صفحة 1 من 1

قتال الولايات المتحدة للقاعدة في اليمن قد ينقلب عليها ( 11 )

مرسل: الجمعة فبراير 25, 2011 1:56 am
بواسطة مشاري الحربي ( 9 )
سببت محاولة اغتيال السفير البريطاني في اليمن بالاضافة الى نشر شريط الفيديو المنسوب الى المفجر الانتحاري في يوم عيد الميلاد، والذي تلقى تدريبه في فرع القاعدة باليمن، تسبب كل ذلك في التركيز على الحاجة الى ستراتيجية اقوى لمقارعة الارهاب في اليمن.
وكانت الولايات المتحدة قد زادت من مساعداتها العسكرية الى اليمن بعد ان تبنى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المسؤولية عن محاولة تفجير الطائرة المتجهة الى ديترويت يوم عيد الميلاد. كما استهدفت الحكومة اليمنية، في الاشهر الاخيرة، الكثير من نشطاء هذا التنظيم، وعادة ما يتم تنفيذ هذا الامر بالتنسيق الهاديء مع الولايات المتحدة.
لكن الخبراء يحذرون من ان تصاعد العمليات العسكرية، بالاضافة الى التعاون المعلن مع اميركا، قد يؤديان الى فشل العمليات، ما لم تقم اليمن بتنويع طرق التعامل مع الموقف، الامر الذي قاد الى النجاح في البلد المجاور، المملكة العربية السعودية.
يقول جورجي جونسن، الخبير في شؤون اليمن بجامعة برنستون في ولاية نيوجيرسي: " كان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، حتى يوم عيد الميلاد عام 2003، اقوى من اي وقت مضى في اليمن. وعلى مدى الاشهر القليلة الماضية، تلقى التنظيم سلسلة من الضربات، لكن لا يبدو ان ايا من تلك الهجمات سوف يؤدي الى اخراج التنظيم عن مساره في اي مدى زمني منظور."

يوم في وحدة يمنية لمكافحة الارهاب
يقوم جوهر مقارعة الارهاب في اليمن على العمليات العسكرية الموجهة من قبل وحدة مكافحة الارهاب اليمنية، مع مساعدات اميركية وبريطانية مقدمة على شكل تمويل وتدريب واستخبارات. وقد وافق وزير الدفاع الاميركي، روبرت غيتس، في شهر شباط الماضي، على منح مساعدات عسكرية بقيمة مئة وخمسين مليون دولار الى اليمن للعام 2010، بعد ان كانت قيمة المساعدات في العام الماضي سبعة وستين مليون دولار. واستنادا الى مسؤولين التقت بهم وكالة رويترز، فقد تم تخصيص ثمانية وثلاثين مليون دولارا من هذه المساعدات الى عمليات النقل الجوي، بينما تذهب اربعة وثلاثين مليون دولار الى "المساعدة التقنية" للقوات الخاصة اليمنية.
وكانت وحدة مكافحة الارهاب اليمنية قد تشكلت في عام 2003، وتتألف من مئتي مقاتل يعيشون في مقر الوحدة المركزي بصنعاء. وهم يحضرون دروسا تدريبية خمسة ايام في الاسبوع، عند ميدان موانع صغير وبدائي على مبعدة ثمانية اميال عن العاصمة.
قام فريق صغير يرتدي البدلات العسكرية النظامية، في الايام الاخيرة، بتنفيذ تمرين قتالي. ركض الجنود الى نقطة ثابتة قبل ان ينبطحوا ارضا ويطلقوا النار على هدف مرتفع. وبعد ان اطلقوا النار على هذا الهدف بتجانس تام، نهضوا وركضوا الى نقطة هدف اخرى فاطلقوا النار على قناني زجاجية خضراء وضعت على جدار، ثم تقدموا واطلقوا النار باستعمال المسدسات على هدف مؤلف من الواح خشبية من مسافة قريبة. وتوسط المكان هيكل خرساني فارغ يمثل منزلا، حيث تدربت الوحدة على اقتحامه.
وتضم وحدة مكافحة الارهاب فريقا نسائيا من اثنيتن واربعين امرأة، يعملن مع مدربات اميركيات، وهن يتدربن على الرمي في الميدان كذلك. كما يمكنك سماع صوت التدريبات الجوية فوق رأسك. يقول الرائد ابو لحوم، وهو احد اعضاء الفريق منذ تأسيسه، انهم كانوا يخوضون عمليات قتالية اكثر، وبنجاح متزايد، في الشهور الاخيرة: "علينا ان نعزو الفضل في ذلك الى التدريبات الاميركية والبريطانية."
بدت اشراقة باهتة على وجه عمار، وهو ضابط صف شاب، وقد اعتمر خوذة سوداء وحزام الاطلاقات النارية، بعد ان انهى تمرين الموانع. قال: "نحن نجتمع كل يوم مع الاميركيين." واضاف انهم يعطوه دروسا في تفتيش المنازل، والرمي، والتدريب الطبي. واوضح انه يخوض التدريبات خمسة ايام في الاسبوع، ويقوم بتمارين ليلية في بعض الاحيان، لكن الرائد لحوم قطع المقابلة معه بشكل اعتباطي، موجها ان الجنود غير مخولين في الحديث الى وسائل الاعلام.

