- الجمعة فبراير 25, 2011 11:53 pm
#32953
سميح خلف
منذ انتفاضة شباب مصر وتحول تلك الإنتفاضة إلى ثورة شعبية كاملة الشروط والمسميات لإحداث تغيير جوهري لنظام الحكم في مصر، اهتمت كافة الفضائيات بتغطية الأحداث والمسيرات في مدن وقرى مصر من خلال المندوبين الإعلاميين وبالإتصال المباشر مع قوى التحريك الفاعلة في الشارع المصري.
نذكر على سبيل المثال قناة الجزيرة التي حجب إرسالها على قمر النايلسات والعربية وفضائيات أخرى التي عملت وبشكل مقنن على أن تحفظ توازنها الإعلامي تجاه الأحداث التي تراوحت ما بين الدموية من بلطجية النظام والشباب العربي المصري المثقف الواعي الذي إختار ميدان التحرير كبقعة جغرافية مشعة للثورة في أنحاء مصر.
أبان هذا الإهتمام الإعلامي الرسمي كانت وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض الأميركي وفي تصريحات نارية تتحدث عن وجوب تغيير فوري لنظام الحكم وتسليم الحكم لثورة الشعب المصري وإجراء الإصلاحات العاجلة، في حين تعنت النظام المصري في تلبية النداءات الأميركية لتحقيق هذا التغير العاجل والتسليم السلمي للسلطة وبشكل سريع كما طلبت الخارجية الأميركية، وتواردت التصريحات الأميركية والبريطانية التي كانت تتطور لغتها بناء على الخطوات اتي اتخذها عمر سليمان مع أحزاب لا يمكن وصفها إلا بتعبير واحد بأنها أقرب إلى فصائل منظمة التحرير ومجلسها المركزي من سلطة رام الله ومحاولة تلك الفصائل دائما بل ممارسة وفعلا إعطاء الشرعية لمنظومة سلطة عباس الأمنية كلما أوشكت على الإنهيار من خلال التصديق على عدة قرارات أضرت بالقضية الفلسطينية.
وفي هذه الأيام التي ينتفض فيها شباب مصر وشعب مصر في ثورة عارمة تتغير لغة الفضائيات في تغطيتها للحدث في داخل مصر، فينما كانت فضائية العربية تفرد مساحات واسعة لتغطية ميدانية للحدث في ميدان التحرير والإسكندرية والسويس ومدن أخرى، تغيرت منهجيتها الإعلامية وبتوافق تام مع تغير الموقف الأميركي المرتبك الذي قال مؤخرا لا يمكن أن تتم عملية التغيير في مصر في مدة قصيرة متوافقا مع طرح عمرو سليمان، فأصبحت برامج العربية هي عبارة عن تغطية كاملة للموقف الرسمي للنظام المنهار في مصر وانضمت العربية برغم سابق خجلها من أن تحسم موقفها الإعلامي من الثورة المصرية، انضمت إلى الثورة المضادة التي يقودها النظام ضد ثورة المثقفين والأكاديميين والعمال والفلاحين، والعشوائيات التي تطوق القاهرة ومدن أخرى.
تبرهن الأحداث وتطورها أنه لا يوجد إعلام عربي مستقل بل يخضع هذا الإعلام لسياسة إعلامية رسمية نقطة تجمعها القنوات الأمنية والخارجيات لديها وبما يتناسب مع الموقف الأميركي.
لماذا تراجعت أميركا والإعلام العربي الرسمي عن لغتها النصف داعمة لثورة الشعب العربي المصري.
ربما كانت الأسباب تتعلق بأمن إسرائيل وخطورة تغيير النظام العشوائي وإخضاع هذا التغيير لصندوق إقتراع عاجل يمكن أن يعبر عنه حمو الثورة في مصر بإنحياز كامل لإلغاء كافة الإتفاقيات الموقعة مع العدو الصهيوني، وخاصة أن تلك الثورة ترفع شعار كرامة المواطن المصري التي لوثتها الإتفاقيات والخضوع الكامل لحماية أمن إسرائيل وإقتصاد إسرائيل من خلال صفقات الغاز والأسمنت وغيره.
أميركا ربما لم تحسب الحساب بشكل جيد في بداية الأمر، إلى أن وضع عمر سليمان لها خطورة الطرح الأميركي في تغيير السلطة في بداية الأمر.
تيغرت السياسة الأميركية تجاه ثورة الشعب المصري منذ يوم 7-2-2011 بعد اجتماع عمر سليمان مع قوى الأحزاب المصرية ومنها الإخوان المسلمين الذين تراجعوا عن موقفهم بعدم الحوار مع النظام، وبعدها مباشرة صرحت الخارجية الأميركية وهيلاري كلينتون بأن الإخوان المسلمين لا يشكلون خطرا على السياسة الخارجية الأميركية وعلى الأمن في مصر والمنطقة،وبالحسابات الأمنية وتصريحات شباب الإنتفاضة الذين رفضوا حوار الإخوان والإتفاقيات المبرمة مع النظام وفي حسابات مكشوفة أوضح المنتفضون من الشعب المصري أن الإخوان المسلمين والأحزاب الأخرى لا يمثلون أكثر من 15% في الشارع المصري وفي الإنتفاضة، ومن هنا صرح مسؤول في الخارجية الأميركية أن الإخوان المسلمين لا يمثلون الشارع المصري رغم الإطراء على حركة الإخوان المسلمين بأنهم يعبرون عن الإسلام المعتدل والمستنير.
