- الجمعة مارس 04, 2011 4:13 pm
#33131
جيل المعرفة والحرية..
يوسف الكويليت
لا يمكن اعتساف الزمن واعتبار الماضي عنصر البناء والُمثل العليا، وأن الجمل لايزال سفينة الصحراء بوجود وسائل مواصلات حديثة، أو أن الرسائل التي يحملها المسافرون أفضل من الهواتف الجوالة، أو أن الكتاتيب طريق للعلم الحديث وتتفوق على المدارس والجامعات، ولا قياس الزمن على الظل أو طلوع واختفاء القمر وحركة النجوم أمام أجهزة تقيس الخسوف والكسوف والرياح والأنواء، ودرجات الحرارة وهطول الأمطار لسنوات طويلة..
من السخرية افتراض أن الحجامة والفصد والكي، والتداوي بالأعشاب تعوض عن المستشفيات والأدوية ومراكز البحوث التي استطاعت القضاء على العديد من الأمراض، ومن غير المنطقي اعتبار السراج ووقود الحطب والكيروسين"الكاز" أفضل من الأفران الحديثة الكهربائية (والمايكروويف) وغيرها، ولا اعتبار المهفّة بديلاً عن وسائل التكييف المعاصرة..
ومجتمع اليوم، أو الجيل الشاب الذي يمارس التواصل مع الحدث والعلوم الجديدة ويتخاطب مع العقل العالمي، ربما كل ما وصفناه في السطور العليا لا يفهم منها إلا أسماءها، وإذا كانت الأجيال الحاضرة قطعت الألف عام من التطور في عقد، فإن الأفكار والعلاقات والثقافة وتدوير المعرفة لا تعاكس الساعة، وقد سقطت مسألة الوصاية واحتكار الأبوة المتسلطة لصالح الحوار والتأقلم مع فرضيات التطورات الحديثة..
ولازال العديد من الشخصيات يعتقد أن كل تطور سريع وإيجابي يجب أن يخضع لرؤية الماضي، ولابد من محاكمة الأفكار والمواقف والسلوكيات بناء على أخلاقية هذا المنجز وملاءمته لحياة المجتمع، وهذا ما تسبب في فصلٍ بين الأجيال ونشوء صراع بين حيوية الحاضر وسلفية الماضي، ولعل المحرك الثقافي هو العنصر الذي فجر ثورات العصر الاجتماعية والسياسية، وصار لعنصر الشباب قوة الدفع في تغيير المسارات الراكدة..
فقد كان المذياع والكتاب مصدرين للخوف، وأداتين للحرب بين السياسات، لكن الواقع الجديد بدّل الرؤى والسلوكيات وجلب نمطاً آخر، إذ بتوفر المعلومة أياً كانت سريتها وتداولها بالوسائط الحديثة، تعرّى كل شيء ولم يعد هناك ممنوع إذا كان الحدث الفردي والجماعي أو أي تصرف مناف لحرية الإنسان تنقله أجهزة التصوير إلى الوسائط الحديثة مخترقة الحواجز، ومثلما كانت القصيدة المحرّضة الممنوعة، أو الكتاب والمجلة والجريدة التي تصادَر تحت مفهوم الأمن الوطني بات العلم يفتح الآفاق للمعرفة المحرمة، أو الحلال، وهنا فقط جاءت عولمة الفكر، وأممية المعلومات لتكونا مصدر القوة لكل الشعوب..
يوسف الكويليت
لا يمكن اعتساف الزمن واعتبار الماضي عنصر البناء والُمثل العليا، وأن الجمل لايزال سفينة الصحراء بوجود وسائل مواصلات حديثة، أو أن الرسائل التي يحملها المسافرون أفضل من الهواتف الجوالة، أو أن الكتاتيب طريق للعلم الحديث وتتفوق على المدارس والجامعات، ولا قياس الزمن على الظل أو طلوع واختفاء القمر وحركة النجوم أمام أجهزة تقيس الخسوف والكسوف والرياح والأنواء، ودرجات الحرارة وهطول الأمطار لسنوات طويلة..
من السخرية افتراض أن الحجامة والفصد والكي، والتداوي بالأعشاب تعوض عن المستشفيات والأدوية ومراكز البحوث التي استطاعت القضاء على العديد من الأمراض، ومن غير المنطقي اعتبار السراج ووقود الحطب والكيروسين"الكاز" أفضل من الأفران الحديثة الكهربائية (والمايكروويف) وغيرها، ولا اعتبار المهفّة بديلاً عن وسائل التكييف المعاصرة..
ومجتمع اليوم، أو الجيل الشاب الذي يمارس التواصل مع الحدث والعلوم الجديدة ويتخاطب مع العقل العالمي، ربما كل ما وصفناه في السطور العليا لا يفهم منها إلا أسماءها، وإذا كانت الأجيال الحاضرة قطعت الألف عام من التطور في عقد، فإن الأفكار والعلاقات والثقافة وتدوير المعرفة لا تعاكس الساعة، وقد سقطت مسألة الوصاية واحتكار الأبوة المتسلطة لصالح الحوار والتأقلم مع فرضيات التطورات الحديثة..
ولازال العديد من الشخصيات يعتقد أن كل تطور سريع وإيجابي يجب أن يخضع لرؤية الماضي، ولابد من محاكمة الأفكار والمواقف والسلوكيات بناء على أخلاقية هذا المنجز وملاءمته لحياة المجتمع، وهذا ما تسبب في فصلٍ بين الأجيال ونشوء صراع بين حيوية الحاضر وسلفية الماضي، ولعل المحرك الثقافي هو العنصر الذي فجر ثورات العصر الاجتماعية والسياسية، وصار لعنصر الشباب قوة الدفع في تغيير المسارات الراكدة..
فقد كان المذياع والكتاب مصدرين للخوف، وأداتين للحرب بين السياسات، لكن الواقع الجديد بدّل الرؤى والسلوكيات وجلب نمطاً آخر، إذ بتوفر المعلومة أياً كانت سريتها وتداولها بالوسائط الحديثة، تعرّى كل شيء ولم يعد هناك ممنوع إذا كان الحدث الفردي والجماعي أو أي تصرف مناف لحرية الإنسان تنقله أجهزة التصوير إلى الوسائط الحديثة مخترقة الحواجز، ومثلما كانت القصيدة المحرّضة الممنوعة، أو الكتاب والمجلة والجريدة التي تصادَر تحت مفهوم الأمن الوطني بات العلم يفتح الآفاق للمعرفة المحرمة، أو الحلال، وهنا فقط جاءت عولمة الفكر، وأممية المعلومات لتكونا مصدر القوة لكل الشعوب..