منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
By أنس فاروقي 1
#33171
تونس .. ثورة الكرامة
نبذة

هي ثورة للكرامة للانسانية للحرية ضد الظلم والاستبداد والكفر والطغيان فانسبوا الفضل لله وأخلصوا له وحده .....

نص المطوية :
بسم الله... والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه... وبعد:

تونس ثورة الكرامة
محمد البوعزيزي... الذي أشعل تونس... بجسده...!!
أيها المسلمون:
تابع العلام بأسره خلال شهر ديسمبر عام 2010 ميلادي... ويناير من عام 2011 ميلادي... أخبار... وأحداث وتطورات ثورة الجياع في تونس.... كردة فعل على الأوضاع: الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في البلاد... ومنذ أواخر عام 2008، عندما اندلعت الأزمة الاقتصادية العالمية... حذرت كثير من الهيئات والمنظمات التي تعني بتحليل الأوضاع... والتنبؤ... بقادمات الأيام... من أمثال: هذه الثورات... والاحتجاجات... والأحداث...

***
وهذا الأمر ليس غريباً... ولا مستبعداً... في مثل هذه الظروف -لا سيما- إذا رافقه: فساد... وتدهور... في مرافق: اجتماعية وسياسية... إضافة على التدهور الاقتصادي... فقد اندلعت الاحتجاجات... والانتفاضات.... ليس في تونس وحدها.... بل في:
الجزائر... وليبيا.... ومصر.... وموريتانيا... والأردن... واليونان... وفرنسا... وإسبانيا... وبعض دول أمريكا اللاتينية.... وإفريقيا... وجنوب شرق آسيا... وغيرها...

وقد اتخذت هذه الاحتجاجات مستويات مختلفة في الحدة.... كان منها ما جرى في تونس...
حيث أدت إلى الإطاحة: برئيس البلاد... وحكومته... وحزبه.... وأركان نظامه...!!

ولكن ماذا بعد الثورة...!!؟؟

انطلقت الاحتجاجات في تونس بشكل: مدوٍ... وعنيف... ومتسارع...

بعد أن فجرها (محمد البوعزيزي) الذي أحرق نفسه... ردا على ما يعاني في حياته من: الضيق الاقتصادي ... وربما السياسي... والاجتماعي ... وغيره ... وثار الناس ... وسقطت الحومة وخرج المعتقلون السياسيون من سجونهم..!!؟؟، ولكن:
من لقيادة البلد..!!؟؟، ومن للحكومة..؟؟!!، ومن لإدارة مصالح الناس؟!

***
أيها الأحبة: لم يكن يتصور المحتجون -أن احتجاجاتهم- سوف تصل بهم إلى هذا المستوى...!!!

ولذلك... لم يكن لدى المحتجين البديل الصالح للحكومة الفاسدة...!!

ولذلك وقعت البلاد: في حيرة من أمرها...!!

حتى قام: رجال... وأعوان... وأركان النظام السابق... بتشكل الحكومة مجدداً..!!، مع بعض التعديلات... والرتوش غير المؤثرة... فأين هي أمنيات الشعب...!!؟؟

وأين هي دماء القتلى... والجرحى.... التي أريقت..!!؟؟

إذا كانت الأشكال تغيرت -فقط- دون تغيير القواعد... والمبادئ... التي يقوم عليها النظام... لا بل -إن بعض الأشكال لم تتغير بعد- وبقيت في مراكز: حساسة وقيادية... في توجيه وصنع القرار في البلد...!!

أحكام... وفوائد... ودروس... وعبر... من الثورة التونسية:

أولا : الظلم ... والظلام ... مهما – طال وقته، وامتد أجله- لابد إلا أن يزول... ولابد من انبلاج صباح العدل ... والإنصاف... قال تعالى في الحديث القدسي: «يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظلموا» [مسلم]... وقال عز وجل: {وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ} [النساء: 58].

ثانيا: ردد كثيراً بعض: الكتاب... والمؤيدون... والمحتجون.... أبياتا للشاعر -أبي القاسم الشابي- التونسي:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة *** فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي *** ولابد للقيد أن ينكسر

والبيت الأول فيه: مخالفة شرعية في عبارة: "فلابد أن أن يستجيب القدر"!؛ فالقدر وهو تقدير الله سبحانه وتعالى لأمر من الأمور... أسبق من المقدور... الذي يجريه الله عز وجل على أيدي عباده... كما أن القدر تابع لأمر الله سبحانه وتعالى وعلمه... وليس تابعاً لإرادة البشر... ورغباتهم...

