منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
By محمد المطلق 1 ، 4، 8
#33483
حركة توحيد ألمانيا هي عملية اتحاد مجموعة من الولايات في إطار دولة قومية تمت رسميا في 18 يناير 1871 في قاعة المرايا بقصر فيرساي في فرنسا بدفع من رئيس الوزراء الألماني آنذاك أوتو فون بسمارك.توافد أمراء الولايات الألمانية على القصر ليعلنوا فيلهلم الأول ملكـُ بروسيا إمبراطور الإمبراطورية الألمانية بعد استسلام فرنسا في الحرب الفرنسية البروسية. يمثل توحيد ألمانيا في 1871 لحظة واحدة فقط في عمليات التوحيد التي شهدتها الولايات الألمانية فيما بينها والتي دامت أكثر من قرن قبل الإعلان الرسمي في 1871 بسبب الفوارق الدينية واللغوية والثقافية بين سكان البلاد الفدرالية الجديدة.

انتهت الإمبراطورية الرومانية المقدسة للأمة الجرمانية من الوجود حينما تنازل الإمبراطور فرانسيس الثاني عن العرش (6 أغسطس 1806) خلال الحروب النابوليونية. على الرغم من التشتت القانوني والإداري والسياسي الذي عقب نهاية الإمبراطورية، تشارك سكان المناطق الناطقة باللغة الألمانية من الإمبراطورية القديمة في تقاليد لغوية وثقافية وقانونية ازدادت خلال خبرتهم المشتركة في حروب الثورة الفرنسية والحروب النابوليونية. وفرت الليبرالية الأوروبية أساسا فكريا للتوحيد عبر تحدي الأنظمة السلالية والمطلقة للتنظيم الاجتماعي والسياسي وركز فرعها الألماني على أهمية التقاليد والتربية والوحدة اللغوية بين سكان منطقة جغرافية. أما اقتصاديا، أدى الزولفيرين البروسي (الاتحاد الجمركي الألماني) في 1818 وتوسعه اللاحق ليشمل ولايات أخرى من الاتحاد الألماني إلى تقليص التنافس بين وداخل هذه الولايات. سهلت أنظمة النقل الناشئة ممارسة الأعمال التجارية والسفر الترفيهي وقادت إلى تحقيق التواصل -وفي بعض الأحيان النزاع- بين الناطقين بالألمانية في جميع أنحاء أوروبا الوسطى.

قوـّى نموذج مناطق النفوذ الدبلوماسية الناتج عن مؤتمر فيينا في 1814-1815 عقب الحروب النابوليونية شوكة الإمبراطورية النمساوية وسيطرتها على أوروبا الوسطى. لكن المفاوضات التي جرت في فيينا لم تأخذ في الحسبان القوة النامية بين الولايات الألمانية التي هي بروسيا وفشلت في التوقع بتحدي بروسيا للنمسا في زعامة الولايات الألمانية. فقدمت هذه الازدواجية الألمانية حلين لمشكلة التوحيد الألمانية: Kleindeutsche Lösung (حل ألمانيا الصغرى بدون النمسا) أو Großdeutsche Lösung (حل ألمانيا الكبرى بها النمسا).

يتناقش المؤرخون حول هل كان أوتو فون بسمارك وزير-رئيس بروسيا يملك مخططا لتوسيع الكونفدرالية الألمانية الشمالية لسنة 1866 لتشمل باقي الولايات الألمانية في دولة واحدة أم أنه فقط سعى إلى توسيع نفوذ بروسيا. استنتج المؤرخون أن عدة عوامل بالإضافة إلى قوة سياسة بسمارك الواقعية أدت إلى مجموعة من السياسات المبكرة للاعتراف بالعلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية في القرن التاسع عشر. شكل رد فعل الألمان تجاه الوحودية الدنماركية والقومية الفرنسية بؤرة للتعبير عن وحدتهم. وحققت المكاسب العسكرية (خاصة مكاسب بروسيا) في ثلاث حروب جهوية الحماسة والفخر اللذان سخرهما السياسيون لتعزيز الوحدة. استحضرت هذه التجربة ذكريات الإنجاز المتبادل في الحروب النابليونية خاصة في حرب التحرير في 1813-1814. وحـُلت مشكلة الازدواجية، على الأقل مؤقتا، بتوحيد ألمانيا سياسيا وإداريا بدون النمسا في 1871.

