- الأحد ديسمبر 08, 2013 9:21 pm
#68951
الغزل الامريكي الايراني الذي جرى في أروقة الأمم المتحدة ، يدخل ضمن الغزل المسموح ، وهذا يعني أن من الغزل ممنوع ، وغزل السياسة هو غير غزل العشاق في السياسة غزل عنوانه المصالح المتبادلة ، وأحيانا يجري الغزل بهدف النصب والأحتيال وأيقاع الأخر ، ومن الغزل ما يجري في العلن ، ومنه ما يجري في الخفاء أما الغزل بين اوباما وروحاني فقد جرى في العلن ، كل من المتغازلين له نواياه وأهدافه ، ولكل منهما له مبررات لموقفه .
امريكا تعرف جيدا الموقف الايراني ، وتعرف صبر ايران وتصميمها وقوة أرادتها وكذلك تعرف أن العقوبات المفروضة على أيران ، لن تزحزحها عن موقفها فيما يتعلق بنشاطها النووي ، الذي هو الشغل الشاغل لامريكا واسرائيل ، والدول الاخرى التابعة لنفوذ الحركة اليهودية العالمية ، امريكا من الناحية الواقعية لا تريد الأصطدام المباشرمع ايران ، لأن ذلك يؤثر على مصالحها بشكل كبير ، وهي تعرف أن العدوان المباشر على ايران ، ربما يقود الى تدمير اسرائيل ، هذه النتيجة لا تريدها امريكا ولا يريدها الغرب ، كذلك لا تريدها الحركة الماسونية المتحكمة بمفاصل السياسة الامريكية ، وبسياسة حكومات كثيرة في الغرب والشرق ، بما فيها حكومات الخليج والحكومة التركية .
هذه المعطيات دفعت امريكا للبحث عن فرصة كي تقترب من ايران ، ووجدت في حضور الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني الى الامم المتحدة خير فرصة لأستغلالها من أجل فتح الحوار مع ايران ، عسى أن يقود هذا الحوارالى حل وسط يرضي الطرفين الامريكي والايراني ، وقال اوباما في هذا الصدد (( أنه يأمل في حل شامل مع طهران .. )) .
بعض المراقبين متفائل من الاتصال المباشر بين الطرفين ، لاسيما وأن أمريكا متخوفة من أمرين ، الاول أنها لا تستطيع المواجهة المباشرة مع ايران لاسباب موضوعية ، والاخر أن تُركت ايران من غير مراقبة او ضغط ربما يقود ذلك الى أن تمتلك ايران سلاحا نوويا ، وهذا ما تخشاه امريكا واسرائيل ، وتخشاه باقي دول محور الشر بما فيها السعودية وقطر وتركيا ، هذه الحسابات على الأقل مقبولة عند امريكا ومحورها ، نحن نقول حتى لو أمتلكت ايران سلاحا نوويا ، فهذا الامر ليس غريبا ، لأن أسرائيل قد أمتلكت هذا السلاح المدمر قبل ايران ، ويفترض من يسعى للسلم العالمي أن يدعو لنزع السلاح النووي من جميع دول المنطقة ، ولا يجب أستثناء أسرائيل .
لهذه الاسباب بدت امريكا متفائلة من تغيير الرئاسة في ايران ، وعبرت عن تفائلها بفوز حسن روحاني بالرئاسة الايرانية ، هذا التفاؤل لم يكن مبنيا على وقائع بل مجرد أمنيات عسى أن تثمر بما يخدم مصالح البلدين ، وقد عبر روحاني ايضا عن هذه الرغبة عندما قال أثناء تواجده في الامم المتحدة (( أريد أن تكون زيارتي الى نيويورك أول خطوة على طريق العلاقة بين الشعبين الكبيرين الامريكي والايراني)) وأضاف روحاني في مؤتمر صحفي عقد في الامم المتحدة (( أريد الحيلولة دون حصول توتر بين حكومة البلدين وتوفير الارضية للوصول الى المصالح المشتركة بين الجانبين )) .
اعتبرت امريكا هذه التصريحات مؤشرات أيجابية بأتجاه أيجاد حلول بين البلدين علما أن امريكا تعرف جيدا ، أن القرار الايراني لا يتحكم فيه رئيس الجمهورية فحسب ، بل جملة مؤسسات منها رئاسة الجمهورية ، بما في ذلك موافقة المرشد الأعلى للجمهورية الايرانية السيد علي الخامنئي .