لابد من الربط بين تصريحات الخارجية الأميركية وحركة الإعلام الرسمي العربي، وهنا وقعت الخارجية الأميركية والبيت الأبيض وبعد عدة اجتماعات لمجلس الأمن القومي وبعد التخبط لم تجد أمامها إلا طريقا واحدا يستند إلى موقف عمر سليمان في تحليل الأزمة واتباع النفس الطويل تجاه المنتفضين من خلال عدة قرارات إلتفافية على قرارات الإنتفاضة ومن خلال لغة ناعمة أنه من حق الشباب التعبير عن ما يريدون وإبعاد الصورة تماما عن اللهجة القاطعة التي قررها الثائرون في مصر وهي تغيير النظام، والربط هنا أيضا مع أجهزة الإعلام الرسمي العربي التي تبث هذه السيناريوهات وتبتعد كثيرا عن السيناريوهات المدنية لشباب الإنتفاضة.
لقد تحول الإعلام العربي إلى محاولة إقناع الجمهور المصري والجمهور العربي بأن ساحة ميدان التحرير هي مجرد "هايد بارك" يمارسون فيه شعائر الحرية بدون التأثير على القرار، كحديقة الهايد بارك في بريطانيا، وتنطلق ردا على ذلك المظاهرات المليونية يوم الإثنين الموافق 8-2-2011 وبنفس الطريقة لم يقم الإعلام الرسمي العربي بالتغطية المناسبة لهذه التحركات الشعبية والجماهيرية التي اكتسحت ميدان التحرير والداخلية والشورى وغير ذلك.
ربما اقتنع الأميركيون وأصدروا أوامرهم لوزراء الإعلام العرب أن يتعاملوا بحذر مع الأحداث في ثورة مصر ولأن مساهمتهم في وضع الحقائق من خلال الإعلام كما هي على الأرض قد تضر بالأنظمة الحليفة لأميركا في المنطقة، ونهاية لقد انضم الإعلام الرسمي العربي إلى القوى المضادة التي تحاول إحتواء ثورة الشعب المصري والقضاء على مكتسباته التي حققها من خلال الشهداء والتضحية والمسيرات العارمة.
منذ انتفاضة شباب مصر وتحول تلك الإنتفاضة إلى ثورة شعبية كاملة الشروط والمسميات لإحداث تغيير جوهري لنظام الحكم في مصر، اهتمت كافة الفضائيات بتغطية الأحداث والمسيرات في مدن وقرى مصر من خلال المندوبين الإعلاميين وبالإتصال المباشر مع قوى التحريك الفاعلة في الشارع المصري.
نذكر على سبيل المثال قناة الجزيرة التي حجب إرسالها على قمر النايلسات والعربية وفضائيات أخرى التي عملت وبشكل مقنن على أن تحفظ توازنها الإعلامي تجاه الأحداث التي تراوحت ما بين الدموية من بلطجية النظام والشباب العربي المصري المثقف الواعي الذي إختار ميدان التحرير كبقعة جغرافية مشعة للثورة في أنحاء مصر.
أبان هذا الإهتمام الإعلامي الرسمي كانت وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض الأميركي وفي تصريحات نارية تتحدث عن وجوب تغيير فوري لنظام الحكم وتسليم الحكم لثورة الشعب المصري وإجراء الإصلاحات العاجلة، في حين تعنت النظام المصري في تلبية النداءات الأميركية لتحقيق هذا التغير العاجل والتسليم السلمي للسلطة وبشكل سريع كما طلبت الخارجية الأميركية، وتواردت التصريحات الأميركية والبريطانية التي كانت تتطور لغتها بناء على الخطوات اتي اتخذها عمر سليمان مع أحزاب لا يمكن وصفها إلا بتعبير واحد بأنها أقرب إلى فصائل منظمة التحرير ومجلسها المركزي من سلطة رام الله ومحاولة تلك الفصائل دائما بل ممارسة وفعلا إعطاء الشرعية لمنظومة سلطة عباس الأمنية كلما أوشكت على الإنهيار من خلال التصديق على عدة قرارات أضرت بالقضية الفلسطينية.
وفي هذه الأيام التي ينتفض فيها شباب مصر وشعب مصر في ثورة عارمة تتغير لغة الفضائيات في تغطيتها للحدث في داخل مصر، فينما كانت فضائية العربية تفرد مساحات واسعة لتغطية ميدانية للحدث في ميدان التحرير والإسكندرية والسويس ومدن أخرى، تغيرت منهجيتها الإعلامية وبتوافق تام مع تغير الموقف الأميركي المرتبك الذي قال مؤخرا لا يمكن أن تتم عملية التغيير في مصر في مدة قصيرة متوافقا مع طرح عمرو سليمان، فأصبحت برامج العربية هي عبارة عن تغطية كاملة للموقف الرسمي للنظام المنهار في مصر وانضمت العربية برغم سابق خجلها من أن تحسم موقفها الإعلامي من الثورة المصرية، انضمت إلى الثورة المضادة التي يقودها النظام ضد ثورة المثقفين والأكاديميين والعمال والفلاحين، والعشوائيات التي تطوق القاهرة ومدن أخرى.
