- السبت ديسمبر 07, 2013 12:09 pm
#68165
قريبا.. إيران ستلقى الشر ممن أحسنت إليهم
رابط المقالة: http://www.aawsat.com/leader.asp?sectio ... qLy09JdWuI
كان الأربعاء الماضي يوما مفعما بالنشاط الدبلوماسي للغاية بالنسبة لإيران. كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في زيارة إلى الإمارات العربية المتحدة، بينما كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في طهران، في حين كان وزير النفط الإيراني بيجان زنغنه في فيينا. ومنذ جرى إبرام اتفاق جنيف بين إيران والقوى الغربية العظمى مجموعة 5+1 (الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن للأمم المتحدة، بالإضافة إلى ألمانيا)، ركز صانعو السياسة الخارجية لإيران على تحسين العلاقات مع الجيران العرب.
وفي هذا السياق، بدأ وزير الخارجية الإيراني ظريف زياراته الإقليمية استهلها بدولة الكويت وعمان وقطر، واختتمها بزيارة الإمارات العربية المتحدة يوم الأربعاء. وربما كانت زيارة ظريف للإمارات العربية المتحدة هي الأكثر أهمية من بين زياراته الإقليمية التي تضمنتها جولته. ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن حجم التجارة بين إيران والإمارات العربية المتحدة بلغ معدلات مرتفعة وصلت قيمتها إلى ما يقرب من 18 مليار دولار قبل فرض العقوبات التقييدية على اقتصاد إيران.
والآن، في ضوء رفع العقوبات عن إيران في القريب العاجل، تحتاج إيران إلى تجهيز نفسها لمعاودة نشاط التجارة مع جيرانها، وبالتأكيد التجارة في سوق النفط.
ولا يمكن إنجاز هذا الهدف دون تأييد الدول العربية الخليجية وثقتها في هدف إيران الحقيقي ومبادراتها، وهو الأمر الذي تدركه طهران جيدا.
وأثناء اجتماعه مع الإيرانيين المقيمين في الإمارات، شدد ظريف على النقطة التي جاء من أجلها لزيارة المنطقة عقب مباحثات جنيف مباشرة ليعلن لجميع الأصدقاء الإقليميين في المنطقة بأن «هدوء الوضع في بلادنا هو هدوء للوضع في بلادكم وأن أمننا هو أمنكم».
وفي هذا الصدد، يبذل ظريف وفريقه الكثير من الجهود لإضفاء الدفء على العلاقات مع دول الخليج العربية، ولا سيما السعودية التي تدهورت العلاقات معها ليس بسبب برنامج إيران النووي فحسب، بل بسبب الأزمة في سوريا والبحرين والعراق أيضا. وصرح ظريف بأن إيران تبحث عن المصالحة مع السعودية، مؤكدا أن إيران لم تمثل تهديدا لأي دولة في المنطقة. ونقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن ظريف قوله «نحن نرى وجوب عمل إيران والسعودية سويا من أجل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، ولا يمكن أن يكون هذا الاتفاق (الاتفاق النووي) على حساب أي دولة في المنطقة».
وفي سياق متصل، رحبت الإمارات باتفاق إيران النووي، كما لبى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، دعوة الرئيس روحاني للسفر إلى إيران في القريب العاجل مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي. وستكون تلك الزيارة هي أول زيارة يقوم بها رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى إيران منذ اندلاع الثورة. ومع ذلك، ما زال الأمر غير واضح بشأن توقيت زيارة ظريف إلى السعودية نظرا لأن الخلاف بين الدولتين يبدو أكثر عمقا من أي خلافات بين إيران والدول الإقليمية الأخرى.
وفي صباح الأربعاء قبل وصول ظريف إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ألقى حسن نصر الله، قائد الميليشيا المسلحة لحزب الله في لبنان التي لها أواصر وثيقة مع إيران، باللوم على السعودية بسبب الانفجار الدامي الذي وقع يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) أمام سفارة إيران في لبنان. وأدى هذا الانفجار إلى مقتل 25 شخصا من بينهم الملحق الثقافي الإيراني، بالإضافة إلى إصابة ما يزيد على 150 شخصا. ومن جانبها، أدانت السعودية الانفجار، فيما أعلنت مجموعة سنية مرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الحادث. وفي المقابل لم يرد المسؤولون الإيرانيون على اتهام حسن نصر الله للسعودية، كما لم يؤثر ذلك على مبادرة ظريف بتكرار رغبته في زيارة السعودية.