نحن نقول لو حصل التقارب والتفاهم الامريكي الايراني ، ستستفيد المنطقة من هذا التقارب بشكل عام ، وستلجم أفواه ، وتخرس أصوات ، وتشل أفعال محور الشر (السعودية وقطر وتركيا) وسينحسر الارهاب المنتشر في منطقتنا ، لأن هذا المحور هو المسؤول عن دعم الارهاب في المنطقة ، أما ايران فهي المستفيد الأكبر من هذا التقارب لو قدر له النجاح ، وأولى هذه الفوائد تخلص ايران من العقوبات المفروضة عليها، خاصة العقوبات الاقتصادية التي أثرت كثيرا على الاقتصاد الايراني، والفائدة الأخرى أن ايران ستأخذ دورها الاقليمي ، لتقف في وجه دول محور الشر الذين أشاعوا العنف والارهاب والفوضى خدمة لأسرائيل ، والفائدة الأكبر لأيران هي أستمرار نشاطها النووي من غير ضغوط او بضغوط مخففة ، مع الأعتراف دوليا بنشاطها النووي السلمي ، وهذا ما تسعى اليه ايران بقوة ، الأمر الذي أقلق اسرائيل كثيرا ، وعبر عن هذا القلق عدد من المسؤولين الاسرائيليين بضمنهم نتياهو أذ قال: أن خطر ايران النووي أكبر من خطر كوريا الشمالية بخمسين مرة .
في تقديري أن اللوبي اليهودي لن يترك أمريكا وهو المتحكم في سياستها ، تسير في المسارات الصحيحة بأتجاه علاقاتها مع ايران ، لأن اللوبي اليهودي لا يهتم بمصلحة الشعب الامريكي قدر أهتمامه بمصلحة اسرائيل ، بالتأكيد سيخلق المشاكل والعراقيل بعد أن يرى مسار العلاقات تسير بأتجاه المصلحة الايرانية ، والتي منها عدم نزع قدرات ايران العسكرية ، وهذا هو الشاغل الرئيس لأسرائيل ، تدمير القدرات العسكرية والاقتصادية لدول المنطقة التي تعتقد أسرائيل أنها تشكل تهديدا لها مثل ايران ، حتى تبقى هي الدولة الاقوى المتفوقة على جميع دول المنطقة ، من غير أن تجرؤ امريكا ، او أي دولة أخرى ، أو منظمة دولية على محاسبة اسرائيل لأمتلاكها سلاحا نوويا أو كيمياويا .
أرى أن المشهد بأجمعه ، أن امريكا والغرب ومنظومة دول المنطقة التابعة للنفوذ الامريكي ، وكذلك الامم المتحدة ، كل هذه التشكيلات تسعى لخدمة اسرائيل وتحقيق أهدافها الشيطانية ، وبناء على قراءتي الشخصية للسياسة الامريكية وتأثيرات اللوبي اليهودي عليها ، وقراءتي للمواقف المبدأية الايرانية ، فأني لست متفائلا من الغزل الامريكي الايراني ، فالغزل الامريكي غير صادق النوايا ، لأن اللوبي اليهودي الامريكي لن يسمح لمسار العلاقات الايرانية الامريكية تسير في أتجاهاتها الصحيحة بحيث تؤمن مصالح البلدين بعيدا عن مصلحة أسرائيل ، سيخلق هذا اللوبي الشيطاني المشاكل والعراقيل بعد أن يصل الى مرحلة اليأس في أستسلام ايران للشروط الامريكية التي تريدها أسرائيل .
ورغم هذه النظرة المتشائمة ألا أني أرى أن العملية بمجملها جاءت لصالح ايران ولصالح حسن روحاني بالذات الذي أستطاع أن يخترق جدار التعنت الامريكي، رغم الدفع ألأسرائيلي بأتجاه تأزيم العلاقات بين امريكا وايران ، وأستطاع روحاني أن يزحزح الموقف بأتجاه مصلحة ايران .
أرى أن هذه هي البدايات ، والأهم منها هو النهايات ، وفي كل الأحوال فأن المنطقة متفائلة بهذا الغزل الامريكي الايراني ، لأن نتائجه الأيجابية لو نجحت ستصب في مصلحة دول المنطقة .
