صفحة 1 من 1

المنظومة الإجتماعية والتغير

مرسل: السبت مارس 12, 2011 5:27 pm
بواسطة فراس الشويرخ 8-4-1
المنظومة الاجتماعية.. والتغير
(دوام الحال من المحال)، من الأقوال الحكيمة التي تدل على أن الإنسان استوعب كثيراً من علل الكون وأحكامه. ونحن إذا تأملنا جميع ما حولنا فإنا نجده يخضع للتغيير، ويجسد لنا حقيقة هذه المقولة. إن كل شيء يتغير ولا يبقى على حال واحدة، إلا الله سبحانه، فالإنسان الذي هو أرقى المخلوقات وأبدعها صورة خضع -ومازال- لهذا التغيير فإذا كان نموه الجسدي قد يخضع للتغير، فإن مزاجه النفسي وتطوره العقلي أيضاً خضع له، فلا يعقل أن يعيش إنسان في عمر زمني واحد، ولا يعقل كذلك أن يبقى على حالة مزاجية واحدة، فهذا ضرب من المستحيل.
وإذا كان الإنسان الفرد يشكل وحدة داخل منظومة اجتماعية كبيرة يخضع للتغير، فإن المجتمع هو الآخر يخضع لهذا التغيير.
على أننا ينبغي أن نفهم أن التغير هذا له وجهان، فإما يكون التغير إلى الأحسن وهذا ما نجده لماذا نخاف التغيير ونرفضه ثم نعمل به في تعاليم ديننا التي غيرت المجتمع الجاهلي إلى الأرقى والأحسن، وأوصلته إلى الصراط المستقيم، وإما أن يكون تغيراً إلى الأسوأ وهذا ما نجده في بعض ما نقلناه من أساليب لا تناسبنا.
علينا أن نتمسك بالتغير الذي يرقى بنا إلى الأعلى، وليس التغير الذي يهبط بنا إلى الأسفل، ونحن إذا فهمنا التغير على هذا النحو فلا شك أننا سنتقدم إلى القمة دائماً. ومن الخطأ أن نجعل مفهوم التغيير هو تغيير سلوكنا وأخلاقنا وآدابنا، خاصة أنه ليس الإنسان وحده أو مجتمعه الذي يتغير فحسب، بل أيضاً جميع ما حولنا من ظواهر كونية طبيعية، فالليل والنهار يتعاقبان، والصيف والشتاء يتعاقبان، والربيع والخريف كذلك.. ولولا التغير هذا الذي يعد قانوناً إلهياً ما كان هذا التعاقب وأصبحت الحياة لا تطاق.
فإذا كان التغير شمل جميع ما حولنا فلماذا ينكر البعض وجوده، ولعلنا قابلنا فئات من المجتمع لا يؤمنون بهذا التغيير إذا كانوا هم أنفسهم معرضين له، فالبعض ينكر هذا التغير ويلفظه شكلاً ومضموناً.
وإذا فهمنا أن التغير سنة كونية، فلن يتمرد أحد على تغير حاله، كما أننا لو فهمنا أن ديننا نفسه دائماً ما يدعو إلى التغير إلى الأحسن، وهذه سنة الله في خلقه.
وأعتقد أننا في مجتمعنا أحسسنا بقيمة هذا التغيير الذي -لاشك أنه مكنّنا من استيعاب متغيرات العصر، سواء أكان هذا على المستوى المعنوي كالتدين والتحضر والعلم، أو كان على المستوى المادي كالتقدم في بناء المنشآت التعليمية والصحية والصناعية والتجارية.. إلخ.
وهذا التقدم بلاشك ثمرة من ثمار التغير الذي ننشده ونتمناه.
فلماذا إذن نخاف التغيير ونرفضه ثم نتراجع ونعمل بهذا التراجع، وهذا أمر طبيعي مع وجود أول تغيير إلا أن البعض يستمر مستميتاً أن لا تحدث مثل تلك التغيرات المستحقة والواجبة المطلوبة.