أوروبا الوسطى الناطقة بالألمانية في أوائل القرن التاسع عشر
قبل 1806، تضمنت أوروبا الوسطى الناطقة بالألمانية أكثر من 300 كيان سياسي أغلبها كان جزءا من الإمبراطورية الرومانية المقدسة أو من توابع دولة الهابسبورغ التوسعية الملكية. تراوحت هذه الكيانات السياسية في الحجم من المتناهية الصغر إلى الصغيرة إلى المتوسطة إلى الكبيرة كمملكتي بروسيا وبافاريا. تنوعت أشكال الحكم في هذه الكيانات وتضمنت المدن الإمبراطورية المستقلة، والتي هي أيضا متنوعة في الحجم، كآوغسبورغ القوية وفيل دير سادت الصغيرة والأراضي الكنسية، والتي بدورها متنوعة النفوذ والحجم، كدير ريشينو الغنية وانتخابية كولونيا القوية والولايات السلالية كفورتمبيرغ. شكلت هذه الأراضي (أو أجزاء منها بالأحرى لأن ملكيات الهابسبورغ وبروسيا الهوهنتسولرن تضمنت مناطق خارج الإمبراطورية) مناطق نفوذ الإمبراطورية الرومانية المقدسة والتي احتوت في بعض الأوقات على أكثر من 1000 كيان. منذ القرن الخامس عشر، مع بعض الاستثناءات، اختار الأمراء الناخبون حكام الهابسبورغ المتلاحقين ليحملوا لقب الإمبراطور الروماني المقدس. وفرت آليات الإمبراطورية الرومانية المقدسة الإدارية والقانونية فرصة لحل النزاعات بين الفلاحين وملاك الأراضي والنزاعات بين وداخل السلطات القضائية المتغيرة عبر الولايات الناطقة بالألمانية. بالإضافة إلى ذلك راكم تنظيم الولايات في دوائر إمبراطورية (Reichskreise) الموارد وعزز المصالح الإقليمية والتنظيمية بما فيها التعاون الاقتصادي والحماية العسكرية[1].

نتج عن حرب الإئتلاف الثاني (1799-1802) هزيمة قوات الإمبراطورية والإئتلاف على يد نابليون بونابرت وإبرام معاهدتي ونفيل (1801) وأميان (1802) ونقل تعويض 1803 سيادة عدة مناطق من الإمبراطورية الرومانية المقدسة إلى ممالك سلالية وعلمن الولايات الكنسية واختفت أغلب المدن الإمبراطورية من الخريطة السياسية وغير سكان هذه المناطق الولاء إلى ملوك ودوقات جدد. عززت هذه التغيرات من نفوذ فورتمبيرغ وبادن. في 1806، بعد غزو ناجح لبروسيا وهزيمة مشتركة لبروسيا وروسيا في معركتي جينا-أويرستايد المتزامنتين، فرض نابوليون معاهدة بريسبورغ التي حل بموجبها الإمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة[2].

بروز النزعة القومية الألمانية في إطار نظام نابليون
في عهد تفوق الإمبراطورية الفرنسية الأولى (1804-1814)، ازدهرت الحركة القومية الألمانية في الولايات الألمانية الجديدة. ظهرت مبررات مختلفة لتحديد ألمانيا كدولة واحدة ويرجع ذلك جزئيا إلى الخبرة المشتركة (وإن كانت تحت الهيمنة الفرنسية). تمثلت المبررات للفيلسوف الألماني جوهان جوتليب فيخته في أن

الحدود الأولى والأصلية والطبيعية الحقة للدول هي بدون شك الحدود الداخلية. إن الذين يتحدثون نفس اللغة مربوطون ببعضهم البعض من خلال عدة حبال غير مرئية بشكل طبيعي، وذلك منذ زمن بعيد قبل بداية الفن البشري؛ يفهمون بعضهم البعض ولهم القدرة المستمرة على جعل أنفسهم يتفاهمون أكثر فأكثر؛ ينتمون إلى كيان كامل ويشكلونه وذلك بطبعهم[3].

يمكن للغة المشتركة أن تشكل أساسا للأمة لكن كما لاحظ المؤرخون المعاصرون لألمانيا القرن التاسع عشر، استلزم أمر توحيد عدة مئات من الأنظمة السياسية الحاكمة أكثر من تشابه لغوي[4]. ساهمت تجربة أوروبا الوسطى الناطقة بالألمانية خلال سنوات التفوق الفرنسي في خلق وعي مشترك لطرد الغزاة الفرنسيين واستعادة السيطرة على أراضيها. أثارت احتياجات حملة نابوليون على بولندا (1806-1807) وشبه جزيرة أيبيريا وألمانيا الغربية وغزوه الفاشل لروسيا في 1812 حفيظة الألمان، أمراء وفلاحين بينما خرب حصار نابوليون القاري اقتصاد أوروبا الوسطى. شمل غزو روسيا حوالي 125000 مقاتل من الأراضي الألمانية وشجعت خسارة هذا الجيش الألمان (شماليين وجنوبيين) للتفكير في أوروبا وسطى خالية من نفوذ نابوليون[5]. ولعل خير مثال على ذلك إنشاء ميليشيا التلاميذ المسماة فيلق لوتزوفي الحر[6]
خفف التعثر في روسيا قبضة فرنسا على الأمراء الألمان. في 1813، شن نابوليون حملة على الولايات الألمانية ليعيدهم إلى طاعته؛ بلغت هذه الحرب التي سميت حرب التحرير لاحقا ذروتها في معركة لايبزيغ المعروفة أيضا باسم معركة الأمم. في أكتوبر 1813، قاتل أكثر من 500000 محارب بضرواة على مدى ثلاثة أيام ليجعلوا من هذه المعركة أكبر معركة برية أوروبية في القرن التاسع عشر. نتج عن هذا الصراع انتصار حاسم لإئتلاف النمسا وروسيا وبروسيا والسويد وساكسونيا ودفع بالنفوذ الفرنسي شرق الراين. شجع هذا النجاح قوات الإئتلاف لملاحقة نابوليون عبر الراين وقضوا على حكومته وجيشه وحبسوه في جزيرة إلبا. خلال فترة استعادة نابوليون لحكمه في 1815 والتي تعرف في التاريخ باسم المائة يوم انتصر الإئتلاف السابع المشكل من جيش إنجليزي بالإضافة إلى قوات الإئتلاف بقيادة دوق ويلنغتون وجيش بروسي بقيادة غبهارد فون بلوثر في معركة واترلو على جيش نابليون (18 يونيو 1815)[7]. ساعد الدور المحوري لقوات بلوثر على قلب مستوى القتال ضد الفرنسيين خاصة بعد انسحابها من أرض معركة ليني يوما قبل بدأ الأعمال القتالية. لاحق سلاح الفرسان البروسي الجيش الفرنسي المهزوم خلال مساء 18 يونيو ليختموا انتصار الإئتلاف. وفر المنظور الألماني لدور قوات بلوثر في معركة واترلو والجهود المشتركة خلال معركة لايبزيغ حماسا وفخرا للشعوب الناطقة بالألمانية[8]. ولعب هذا التأويل دورا أساسيا في تصديق الأسطورة البوروسية التي افتعلها المؤرخون البروسيون القوميون في القرن التاسع عشر[9

إعادة تنظيم أوروبا الوسطى وظهور الازدواجية الألمانية
بعد هزم نابوليون، أقام مؤتمر فيينا نظاما أوروبيا سياسيا-دبلوماسيا جديدا يرتكز على توازن القوى. أعاد هذا النظام تنظيم أوروبا ووزعها إلى بواثق نفوذ، والتي في بعض الحالات، قمعت تطلعات بعض القوميات بمن فيهم الألمان والإيطاليون[10].

تشكلت بروسيا المتوسعة وثمان وثلاثون ولاية أخرى من الأراضي المعوضة في 1803 وأصبحت تابعة لمنطقة نفوذ الإمبراطورية النمساوية. أسس المؤتمر اتحادا ألمانيا رخوا (1815-1866) تترأسه النمسا ويتكون من مجلس فدرالي (سمي بوندستاغ (بالألمانية: Bundestag) أو بوندسفيرزاملونغ (بالألمانية: Bundesversammlung) وكان مجلسا للقادة المعينين) مقره في مدينة فرانكفورت أم ماين. تقديرا للمكانة الإمبراطورية التي تبوأها من قبل الهابسبورغ، أصبح أباطرة النمسا الرؤساء الفخريين لهذا البرلمان. لم يأخذ في الحسبان بناء الهيمنة النمساوية دخول بروسيا في القرن الثامن عشر في السياسة الإمبراطورية. أصبحت قوة بروسيا جلية في حرب الخلافة النمساوية وحرب السنوات السبع[11] دون نسيان المشاكل التي نجمت عن جهود جوزيف الثاني بعد 1760 لموازنة هيمنة بروسيا بهيمنة هابسبورغ متوسعة في حرب الخلافة البافارية. استمر جوزيف في البحث عن ريادة الهابسبورغ داخل الإمبراطورية الرومانية المقدسة وواجه فريدريك الثاني ذلك بإنشاء عصبة الأمراء (بالألمانية: Fürstenbund) في 1785. رسخت الازدواجية النمساوية-البروسية في السياسات الإمبراطورية القديمة. حتى بعد انتهاء الإمبراطورية، أثر هذا التنافس على نمو وتطور الصحوات الوطنية في القرن التاسع عشر[12]

مشاكل إعادة التنظيم
على الرغم من التسمية بوندسفيرزاملونغ، لا يجب الاعتقاد أنه كان مجلسا شعبيا أي ينتخب من مجموعة ممثلين. لم تكن بعض الولايات تمتلك دساتيرا، مثل دوقية بادن، فاستنادا على متطلبات الاقتراع الصارمة اقتصر الاقتراع على جزء صغير من الساكنة الذكورية[13]. علاوة على ذلك، لم يعكس هذا الحل غير العملي الوضع الجديد لبروسيا في الساحة السياسية. رغم الهزيمة القاسية للجيش البروسي في 1806 في معركتي جينا-أويرستايد، قدم البروسيون وخصوصا سلاح الفرسان أداءا بطوليا في عودة إلى مستواهم المعهود في واترلو. وبناء على ذلك، توقع القادة البروسيون أن تلعب بلادهم دورا محوريا في السياسة الألمانية[14].
تحول تصاعد النزعة القومية الألمانية، محفزا بتجربة الألمان المشتركة في الفترة النابليونية ومرفقا منذ البداية بالليبرالية، إلى علاقات سياسية واجتماعية وثقافية بين الولايات الألمانية[15]. وفي هذا السياق، يمكن استشعار جذور القومية في تجربة الألمان في الفترة النابليونية[16]. ساهمت بورشنشافت ((بالألمانية: Burschenschaft) وهي تنظيمات طلابية يمينية متشبعة بأفكار ليبرالية وقومية) والمظاهرات الشعبية كالتي عقدت في قلعة وارتبرغ في أكتوبر 1817 في تنمية حس الوحدة بين الناطقين بالألمانية في أوروبا الوسطى. زيادة على ذلك، قطع السياسيون وعودا ضمنية وأخرى صريحة خلال حرب التحرير خلفت ترقبا لسيادة شعبية ومشاركة واسعة في إطار العملية السياسية؛ وعود غالبا ما تم الوفاء بها في وقت السلام. أقلق تحرك المنظمات الطلابية القادة المحافظين مثل الأمير كليمنس فينزل ميترنيخ وجعلهم يتخوفون من تصاعد الحس القومي ومن جهة أخرى دفع اغتيال المسرحي الألماني أوغوست فون كوتزيبو في مارس 1819 على يد طالب متطرف وحودي إلى إقرار مراسيم كارلسباد في 20 سبتمبر 1819 التي أعاقت القيادة الفكرية للحركة القومية[17]. تمكن ميترنيخ من إقناع المحافظين على ضرورة تعزيز التشريعات لتقييد الصحافة والحد من تصاعد الحركات الليبرالية والقومية بعد الاغتيال. نتيجة لذلك، قضت هذه المراسيم على البورشنشافت وقلصت عدد الكتب القومية المنشورة ووسعت الرقابة على الصحافة والمراسلات الخاصة وحدت من الخطاب الأكاديمي عبر منع أساتذة الجامعات من الخوض في النقاشات القومية. ناقش يوهان جوزيف غورس المراسيم في كتيبه ألمانيا والثورة ((بالألمانية: Teutschland und die Revolution) و Teutschland هي الاسم القديم لألمانيا (بالألمانية: Deutschland)) (1820) الذي خلص فيه إلى أنه كان من المستحيل وغير المرغوب فيه قمع حرية الرأي العام من خلال تدابير رجعية[

