By بندر الحمد 8- 9- 5 - الثلاثاء مارس 15, 2011 10:28 pm
- الثلاثاء مارس 15, 2011 10:28 pm
#33450
الأحداث/ مقدمة:
دائمًا يظهر النفاق والمنافقون في أوقات قوة الإسلام وعزته ومنعته, وهي الأوقات التي لا يستطيع فيها أعداء الإسلام الجهر فيها بما يعتقدونه وعندما تولي أيام القوة وتأتي أيام الضعف والقلة وتسلط الأعداء يكشف المنافقون عن مكنون صدورهم وتطفح قلوبهم بما فيها من حقد وغل وبغضاء, وهذا الإقبال وهذا الإدبار, وهذا الإسرار وهذا الإظهار هو ديدن كل منافق عبر تاريخ هذه الأمة إلى أن يتميز الصف إلى مؤمن وكافر ولا مكان للثالث.
العراق والتشيع:
الملاحظ والمتابع لحركة المد الشيعي الرافضي من أول ظهوره على يد مؤسس التشيع اليهودي المتأسلم 'ابن سبأ' يرى أن هذا الرجل قد بدأ رحلته لإفساد الأمة وإضلالها من اليمن ثم الحجاز ثم الشام ثم مصر ثم العراق, وخلال هذه الرحلة التي استمرت من سنة 30هـ حتى سنة 35هـ بتلك البلاد اكتشف 'ابن سبأ' أن أرض العراق وما يعرف بالهضبة الإيرانية هي أنسب البقاع لنشر ضلالاته وذلك لعدة أسباب منها:
1] حداثة عهد أبناء تلك المناطق بالإسلام, ومعظمهم إن لم يكن كلهم لم يلتقوا بالرسول صلى الله عليه وسلم ولم يتربوا على يديه الشريفة.
2] النفسية الفارسية التي ما زالت تسيطر على عقول أبناء تلك المناطق, وكانت هذه النفسية والعقلية تقوم على تقديس الملوك والمغالاة فيهم, حيث كانوا يعتقدون أنهم معصومون وتجري في عروقهم دماء إلهية! وبالتالي لما جاءت فكرة التشيع القائمة على الغلو في علي رضي الله عنه وأولاده لاقت قبولاً ورواجًا عند أهل هذه المناطق.
3] حقد كثير من أتباع الدولة الفارسية الزائلة على الصحابة رضوان الله عليهم خاصة أبي بكر وعمر وعثمان الذين تولوا هدم الدولة الفارسية فوجد هؤلاء في التشيع والرفض القائم في الأساس على تكفير الصحابة وسبهم وشتمهم سلوى وعزاءً لما في قلوبهم من غل وحقد وحسد على هؤلاء الفاتحين العظام.
4] بعد أهل هذه المناطق عن مركز النبوة بالحجاز ومكة والصحابة فيهم, وبالتالي قلة العلم والأحاديث النبوية فيهم مما فتح المجال على مصراعيه للقول في الدين بالرأي والعقل والهوى, لذلك كانت هذه المناطق ليست فقط موطنًا للتشيع بل معظم الفرق الضالة من خوارج ومعتزلة وجهمية وجبرية ظهرت في تلك المناطق.
العراق والخلافة الأموية:
كان للأحداث الجسام التي وقعت بين المسلمين أيام فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه وما بعدها من يوم الجمل ثم صفين ثم النهروان أثر شديد في تكوين العقلية الحاكمة لأبناء العراق حيث كانوا في جملتهم أهل ثورة وخروج وعدم استقرار, ثم جاءت فاجعة مقتل الحسين لتكرس عند أهل العراق وما حولها عقيدة التكفير عن الذنب وحتمية الثأر لمقتل آل البيت, وبالتالي كثرت الحركات الثورية بتلك المناطق مما جعل الخلافة الأموية تتبع مع أهل العراق سياسة حكيمة قائمة على نقطتين:
1] تعيين ولاة أشداء بل في منتهى الشدة والقسوة على العراق وما حولها, أمثال زياد بن أبيه وولده عبيد الله, ومن بعدهما طاغية عصره الحجاج الثقفي ثم خالد القسري ثم يوسف بن عمر وكلهم استعملوا الشدة والقسوة لقمع أي تمرد أو ثورة.
2] شغل أهل هذه البلاد بالجهاد في سبيل الله وفتح البلاد ومحاربة الخوارج حتى لا يبقى عندهم وقت للتفكير في الثورة والتمرد, وقد أثمرت تلك السياسة الحكيمة خيرًا عظيمًا, ففتحت بلادًا كثيرة لم يستطع العباسيون فتح معشارها بعد ذلك.
