صفحة 1 من 1

التوريث الأمريكي لسيف الاسلام

مرسل: الأربعاء مارس 23, 2011 12:43 pm
بواسطة محمد النشوان9
موفق محادين
حيث فشل مبارك في توريث ابنه جمال وأطاح الشعب المصري بهما معا، وحيث تزداد ازمة التوريث في اليمن، تشهد ليبيا معركة مماثلة كشفت جانبا من الدور الاميركي وربما تل ابيب في هده المعركة.



ويستند هذا السيناريو الى الاملاءات الاميركية وتمريرها لجيل جديد من القادة في المنطقة يجمع بين الثقافة الاميركية وبين رجال البنك الدولي ومشروع تفكيك دولة الحرس القديم، واشاعة الخصخصة وفتح الاسواق والتخلي تماما عن الهوية القومية العربية .. وفتح قنوات سرية وعلنية مع تل ابيب ...



ومقابل مرشح البنك الدولي والشركات الاميركية في مصر، أحمد نظيف كرئيس للحكومة ومقابل شخصيات مماثلة في كل المنطقة من فياض في رام الله الى عوض الله وفؤاد السنيورة في لبنان والجلبي وعلاوي في العراق ... الخ ثمة شخص يلعب دورا مهما في إعادة تشكيل ليبيا كدولة سوق حرة معادية للخطاب القومي العربي، ومحسوب على الاميركان والبنك الدولي، هو شكري غانم الذي يحضر ليبيا ايضا لرئاسة سيف الاسلام القذافي صديق جمال مبارك والسنيورة ومحمد دحلان وفياض وبقية اعوان الاميركان وتل ابيب في المنطقة ...



في هذه الظروف اندلعت الثورة الشعبية في ليبيا ولم تقتصر في البداية على الاقل على جموع الشعب الليبي، بل كان ملاحظا تعاطف اوساط من »الحرس القديم« المتضرر من جماعة سيف الاسلام مثل وزير العدل ووزير الداخلية وغيرهما.



والمهم هنا ان الاميركان ومعهم اوساط صهيونية فوجئوا بالثورة التي باتت تهدد كل ترتيبات انتقال ليبيا نهائيا نحو واشنطن - تل ابيب عبر سيف الاسلام وفريقه .. وكان متوقعا ان يظهر الموقف الاميركي على حقيقته المذعورة من الثورة، لا سيما المخابرات الاميركية التي تشارك في عملية الانتقال المذكورة.



وليس بلا معنى اعتراف القذافي نفسه بان سقوط نظامه تهديد للأمن الاميركي و»الاسرائيلي« ناهيك عن المصالح النفطية والتعاون الاستخباراتي الاميركي - الليبي ضد المصالح الفرنسية في افريقيا وبغيرها من اشكال التعاون المشترك التي بدأت مع مراجعة طرابلس لسياساتها القديمة منذ سنوات تحضيرا لتوريث السلطة لسيف الاسلام، وتضمنت فواتير خطيرة جدا، منها ما يتعلق بملفات خاصة بقادة وحركات التحرر العربية والعالمية.



ولذلك وفي ضوء ما سبق فان الموقف الاميركي والصهيوني سيواصل المماطلة وتفريغ أية ضغوطات دولية على القذافي من مضمونها.



وستعمل اميركا وتل ابيب على إطالة أمد حكم الطاغية اطول فترة ممكنة.