- الاثنين فبراير 21, 2011 2:42 pm
#32787
عقلانية وواقعية ، تلك هي نصيحة البعض لكل من كشف عجزا أو استنكر استسلاما أو مدح مقاومة وصمودا ، فحين يعلو صوت السائلين عن سيادة مصر على أراضي سيناء وحدودها يرتدي البعض ثوب الواعظين ناصحا بالعقلانية والواقعية مذكرا أن السياسة هي فن الممكن ، وليست شعارا وعواطفا وانفعالات .
وكذلك تظهر موعظة العقلانية وفن الممكن حين يزداد الاحتقان وتعلو الدعوات الشعبية طالبة بفك الحصار عن غزة داعية الجامعة العربية - التي اتخذت قرارا سابقا بفك الحصار فورا ثم اعتبرت غزة منطقة منكوبة - لتنفيذ قراراتها ، وتبرز حينها السخرية على ألسن النظم الحاكمة من الصواريخ العبثية .
لا أدري هل تم رفع ذلك الشعار على مبنى وزارة الخارجية أو أمام مقر الجامعة العربية ، لكنه يحق لنا أن نسأل هؤلاء عن ذلك الفن الممكن :
ألم يكن ثمة ممكن لتلك الدول أن تفعله خلال فترات السلام المزعومة منذ زيارة السادات إلى الكيان الصهيوني مرورا بأوسلو ومدريد وانتهاءا بأنابوليس ، ألا يحق لنا أن نسأل : أليس الرخاء الاقتصادي كان ممكنا ؟ ، أليس تطوير الصناعة والزراعة والتجارة كان ممكنا ؟ ، أليس التقدم العلمي والتقني كان ممكنا ؟ ، أليس تعمير الصحراء ومد العمران واستثمار الأيدي العاملة كان ممكنا ؟ ، ألم تكن هناك فرصة ممكنة لنعيش بلا ديون داخلية وخارجية ؟ أين التنمية التي هي ثمرة الاستقرار – أليس الاستقرار يحقق التنمية - ؟
ثم لنا أن نسأل هؤلاء الواعظين ، هل كان صناع السياسة دائما يفعلون ما كان ممكنا ؟هل كانت فكرة تأميم قناة السويس تبدو عقلانية وممكنة ؟
هل كان الصمود عسكريا أمام تحدى المجتمع الدولي أمرا ممكنا وعقلانيا ؟
هل كان اليهود يفكرون في ما هو ممكن حين فكروا في جمع شتات جنسيات ولغات وأعراق ولغات في بقعة من الأرض لا يملكوها بل سيسرقوها عنوة من محيطها العربي والإسلامي ؟
هل كان ممكنا سقوط الاتحاد السوفيتي وهزيمته في أفغانستان ؟ وهل كان خروج أمريكا من الصومال ذعرا من الذبح كالنعاج أو كان الهروب من فيتنام من الأمور الممكنة ؟
ألم تكن هزيمة الجيش الذي لا يقهر من الأمور غير الممكنة ؟
إن للتاريخ رجال صنعوا ما هو غير ممكن سواء كان ذلك خيرا للبشرية أم اعتداءا عليها ، أما أصحاب العقلانية وفن الممكن فلم يقدموا لنا إلا الفساد والضعف والفقر والقمع والإذلال ، نعم قدموا لنا البطالة المستشرية وهروب العقول واعتقال المعارضين ووثيقة قمع الإعلاميين .
فلو نظرنا على مستوى قارة أفريقيا نجد فيها 3% من إجمالي احتياطي البترول في العالم, و5% من احتياطي الغاز, ونحو ثلث احتياطي اليورانيوم, و70% من الفوسفور, و55% من الذهب, و87% من الكروم, و57% من المنجنيز, و 42% من الكوبالت ،ولنسأل أهل الممكن ما هو الممكن لتلك القارة هل هو الفقر والاقتتال والاختراق الاوروبي والامريكي .
ولو نظرنا للمستوى العربي فقد أصبحت القضايا الاستراتيجية الأساسية فيها بدءا من فلسطين مرورا بالعراق والصومال ودارفور وانتهاءا بأزمة الرئاسة في لبنان على مائدة وأجندة أخرى غير المائدة والأجندة العربية .
أما على مستوى دولة بحجم مصر في القارة الأفريقية والعالم العربي والإسلامي تجد 90 % من مشروعات الحكومة المصرية دون دراسة جدوى ويصل الإهمال إلى عدم تحصيل الحكومة حوالي 100 مليار جنيه ( تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات ) ، وقد بلغ عدد من اعتقلوا في عهد الرئيس مبارك اكثر من 100 الف مواطن – وفق لاحصائية الدكتور عمرو الشوبكي – .
أما في القضية المحورية للأمة – فلسطين – والتي من اجلها قامت الجامعة العربية كانت رسالة شمعون بيريز لستين نائبا برلمانيا ينتمون لإحدى وعشرين دولة أوروبية في زيارة نظمها مركز مدبريدج الاستراتيجي " إن موقف إسرائيل من حماس مطابق تماما لموقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس منها ".
إن رسالة الشعوب المقهورة الجائعة والمحاصرة تحت بنادق الاحتلال أو تحت سياط الحكام أنه قد حان وقت صناعة غير الممكن من الصمود أمام الحصار والتركيع والتجويع والاغتيالات إلى الرعب من صواريخ عبثية ، بل لقد حان وقت العجز أمام مقاومات شعبية وانحسار قوى كبرى أمام إرادتها وأخيرا اقترب موعد إنهاء مسرحيات التوريث وتمزيق وثيقة التكميم وليعلو صوت أبي القاسم
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد للليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر .
