة طويلة جداً وشاع ذلك بين الجماهير العريضة التى تعاطفت معه".
وتابع وايت قائلاً "إن رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر كانت تعتبره إرهابياً حتى نهاية فترة حكمها تقريباً وكان هذا من أخطائها العديدة. وإن من أهم السمات التى تميز مانديلا أنه شخصية كارزمية حكيمة وكريمة، عانى كثيراً، وإنتصر على أعدائه ولكنه لم ينتقم منهم ، سياسى محنك ولكنه يتصرف كمواطن عادى بسيط".
وأصبح إسم مانديلا وسيبقى رمزاً لكل الشعوب الحرة التي تبغي الديمقراطية وترنو للسلام والإستقلال دون إستخدام العنف بل بواسطة الحوار والتصارح والمصالحة والتسامح , وما يزال مانديلا رغم تقدمه بالعمر دؤوباً على العمل الخيري والتطوعي من أجل نشر قيم السلام والمحبة بين شعوب الأرض .