- الثلاثاء مايو 06, 2008 3:35 am
#4019
بسم الله الرحمن الرحيم ..
خمس سنوات عاث الاحتلال الغاشم وعملائه فساداً في العراق .. صار ركاماً من المصائب والأزمات
بداية ًمن تهجير المواطن العراقي -حتى اصبح اجمالي المهاجرين العراقيين مايفوق عشرة ملايين شخص-
وسجنه وخطفه وقتله .. مروراً بكذبة " اعمار العراق " اللتي لم نرَ منها الا الافساد والتدمير
وانتهاءً بسرقة خيرات العراق النفطية منها والتاريخية ..
خمس سنوات مرّت على الغزو الامريكي تكبدت فيها امريكا أعلى كلفة حرب خاضتها ..
باستثناء الحرب العالمية الثانية .. إذ يقدر حجم الإنفاق الأميركي على غزو العراق بحوالي 12 مليار
دولار شهريا .. احتلال غاشم قادته دولة الشر والضلال بالتواطيء مع العملاء والخونة
هنا ملفات سرية جمعتها من هنا وهناك للإطلاع على ماحدث ويحدث في دولة العراق ..
وسيكون هذا الموضوع لكل مايتعلق بالمستجدات نسأل الله تحرير العراق من دنس الامريكان
واذنابهم ..
1- القتلى العراقيين والغزو الأميركي
لا يوجد رقم متفق عليه حول عدد من قتل من العراقيين منذ الغزو الأميركي. غير أن إحصائيات صادرة عن مؤسسات بريطانية محايدة تؤكد أن عدد القتلى العراقيين منذ بداية الغزو الأميركي للعراق سنة 2003 تجاوز مليون شخص، وأن العراق فقد حوالي 3% من نسبة سكانه منذ الاحتلال الأميركي
وصعوبة الحصول على أرقام موحدة ومتفق عليها فيما يتعلق بعدد القتلى والمصابين جراء الحرب الأميركية في العراق يعود إلى أن الجهات الرسمية الأميركية سياسية أو عسكرية تحجم عن إعطاء أرقام دقيقة، بل وتشكك في الدراسات والاستطلاعات التي قامت بها جهات غربية محايدة حول هذا الموضوع.
كما أن وزارة الصحة العراقية توقفت منذ سنة 2006 عن إصدار بياناتها المتعلقة بإحصائيات الأموات العراقيين ولم تبرر سبب ذلك التوقف.
إحصاءات لعدد القتلى العراقيين صادرة عن ثلاث جهات مختلفة:
وزراة الصحة العراقية ............ 151 ألفا ................. يونيو/ حزيران 2006
مجلة لانسيت الطبية البريطانية.... 601 ألف ...............يونيو/ حزيران 2006
مركز استطلاعات الرأي (ORB) ...مليون و33 ألفا .........أغسطس/ آب 2007
وفي بغداد وحدها فقدت 40% من الأسر أحد ذويها، كما أن نسبة 40% من القتلى أصيبوا بالرصاص الأميركي ونسبة 21% ماتوا بسبب سيارات مفخخة و8% قتلوا في غارات جوية ونسبة 4% أودوا بسبب صدامات طائفية بينما أودت نسبة 4% بسبب حوادث.
وتقوم القوات الأميركية بـ5000 دورية يوميا ويقدر من يقتل من العراقيين بحدود 300 يوميا أي ما يناهز 10 آلاف قتيل شهريا.
وتبلغ نسبة القتلى العراقيين 2.5% من عدد السكان. ويقدر معدل القتلى في الـ39 شهرا الأولى من الاحتلال الأميركي للعراق بـ15 ألف قتيل شهريا.
وتذهب دراسة مجلة لانسيت إلى أن 56% من الضحايا قتلوا نتيجة الرصاص الأميركي، و13% بسبب سيارات مفخخة و13% بالقصف الجوي و14% نتيجة القصف بالمدافع الثقيلة وبالدبابات، في حين أجابت 4% من المستجوبين بأنهم لا يعرفون سبب موت ذويهم.
