حرب امريكا على افغانستان
مرسل: الاثنين مارس 14, 2011 10:54 pm
حرب حضارية في شكل عسكري لم يشهد التاريخ حرباً حضارية كتلك التي تدور رحاها في أفغانستان، إن الحرب في أفغانستان هي حربٌ علي الفكرة الإسلامية المتمثلة في قيام دولة للإسلام، أي كان شكل هذه الدولة وممارساتها السياسية والعقائدية، فالحرب ليست علي النقاب وعدم تعليم المرأة وغيرها، فقد صرح وزير الخارجية الإيطالي،في لقائه علي شاشة الجزيرة والذي قتلت طالبان 6 من جنود دولته في الأيام الأخيرة،" إن الحرب التي نخوضها في أفغانستان هي حرباً حضارية، فأفكار طالبان هي أفكار من الماضي " هذا هوالتبرير الذي تقدمة أمريكا ومعها حلف الناتوفي شن هذه الحرب الشرسة علي أفغانستان .
لقد كان التكتل الغربي في هذه الحرب عجيباً ويكاد حدوثه أمر نادر تاريخياً، أن تجتمع كل هذه الدول علي حرباً واحدة، إنها بحق حرب حضارية من الدرجة الأولي، ها هي كل المؤشرات تدل علي إن طالبان هي سيدة موقف وهي شبه المنتصرة، والأمريكان وحلف الناتومع صباح كل يوم يدفنون قتلاهم وفي كل مرة يختلف العدد بين الزيادة والنقصان. ورغم ذلك لم نسمع كلمة الانسحاب مثلما سمعناه في العراق والصومال من قبل. حتى إن لندن بالأمس أعلنت أنها علي استعداد لزيادة عدد جنودها لوطلب منها ذلك، ومكريستال يعلن أن الهزيمة قادمة لوطلبه رفض من قبل الإدارة الأمريكية بزيادة عدد القوات، من 10 ألاف إلي 40 ألف جندي حسب اختلاف المصادر، حتى إيطاليا الذي فقدت عدد من جنودها وكندا وغيرها من بلاد الغرب لا تفكر في الانسحاب .
إن التفكير في مجرد انتصار طالبان في هذه الحرب مرفوض من قبل الساسة الغربيون، إنهم يعتبرون الهزيمة هي ليست هزيمة عسكرية فقط، بل هزيمة للرجل الغربي ومشروعه الفكري المتمثل في تطبيق ونشر المذهب الرأسمالي من حيث الاقتصاد (اقتصاد السوق ) ومن حيث نظام الحكم ( الديمقراطية )، وبناء علي هزيمة قوات الناتو سوف ينذر بسقوط الحلف أولاً وبانتصار الإسلام السياسي ثانياً . وسوف تصبح أفغانستان بحق (مقبرة الإمبراطوريات) وكما حدث من قبل مع الإتحاد السوفيتي ومن قبلها بريطانيا سوف يحدث مع أمريكا وحلفاؤها . هذه بعض تداعيات الهزيمة، والتي أصابت الغرب وقادته بهزة عنيفة تجدها في التصريحات الأخيرة لكل القادة الغربيين وعلي مستوي كل العواصم من بون إلي لندن إلي روما وواشنطن
هزيمة كل هذه الجيوش الكبرى معناه انهيار النظام الدولي برمته – بحسب رؤية الغرب - كما أن معناه صعود حركات أخري علي نهج طالبان في عديد من دول العالم الإسلامي، وقد تصل أوتقترب من الوصول إلي الحكم، وإن لم تصل إلي الحكم فقد تهمين بأفكارها علي الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي مما يمهد لقيام حكومات إسلامية في المستقبل، تستطيع بعد ذلك من إيجاد نوع من التوحيد بينهما يتمثل في دولة الخلافة الإسلامية، والتي ينتظرها العالم الإسلامي ويتخوف منها الغرب، وهي الباعث الحقيقي وراء الهجمة الاستعمارية علي العالم الإسلامي في مطلع القرن العشرين، وامتداد للسيطرة الغربية في القرن الحادي والعشرون علي حكومات العالم الإسلامي خوفاً من عودة الخلافة مرة أخري .هذه هي احتمالات نهاية الحرب العسكرية الدائرة في أفغانستان .
رغم ذلك فداخل الولايات المتحدة تياران رئيسان حول الإستراتيجية المثلى لتعامل الإدارة الأميركية مع الحرب الأميركية في أفغانستان.