وبالجملة لم يكن للشيعة كبير شأن أثناء الخلافة الأموية وكل ثوراتهم قمعت, ولم يفلحوا في نشر مذهبهم خارج العراق مع العلم أن الغالبية العظمى من العراقيين سنة.
العراق والخلافة العباسية:
بعد سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية أصبح العراق محط الأنظار, وذلك لانتقال مركز الخلافة من دمشق بالشام إلى بغداد المدينة الجديدة التي بناها أبو جعفر المنصور بالعراق, ولكن لم يؤثر ذلك في مركز الشيعة شيئًا ذلك لأن الدولة العباسية كانت سنية ومع أهل السنة كما كان خلفاؤها ينظرون بعين الريبة إلى تحركات الشيعة خاصة وأن الشيعة قد ساعدوا العباسيين في ثورتهم على الأمويين وبعد أن قامت الدولة صارت كلها للعباسيين مما أحنق الشيعة عليهم بشدة.
عمل الخلفاء العباسيون على تحجيم الوجود الشيعي وتقليم أظافرهم حتى أن الخليفة المتوكل رحمه الله قد أمر بهدم المشهد المبني فوق قبر الحسين بعدما كثرت الشركيات والمنكرات هناك فهدمه بفتوى العلماء وقتها, واستمر الحال على ما هو عليه طوال عصر القوة العباسي وعصر سيطرة الأتراك العسكريين, وكانوا أيضًا سنة, والشيعة لا وجود لهم ولا أثر ولا ذكر إلا بالقليل وغير المؤثر ولكنهم جالية موجودة وقائمة بالعراق خاصة ببغداد, وقد اتبعوا نفس سياسة الجيتو اليهودية حيث تجمعوا في أحياء سكنية خاصة بهم عرفت بمحلة الرفض في الكرخ والأعظمية.
الدولة البويهية والظهور الشيعي:
ظل الشيعة كامنين في جحورهم لا يجرءون على الجهر بعقائدهم الضالة حتى ذهب عصر القوة العباسي وجاء خلفاء ضاعف وقعوا تحت سيطرة الأعاجم من الأتراك وغيرهم وهذا فتح المجال أمام الطامعين من كل حدب وصوب للقدوم للعراق والتحكم في مقاليد الخلافة وبالفعل ظهرت الدولة البويهية وأصلها من أقصى شمال الهضبة الإيرانية، وكان أهل هذه المناطق قد دخلوا الإسلام على يد دعاة الشيعة الزيدية في الفترة من 250هـ وما بعدها.
بدأ تحكم هذه الدولة في الخلافة العباسية ابتداءً من سنة 334هـ في عهد الخليفة المطيع بالله وأصبح للشيعة لأول مرة في تاريخهم دولة وحكومة وغطاء من السلطة المتحكمة في البلاد, فبدأ الشيعة في الجهر ببدعهم الخبيثة ابتداءً من سنة 352هـ عندما أمر أمير البويهيين 'معز الدولة' بالاحتفال بيوم عاشوراء بحادثة مقتل الحسين بـ'كربلاء' ولأول مرة تخرج نساء الشيعة مسودات الوجه ناشرات الشعر ينحن ويلطمن الخدود ويشققن الثياب, وأغلقت المحال ولم يستطع أهل السنة منع ذلك لكون السلطان مع الشيعة.
بدأت العقائد والبدع الضالة تظهر شيئًا فشيئًا, ففي نفس السنة 352هـ وفي يوم 18 من ذي الحجة أمر 'معز الدولة' بإظهار الزينة وإشعال النيران وإظهار الفرح والسرور احتفالاً بعيد غدير خم, وهكذا حتى وصل الأمر لسب الصحابة والجهر بذلك وهذا أمر لم يصبر عليه أهل السنة وأصبحت أعياد ومناسبات الشيعة مواسم دامية للقتال بين السنة والشيعة بصورة سنوية دائمة طيلة حكم الدولة البويهية الشيعية.
فتنة بغداد الكبرى:
بدأت الدولة البويهية تدخل طور الضعف والصراع الداخلي بين أمرائها على مناطق النفوذ, وهذا الضعف شجع أهل السنة على التصدي لبدع الشيعة وأعيادهم المكذوبة وكثر الصدام بين الفريقين حتى أقدم الشيعة على فعلة مستفزة لجمهور المسلمين عندما غصب الشيعة أبراجًا عالية كتب عليها بماء الذهب 'محمد وعلي خير البشر فمن رضي فقد شكر ومن أبى فقد كفر' فأنكر المسلمون هذا الكلام الذي فيه تكفير للأمة كلها.
عندها هاجت فتنة ضخمة وحرب شاملة بين أهل السنة والروافض واقتتل الفريقان بمنتهى الشدة والقسوة وذلك يوم 20 صفر 443هـ واستمر القتال مستمرًا عدة أسابيع حتى شهر ربيع أول وأحرقت قبور بني بويه الشيعة وامتد الحريق لقبور الخلفاء حتى أحرق قبر أبي جعفر المنصور والأمين وأمه زبيدة, وقابل الروافض ذلك الأمر بمفاسد عظيمة وبعثروا قبورًا قديمة وأحرقوا من فيها من الصالحين والعباد من أهل السنة حتى كادوا أن يحرقوا قبر الإمام أحمد بن حنبل, وقتل رجل هاشمي من أهل السنة فحمل الناس جثمانه وذهبوا به إلى دار الخلافة وصاحب الشرطة الذي ساعدهم على الروافض.
انتقلت حلبة الصراع إلى ميدان آخر عندما وصل الغضب من أفاعيل الشيعة الدنيئة إلى اللصوص وقطاع الطرق فقد ظهر رجل عيار 'قاطع طريق' اسمه 'القطيعي' أخذ على عاتقه اغتيال زعماء الروافض وكبارهم وتسلط عليهم كالوباء فصار يقتلهم جهارًا وغيلة وعظمت محنة الروافض بسببه ولم يقدر عليه أحد وكان في غاية الشجاعة والبأس والمكر.
ظل هذا الصراع قائمًا والوضع مشتعلاً حتى سنة 447هـ وهي السنة التي بدأ فيها ملك السلاجقة السنة, فزالت دولة الروافض وألزموا بترك بدعهم وأزيل ما كتب على مساجدهم من سب وشتم للصحابة, ودخل الشعراء إلى الكرخ 'محلة الروافض' وأنشدوا القصائد التي فيها مدح للصحابة, ولم يستطع أحد من الروافض أن ينكر شيئًا وعادت أفاعي الرفض إلى جحورها تدبر وتخطط لضربة أخرى وربما كبرى.
دائمًا يظهر النفاق والمنافقون في أوقات قوة الإسلام وعزته ومنعته, وهي الأوقات التي لا يستطيع فيها أعداء الإسلام الجهر فيها بما يعتقدونه وعندما تولي أيام القوة وتأتي أيام الضعف والقلة وتسلط الأعداء يكشف المنافقون عن مكنون صدورهم وتطفح قلوبهم بما فيها من حقد وغل وبغضاء, وهذا الإقبال وهذا الإدبار, وهذا الإسرار وهذا الإظهار هو ديدن كل منافق عبر تاريخ هذه الأمة إلى أن يتميز الصف إلى مؤمن وكافر ولا مكان للثالث.
العراق والتشيع:
الملاحظ والمتابع لحركة المد الشيعي الرافضي من أول ظهوره على يد مؤسس التشيع اليهودي المتأسلم 'ابن سبأ' يرى أن هذا الرجل قد بدأ رحلته لإفساد الأمة وإضلالها من اليمن ثم الحجاز ثم الشام ثم مصر ثم العراق, وخلال هذه الرحلة التي استمرت من سنة 30هـ حتى سنة 35هـ بتلك البلاد اكتشف 'ابن سبأ' أن أرض العراق وما يعرف بالهضبة الإيرانية هي أنسب البقاع لنشر ضلالاته وذلك لعدة أسباب منها:
1] حداثة عهد أبناء تلك المناطق بالإسلام, ومعظمهم إن لم يكن كلهم لم يلتقوا بالرسول صلى الله عليه وسلم ولم يتربوا على يديه الشريفة.
2] النفسية الفارسية التي ما زالت تسيطر على عقول أبناء تلك المناطق, وكانت هذه النفسية والعقلية تقوم على تقديس الملوك والمغالاة فيهم, حيث كانوا يعتقدون أنهم معصومون وتجري في عروقهم دماء إلهية! وبالتالي لما جاءت فكرة التشيع القائمة على الغلو في علي رضي الله عنه وأولاده لاقت قبولاً ورواجًا عند أهل هذه المناطق.
3] حقد كثير من أتباع الدولة الفارسية الزائلة على الصحابة رضوان الله عليهم خاصة أبي بكر وعمر وعثمان الذين تولوا هدم الدولة الفارسية فوجد هؤلاء في التشيع والرفض القائم في الأساس على تكفير الصحابة وسبهم وشتمهم سلوى وعزاءً لما في قلوبهم من غل وحقد وحسد على هؤلاء الفاتحين العظام.
4] بعد أهل هذه المناطق عن مركز النبوة بالحجاز ومكة والصحابة فيهم, وبالتالي قلة العلم والأحاديث النبوية فيهم مما فتح المجال على مصراعيه للقول في الدين بالرأي والعقل والهوى, لذلك كانت هذه المناطق ليست فقط موطنًا للتشيع بل معظم الفرق الضالة من خوارج ومعتزلة وجهمية وجبرية ظهرت في تلك المناطق.
العراق والخلافة الأموية:
كان للأحداث الجسام التي وقعت بين المسلمين أيام فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه وما بعدها من يوم الجمل ثم صفين ثم النهروان أثر شديد في تكوين العقلية الحاكمة لأبناء العراق حيث كانوا في جملتهم أهل ثورة وخروج وعدم استقرار, ثم جاءت فاجعة مقتل الحسين لتكرس عند أهل العراق وما حولها عقيدة التكفير عن الذنب وحتمية الثأر لمقتل آل البيت, وبالتالي كثرت الحركات الثورية بتلك المناطق مما جعل الخلافة الأموية تتبع مع أهل العراق سياسة حكيمة قائمة على نقطتين:
1] تعيين ولاة أشداء بل في منتهى الشدة والقسوة على العراق وما حولها, أمثال زياد بن أبيه وولده عبيد الله, ومن بعدهما طاغية عصره الحجاج الثقفي ثم خالد القسري ثم يوسف بن عمر وكلهم استعملوا الشدة والقسوة لقمع أي تمرد أو ثورة.
2] شغل أهل هذه البلاد بالجهاد في سبيل الله وفتح البلاد ومحاربة الخوارج حتى لا يبقى عندهم وقت للتفكير في الثورة والتمرد, وقد أثمرت تلك السياسة الحكيمة خيرًا عظيمًا, ففتحت بلادًا كثيرة لم يستطع العباسيون فتح معشارها بعد ذلك.
وبالجملة لم يكن للشيعة كبير شأن أثناء الخلافة الأموية وكل ثوراتهم قمعت, ولم يفلحوا في نشر مذهبهم خارج العراق مع العلم أن الغالبية العظمى من العراقيين سنة.
العراق والخلافة العباسية:
بعد سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية أصبح العراق محط الأنظار, وذلك لانتقال مركز الخلافة من دمشق بالشام إلى بغداد المدينة الجديدة التي بناها أبو جعفر المنصور بالعراق, ولكن لم يؤثر ذلك في مركز الشيعة شيئًا ذلك لأن الدولة العباسية كانت سنية ومع أهل السنة كما كان خلفاؤها ينظرون بعين الريبة إلى تحركات الشيعة خاصة وأن الشيعة قد ساعدوا العباسيين في ثورتهم على الأمويين وبعد أن قامت الدولة صارت كلها للعباسيين مما أحنق الشيعة عليهم بشدة.
عمل الخلفاء العباسيون على تحجيم الوجود الشيعي وتقليم أظافرهم حتى أن الخليفة المتوكل رحمه الله قد أمر بهدم المشهد المبني فوق قبر الحسين بعدما كثرت الشركيات والمنكرات هناك فهدمه بفتوى العلماء وقتها, واستمر الحال على ما هو عليه طوال عصر القوة العباسي وعصر سيطرة الأتراك العسكريين, وكانوا أيضًا سنة, والشيعة لا وجود لهم ولا أثر ولا ذكر إلا بالقليل وغير المؤثر ولكنهم جالية موجودة وقائمة بالعراق خاصة ببغداد, وقد اتبعوا نفس سياسة الجيتو اليهودية حيث تجمعوا في أحياء سكنية خاصة بهم عرفت بمحلة الرفض في الكرخ والأعظمية.
الدولة البويهية والظهور الشيعي:
ظل الشيعة كامنين في جحورهم لا يجرءون على الجهر بعقائدهم الضالة حتى ذهب عصر القوة العباسي وجاء خلفاء ضاعف وقعوا تحت سيطرة الأعاجم من الأتراك وغيرهم وهذا فتح المجال أمام الطامعين من كل حدب وصوب للقدوم للعراق والتحكم في مقاليد الخلافة وبالفعل ظهرت الدولة البويهية وأصلها من أقصى شمال الهضبة الإيرانية، وكان أهل هذه المناطق قد دخلوا الإسلام على يد دعاة الشيعة الزيدية في الفترة من 250هـ وما بعدها.
