مقتطفات من حياة الملك فيصل رحمه الله
إن أكثر ما أكره هو الكذب الذي كرهه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإني لأكره أن أسمعه ولو من أحقر الناس فما شاء الله أن أرضاه لنفسي ..
الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-
مقدمـة
لم تكن النهضة الحديثة بالمملكة العربية السعودية وليدة الصدفة ، ولكن كان وراءها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه . . فأبناؤها سلكوا طريقهم خلف قادة حكماء آمنوا بحقيقة وحدة الوطن فأرسوا للمجد قواعد تحدث العالم أجمع عن رسوخها ، وجرت على أيديهم بطولات وإنجازات يحار القلم في سردها ، فقد غازلوا رمال الصحراء فصاغوا منها أجمل منظومة عرفها العالم في العصر الحديث .
.*
موضوعي اليوم هو عن شخصية تاريخية عظيمة أجمع الباحثون والمؤرخون والدارسون على أنها أحد الزعامات التاريخية النادرة، ورجل من طراز فريد قدم الكثير لوطنه وشعبه وأمته العربية والاسلامية ..
ولا عجب في ذلك .. فنحن نتحدث عن الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود الرجل القوي والحكيم والمثقف وصاحب المواقف النبيلة ..
الرجل الذي حبس انفاس العالم عام 1973 م عندما اوقف البترول عن دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية حتى أصبح رئيس البلجيك يذهب إلى عمله على دراجته الخاصة !
*.
بلغت مهابة الملك فيصل في العالم حداً جعل صحافة الغرب تقول عنه :
(( إن القوة التي يتمتع بها الملك فيصل ، تجعله يستطيع بحركة واحدة من قبضة يده أن يشل الصناعة الأوربية والأمريكية،وليس هذا فقط ، بل إنه يمكنه خلال دقائق أن يحطم التوازن النقدي الأوروبي ويصيب الفرنك والمارك والجنية بضربات لا قبل لها باحتمالها.
كل هذا يمكن أن يفعله هذا الرجل النحيل، الجالس في تواضع على سجادة مفروشة فوق الرمل))
.*
أشهر المواقف التي تدل على ذكائه وحكمته رحمه الله
- رده على الرئيس الأمريكي عندما هدد بالاستيلاء على النفط بالمملكة :
"حضرة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.. هل ترى هذه الأشجار..
لقد عاش آبائي وأجدادي مئات السنين على ثمارها.
ونحن مستعدون أن نعود للخيام ونعيش مثلهم، ونستغني عن البترول،
إذا استمر الأقوياء وأنتم في طليعتهم في مساعدة عدونا علينا"…
إن قال هذه العبارة مواطن عربي.. فهو مجنون،
أما أن يقولها حاكم عربي لأغنى دولة بترولية !! فإنه يجب أن يموت
وقد قالها الملك فيصل وهو لايخشى الموت أمام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية قبل أشهر معدودة من اغتياله بيد أمير سعودي.
- فيصل وزيرًا للخارجية :كانت رحلته ومهمته الأولى إلى إنجلترا. وفي اليوم التالي لوصوله غادر البلاد فورًا إلى باريس، وكان ذلك بسبب تصرف اللورد "كرزون" الذي أمر بتقديم حلوى للطفل القادم من الصحراء، وأسرعت السلطات البريطانية بالاعتذار للأمير الشاب، وبدأ الأمير يناقش وضع السعودية والعرب مع الحكومة الإنجليزية، ومن ثم عرفت الحكومة البريطانية أنها في مواجهة رجل عظيم يمثل أمة.
- موقفه مع كيسنجر :
ويقول وزير الخارجيه الأمريكي السابق في مذكراته أنه عندما إلتقى الملك فيصل في جدّه , في محاوله لإثنائه عن وقف ضخ البترول , والرضى بمساعدة أمريكا لـ إسرائيل .. رآه متجهما ً , فأراد أن يستفتح الحديث معه بمداعبه , فقال " إن طائرتي تقف هامده في المطار , بسبب نفاد الوقود , فهل تأمرون جلالتكم بتموينها , وانا مستعد للدفع بالأسعار الحره ؟ ! .
يقول كيسنجر : " فلم يبتسم الملك , بل رفع رأسه نحوي , وقال : وأنا رجل طاعن في السن , وامنيتي أن اصلي ركعتين في المسجد الاقصى قبل أن أموت , فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنيه ؟.
*.
مقتل الملك فيصـل
قتل الملك فيصل من قبل ابن اخيه فيصل بن مساعد ..
وقد اختلفت الروايات فمنهم من يقول انه تم غسيل مخه بأمريكا ليقوم بقتل عمه
ومنهم من يقول انهم لجؤوا إلى ذلك عن طريق صديقة ابن الاخ حيث تولت هي مهمة تحريضه بتخييره بين قتل عمه او الانفصال ..