وقد نتج عن هذا القتل 4 إلى 5 ملايين يتيم تعيلهم 1.5 مليون أرملة حسب إحصاءات اليونيسيف.
2- العمليات العسكرية الأميركية في عراق ما بعد الغزو
بلغ عدد العمليات العسكرية الأميركية بالعراق منذ غزوه سنة 2003 إلى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2007 ما يناهز 569 عملية عسكرية.
وتتفاوت المحافظات العراقية من حيث التعرض المكثف للعمليات بعضها عن بعض كما تتفاوت مناطق المحافظة نفسها.
وبديهي أن كثافة العمليات العسكرية الأميركية ترتبط اطرادا بكثافة علميات المقاومة العراقية، فكلما كانت المقاومة أكثر نشاطا في مكان ما كان المكان أكثر استهدافا من طرف جيش الاحتلال الأميركي.
توزيع العمليات على المحافظات :
تعد المنطقة التي سماها الحاكم المدني للعراق السابق بول بريمر بالمثلث السني أكثر المناطق عرضة للعمليات العسكرية الأميركية.
ويضم "المثلث السني" محافظات صلاح الدين وبغداد والأنبار وأجزاء من محافظات ديالى والتأميم ونينوى. وتقع مدينة بعقوبة قاعدة ديالى في رأس المثلث الشرقي ورأسه الشمالي الموصل قاعدة نينوى ورأسه الغربي الرمادي قاعدة الأنبار.
توزيع العمليات على السنوات :
كانت بدايات العمليات العسكرية الأميركية بعد الغزو في منتصف مايو/ أيار 2003، فقد نفذت عملية باسم الكوكب إكس (Operation Planet X) في 15 من هذا الشهر واستهدفت قرية الدور الواقعة جنوب تكريت بمحافظة صلاح الدين.
أما آخر العمليات في هذا التقرير فقد وقعت في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني وبداية ديسمبر/ كانون الأول 2007 وعرفت باسم الحصَّاد الحديدي (Iron Reaper) وقد استهدفت شمال العراق.
ويعد العام 2007 أكثر السنوات من حيث كثافة العمليات، حيث بلغت العمليات فيه نسبة 35% من مجموع العمليات التي وقعت على امتداد أربع سنوات وسبعة أشهر من الوجود الأميركي بالعراق. ويبلغ مجموع عمليات هذه السنة مجموع ما وقع في السنتين اللتين سبقتاها.
3- تشكيلات المقاومة العراقية والسنة
ظهرت المقاومة العراقية منذ اللحظة الأولى لسقوط النظام السابق وبدت كأنها امتداد طبيعي له، أو أنه أريد لها أن تبدو كذلك.
وبغض النظر عن حقيقة الأمر فإن قادة في الجيش العراقي لعبوا دورا مهما في قيادة المقاومة العراقية، ويرجع البعض الأمر إلى الخطأ الذي ارتكبته واشنطن بحلها الجيش العراقي وإهانته بدلا من إعادة بنائه لصالح العراق الجديد.
وهذا التحليل لا يتعارض مع تحليل آخر قادت إليه الأحداث اللاحقة وهو أن السنة العرب في العراق بسبب رفضهم المبكر للاحتلال قد شعروا بأنهم مستهدفون بشكل خاص من الاحتلال، مما دفع هذه الطائفة بمعظم مكوناتها، خاصة العسكريين منها إلى الانخراط في عمليات عسكرية مناوئة للاحتلال.
كما أنه كان لصورة المتطوعين العرب الذين قدموا للدفاع عن العراق قبيل احتلاله الأثر الكبير في تشجيع المقاومة العراقية على الظهور المبكر، فقد رويت قصص عن فضائلهم وكراماتهم بوصفهم مجاهدين باعوا أنفسهم لله بكل ما للكلمة من معنى ديني إسلامي، وهو ما يبرر النزعة الدينية المهيمنة على كل مجموعات المقاومة العراقية.
والجدير بالذكر أن مجموعات المقاومة كثيرة وعصية على الحصر، وبعضها يعمل بصمت مطبق وذلك لأسباب أمنية وظروف الاحتلال، ولكنها جميعا تتخذ من المعاني القومية والوطنية والإسلامية خيارا أيدلوجيا لها، ويمكن تأكيد كون الوصف الأخير أي الإسلامي لا تخلو منه أي مجموعة حتى الآن على الأقل.
وسيذكر البحث بعض هذه المجموعات الأساسية التي اشتهرت إعلاميا، والتي لا توازي شهرتها الإعلامية بالضرورة نشاطها العسكري على الأرض.
المجموعات الأساسية التي اشتهرت إعلاميا والتي لا توازي شهرتها الإعلامية بالضرورة نشاطها العسكري على الأرض :
أ- كتائب ثورة العشرين
كتائب ثورة العشرين تتبنى إسقاط طائرة بريطانية في العراق
هي الجناح العسكري للمقاومة الوطنية الإسلامية، ويبدو أنها تضم أكثر من كتيبة، حيث وصفت الكتيبة الخضراء نفسها بأنها إحدى كتائب ثورة العشرين، وتبنت عملية إسقاط طائرة بريطانية من خلال شريط مصور بثته قتاة الجزيرة.
ويعتقد أن كتائب ثورة العشرين تميل للمشرب الفكري لحركة الإخوان المسلمين، وأنها تضم عناصر ناشطة من الحركة الإسلامية في العراق والتي كانت هدفا للنظام السابق، كما تضم شريحة من الوطنيين العراقيين.
وتصف الكتائب نفسها في أحد المنشورات المنسوبة لها بأنها "حركة جهادية وطنية تسعى إلى تحرير أرض العراق من الاحتلال العسكري والسياسي الأجنبي ليتمكن أبناء الشعب العراقي من حكم أنفسهم بأنفسهم، وبناء دولتهم على أساس المبادئ السامية للدين الإسلامي الحنيف القائمة على تطبيق العدالة وعدم التمييز على أساس اللون أو العرق أو الدين أو المذهب".
ب- جيش أنصار السنة
هو مجموعة سلفية تعلن مسؤوليتها عن عدد من العمليات ضد أهداف أميركية وعراقية، كما تبنت المجموعة خطف عدد من الأجانب وقتلهم، وهي في العادة تصف الأميركيين "بالصليبيين" وتصف الأجهزة العراقية عموما "بالعميلة للصليبيين".
وتعتبر عملية الموصل في الشهر الأخير من عام 2004 من أبرز العمليات التي تبنتها الجماعة، وقد قتل فيها 22 جنديا أميركيا حسب مصادر وزارة الدفاع الأميركية.
وترجح بعض المصادر المعنية بشأن المقاومة في بغداد أن هذه المجموعة لا تخلو من صلة بجماعة أنصار الإسلام الكردية، أو أنها امتداد لتلك الجماعة التي تعرضت لضربة قاسية من القوات الأميركية إبان غزو العراق، كما أنها تعرضت للملاحقة من الفصائل الكردية الأخرى، لذا لا تستبعد تلك المصادر أن تضم هذه المجموعة بعض العناصر الكردية.
ج-الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية
أعلنت هذه المجموعة عن نفسها عبر بيان مؤرخ بتاريخ 28 مايو/أيار 2004، وتعهدت بـ"طرد المحتل" الذي جاء إلى العراق لتحقيق أهداف "خبيثة"، منها محو الهوية الإسلامية للعراق وارتهان إرادته ونهب خيراته، والتمهيد "للتوغل الصهيوني في البلاد والمنطقة".
وتتميز هذه المجموعة بالتزامها باستهداف "قوات الاحتلال" بواسطة ذراعها العسكري "كتائب صلاح الدين"، وتحرص على اجتناب الاحتكاك بالأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية، حتى إنها أصدرت أثناء الانتخابات الأخيرة بيانا تبرأ فيه "من كل قطرة دم عراقية تُسال" بسبب الانتخابات، وقالت إنه ليس من سياستها "الدخول في فتنة استباحة دماء أبناء بلدنا ومواطنينا عبر ضرب المراكز الانتخابية وإسالة دماء العراقيين الأبرياء".
ولهذه الجماعة منشورات وكتب تثقيفية تتداولها وسط أنصارها، وتصدر بياناتها تحت عنوان "المكتب السياسي" مما قد يعني أنها تملك أهدافا تتجاوز الميدان العسكري، وهي تتبنى مفاهيم وأفكارا إسلامية قريبة من تلك التي تتبناها حركة الإخوان المسلمين.
د-الجيش الإسلامي في العراق
جماعة سلفية الطابع وإن كانت تضم عناصر ذات خلفية فكرية إخوانية، ويعتقد أن ضباطا من الجيش السابق ومختصين في التصنيع العسكري يقومون بدور قيادي تقني في هذه الجماعة.
ومن خلال استقراء العمليات التي تبناها الجيش الإسلامي فإن سياسته العسكرية تقوم على استهداف كافة الأجهزة العسكرية العراقية إضافة إلى قوات "الاحتلال" ومن تسميهم بالمتعاملين معه، وذلك سواء بالتفجيرات أو بالأشكال العسكرية الأخرى.
ويلاحظ على هذه الجماعة أنها تتخذ من الخطف منهجا منظما لأدائها العسكري، حيث قامت هذه الجماعة باختطاف الفلبيني أنجلو دولا كروز ثم أطلقت سراحه بعد أن وافقت مانيلا على ترحيل عسكرييها الخمسين الذين كانوا يوجدون بالعراق في إطار قوات الائتلاف الأميركي والبريطاني.
وتبنت أيضا خطف الصحافيين الفرنسيين كريستيان شيسنو وجورج مالبرونو في أغسطس/آب 2004 قبل أن تفرج عنهما لاحقا بعد مفاوضات سرية.
كما أنها أعلنت عن "إعدام" الصحفي الإيطالي أنزو بالدوني في أغسطس/آب 2004 بذريعة عدم استجابة إيطاليا لمطلبها المتمثل في سحب الجنود الإيطاليين من العراق.
وقامت الجماعة أيضا بخطف الصحفية الإيطالية جوليانا سغرينا في فبراير/شباط 2005 والتي أصيبت أثناء عملية الإفراج عنها برصاص القوات الأميركية وقتل المسؤول الاستخباري الإيطالي المكلف بالإفراج عنها.
وفضلا عن ذلك فقد أعلنت الجماعة مرارا عن اختطاف عراقيين أو موظفين أجانب من جنسيات مختلفة أعدمت بعضهم وأفرجت عن بعض، وعلى العموم فإن لائحة المختطفين على يد هذه الجماعة تطول، ويعتقد أنه لا يزال في يدها حتى الساعة عدد من المخطوفين.
هـ- تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين
وتعتبر هذه الجماعة الأكثر إثارة للجدل، وكان يتزعمها أبو مصعب الزرقاوي الأردني- رحمه الله - وتتبع تنظيم القاعدة الذي يتزعمه السعودي أسامة بن لادن.
ويمتاز هذا التنظيم بامتداده العالمي مما وفر له قدرة إعلامية فاقت كل جماعات "المقاومة العراقية" إذا اعتبر منها، ويتميز بخلفية دينية سلفية صارمة
4- المقاومة العراقية بعد خمس سنوات من الغزو
بمجرد الحديث عن المقاومة العراقية فإن الأنظار تتجه نحو العراقيين السنة العرب الذين يشكلون عمادها حاليا، ويشتد النقاش حول عدم وجود تشكيلات شيعية مقاومة، أما الأكراد فإن ظروفهم التاريخية وأولوياتهم السياسية غيبتهم تماما عن أي حديث يتعلق بالمقاومة.
بداية مبكرة :
الملاحظة الأولى على المقاومة العراقية بعد مرور خمسة أعوام على بدايتها أن هذه البداية كانت مبكرة، وأن هذا التبكير نفسه قد فاجأ الأميركيين. فبعد أن كان الجيش الأميركي يتوقع استقبالات احتفالية من قبل الشعب العراقي فوجئ بعد ثلاثة أيام فقط بأن أحد جنودهم قتل على يد مقاوم عراقي في حي الأعظمية ببغداد يوم الثاني عشر من أبريل/ نيسان 2003، وفي الثامن عشر من الشهر نفسه نفذت المقاومة هجوما واسعا في منطقة نفق الشرطة بجانب الكرخ في بغداد وأحرقت في هذا الهجوم سيارة همر أميركية وقتلت من كانوا فيها.
وقد غلب على المقاومة العراقية في بدايتها المبكرة العمل دون إحكام بناء الأطر التنظيمية والإدارية لخلاياها المقاومة، إذ كانت في الغالب اندفاعا شعبيا عفويا رافضا للاحتلال مدفوعا بمحفزات وطنية.
تطوير الأداء :
ومع دخول العراق في العام الثاني من الغزو، وبعد معركة الفلوجة الأولى التي وقعت أحداثها في أبريل/ نيسان 2004دخلت المقاومة العراقية مرحلة جديدة كما ظهر ذلك في أدائها.
فبنت هياكل تنظيمية إدارية وعسكرية، وطورت من الأسلحة التي بحوزتها وحصلت على أغلبها من مخازن الجيش العراقي في الأيام الأولى للغزو، وانتشرت مناطق جغرافية كثيرة من العراق، وتوحدت العديد من فصائلها ضمن جبهات عريضة.
وبهذا التطور استطاعت المقاومة إنجاز عمليات نوعية مثل إسقاط مروحيات وطائرات بدون طيار وتدمير كاسحات ألغام وطورت كذلك من قدرات العبوات الناسفة وإمكانياتها التفجيرية وإمكانية اختراقها للدروع فضلا عن دقة تصويبها، ما انعكس على تزايد أعداد القتلى الأميركان.
ولوحظ كذلك على المقاومة العراقية في تلك المرحلة تطوير الأداء الاستخباراتي لها، ونجاحها في الوصول إلى من تريد من الشخصيات كما حدث على سبيل المثال حينما قتلت المقاومة اثنين من القادة العسكريين الأميركيين في العراق وهما قائد منطقة شمال بغداد وقائد منطقة جنوب بغداد عام 2007، رغم أن تحركهما كان في موكب كبير من العربات المصفحة وكان من الصعب -لولا التطور الاستخباراتي للمقاومة- معرفة العربة التي يستقلها هذا القائد أو ذاك.
وفي تطوير الأداء أيضا بدأت المقاومة الالتفات إلى أهمية سلاح الإعلام فظهر ناطقون رسميون باسمها، من بين هؤلاء الدكتور إيراهيم الشمري الناطق باسم الجيش الإسلامي والدكتور عبد الله سلمان العمري الناطق باسم كتائب ثورة العشرين والدكتور خضير المرشدي الناطق باسم حزب البعث وغيرهم.
كما ظهرت لفصائل المقاومة مواقع على شبكة الإنترنت، وبانت قدرات ملموسة في توثيق عملياتها بالصوت والصورة وإيصالها إلى وسائل الإعلام المختلفة.
سد الثغرات :
في العامين الأول والثاني من انطلاق المقاومة ظهرت عدة ثغرات في أدائها، كان أبرزها قلة حرص الكثير من المقاومين على أمور الحيطة والسرية والكتمان، وتفضيليهم عوضا عن ذلك التباهي والفخر وسط مجتمعاتهم العشائرية بما يقومون به.
