- السبت فبراير 26, 2011 2:50 am
#32956
المناصب وقلوب الشباب
د. أحمد عبدالقادر المهندس
تحتل أمراض القلب الرقم الأول في قائمة أمراض العصر , وخاصة في العالم المتقدم . فكثير من الناس يموتون بأمراض القلب , وهناك شباب لا تتعدى أعمارهم الأربعين أو أقل أصيبوا بأمراض القلب مثل جلطة القلب أو انسداد الشرايين وغيرهما ...
وقد دلت بعض البحوث الطبية الحديثة على أن نسبة كبيرة من الشباب الذين يتولون مناصب قيادية أو مناصب حساسة معرضون أكثر من غيرهم لأخطار مرض القلب , لأنهم يتعرضون للقلق والتوتر والمسؤوليات الكبيرة , بالإضافة إلى التدخين .
وقد وجد في إحدى الدراسات الحديثة أن الشباب الذين تعرضوا لمشكلة في القلب بعد توليهم مناصب قيادية , تعرضوا إلى ضيق في شريان أو أكثر من شرايين القلب التاجية . وقد أجمعت الآراء الطبية على أن تجرى لأولئك الأشخاص جراحة مبكرة في القلب كنوع من الوقاية نظراً لظروفهم الحرجة من قلق وتوتر وتفكير في المستقبل .
ومن العوامل الرئيسة التي تعرض الشباب للأزمات القلبية ارتفاع ضغط الدم , الإفراط في التدخين , وعدم ممارسة الحركة والرياضة المناسبة , وزيادة دهنيات الدم . وهناك عامل مهم جداً ولا يقل عن العوامل السابقة وهو الصفات الشخصية للإنسان , ولذلك فقد صنف الباحثون البشر من حيث الطباع والصفات الشخصية إلى نوعين :-
نوع معروف ويحمل طابع الرمز (أ) , أما النوع الثاني فيحمل طابع الرمز (ب) .
وبدراسة النوع الأول وجد أن طباع الشخص تميل إلى الغضب السريع من أي شيء حتى ولو كان تافها , بالإضافة إلى القلق الدائم ونفاد الصبر والتسرع في اتخاذ القرارات . أما النوع الثاني فهو على النقيض من ذلك , فهو يتميز بالهدوء والصبر وقلة التوتر وعدم القلق على المستقبل .
وقد وجد الأطباء أن النوع الذي يحمل الرمز (أ) هو الأكثر تعرضاً للإصابة بالأزمات القلبية , وربما أكثر من عشرة أضعاف ما يتعرض له النوع (ب) .
ونظراً لأن بعض الذين يتولون المناصب القيادية هم من النوع (أ) فقد اتجهت المراكز المتخصصة في بعض الدول إلى تحويل الأشخاص الذين يحملون الرمز (أ) إلى اختصاصيين في الطب النفسي وعلم النفس لتدريبهم على الصبر والهدوء وعدم التوتر والقلق, وبالتالي تحويلهم بقدر الإمكان إلى النوع الآخر الذي يحمل الرمز (ب) .
ويتطلب هذا كثيراً من الوقت والجهد , لأن تغيير طباع الإنسان من أصعب الأشياء التي يقابلها علماء النفس والطب النفسي , ولكنها ليست مستحيلة .
وقد وجد أن الجلسات المتكررة في العيادات النفسية مفيدة ويمكن أن تحقق نتائج جيدة في تحسن صحة كثير من الشباب وانخفاض الأزمات القلبية بشكل واضح .
إن الشباب في بلادنا أمل الحاضر , وهم من سيتحمل أعباء المستقبل . ومن أجل أن يكون شبابنا على مستوى المسؤولية ,فينبغي أن يتعرفوا على شخصياتهم وقدراتهم , وأن يدركوا أن المناصب القيادية والمسؤوليات الجسيمة لها ضريبة لابد أن يتحملوها بدون أي مشكلات صحية .
ومن أجل هذا فإن التحلي بالصبر والهدوء وعدم التوتر والقلق من الصفات الأساسية للمديرين والقادة ... وأهم من ذلك أن يتوكل الإنسان على الله في جميع أعماله ومسؤولياته وأن يتحمل الضغوط النفسية بإيمان قوي وثقة بأن النجاح يحتاج إلى صبر ومعاناة ..