وقصة ذلك أنه ثناء عودته من دراسته بالخارج اراد ان يقابل الملك فيصل ويسلم عليه فسمح له الملك بذلك وطلب من حراسة الا يفتشوه وذلك حفاظا على كرامته ..
وكانت النتيجة انه عندما اراد الملك ان يقوم من كرسيه لكي يسلم عليه
بادره باطلاق الرصاص في رأس الملك المرحوم
وبذلك ينهي حياة شخص هز العالم بحكمته
- مرثية الأمير خالد الفيصل في والده الملك فيصل رحمه الله ..
إن كان قصد عداك تعطيل ممشاك ..×.. حقك علينا ما نوقف ولا يوم
إن قاله الله مانضيّع لك مناك ..×.. نسجد لرب البيت في القدس ونصوم
يشير خالد الفيصل في البيت الأخير لمقولة الملك فيصل المشهورة قبل مقتله بفترة :
(( سنصلي العيد القادم في القدس بإذن الله))
.*
وصدق من قال : وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة
تكمن وراء أفعال هذا الرجل العظيم تربية من أم عظيمـة وهي الأميرة طرفه بنت عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ ابنة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته
معاذ الله أن يعترض الإسلام سبيل التقدم فهو دين التطور و دين العزة و دين الكرامة ، و لنغتنم الحج فرصة لبحث سبيل النهوض بالمسلمين
الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - .
ولد الملك فيصل في صفر من عام 1324ه / أبريل 1906م ، و توفيت أمه و هو صغير لم يبلغ ستة شهور ، و نشأ نشأة دينية صالحة ، و تلقى تعليمه الشرعي على يد جده لأمه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ ، كما تربى في مدرسة والده الملك عبد العزيز إدارياً و سياسياً و اجتماعياً ، و شارك في عدد من حملات توحيد البلاد في عهد الملك عبد العزيز .
ترأس وفد المملكة العربية السعودية إلى مؤتمر لندن المنعقد عام 1358ه/ 1939م لمناقشة القضية الفلسطينية المعروف باسم " المائدة المستديرة " كما ترأس وفد المملكة لحضور مؤتمر الأمم المتحدة الذي عقد يوم 25 أبريل 1945م في مدينة سان فرنسسكو بناء على الدعوة التي تلقاها الملك عبد العزيز من دول الحلفاء الكبرى لحضور هذا المؤتمر ، و وقع سموه باسم المملكة على تصريح الأمم المتحدة باسم بلاده . ثم حضر مؤتمر ميثاق هيئة الأمم الذي انتهى في 26 يونيو 1945م / 15 رجب 1364ه و وقع على الميثاق نيابة عن جلالة الملك عبد العزيز .
و عند ما أسند إليه أخوه الملك سعود سلطات واسعة و منها مراجعة و تعديل ما يحتاج إلى تعديل ، صدرت عدة أنظمة منها :
* نظام مجلس الوزراء الذي حل محله نظام مجلس الوزراء ذو الرقم أ / 91 و تاريخ 27/8/1412ه .
* نظام الموظفين العام الذي حل محله نظام الخدمة المدنية .
* الأنظمة المالية .
* نظام المقاطعات .
* نظام البلديات .
* نظام التأديب ... و غير ذلك .
كما قام بإجراءات مالية و إدارية ساهمت كثيراً في استقرار الأوضاع في المملكة و خاصة المالية . و في عهده " ملكاً " تم ضم جامعة الملك عبد العزيز الأهلية إلى الدولة و تحويل الكليات و المعاهد العلمية إلى جامعة هي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، و تحويل كلية البترول إلى جامعة البترول و المعادن .
و في عهده كانت حرب العاشر من رمضان 1393ه / السادس من أكتوبر 1973م فوقفت المملكة موقفاً مشرفاً ، ليس بقطع إمداد البترول للدول المؤيدة لإسرائيل _ و إنما أيضاً _ بالتأييد المادي و المعنوي للدول التي دخلت الحرب مما أسهم كثيراً فيما حققته المعركة من انتصارات .
توفى الملك فيصل يوم الثلاثاء 13 من ربيع الأول عام 1395ه الموافق 25 مارس عام1975م مقتولاً غفر الله له و جعله من الشهداء الأبرار . و قد خلفه في الحكم ولى العهد أخوه الملك خالد بن عبد العزيز .
من أقوال الملك فيصل :
* يجب على المسلمين عامة و على العرب بصفة خاصة أن يتصلوا ببعضهم ، و أن يتفاهموا و أن يعتصموا بحبل الله.
الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - .