- الثلاثاء مارس 08, 2011 9:28 pm
#33256
علاوى والمالكي
في حقيقة ما يجري في العراق من خلافات وصراعات، فنحن نشهد صراعا علي الولاء للاحتلال وتقاتلا بين المتعاونين علي من يحظى بتمثيله في حكم العراق، او بدقة نحن امام نخبة متعاونة ومرتبطة بالاحتلالين الأمريكي والإيراني، يتصارعان بينهما كواجهة نفوذ لكل من الدولتين في العراق، وفي المرحلة الراهنة يتصارعان علي نسب التمثيل في السلطة السياسية والحاكمة في العراق، وأن ما يزيد تعقيد الامور داخل تلك النخب، هو أن كل مجموعة من مجموعات كل تحالف، تسعى لتكون هي –دون غيرها من حلفائها-صاحبة الحظوة لدى المحتل او لدى دولتي الاحتلال، إذ يتنافس كل من تحالفي المالكي والحكيم على الولاء لإيران، في ذات الوقت تتنافس المجموعات المكونة لكل تحالف من هذين التحالفين، مع المجموعات الاخرى المتحالفة معها، لتكون هي الأقرب لإيران والأكثر تلقيا لدعمها بطبيعة الحال.
وواقع الحال، أن هذه الحقيقة لم تعد "تقولا" أو تعبيرا عن رأي أو جملة في تحليل ما يجري، بل هي صارت أمر معترف به من قبل تلك النخب نفسها، خلال عمليات الصراع "والتقاتل" الإعلامي والسياسي قبل المعركة الانتخابية وفي أثنائها وبعدها، إذ اتهم كل طرف الأطراف الأخرى بالولاء لقوي خارجية، خاصة كل من إيران والولايات المتحدة، كما جرت أمور علنية محددة على صعيد التدخل الإيراني في لعبة الانتخابات وقرارات اللجنة المشرفة عليها، حتى استدعت صدور تصريحات وردود واسعة . لقد كان التدخل الإيراني سافرا لا واضحا فقط، وكانت الملاحظة الأدق هي أن من ارتبطوا بإيران كانوا حريصين في إيضاح ولائهم من خلال زيارات إيران، ولقاءاتهم مع مسئوليها، ومن خلال إنفاذ الطلبات الإيرانية التي كانت ترد في بعض الأحيان خلال تصريحات لمسئولين إيرانيين للصحافة والإعلام.
وفي المقابل كان لافتا أن المرتبطين بالاحتلال الأمريكي كانوا حريصين للغاية، علي عدم اظهار ارتباطهم بالولايات المتحدة، بل كانوا مصرين علي الظهور بمظهر الرافض للتدخل الخارجي – ومن قبل إيران بشكل محدد –وفي ذلك قاوموا أي محاولة لربطهم بالاحتلال الأمريكي مستندين الي خطة أمريكية قامت علي "إخفاء طبيعة العلاقة والولاء ". ولذا صمتت التصريحات الأمريكية بشأن العراق طوال معركة الانتخابات، وتوقفت الزيارات من قبل مسئولين أمريكيين إلى العراق خلال تلك الفترة، بل حتى السفير الأمريكي في العراق بدا حريصا علي عدم الظهور خلال تلك الفترة، أو الالتقاء العلني مع أي من أطراف اللجنة السياسية، وهو لم يصدر تصريحات حول ما يجري، رغم كل التعقيدات التي تعيشها تجربة الاحتلال وسلطته.
لكل هذا يبدو بايدن مرتاحا خلال زيارته للعراق، إذ جرى تركيز الانظار علي الدور الإيراني فيما يجرى، بصورة أقوى من الدور الأمريكي- وأمريكا هي المحتل الأصلي-ولأن المجموعات الأكثر ارتباطا بالولايات المتحدة قد حققت "تقدما تصويتيا " على خلاف الانتخابات السابقة عام 2005. والأهم من ذلك فإن بايدن بدا مهذبا في تصريحاته وحريصا على إبداء عدم تدخل الولايات المتحدة فيما يجري، لإيهام الرأي العام العراقي، بأن "حكومة العراق "ذات سيادة، وأن الولايات المتحدة لم تعد تتدخل في الشأن العراقي الداخلي، وأن من يتدخل في العراق هو قوى إقليمية فقط، وقد جاء ضمن هذا السياق – وبشكل تكراري- صدور إعلانات أمريكية عن أن كل ما يجري في العراق، لن يؤخر سحب قطاعات قتالية أمريكية. لقد تكررت تصريحات أمريكية بهذا المعنى، خلال أعمال التفجير الضخمة التي شهدتها شوارع العراق، وخلال عمليات الانتخاب والعمليات الجارية لاختيار المواقع القيادية في حكم العراق (المحتل)، إذ صدرت تصريحات أمريكية لا تؤكد فقط علي عدم التدخل فيما يجري، بل كان التأكيد البارز أيضا، هو أن الولايات المتحدة ستتعامل مع أي حكومة "سيشكلها العراقيين" وأنها غير منحازة لأي طرف من الأطراف المتصارعة، وستمضى قدما في سحب قواتها، وكان أمر قواتها قد حسم، ولم يعد لها من دور، وأنها جمعت اغراضها استعدادا للرحيل، بل ربما يجرى الإيحاء بأن أفراد تلك القوات يجلسون متململون في انتظار طائرات تقلهم إلى الديار، وقد تأخرت.