هناك القليل من الكياسة بشأن اتهام حسن نصر الله وهو ما يذكرنا بادعاء مؤامرة إيران اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة في عام 2011. وقد اعترف منصور أربابسيار، وهو أميركي من أصل إيراني، أمام المحكمة بضلوعه في محاولة الاغتيال مع وجود توجيه وصلة بفرقة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني.
ومن جانبها، نفت إيران أن يكون لها أي تورط في هذا الحادث، بيد أنه من الصعب إجراء أي تحقيقات تتعلق بقادة رفيعي المستوى أو تقديمهم للعدالة في بلد يحظى فيها الحرس الثوري بالكثير من الصلاحيات والاستقلال عن الحكومة المركزية. وفي حين أن توجيه زعيم حزب الله اتهاما للسعودية قد جاء من دون أي حقائق أو أدلة في اليوم الذي كان من المزمع فيه وصول ظريف إلى دولة الإمارات واختتام زياراته الإقليمية، فإن هذا الأمر يجعلنا نلقي بالشك حول الهدف الحقيقي لحزب الله من وراء ذلك. ويبدو الأمر كما لو أن هناك مجموعات متشددة داخل إيران وخارجها غير سعيدة للغاية وخائفة من السياسة الخارجية الجديدة لإيران ويرونها تهديدا لمصالحهم. إذا كان من الممكن أن تستمر هذه السياسة ويؤيدها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، فإننا بصدد أن نشهد صعودا لإيران جديدة مع وجود أهداف محددة في الوقت الحالي. ومن الآن فصاعدا، لن يكون المتشددون في إيران هم الذين يجابهون الدبلوماسية الجديدة لإيران فحسب، بل إن إيران ستلقى الشر والتهديد المحتمل من أناس أحسنت إليهم في القريب المنظور أيضا.
رابط المقالة: http://www.aawsat.com/leader.asp?sectio ... qLy09JdWuI
كان الأربعاء الماضي يوما مفعما بالنشاط الدبلوماسي للغاية بالنسبة لإيران. كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في زيارة إلى الإمارات العربية المتحدة، بينما كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في طهران، في حين كان وزير النفط الإيراني بيجان زنغنه في فيينا. ومنذ جرى إبرام اتفاق جنيف بين إيران والقوى الغربية العظمى مجموعة 5+1 (الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن للأمم المتحدة، بالإضافة إلى ألمانيا)، ركز صانعو السياسة الخارجية لإيران على تحسين العلاقات مع الجيران العرب.
وفي هذا السياق، بدأ وزير الخارجية الإيراني ظريف زياراته الإقليمية استهلها بدولة الكويت وعمان وقطر، واختتمها بزيارة الإمارات العربية المتحدة يوم الأربعاء. وربما كانت زيارة ظريف للإمارات العربية المتحدة هي الأكثر أهمية من بين زياراته الإقليمية التي تضمنتها جولته. ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن حجم التجارة بين إيران والإمارات العربية المتحدة بلغ معدلات مرتفعة وصلت قيمتها إلى ما يقرب من 18 مليار دولار قبل فرض العقوبات التقييدية على اقتصاد إيران.
والآن، في ضوء رفع العقوبات عن إيران في القريب العاجل، تحتاج إيران إلى تجهيز نفسها لمعاودة نشاط التجارة مع جيرانها، وبالتأكيد التجارة في سوق النفط.
ولا يمكن إنجاز هذا الهدف دون تأييد الدول العربية الخليجية وثقتها في هدف إيران الحقيقي ومبادراتها، وهو الأمر الذي تدركه طهران جيدا.
وأثناء اجتماعه مع الإيرانيين المقيمين في الإمارات، شدد ظريف على النقطة التي جاء من أجلها لزيارة المنطقة عقب مباحثات جنيف مباشرة ليعلن لجميع الأصدقاء الإقليميين في المنطقة بأن «هدوء الوضع في بلادنا هو هدوء للوضع في بلادكم وأن أمننا هو أمنكم».