الثورات الألمانية عام 1848 وبرلمان فرانكفورت
هدفت ثورات 1848-1849 المتفرقة في ألمانيا تحقيق التوحيد ودستورا ألمانيا موحدا. ضغط الثوار على حكومات عدة ولايات، وخصوصا في الراينلاند، لتأسيس مجمع تمثيلي (أو برلمان) سيكون من اختصاصه سن دستور. أساسا، عقد الثوار اليساريون آمال حول إمكانية إقرار حق الاقتراع للذكور في الدستور واستحداث برلمان وطني وتحقيق ألمانيا موحدة وكان المرشح الأبرز لقيادتها هو ملك بروسيا وتتمثل الأسباب في ذلك في أن بروسيا كانت أكبر الولايات مساحة وأقواها. أما الثوار من يمين الوسط فسعوا نحو توسيع حق الاقتراع في ولاياتهم ومبدئيا تحقيق شكل رخو من التوحيد. نتج عن هذه الضغوطات عدة انتخابات، مبنية على أنماط مختلفة من شروط الاقتراع، مثل حق الاقتراع ثلاثي الدرجات البروسي والذي منح لبعض المجموعات الانتخابية والمتمثلة في الأثرياء وملاك الأراضي سلطة تمثيلية واسعة[41].في أبريل 1849، منح برلمان فرانكفورت لقب قيصر (أو إمبراطور (بالألمانية: Kaiser)) لملك بروسيا، فريدريك فيلهم الرابع. رفض الملك اللقب لعدة أسباب كان الرسمي منها أنه لن يقبل تاجا دون موافقة الولايات التي سيحكمها وعنى بذلك حكام تلك الولايات. أما السبب الخفي كان خوفه من معارضة أمراء الولايات الأخرى ومن تدخل عسكري روسي أو نمساوي كما أنه لم يرض بفكرة تقبل تاج سيمنحه له برلمان منتخب شعبيا وقال: لن أقبل تاجا من طين[43]. رغم متطلبات وشروط حق الاقتراع ثلاثي الدرجات والتي فاقمت مشاكل السيادة والمشاركة السياسية والتي حاول الليبراليون التغلب عليها، فقد حقق برلمان فرانكفورت عدة مكاسب أهمها سن الدستور والتوصل إلى حل ألمانيا الصغرى (بالألمانية: kleindeutsch) للمسألة الألمانية. فشل البرلمان في تحقيق الهدف الأكبر وهو التوحيد لكن فشله كان جزئيا فقد عمل الليبراليون على عدة مواضيع دستورية وإصلاحات مشتركة بين الأمراء الألمان[44].