التنسيق الاميركي-اليمني قد برفد القاعدة بعناصر جديدة
غير ان تعامل اليمن الوثيق مع الولايات المتحدة يشكل توازنا صعبا للحكومة اليمنية من ناحية، ويخاطر بتقوية تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من ناحية اخرى. يقول السيد جونسون من جامعة برنستون: "تريد القاعدة ان تظهر اليمن على انها مثيلا للعراق وافغانستان.. واظهار اليمن على انها محتلة من قبل قوة اجنبية، لانهم ما ان يفعلوا ذلك، فان ابواب التجنيد لصالحها سوف تفتح على مصراعيها." وهو يصف التصريحات التي يدلي بها المسؤولون اليمنيون بعدم وجود جنود اميريكين في اليمن على انها "نوع من التصريحات المحسوبة بعناية والموجهة الى الشعب اليمني بان هؤلاء ليسوا جنودا، وانما مستشارين فحسب، وان الولايات المتحدة لا تحتل اليمن."
وقد برزت الحالة اليمنية الى الاضواء بعد ان ادرجت وكالة الاستخبارات الاميركية المواطن الاميركي انور العولقي في قائمة الاغتيالات الخاصة بها، وهو رجل دين على صلة بالشخص الذي اطلق النار في قاعدة فورت هود، وبالشخص الذي حاول تفجير الطائرة يوم عيد الميلاد، والذي يعتقد انه مختبيء حاليا في اليمن. وكان وزير الخارجية اليمني، ابو بكر القربي، قد قال باديء الامر ان اليمن تنتظر من الولايات المتحدة دليلا على علاقة السيد العولقي بالارهاب قبل ان تسعى الى اعتقاله، لكنها عدلت عن هذا التصريح لاحقا.
وقد اخبر السيد القربي صحيفة المونيتر في مقابلة اجريت بمكتبه ان: "السلطات اليمنية تنظر اليه (العولقي) بان لديه ارتباط بالقاعدة، لذلك فهو مستهدف من قبل الحكومة اليمنية لاعتقاله ومحاكمته." وقد شدد على ان عملية القاء القبض على العولقي هي شأن داخلي محض. مضيفا: "سوف يخلق التدخل الخارجي، بطبيعة الحال، المشاكل السياسية للحكومة."

السعودية دفعت برجال المليشيا الى اليمن
بلد واحد كسر التوازن بين التعاون العلني مع الولايات المتحدة ومواجهة القاعدة، الا وهو المملكة العربية السعودية، والتي اطلقت هجمات محلية ضد هذا المجموعة تكللت بالنجاح في عام 2003. على ان القوات السعودية تحظى بتمويل افضل وكانت تتلقى التدريبات على يد الاجانب منذ اوائل السبعينيات. لكن الخبراء يعزون قدرة السعودية على تشتيت القاعدة الى اطلاقها مجموعة منوعة من المبادرات، الشيء الذي لم يفعله اليمن بعد.
يقول ثوماس هيغهامر، الزميل الباحث في مؤسسة نوروين لابحاث الدفاع في اوسلو: "بيت القصيد انهم قاموا باشياء كثيرة وهي بالتحديد التنويع الذي يبيّن جزئيا سر النجاح. انهم لم يعتمدوا حصريا على القوة." استعمل السعوديون الحملات الدعائية، وضيقوا على موارد تمويل المليشيات، وحدّوا من قدرتها على الحصول على السلاح، كما انهم عرضوا عفوا عاما عن المسلحين الذين ينبذون القاعدة. ويشير السيد هيغهامر الى ان "العنف انخفض في المملكة العربية السعودية الى مستوى صفر او عملية واحدة او اثنتين في السنة بعد عام 2006، كما ان تنظيم القاعدة لم يقوَ على نشر اي دعاية."
والمفارقة في الامر ان رجال المليشيات السعوديين قد انتلقوا الى اليمن. ففي كانون الثاني من عام 2009، اي بعد ست سنوات من بدء السعوديين بشن الهجمات ضد الارهاب، اندمج فرعي القاعدة في اليمن والسعودية تحت تسمية القاعدة في جزيرة العرب واتخذت من اليمن مقرا لها.
يقول كريستوفر بويك، العضو المشارك في برنامج الشرق الاوسط في معهد كارنيجي بواشنطن: "سوف يعود هؤلاء الرجال الى السعودية عندما تصبح الظروف الامنية اخف وطأة." ويؤكد هيغهامر ان مقياس النجاح في كلا البلدين يأتي من "ما يقوله المسلحون وما يفعلونه. ففي اليمن لا تزال القاعدة تنفذ العمليات بمعدل عشرات الهجمات في السنة، وهي ناشطة جدا في مجال الدعاية، لذلك مايزال امام اليمن شوط طويل تقطعه."