- الجمعة فبراير 25, 2011 10:50 pm
#32943
عريب الرنتاوي
لم يبق مثقف أو ناشط مصري لم يدلً بدلوه فيما حدث ويحدث في بلاده خلال الأيام السبعة الفائتة... ولم يشذّ أي من هؤلاء عن قاعدة الإجماع الشعبي المطالب برحيل الرئيس مبارك وتغيير النظام... قلة قليلة من رموز النظام القديم، من طبّاليه وزمّاريه، ما زالوا على "تنكرهم" و"إنكارهم" لجديد مصر وفجرها المشرق، فيما الكثرة الكاثرة من "جوقة" الشتّامين والمنافحين عن النظام المنحل، لاذت بصمت القبور، بل أن بعضهم قرر القفز من "التايتانيك" قبل غرقها وتفسخها.
الشعب المصري في مواجهة رجل واحد، رجل يرمز لنظام بأكمله، وإن كان لا يختصره... الشعب يطالب برحيل مبارك، وهذا الأخير، يصر على خوض معركة بقائه في السلطة، حتى الرمق الأخير... لا تغيير بوجود مبارك، فقد ضيع الرجل آخر فرصه بخطابه الأخير... تهاوت ركائز النظام وقواعد استناده، من الأمن المركزي إلى الحزب الحاكم، مرورا بعباقرة لجنة السياسات ورموز تحالف السلطة والثروة، لكن رأس النظام لا ييأس ولا يلقي السلاح، فثلاثون عاماً من الجلوس فوق صدر الشعب وقلبه وعقله وضميره، لا تكفي، الرجل يريد المزيد، ومن بعده نجله، وإلا ليأخذ الطوفان مصر والمصريين.
يحدثونك عن "وطنيتهم" المزعومة، مقابل "ارتباطات المعارضة الخارجية" و"أجنداتها الدفينة"، هؤلاء الذين حوّلوا مصر إلى مزرعة للعائلة، وحديقة خلفية يتنزّه فيها الفاسدون والمفسدون في الأرض... أين هي وطنيتهم اليوم، وهم الذين يتابعون "النيران تأكل روما"، لقد أعمت السلطة عيونهم وأبصارهم... لم يخطر ببالهم ، ولم يستذكروا أن: "نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل... وحبوب سنبلة تجف ستملأ الوادي سنابل".
أمس وبعد أسبوع من النزال في شوارع المدن المصرية وميادينها، أبلغ الرئيس نظراءه من الحكام العرب القلقين على أنفسهم أكثر من قلقهم على سلامته، بأن القاهرة ليست تونس ولا بيروت، أية "حالة إنكار" يعيشها هؤلاء، يرون الرؤوس تتهاوى، من زين العابدين إلى سعدالدين، من تونس إلى بيروت، ويرون مئات ألوف المصريين تقودهم العمائم الأزهرية وأعمدة السلطة القضائية، فيردون على ذلك كله، بإطلاق العنان لطائراتهم الحربية "للعواء" في سماء القاهرة.
إنهم يراهنون على "تعب الشارع المصري"... إنهم يراهنون على إغراق مصر في بحر من الفوضى والخراب... انهم يستلهمون نظرية هدم المعبد و"خيار شمشون"... لكن المصريين جميعاً رددوا أمس، ومن ميدان التحرير، خلف عزة بلبغ وأحمد فؤاد نجم: "يا مصر قومي وشدي الحيل.. كل اللي تمتني عندك"... و"ما دامت مصر ولادة ... وفيها الطلق والعادة... حتفضل شمسها طالعة... برغم القلعة والزنازين".
شعب مصر خرج كالمارد من قمقمه، وهيهات أن يعود إليه... ومن يريد أن يقرأ ما الذي ستأتي الأيام القادمة، عليه أن يقرأ سطور القلق في الخطاب الإسرائيلي... عليه أن يتتبع محاولات واشنطن "إدارة تغيير مضبوط" على إيقاع الوزير السابق والنائب الحالي عمر سليمان ومقاسه... عليه أن يقرأ حالة الهلع والارتباك التي تصيب "محور عرب أمريكا" الذي فقد "محوره الرئيس"، و"عمود ارتكازه" في القاهرة أو يكاد، عليه أن يقرأ آيات الخذلان المرتسمة على وجوه الذين ظنوا أن واشنطن لن تبيع وتشتري بهم، فإذا بها تخلع هؤلاء كما يخلع المرء ثيابه المتسخة في ظهيرة يوم صيفي قائظ.
مصر حلوان والجامعات والجنود على الجبهة. مصر الفلاحين الذين "بيغيروا الكتّان بالكاكي، ويغيرو الكاكي بلون الدم". مصر البهيّة المحروسة، نفضت عن نفسها غبار الذل والاستعباد وخرجت "تلعن الجوع والمذلة والمظالم والحكومة"، كما فعل الشيخ إمام قبل أزيد من ثلاثين عاماً.
لم يبق مثقف أو ناشط مصري لم يدلً بدلوه فيما حدث ويحدث في بلاده خلال الأيام السبعة الفائتة... ولم يشذّ أي من هؤلاء عن قاعدة الإجماع الشعبي المطالب برحيل الرئيس مبارك وتغيير النظام... قلة قليلة من رموز النظام القديم، من طبّاليه وزمّاريه، ما زالوا على "تنكرهم" و"إنكارهم" لجديد مصر وفجرها المشرق، فيما الكثرة الكاثرة من "جوقة" الشتّامين والمنافحين عن النظام المنحل، لاذت بصمت القبور، بل أن بعضهم قرر القفز من "التايتانيك" قبل غرقها وتفسخها.
الشعب المصري في مواجهة رجل واحد، رجل يرمز لنظام بأكمله، وإن كان لا يختصره... الشعب يطالب برحيل مبارك، وهذا الأخير، يصر على خوض معركة بقائه في السلطة، حتى الرمق الأخير... لا تغيير بوجود مبارك، فقد ضيع الرجل آخر فرصه بخطابه الأخير... تهاوت ركائز النظام وقواعد استناده، من الأمن المركزي إلى الحزب الحاكم، مرورا بعباقرة لجنة السياسات ورموز تحالف السلطة والثروة، لكن رأس النظام لا ييأس ولا يلقي السلاح، فثلاثون عاماً من الجلوس فوق صدر الشعب وقلبه وعقله وضميره، لا تكفي، الرجل يريد المزيد، ومن بعده نجله، وإلا ليأخذ الطوفان مصر والمصريين.
يحدثونك عن "وطنيتهم" المزعومة، مقابل "ارتباطات المعارضة الخارجية" و"أجنداتها الدفينة"، هؤلاء الذين حوّلوا مصر إلى مزرعة للعائلة، وحديقة خلفية يتنزّه فيها الفاسدون والمفسدون في الأرض... أين هي وطنيتهم اليوم، وهم الذين يتابعون "النيران تأكل روما"، لقد أعمت السلطة عيونهم وأبصارهم... لم يخطر ببالهم ، ولم يستذكروا أن: "نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل... وحبوب سنبلة تجف ستملأ الوادي سنابل".
أمس وبعد أسبوع من النزال في شوارع المدن المصرية وميادينها، أبلغ الرئيس نظراءه من الحكام العرب القلقين على أنفسهم أكثر من قلقهم على سلامته، بأن القاهرة ليست تونس ولا بيروت، أية "حالة إنكار" يعيشها هؤلاء، يرون الرؤوس تتهاوى، من زين العابدين إلى سعدالدين، من تونس إلى بيروت، ويرون مئات ألوف المصريين تقودهم العمائم الأزهرية وأعمدة السلطة القضائية، فيردون على ذلك كله، بإطلاق العنان لطائراتهم الحربية "للعواء" في سماء القاهرة.
إنهم يراهنون على "تعب الشارع المصري"... إنهم يراهنون على إغراق مصر في بحر من الفوضى والخراب... انهم يستلهمون نظرية هدم المعبد و"خيار شمشون"... لكن المصريين جميعاً رددوا أمس، ومن ميدان التحرير، خلف عزة بلبغ وأحمد فؤاد نجم: "يا مصر قومي وشدي الحيل.. كل اللي تمتني عندك"... و"ما دامت مصر ولادة ... وفيها الطلق والعادة... حتفضل شمسها طالعة... برغم القلعة والزنازين".
شعب مصر خرج كالمارد من قمقمه، وهيهات أن يعود إليه... ومن يريد أن يقرأ ما الذي ستأتي الأيام القادمة، عليه أن يقرأ سطور القلق في الخطاب الإسرائيلي... عليه أن يتتبع محاولات واشنطن "إدارة تغيير مضبوط" على إيقاع الوزير السابق والنائب الحالي عمر سليمان ومقاسه... عليه أن يقرأ حالة الهلع والارتباك التي تصيب "محور عرب أمريكا" الذي فقد "محوره الرئيس"، و"عمود ارتكازه" في القاهرة أو يكاد، عليه أن يقرأ آيات الخذلان المرتسمة على وجوه الذين ظنوا أن واشنطن لن تبيع وتشتري بهم، فإذا بها تخلع هؤلاء كما يخلع المرء ثيابه المتسخة في ظهيرة يوم صيفي قائظ.
مصر حلوان والجامعات والجنود على الجبهة. مصر الفلاحين الذين "بيغيروا الكتّان بالكاكي، ويغيرو الكاكي بلون الدم". مصر البهيّة المحروسة، نفضت عن نفسها غبار الذل والاستعباد وخرجت "تلعن الجوع والمذلة والمظالم والحكومة"، كما فعل الشيخ إمام قبل أزيد من ثلاثين عاماً.