تبرهن الأحداث وتطورها أنه لا يوجد إعلام عربي مستقل بل يخضع هذا الإعلام لسياسة إعلامية رسمية نقطة تجمعها القنوات الأمنية والخارجيات لديها وبما يتناسب مع الموقف الأميركي.
لماذا تراجعت أميركا والإعلام العربي الرسمي عن لغتها النصف داعمة لثورة الشعب العربي المصري.
ربما كانت الأسباب تتعلق بأمن إسرائيل وخطورة تغيير النظام العشوائي وإخضاع هذا التغيير لصندوق إقتراع عاجل يمكن أن يعبر عنه حمو الثورة في مصر بإنحياز كامل لإلغاء كافة الإتفاقيات الموقعة مع العدو الصهيوني، وخاصة أن تلك الثورة ترفع شعار كرامة المواطن المصري التي لوثتها الإتفاقيات والخضوع الكامل لحماية أمن إسرائيل وإقتصاد إسرائيل من خلال صفقات الغاز والأسمنت وغيره.
أميركا ربما لم تحسب الحساب بشكل جيد في بداية الأمر، إلى أن وضع عمر سليمان لها خطورة الطرح الأميركي في تغيير السلطة في بداية الأمر.
تيغرت السياسة الأميركية تجاه ثورة الشعب المصري منذ يوم 7-2-2011 بعد اجتماع عمر سليمان مع قوى الأحزاب المصرية ومنها الإخوان المسلمين الذين تراجعوا عن موقفهم بعدم الحوار مع النظام، وبعدها مباشرة صرحت الخارجية الأميركية وهيلاري كلينتون بأن الإخوان المسلمين لا يشكلون خطرا على السياسة الخارجية الأميركية وعلى الأمن في مصر والمنطقة،وبالحسابات الأمنية وتصريحات شباب الإنتفاضة الذين رفضوا حوار الإخوان والإتفاقيات المبرمة مع النظام وفي حسابات مكشوفة أوضح المنتفضون من الشعب المصري أن الإخوان المسلمين والأحزاب الأخرى لا يمثلون أكثر من 15% في الشارع المصري وفي الإنتفاضة، ومن هنا صرح مسؤول في الخارجية الأميركية أن الإخوان المسلمين لا يمثلون الشارع المصري رغم الإطراء على حركة الإخوان المسلمين بأنهم يعبرون عن الإسلام المعتدل والمستنير.
لابد من الربط بين تصريحات الخارجية الأميركية وحركة الإعلام الرسمي العربي، وهنا وقعت الخارجية الأميركية والبيت الأبيض وبعد عدة اجتماعات لمجلس الأمن القومي وبعد التخبط لم تجد أمامها إلا طريقا واحدا يستند إلى موقف عمر سليمان في تحليل الأزمة واتباع النفس الطويل تجاه المنتفضين من خلال عدة قرارات إلتفافية على قرارات الإنتفاضة ومن خلال لغة ناعمة أنه من حق الشباب التعبير عن ما يريدون وإبعاد الصورة تماما عن اللهجة القاطعة التي قررها الثائرون في مصر وهي تغيير النظام، والربط هنا أيضا مع أجهزة الإعلام الرسمي العربي التي تبث هذه السيناريوهات وتبتعد كثيرا عن السيناريوهات المدنية لشباب الإنتفاضة.
لقد تحول الإعلام العربي إلى محاولة إقناع الجمهور المصري والجمهور العربي بأن ساحة ميدان التحرير هي مجرد "هايد بارك" يمارسون فيه شعائر الحرية بدون التأثير على القرار، كحديقة الهايد بارك في بريطانيا، وتنطلق ردا على ذلك المظاهرات المليونية يوم الإثنين الموافق 8-2-2011 وبنفس الطريقة لم يقم الإعلام الرسمي العربي بالتغطية المناسبة لهذه التحركات الشعبية والجماهيرية التي اكتسحت ميدان التحرير والداخلية والشورى وغير ذلك.
ربما اقتنع الأميركيون وأصدروا أوامرهم لوزراء الإعلام العرب أن يتعاملوا بحذر مع الأحداث في ثورة مصر ولأن مساهمتهم في وضع الحقائق من خلال الإعلام كما هي على الأرض قد تضر بالأنظمة الحليفة لأميركا في المنطقة، ونهاية لقد انضم الإعلام الرسمي العربي إلى القوى المضادة التي تحاول إحتواء ثورة الشعب المصري والقضاء على مكتسباته التي حققها من خلال الشهداء والتضحية والمسيرات العارمة.