يدعو التيار الأول، والذي أضحى أكثر رواجًا في واشنطن، لسحب القوات الأميركية من هذا البلد وترك إدارة شئونه لأهله مستندين إلى الخبرة التاريخية في أنه عبر التاريخ لم تتمكن قوة من السيطرة على هذا البلد.
ويرون أنَّ على واشنطن المساعدة في التوصل إلى تسوية سياسية تضم المعتدلين من حركة طالبان تضمن عدم استخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات إرهابية ضد حلفاء الولايات المتحدة. ولكن الانسحاب الأميركي من أفغانستان، حسب هذا التيار، لا يعني عدم السعي الأميركي لملاحقة تنظيم القاعدة ، في حين يدعو التيار الثاني لضرورة وجود القوات الأميركية في أفغانستان؛ لترابط الحرب الأميركية في أفغانستان وتشابكها بعديدٍ من القضايا المحورية والمهمة بالنسبة لواشنطن كالحرب على الإرهاب والصراع على الطاقة في آسيا الوسطى والملف النووي الإيراني ومواجهة المحور الصيني - الروسي، ولذا يدعون إلى زيادة القوات الأميركية والدولية في أفغانستان للسيطرة عليها وتخليصها من تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
إن احتلال أفغانستان واستباحة أرضها واستعمار موانيها ومطاراتها وتحويلها لقواعد أطلسية ليس له أساس شرعي أوقانوني، غير حق القوة وشريعة القوي يستعبد الضعيف، ومن الغريب أن الرئيس اوباما المسكون بعقدة العرق والاستعباد لا ينتبه إلى أن ما يجري في أفغانستان طرف من أطراف هذه القضية بل ربما أبشع لأن الضحايا يموتون هنا تحت القصف الجوي والأرضي .
أما العالم الإسلامي، فهوموجود ويراقب والشعوب سيكون له حساب صعب مع المشروع الاستعماري ، صحيح أن النظام الرسمي الموجود متواطئ مع المشروع الاستعماري ولكن كذلك هناك صحوة ويقظة على امتداد العالم الإسلامي تطلب الخلاص والإنعتاق من السيطرة الاستعمارية ، كما أن المشهد الكائن يجعل الأعمى مبصراً ويستطيع قراءة تداعيات الأحداث ومسلسل العدوان وما فيه من استكبار وطغيان، سيُهزم الجمع الأطلسي / الأوروبي في أفغانستان كما هزم في العراق حتى ولوكان الثمن باهظاً وكبيراً وستؤدي هذه الولادة الصعبة إلى حركة وعي وصحوة سيكون لها أثر فيما بعد .. والله أعلم.
لقد كان التكتل الغربي في هذه الحرب عجيباً ويكاد حدوثه أمر نادر تاريخياً، أن تجتمع كل هذه الدول علي حرباً واحدة، إنها بحق حرب حضارية من الدرجة الأولي، ها هي كل المؤشرات تدل علي إن طالبان هي سيدة موقف وهي شبه المنتصرة، والأمريكان وحلف الناتومع صباح كل يوم يدفنون قتلاهم وفي كل مرة يختلف العدد بين الزيادة والنقصان. ورغم ذلك لم نسمع كلمة الانسحاب مثلما سمعناه في العراق والصومال من قبل. حتى إن لندن بالأمس أعلنت أنها علي استعداد لزيادة عدد جنودها لوطلب منها ذلك، ومكريستال يعلن أن الهزيمة قادمة لوطلبه رفض من قبل الإدارة الأمريكية بزيادة عدد القوات، من 10 ألاف إلي 40 ألف جندي حسب اختلاف المصادر، حتى إيطاليا الذي فقدت عدد من جنودها وكندا وغيرها من بلاد الغرب لا تفكر في الانسحاب .