د. أحمد عبدالقادر المهندس
تحتل أمراض القلب الرقم الأول في قائمة أمراض العصر , وخاصة في العالم المتقدم . فكثير من الناس يموتون بأمراض القلب , وهناك شباب لا تتعدى أعمارهم الأربعين أو أقل أصيبوا بأمراض القلب مثل جلطة القلب أو انسداد الشرايين وغيرهما ...
وقد دلت بعض البحوث الطبية الحديثة على أن نسبة كبيرة من الشباب الذين يتولون مناصب قيادية أو مناصب حساسة معرضون أكثر من غيرهم لأخطار مرض القلب , لأنهم يتعرضون للقلق والتوتر والمسؤوليات الكبيرة , بالإضافة إلى التدخين .
وقد وجد في إحدى الدراسات الحديثة أن الشباب الذين تعرضوا لمشكلة في القلب بعد توليهم مناصب قيادية , تعرضوا إلى ضيق في شريان أو أكثر من شرايين القلب التاجية . وقد أجمعت الآراء الطبية على أن تجرى لأولئك الأشخاص جراحة مبكرة في القلب كنوع من الوقاية نظراً لظروفهم الحرجة من قلق وتوتر وتفكير في المستقبل .
ومن العوامل الرئيسة التي تعرض الشباب للأزمات القلبية ارتفاع ضغط الدم , الإفراط في التدخين , وعدم ممارسة الحركة والرياضة المناسبة , وزيادة دهنيات الدم . وهناك عامل مهم جداً ولا يقل عن العوامل السابقة وهو الصفات الشخصية للإنسان , ولذلك فقد صنف الباحثون البشر من حيث الطباع والصفات الشخصية إلى نوعين :-
نوع معروف ويحمل طابع الرمز (أ) , أما النوع الثاني فيحمل طابع الرمز (ب) .
وبدراسة النوع الأول وجد أن طباع الشخص تميل إلى الغضب السريع من أي شيء حتى ولو كان تافها , بالإضافة إلى القلق الدائم ونفاد الصبر والتسرع في اتخاذ القرارات . أما النوع الثاني فهو على النقيض من ذلك , فهو يتميز بالهدوء والصبر وقلة التوتر وعدم القلق على المستقبل .
وقد وجد الأطباء أن النوع الذي يحمل الرمز (أ) هو الأكثر تعرضاً للإصابة بالأزمات القلبية , وربما أكثر من عشرة أضعاف ما يتعرض له النوع (ب) .
ونظراً لأن بعض الذين يتولون المناصب القيادية هم من النوع (أ) فقد اتجهت المراكز المتخصصة في بعض الدول إلى تحويل الأشخاص الذين يحملون الرمز (أ) إلى اختصاصيين في الطب النفسي وعلم النفس لتدريبهم على الصبر والهدوء وعدم التوتر والقلق, وبالتالي تحويلهم بقدر الإمكان إلى النوع الآخر الذي يحمل الرمز (ب) .
ويتطلب هذا كثيراً من الوقت والجهد , لأن تغيير طباع الإنسان من أصعب الأشياء التي يقابلها علماء النفس والطب النفسي , ولكنها ليست مستحيلة .
وقد وجد أن الجلسات المتكررة في العيادات النفسية مفيدة ويمكن أن تحقق نتائج جيدة في تحسن صحة كثير من الشباب وانخفاض الأزمات القلبية بشكل واضح .
إن الشباب في بلادنا أمل الحاضر , وهم من سيتحمل أعباء المستقبل . ومن أجل أن يكون شبابنا على مستوى المسؤولية ,فينبغي أن يتعرفوا على شخصياتهم وقدراتهم , وأن يدركوا أن المناصب القيادية والمسؤوليات الجسيمة لها ضريبة لابد أن يتحملوها بدون أي مشكلات صحية .
ومن أجل هذا فإن التحلي بالصبر والهدوء وعدم التوتر والقلق من الصفات الأساسية للمديرين والقادة ... وأهم من ذلك أن يتوكل الإنسان على الله في جميع أعماله ومسؤولياته وأن يتحمل الضغوط النفسية بإيمان قوي وثقة بأن النجاح يحتاج إلى صبر ومعاناة ..