منقول
وكذلك تظهر موعظة العقلانية وفن الممكن حين يزداد الاحتقان وتعلو الدعوات الشعبية طالبة بفك الحصار عن غزة داعية الجامعة العربية - التي اتخذت قرارا سابقا بفك الحصار فورا ثم اعتبرت غزة منطقة منكوبة - لتنفيذ قراراتها ، وتبرز حينها السخرية على ألسن النظم الحاكمة من الصواريخ العبثية .
لا أدري هل تم رفع ذلك الشعار على مبنى وزارة الخارجية أو أمام مقر الجامعة العربية ، لكنه يحق لنا أن نسأل هؤلاء عن ذلك الفن الممكن :
ألم يكن ثمة ممكن لتلك الدول أن تفعله خلال فترات السلام المزعومة منذ زيارة السادات إلى الكيان الصهيوني مرورا بأوسلو ومدريد وانتهاءا بأنابوليس ، ألا يحق لنا أن نسأل : أليس الرخاء الاقتصادي كان ممكنا ؟ ، أليس تطوير الصناعة والزراعة والتجارة كان ممكنا ؟ ، أليس التقدم العلمي والتقني كان ممكنا ؟ ، أليس تعمير الصحراء ومد العمران واستثمار الأيدي العاملة كان ممكنا ؟ ، ألم تكن هناك فرصة ممكنة لنعيش بلا ديون داخلية وخارجية ؟ أين التنمية التي هي ثمرة الاستقرار – أليس الاستقرار يحقق التنمية - ؟
ثم لنا أن نسأل هؤلاء الواعظين ، هل كان صناع السياسة دائما يفعلون ما كان ممكنا ؟هل كانت فكرة تأميم قناة السويس تبدو عقلانية وممكنة ؟
هل كان الصمود عسكريا أمام تحدى المجتمع الدولي أمرا ممكنا وعقلانيا ؟
هل كان اليهود يفكرون في ما هو ممكن حين فكروا في جمع شتات جنسيات ولغات وأعراق ولغات في بقعة من الأرض لا يملكوها بل سيسرقوها عنوة من محيطها العربي والإسلامي ؟
هل كان ممكنا سقوط الاتحاد السوفيتي وهزيمته في أفغانستان ؟ وهل كان خروج أمريكا من الصومال ذعرا من الذبح كالنعاج أو كان الهروب من فيتنام من الأمور الممكنة ؟
ألم تكن هزيمة الجيش الذي لا يقهر من الأمور غير الممكنة ؟
إن للتاريخ رجال صنعوا ما هو غير ممكن سواء كان ذلك خيرا للبشرية أم اعتداءا عليها ، أما أصحاب العقلانية وفن الممكن فلم يقدموا لنا إلا الفساد والضعف والفقر والقمع والإذلال ، نعم قدموا لنا البطالة المستشرية وهروب العقول واعتقال المعارضين ووثيقة قمع الإعلاميين .
فلو نظرنا على مستوى قارة أفريقيا نجد فيها 3% من إجمالي احتياطي البترول في العالم, و5% من احتياطي الغاز, ونحو ثلث احتياطي اليورانيوم, و70% من الفوسفور, و55% من الذهب, و87% من الكروم, و57% من المنجنيز, و 42% من الكوبالت ،ولنسأل أهل الممكن ما هو الممكن لتلك القارة هل هو الفقر والاقتتال والاختراق الاوروبي والامريكي .
ولو نظرنا للمستوى العربي فقد أصبحت القضايا الاستراتيجية الأساسية فيها بدءا من فلسطين مرورا بالعراق والصومال ودارفور وانتهاءا بأزمة الرئاسة في لبنان على مائدة وأجندة أخرى غير المائدة والأجندة العربية .
أما على مستوى دولة بحجم مصر في القارة الأفريقية والعالم العربي والإسلامي تجد 90 % من مشروعات الحكومة المصرية دون دراسة جدوى ويصل الإهمال إلى عدم تحصيل الحكومة حوالي 100 مليار جنيه ( تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات ) ، وقد بلغ عدد من اعتقلوا في عهد الرئيس مبارك اكثر من 100 الف مواطن – وفق لاحصائية الدكتور عمرو الشوبكي – .
أما في القضية المحورية للأمة – فلسطين – والتي من اجلها قامت الجامعة العربية كانت رسالة شمعون بيريز لستين نائبا برلمانيا ينتمون لإحدى وعشرين دولة أوروبية في زيارة نظمها مركز مدبريدج الاستراتيجي " إن موقف إسرائيل من حماس مطابق تماما لموقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس منها ".
إن رسالة الشعوب المقهورة الجائعة والمحاصرة تحت بنادق الاحتلال أو تحت سياط الحكام أنه قد حان وقت صناعة غير الممكن من الصمود أمام الحصار والتركيع والتجويع والاغتيالات إلى الرعب من صواريخ عبثية ، بل لقد حان وقت العجز أمام مقاومات شعبية وانحسار قوى كبرى أمام إرادتها وأخيرا اقترب موعد إنهاء مسرحيات التوريث وتمزيق وثيقة التكميم وليعلو صوت أبي القاسم
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد للليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر .
منقول