طلعت رميح
في حقيقة ما يجري في العراق من خلافات وصراعات، فنحن نشهد صراعا علي الولاء للاحتلال وتقاتلا بين المتعاونين علي من يحظى بتمثيله في حكم العراق، او بدقة نحن امام نخبة متعاونة ومرتبطة بالاحتلالين الأمريكي والإيراني، يتصارعان بينهما كواجهة نفوذ لكل من الدولتين في العراق، وفي المرحلة الراهنة يتصارعان علي نسب التمثيل في السلطة السياسية والحاكمة في العراق، وأن ما يزيد تعقيد الامور داخل تلك النخب، هو أن كل مجموعة من مجموعات كل تحالف، تسعى لتكون هي –دون غيرها من حلفائها-صاحبة الحظوة لدى المحتل او لدى دولتي الاحتلال، إذ يتنافس كل من تحالفي المالكي والحكيم على الولاء لإيران، في ذات الوقت تتنافس المجموعات المكونة لكل تحالف من هذين التحالفين، مع المجموعات الاخرى المتحالفة معها، لتكون هي الأقرب لإيران والأكثر تلقيا لدعمها بطبيعة الحال.
وواقع الحال، أن هذه الحقيقة لم تعد "تقولا" أو تعبيرا عن رأي أو جملة في تحليل ما يجري، بل هي صارت أمر معترف به من قبل تلك النخب نفسها، خلال عمليات الصراع "والتقاتل" الإعلامي والسياسي قبل المعركة الانتخابية وفي أثنائها وبعدها، إذ اتهم كل طرف الأطراف الأخرى بالولاء لقوي خارجية، خاصة كل من إيران والولايات المتحدة، كما جرت أمور علنية محددة على صعيد التدخل الإيراني في لعبة الانتخابات وقرارات اللجنة المشرفة عليها، حتى استدعت صدور تصريحات وردود واسعة . لقد كان التدخل الإيراني سافرا لا واضحا فقط، وكانت الملاحظة الأدق هي أن من ارتبطوا بإيران كانوا حريصين في إيضاح ولائهم من خلال زيارات إيران، ولقاءاتهم مع مسئوليها، ومن خلال إنفاذ الطلبات الإيرانية التي كانت ترد في بعض الأحيان خلال تصريحات لمسئولين إيرانيين للصحافة والإعلام.
وفي المقابل كان لافتا أن المرتبطين بالاحتلال الأمريكي كانوا حريصين للغاية، علي عدم اظهار ارتباطهم بالولايات المتحدة، بل كانوا مصرين علي الظهور بمظهر الرافض للتدخل الخارجي – ومن قبل إيران بشكل محدد –وفي ذلك قاوموا أي محاولة لربطهم بالاحتلال الأمريكي مستندين الي خطة أمريكية قامت علي "إخفاء طبيعة العلاقة والولاء ". ولذا صمتت التصريحات الأمريكية بشأن العراق طوال معركة الانتخابات، وتوقفت الزيارات من قبل مسئولين أمريكيين إلى العراق خلال تلك الفترة، بل حتى السفير الأمريكي في العراق بدا حريصا علي عدم الظهور خلال تلك الفترة، أو الالتقاء العلني مع أي من أطراف اللجنة السياسية، وهو لم يصدر تصريحات حول ما يجري، رغم كل التعقيدات التي تعيشها تجربة الاحتلال وسلطته.
لكل هذا يبدو بايدن مرتاحا خلال زيارته للعراق، إذ جرى تركيز الانظار علي الدور الإيراني فيما يجرى، بصورة أقوى من الدور الأمريكي- وأمريكا هي المحتل الأصلي-ولأن المجموعات الأكثر ارتباطا بالولايات المتحدة قد حققت "تقدما تصويتيا " على خلاف الانتخابات السابقة عام 2005. والأهم من ذلك فإن بايدن بدا مهذبا في تصريحاته وحريصا على إبداء عدم تدخل الولايات المتحدة فيما يجري، لإيهام الرأي العام العراقي، بأن "حكومة العراق "ذات سيادة، وأن الولايات المتحدة لم تعد تتدخل في الشأن العراقي الداخلي، وأن من يتدخل في العراق هو قوى إقليمية فقط، وقد جاء ضمن هذا السياق – وبشكل تكراري- صدور إعلانات أمريكية عن أن كل ما يجري في العراق، لن يؤخر سحب قطاعات قتالية أمريكية. لقد تكررت تصريحات أمريكية بهذا المعنى، خلال أعمال التفجير الضخمة التي شهدتها شوارع العراق، وخلال عمليات الانتخاب والعمليات الجارية لاختيار المواقع القيادية في حكم العراق (المحتل)، إذ صدرت تصريحات أمريكية لا تؤكد فقط علي عدم التدخل فيما يجري، بل كان التأكيد البارز أيضا، هو أن الولايات المتحدة ستتعامل مع أي حكومة "سيشكلها العراقيين" وأنها غير منحازة لأي طرف من الأطراف المتصارعة، وستمضى قدما في سحب قواتها، وكان أمر قواتها قد حسم، ولم يعد لها من دور، وأنها جمعت اغراضها استعدادا للرحيل، بل ربما يجرى الإيحاء بأن أفراد تلك القوات يجلسون متململون في انتظار طائرات تقلهم إلى الديار، وقد تأخرت.
طلعت رميح