وفي هذا الصدد، يبذل ظريف وفريقه الكثير من الجهود لإضفاء الدفء على العلاقات مع دول الخليج العربية، ولا سيما السعودية التي تدهورت العلاقات معها ليس بسبب برنامج إيران النووي فحسب، بل بسبب الأزمة في سوريا والبحرين والعراق أيضا. وصرح ظريف بأن إيران تبحث عن المصالحة مع السعودية، مؤكدا أن إيران لم تمثل تهديدا لأي دولة في المنطقة. ونقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن ظريف قوله «نحن نرى وجوب عمل إيران والسعودية سويا من أجل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، ولا يمكن أن يكون هذا الاتفاق (الاتفاق النووي) على حساب أي دولة في المنطقة».
وفي سياق متصل، رحبت الإمارات باتفاق إيران النووي، كما لبى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، دعوة الرئيس روحاني للسفر إلى إيران في القريب العاجل مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي. وستكون تلك الزيارة هي أول زيارة يقوم بها رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى إيران منذ اندلاع الثورة. ومع ذلك، ما زال الأمر غير واضح بشأن توقيت زيارة ظريف إلى السعودية نظرا لأن الخلاف بين الدولتين يبدو أكثر عمقا من أي خلافات بين إيران والدول الإقليمية الأخرى.
وفي صباح الأربعاء قبل وصول ظريف إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ألقى حسن نصر الله، قائد الميليشيا المسلحة لحزب الله في لبنان التي لها أواصر وثيقة مع إيران، باللوم على السعودية بسبب الانفجار الدامي الذي وقع يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) أمام سفارة إيران في لبنان. وأدى هذا الانفجار إلى مقتل 25 شخصا من بينهم الملحق الثقافي الإيراني، بالإضافة إلى إصابة ما يزيد على 150 شخصا. ومن جانبها، أدانت السعودية الانفجار، فيما أعلنت مجموعة سنية مرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الحادث. وفي المقابل لم يرد المسؤولون الإيرانيون على اتهام حسن نصر الله للسعودية، كما لم يؤثر ذلك على مبادرة ظريف بتكرار رغبته في زيارة السعودية.
هناك القليل من الكياسة بشأن اتهام حسن نصر الله وهو ما يذكرنا بادعاء مؤامرة إيران اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة في عام 2011. وقد اعترف منصور أربابسيار، وهو أميركي من أصل إيراني، أمام المحكمة بضلوعه في محاولة الاغتيال مع وجود توجيه وصلة بفرقة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني.
ومن جانبها، نفت إيران أن يكون لها أي تورط في هذا الحادث، بيد أنه من الصعب إجراء أي تحقيقات تتعلق بقادة رفيعي المستوى أو تقديمهم للعدالة في بلد يحظى فيها الحرس الثوري بالكثير من الصلاحيات والاستقلال عن الحكومة المركزية. وفي حين أن توجيه زعيم حزب الله اتهاما للسعودية قد جاء من دون أي حقائق أو أدلة في اليوم الذي كان من المزمع فيه وصول ظريف إلى دولة الإمارات واختتام زياراته الإقليمية، فإن هذا الأمر يجعلنا نلقي بالشك حول الهدف الحقيقي لحزب الله من وراء ذلك. ويبدو الأمر كما لو أن هناك مجموعات متشددة داخل إيران وخارجها غير سعيدة للغاية وخائفة من السياسة الخارجية الجديدة لإيران ويرونها تهديدا لمصالحهم. إذا كان من الممكن أن تستمر هذه السياسة ويؤيدها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، فإننا بصدد أن نشهد صعودا لإيران جديدة مع وجود أهداف محددة في الوقت الحالي. ومن الآن فصاعدا، لن يكون المتشددون في إيران هم الذين يجابهون الدبلوماسية الجديدة لإيران فحسب، بل إن إيران ستلقى الشر والتهديد المحتمل من أناس أحسنت إليهم في القريب المنظور أيضا.