إن التفكير في مجرد انتصار طالبان في هذه الحرب مرفوض من قبل الساسة الغربيون، إنهم يعتبرون الهزيمة هي ليست هزيمة عسكرية فقط، بل هزيمة للرجل الغربي ومشروعه الفكري المتمثل في تطبيق ونشر المذهب الرأسمالي من حيث الاقتصاد (اقتصاد السوق ) ومن حيث نظام الحكم ( الديمقراطية )، وبناء علي هزيمة قوات الناتو سوف ينذر بسقوط الحلف أولاً وبانتصار الإسلام السياسي ثانياً . وسوف تصبح أفغانستان بحق (مقبرة الإمبراطوريات) وكما حدث من قبل مع الإتحاد السوفيتي ومن قبلها بريطانيا سوف يحدث مع أمريكا وحلفاؤها . هذه بعض تداعيات الهزيمة، والتي أصابت الغرب وقادته بهزة عنيفة تجدها في التصريحات الأخيرة لكل القادة الغربيين وعلي مستوي كل العواصم من بون إلي لندن إلي روما وواشنطن
هزيمة كل هذه الجيوش الكبرى معناه انهيار النظام الدولي برمته – بحسب رؤية الغرب - كما أن معناه صعود حركات أخري علي نهج طالبان في عديد من دول العالم الإسلامي، وقد تصل أوتقترب من الوصول إلي الحكم، وإن لم تصل إلي الحكم فقد تهمين بأفكارها علي الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي مما يمهد لقيام حكومات إسلامية في المستقبل، تستطيع بعد ذلك من إيجاد نوع من التوحيد بينهما يتمثل في دولة الخلافة الإسلامية، والتي ينتظرها العالم الإسلامي ويتخوف منها الغرب، وهي الباعث الحقيقي وراء الهجمة الاستعمارية علي العالم الإسلامي في مطلع القرن العشرين، وامتداد للسيطرة الغربية في القرن الحادي والعشرون علي حكومات العالم الإسلامي خوفاً من عودة الخلافة مرة أخري .هذه هي احتمالات نهاية الحرب العسكرية الدائرة في أفغانستان .
رغم ذلك فداخل الولايات المتحدة تياران رئيسان حول الإستراتيجية المثلى لتعامل الإدارة الأميركية مع الحرب الأميركية في أفغانستان.
يدعو التيار الأول، والذي أضحى أكثر رواجًا في واشنطن، لسحب القوات الأميركية من هذا البلد وترك إدارة شئونه لأهله مستندين إلى الخبرة التاريخية في أنه عبر التاريخ لم تتمكن قوة من السيطرة على هذا البلد.
ويرون أنَّ على واشنطن المساعدة في التوصل إلى تسوية سياسية تضم المعتدلين من حركة طالبان تضمن عدم استخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات إرهابية ضد حلفاء الولايات المتحدة. ولكن الانسحاب الأميركي من أفغانستان، حسب هذا التيار، لا يعني عدم السعي الأميركي لملاحقة تنظيم القاعدة ، في حين يدعو التيار الثاني لضرورة وجود القوات الأميركية في أفغانستان؛ لترابط الحرب الأميركية في أفغانستان وتشابكها بعديدٍ من القضايا المحورية والمهمة بالنسبة لواشنطن كالحرب على الإرهاب والصراع على الطاقة في آسيا الوسطى والملف النووي الإيراني ومواجهة المحور الصيني - الروسي، ولذا يدعون إلى زيادة القوات الأميركية والدولية في أفغانستان للسيطرة عليها وتخليصها من تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
إن احتلال أفغانستان واستباحة أرضها واستعمار موانيها ومطاراتها وتحويلها لقواعد أطلسية ليس له أساس شرعي أوقانوني، غير حق القوة وشريعة القوي يستعبد الضعيف، ومن الغريب أن الرئيس اوباما المسكون بعقدة العرق والاستعباد لا ينتبه إلى أن ما يجري في أفغانستان طرف من أطراف هذه القضية بل ربما أبشع لأن الضحايا يموتون هنا تحت القصف الجوي والأرضي .
أما العالم الإسلامي، فهوموجود ويراقب والشعوب سيكون له حساب صعب مع المشروع الاستعماري ، صحيح أن النظام الرسمي الموجود متواطئ مع المشروع الاستعماري ولكن كذلك هناك صحوة ويقظة على امتداد العالم الإسلامي تطلب الخلاص والإنعتاق من السيطرة الاستعمارية ، كما أن المشهد الكائن يجعل الأعمى مبصراً ويستطيع قراءة تداعيات الأحداث ومسلسل العدوان وما فيه من استكبار وطغيان، سيُهزم الجمع الأطلسي / الأوروبي في أفغانستان كما هزم في العراق حتى ولوكان الثمن باهظاً وكبيراً وستؤدي هذه الولادة الصعبة إلى حركة وعي وصحوة سيكون لها أثر فيما بعد .. والله أعلم.