وأخيرا نحن نرحب بهذا الغزل ونعتبره ضمن الغزل المسموح ، وسنتفاءل به رغم ما نحمل من تشاؤم داخلي ، بسبب خبرتنا بالسياسة الامريكية الخالية من المصداقية عسى أن يثمر هذا التفاؤل نجاحا في الحوار الامريكي الايراني ، تعود نتائجه الايجابية لصالح المنطقة ، ويثمر سلاما وأمنا للجميع .
امريكا تعرف جيدا الموقف الايراني ، وتعرف صبر ايران وتصميمها وقوة أرادتها وكذلك تعرف أن العقوبات المفروضة على أيران ، لن تزحزحها عن موقفها فيما يتعلق بنشاطها النووي ، الذي هو الشغل الشاغل لامريكا واسرائيل ، والدول الاخرى التابعة لنفوذ الحركة اليهودية العالمية ، امريكا من الناحية الواقعية لا تريد الأصطدام المباشرمع ايران ، لأن ذلك يؤثر على مصالحها بشكل كبير ، وهي تعرف أن العدوان المباشر على ايران ، ربما يقود الى تدمير اسرائيل ، هذه النتيجة لا تريدها امريكا ولا يريدها الغرب ، كذلك لا تريدها الحركة الماسونية المتحكمة بمفاصل السياسة الامريكية ، وبسياسة حكومات كثيرة في الغرب والشرق ، بما فيها حكومات الخليج والحكومة التركية .
هذه المعطيات دفعت امريكا للبحث عن فرصة كي تقترب من ايران ، ووجدت في حضور الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني الى الامم المتحدة خير فرصة لأستغلالها من أجل فتح الحوار مع ايران ، عسى أن يقود هذا الحوارالى حل وسط يرضي الطرفين الامريكي والايراني ، وقال اوباما في هذا الصدد (( أنه يأمل في حل شامل مع طهران .. )) .
بعض المراقبين متفائل من الاتصال المباشر بين الطرفين ، لاسيما وأن أمريكا متخوفة من أمرين ، الاول أنها لا تستطيع المواجهة المباشرة مع ايران لاسباب موضوعية ، والاخر أن تُركت ايران من غير مراقبة او ضغط ربما يقود ذلك الى أن تمتلك ايران سلاحا نوويا ، وهذا ما تخشاه امريكا واسرائيل ، وتخشاه باقي دول محور الشر بما فيها السعودية وقطر وتركيا ، هذه الحسابات على الأقل مقبولة عند امريكا ومحورها ، نحن نقول حتى لو أمتلكت ايران سلاحا نوويا ، فهذا الامر ليس غريبا ، لأن أسرائيل قد أمتلكت هذا السلاح المدمر قبل ايران ، ويفترض من يسعى للسلم العالمي أن يدعو لنزع السلاح النووي من جميع دول المنطقة ، ولا يجب أستثناء أسرائيل .
لهذه الاسباب بدت امريكا متفائلة من تغيير الرئاسة في ايران ، وعبرت عن تفائلها بفوز حسن روحاني بالرئاسة الايرانية ، هذا التفاؤل لم يكن مبنيا على وقائع بل مجرد أمنيات عسى أن تثمر بما يخدم مصالح البلدين ، وقد عبر روحاني ايضا عن هذه الرغبة عندما قال أثناء تواجده في الامم المتحدة (( أريد أن تكون زيارتي الى نيويورك أول خطوة على طريق العلاقة بين الشعبين الكبيرين الامريكي والايراني)) وأضاف روحاني في مؤتمر صحفي عقد في الامم المتحدة (( أريد الحيلولة دون حصول توتر بين حكومة البلدين وتوفير الارضية للوصول الى المصالح المشتركة بين الجانبين )) .
اعتبرت امريكا هذه التصريحات مؤشرات أيجابية بأتجاه أيجاد حلول بين البلدين علما أن امريكا تعرف جيدا ، أن القرار الايراني لا يتحكم فيه رئيس الجمهورية فحسب ، بل جملة مؤسسات منها رئاسة الجمهورية ، بما في ذلك موافقة المرشد الأعلى للجمهورية الايرانية السيد علي الخامنئي .