والصحيح أن يقال في هذه العبارة:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة *** فلابد من توافق القدر

والله تعالى أعلم.

ثالثا: ما قام به (محمد البوعزيزي)...

يعتبر: أمراً محرماً (ولو كان تعبيرا عن رفض الظلم والقهر) وهو: (انتحار) بحسب التعريف الشرعي... قال صلى الله عليه وسلم: «من تردى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه، فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا» [البخاري].

ولو أدى هذا المحرم إلى خير: ديني... أو دنيوي... فإن هذا لا يجعل (الانتحار) مباحاً...!!

والانتحار عادة غريبة... وغير مألوفة على المسلمين... المؤمنين... الذين يؤمنون بأن الله عز وجل على كل شيء قدير... ولا ييأسون من روح الله سبحانه وتعالى...

وإنما تنتشر هذه العادات (القبيحة) بين الكافرين.. الذين لا يؤمنون بيوم الحساب...!!

***
وقد تناقلت وسائل الإعلام... أخباراً متعددة... عن أشخاص كرروا ما فعله (البوعزيزي)... وبدأ كثير من المسلمين... بسبب كثرة تكرار أخبار تلك الانتحارات... وتداولها... يتقبلون هذا الأمر على نحو ما... وهذا الأمر -خطير جداً- فلننتبه... ولنحذر.

نصيحة وتنبيه... إلى إخواننا المسلمين: في تونس... ومصر... وفي كل العالم:

أيها الأحبة: إن الطريق للقضاء على: الفقر المدقع... والظلم... والاستبداد... والقهر... إنما يكون بتحكيم شرع الله عز وجل... المتمثل في: الكتاب والسنة.... فليس الحل في تغيير: الأشخاص... والوجوه... أو استبدال نظام أرضي... بنظام أرضي آخر... فالديمقراطية التي ينادي بها كثير من:
المحتجين... والثائرين... والغاضبين... ويتعلقون بها....

لا تشكل البديل الصالح الذي يحقق: العدل.... والإنصاف... والأمن والأمان... وتوزيع الثروة بشكل عادل وسليم... حالها كحال كل الأنظمة الأرضية الأخرى (التي جربناها) من:
قومية... ورأسمالية... وشيوعية... وبعثية.... وليبرالية... وعلمانية... وغيرها...

فالطريق: الصحيح... والسليم... للوصول إلى الغايات المنشودة... والآزال المعقودة... إنما هو بتطبيق شرع الله سبحانه وتعالى.... وإقرار عقيدة التوحيد الخالصة لله عز وجل؛ ولذلك فقد وجه الله سبحانه وتعالى، نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، إلى هذا الطريق (طريق التوحيد)..... ففرغ جل همه صلى الله عليه وسلم وأطول وقته... وأمضى ثلاثة عشرة عاماً (وهي الفترة المكية)... من أصل 23 قضاها صلى الله عليه وسلم في البعثة لـ: (لا إله إلا الله محمد رسول الله)...
وبما أننا نعتقد -اعتقاداً جازماً- بأن أمرا الله عز وجل:
أصوب... وأسدُّ... وأهدى... وأحكم الأوامر...

وقد أمر الله سبحانه وتعالى، نبيه صلى الله عليه وسلم، بهذا الطريق... أي طريق:
(التوحيد والعقيدة ...)

عرفنا أن كل طريق يخالفه... طريق: ضالٌ... وخاطئ... ولا يمكن... أن يوصل الإنسان -ولاسيما المسلم- إلى السعادة والخير...

كما أنه -لا يمكن- أن يقضي... على ما يعاني المسلم منه من:
الظلم... والقهر... والاستبداد... والفقر.... والحرمان... وإلا فالناس يدعون إلى: سراب... ووهم... لن يجنوا منه إلا مزيداً من: الشقاء... والذل... والتعاسة... والهوان...

ألا هل بلغت... اللهم فاشهد،

نسأل الله عز وجل أن يهدينا -والمسلمين جميعاً- سواء السبيل ... إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وجزاكم الله خيراً... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


منقول من موقع وذكر