بدأ تحكم هذه الدولة في الخلافة العباسية ابتداءً من سنة 334هـ في عهد الخليفة المطيع بالله وأصبح للشيعة لأول مرة في تاريخهم دولة وحكومة وغطاء من السلطة المتحكمة في البلاد, فبدأ الشيعة في الجهر ببدعهم الخبيثة ابتداءً من سنة 352هـ عندما أمر أمير البويهيين 'معز الدولة' بالاحتفال بيوم عاشوراء بحادثة مقتل الحسين بـ'كربلاء' ولأول مرة تخرج نساء الشيعة مسودات الوجه ناشرات الشعر ينحن ويلطمن الخدود ويشققن الثياب, وأغلقت المحال ولم يستطع أهل السنة منع ذلك لكون السلطان مع الشيعة.
بدأت العقائد والبدع الضالة تظهر شيئًا فشيئًا, ففي نفس السنة 352هـ وفي يوم 18 من ذي الحجة أمر 'معز الدولة' بإظهار الزينة وإشعال النيران وإظهار الفرح والسرور احتفالاً بعيد غدير خم, وهكذا حتى وصل الأمر لسب الصحابة والجهر بذلك وهذا أمر لم يصبر عليه أهل السنة وأصبحت أعياد ومناسبات الشيعة مواسم دامية للقتال بين السنة والشيعة بصورة سنوية دائمة طيلة حكم الدولة البويهية الشيعية.
فتنة بغداد الكبرى:
بدأت الدولة البويهية تدخل طور الضعف والصراع الداخلي بين أمرائها على مناطق النفوذ, وهذا الضعف شجع أهل السنة على التصدي لبدع الشيعة وأعيادهم المكذوبة وكثر الصدام بين الفريقين حتى أقدم الشيعة على فعلة مستفزة لجمهور المسلمين عندما غصب الشيعة أبراجًا عالية كتب عليها بماء الذهب 'محمد وعلي خير البشر فمن رضي فقد شكر ومن أبى فقد كفر' فأنكر المسلمون هذا الكلام الذي فيه تكفير للأمة كلها.
عندها هاجت فتنة ضخمة وحرب شاملة بين أهل السنة والروافض واقتتل الفريقان بمنتهى الشدة والقسوة وذلك يوم 20 صفر 443هـ واستمر القتال مستمرًا عدة أسابيع حتى شهر ربيع أول وأحرقت قبور بني بويه الشيعة وامتد الحريق لقبور الخلفاء حتى أحرق قبر أبي جعفر المنصور والأمين وأمه زبيدة, وقابل الروافض ذلك الأمر بمفاسد عظيمة وبعثروا قبورًا قديمة وأحرقوا من فيها من الصالحين والعباد من أهل السنة حتى كادوا أن يحرقوا قبر الإمام أحمد بن حنبل, وقتل رجل هاشمي من أهل السنة فحمل الناس جثمانه وذهبوا به إلى دار الخلافة وصاحب الشرطة الذي ساعدهم على الروافض.
انتقلت حلبة الصراع إلى ميدان آخر عندما وصل الغضب من أفاعيل الشيعة الدنيئة إلى اللصوص وقطاع الطرق فقد ظهر رجل عيار 'قاطع طريق' اسمه 'القطيعي' أخذ على عاتقه اغتيال زعماء الروافض وكبارهم وتسلط عليهم كالوباء فصار يقتلهم جهارًا وغيلة وعظمت محنة الروافض بسببه ولم يقدر عليه أحد وكان في غاية الشجاعة والبأس والمكر.
ظل هذا الصراع قائمًا والوضع مشتعلاً حتى سنة 447هـ وهي السنة التي بدأ فيها ملك السلاجقة السنة, فزالت دولة الروافض وألزموا بترك بدعهم وأزيل ما كتب على مساجدهم من سب وشتم للصحابة, ودخل الشعراء إلى الكرخ 'محلة الروافض' وأنشدوا القصائد التي فيها مدح للصحابة, ولم يستطع أحد من الروافض أن ينكر شيئًا وعادت أفاعي الرفض إلى جحورها تدبر وتخطط لضربة أخرى وربما كبرى.