نحن نقول لو حصل التقارب والتفاهم الامريكي الايراني ، ستستفيد المنطقة من هذا التقارب بشكل عام ، وستلجم أفواه ، وتخرس أصوات ، وتشل أفعال محور الشر (السعودية وقطر وتركيا) وسينحسر الارهاب المنتشر في منطقتنا ، لأن هذا المحور هو المسؤول عن دعم الارهاب في المنطقة ، أما ايران فهي المستفيد الأكبر من هذا التقارب لو قدر له النجاح ، وأولى هذه الفوائد تخلص ايران من العقوبات المفروضة عليها، خاصة العقوبات الاقتصادية التي أثرت كثيرا على الاقتصاد الايراني، والفائدة الأخرى أن ايران ستأخذ دورها الاقليمي ، لتقف في وجه دول محور الشر الذين أشاعوا العنف والارهاب والفوضى خدمة لأسرائيل ، والفائدة الأكبر لأيران هي أستمرار نشاطها النووي من غير ضغوط او بضغوط مخففة ، مع الأعتراف دوليا بنشاطها النووي السلمي ، وهذا ما تسعى اليه ايران بقوة ، الأمر الذي أقلق اسرائيل كثيرا ، وعبر عن هذا القلق عدد من المسؤولين الاسرائيليين بضمنهم نتياهو أذ قال: أن خطر ايران النووي أكبر من خطر كوريا الشمالية بخمسين مرة .
في تقديري أن اللوبي اليهودي لن يترك أمريكا وهو المتحكم في سياستها ، تسير في المسارات الصحيحة بأتجاه علاقاتها مع ايران ، لأن اللوبي اليهودي لا يهتم بمصلحة الشعب الامريكي قدر أهتمامه بمصلحة اسرائيل ، بالتأكيد سيخلق المشاكل والعراقيل بعد أن يرى مسار العلاقات تسير بأتجاه المصلحة الايرانية ، والتي منها عدم نزع قدرات ايران العسكرية ، وهذا هو الشاغل الرئيس لأسرائيل ، تدمير القدرات العسكرية والاقتصادية لدول المنطقة التي تعتقد أسرائيل أنها تشكل تهديدا لها مثل ايران ، حتى تبقى هي الدولة الاقوى المتفوقة على جميع دول المنطقة ، من غير أن تجرؤ امريكا ، او أي دولة أخرى ، أو منظمة دولية على محاسبة اسرائيل لأمتلاكها سلاحا نوويا أو كيمياويا .
أرى أن المشهد بأجمعه ، أن امريكا والغرب ومنظومة دول المنطقة التابعة للنفوذ الامريكي ، وكذلك الامم المتحدة ، كل هذه التشكيلات تسعى لخدمة اسرائيل وتحقيق أهدافها الشيطانية ، وبناء على قراءتي الشخصية للسياسة الامريكية وتأثيرات اللوبي اليهودي عليها ، وقراءتي للمواقف المبدأية الايرانية ، فأني لست متفائلا من الغزل الامريكي الايراني ، فالغزل الامريكي غير صادق النوايا ، لأن اللوبي اليهودي الامريكي لن يسمح لمسار العلاقات الايرانية الامريكية تسير في أتجاهاتها الصحيحة بحيث تؤمن مصالح البلدين بعيدا عن مصلحة أسرائيل ، سيخلق هذا اللوبي الشيطاني المشاكل والعراقيل بعد أن يصل الى مرحلة اليأس في أستسلام ايران للشروط الامريكية التي تريدها أسرائيل .
ورغم هذه النظرة المتشائمة ألا أني أرى أن العملية بمجملها جاءت لصالح ايران ولصالح حسن روحاني بالذات الذي أستطاع أن يخترق جدار التعنت الامريكي، رغم الدفع ألأسرائيلي بأتجاه تأزيم العلاقات بين امريكا وايران ، وأستطاع روحاني أن يزحزح الموقف بأتجاه مصلحة ايران .
أرى أن هذه هي البدايات ، والأهم منها هو النهايات ، وفي كل الأحوال فأن المنطقة متفائلة بهذا الغزل الامريكي الايراني ، لأن نتائجه الأيجابية لو نجحت ستصب في مصلحة دول المنطقة .
وأخيرا نحن نرحب بهذا الغزل ونعتبره ضمن الغزل المسموح ، وسنتفاءل به رغم ما نحمل من تشاؤم داخلي ، بسبب خبرتنا بالسياسة الامريكية الخالية من المصداقية عسى أن يثمر هذا التفاؤل نجاحا في الحوار الامريكي الايراني ، تعود نتائجه الايجابية لصالح المنطقة ، ويثمر سلاما وأمنا للجميع .