فعرف الأميركان عن طريق عملائهم وأجهزتهم الاستخباراتية بعض عناصر تلك المقاومة واستطاعوا الوصول إليها وتصفيتها.
وإزاء هذا الاختراق في نسيج المقاومة بدأ المقاومون في تغيير مسارهم والتركيز أكثر على أمور السرية والكتمان، الأمر الذي حمى إلى حد كبير ظهرهم وطور من أدائهم في الأعوام الثلاثة الأخيرة.
بين رأيين :
انقسمت النظرة للمقاومة العراقية في عامها الخامس بين مؤيد لها وداع إلى تقويتها واستمرارها مستدلا بما حققته من إنجازات تتمثل في عرقلة المشروع الأميركي في العراق خاصة ومنطقة الشرق الأوسط عامة، وبين معارض لها متهما إياها بإحداث شرخ طائفي في المجتمع العراقي واستنزاف ثروات البلاد في خطط أمنية وإشاعة أجواء من عدم الاستقرار حالت دون تحسين معيشة العراقيين.
السجون العراقية
لاتزال مشكلة المعتقلين العراقيين في سجون ومعتقلات القوات الأميركية وحلفائها وتلك التابعة للسلطة العراقية تشغل الرأي العام دوليا، منذ نشر شبكة (سي بي إس نيوز) الأميركية في 28 أبريل/نيسان 2004 صور تعذيب جنود أميركيين سجناء عراقيين في سجن أبو غريب.
وتتفق جميع المنظمات الحقوقية على أن قضية المعتقلين في العراق انتهاك بارز لحقوق الإنسان، كما لا تتوفر معلومات دقيقة عن أعدادهم أو أوضاعهم الإنسانية أو مصيرهم
اعداد المعتقلين :
تختلف المصادر فيما بينها في عدد المعتقلين والسجناء العراقيين في السجون الخاضعة لإدارة السلطة العراقية أو القوة المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بعد خمس سنوات على غزو العراق.
فالمصادر الرسمية العراقية المتمثلة في وزارة حقوق الإنسان العراقية تذكر أن عدد المعتقلين العراقيين يبلغ حوالي 31 ألف معتقل، منهم 14 ألفا في السجون التابعة للقوات الأميركية.
أما عدد المعتقلين في معسكرات القوة المتعددة الجنسيات، فقد صرح الجيش الأميركي في فبراير/شباط 2008 بأن عدد المحتجزين 23 ألفا وتسعمائة شخص، منهم ثلاثة آلاف وخمسمائة في معسكر كروبر بالقرب من مطار بغداد، وعشرون ألفا وأربعمائة سجين في معسكر بوكا جنوبي البلاد، ويضم هذا العدد 620 طفلا.
وحسب تصريحات ممثلة اتحاد الأسرى والسجناء السياسيين العراقيين سحر الياسري فإن عدد المعتقلين العراقيين يصل إلى أربعمائة ألف معتقل، منهم ستة آلاف وخمسمائة حدث، وعشرة آلاف امرأة.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها العالمي لعام 2008 إن لدى الجيش الأميركي 25 ألف محتجز عراقي دون توجيه اتهامات إليهم أو مثولهم للمحاكمة.
وذكر التقرير الثاني عشر لبعثة الأمم المتحدة لدى العراق بشأن أوضاع حقوق الإنسان في العراق أن عدد المعتقلين في السجون الأميركية والعراقية يقارب 38 ألف شخص، منهم حوالي 18 ألفا في معتقلات القوات المتعددة الجنسيات بقيادة أميركا.
وأعلنت منظمة العفو الدولية في تقرير بعنوان "بين المجازر واليأس.. العراق بعد خمس سنوات" أن عدد المعتقلين يقارب ستين ألف شخص لدى القوة المتعددة الجنسيات والسلطات العراقية، منهم 35 ألفا في مراكز الاعتقال العراقية.
وذكر التقرير نقلا عن الجيش الأميركي أن 80% من المعتقلين لدى القوات الأميركية لوحدها.
ووفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر التي سمح لها بزيارة عدد من السجون، أكدت في نوفمبر/تشرين الثاني 2007 وجود أكثر من ستين ألف معتقل لدى القوات المتعددة الجنسيات وقوات الأمن العراقية.
وأعلن رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعراق في مؤتمر صحفي بعمان في ختام مهمة استمرت عامين ونصف العام أن أغلبية السجناء يواجهون "ظروفا صعبة".
تصنيفات المعتقلين :
تصنف قوات الغزو المعتقلين بناء على ظروف اعتقالهم إلى ثلاث فئات
1- الأشخاص الذين أسروا أو اعتقلوا من قبل قوات الجيش الأميركي أثناء العمليات العسكرية الكبرى من 20 مارس/آذار 2003 حتى 9 أبريل/نيسان 2003.
2- فئة الذين خطفوا أو اعتقلوا بعد سقوط بغداد استنادا إلى لائحة اسمية وزعها الجيش الأميركي، وتعرف باسم (اللائحة السوداء) وهم المطلوبون الـ55 الذين سبق وأعلن عنهم وعلى رأسهم الرئيس السابق صدام حسين.
3- فئة من اعتقلوا بعد ذلك التاريخ بتهمة المقاومة أو بتهمة التعاون مع المقاومين.
4 - فئة المعتقلين العاديين الذين احتجزوا لجرائم عادية مثل السرقة.
التعذيب :
يتعرض المعتقلون لمختلف أنواع التعذيب المحظورة بموجب قانون حقوق الإنسان الدولي بإجماع من المصادر الرسمية العراقية والأميركية وتقارير المنظمات الحقوقية المحلية والدولية.
وأكدت الياسري أن "أبو غريب يعد الأرحم بين السجون رغم فضائحه الفظيعة"، وقد سجلت حالات وفاة لمعتقلين يعتقد أنها بسبب التعذيب.
وطبقا للتقارير الدولية فإن المعتقلين يعيشون أوضاعا إنسانية مأساوية في معتقلات مكتظة بما يفوق طاقتها الاستيعابية من المعتقلين.
ومن صنوف التعذيب التي يستخدمها الجنود الأميركيون وقوات التحالف وقوات الأمن العراقية :
* العزل والحرمان
* الضرب والتجويع
* الإهانة والسب والتعرية والاعتداء الجنسي والاغتصاب
* التبول على السجناء
* الصعق بالصدمات الكهربائية على أجزاء حساسة من الجسد
* التعرض لدرجات الحرارة والبرودة القصوى لفترات طويلة
* التعليق من الأطراف
السجون :
لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد السجون والمعتقلات الأميركية في العراق، وقد أكدت سحر الياسري وجود 36 سجنا رسميا عدا أبو غريب، وتقع هذه السجون في كافة المحافظات بما فيها كردستان، ناهيك عن السجون الواقعة في القواعد العسكرية الأميركية التي لا يعرف عددها بالتحديد.
وقدرت الياسري أن العراق سيصبح صاحب أكبر عدد ممكن من السجون والمعتقلات فعلاوة عن سجون الجيش الأميركي، هناك سجون أخرى للحكومة العراقية ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع ووزارة الأمن القومي والمخابرات وكذلك السجون الخاصة بالأحزاب السياسية.
وسجن أبو غريب بالعاصمة بغداد أشهر السجون الأميركية في العراق، ويعتقد أنه أغلق منذ قرابة السنتين بعد نشر وسائل الإعلام صور انتهاكات الجنود الأميركيين المعتقلين العراقيين فيما عرف بفضيحة أبو غريب.
وتدير القوات الأميركية ثلاثة سجون كبيرة، هي معتقل معسكر بوكا في قضاء أم قصر بمحافظة البصرة جنوبي البلاد، وسجن كروبر قرب مطار بغداد الدولي، وسجن سوسة في محافظة السليمانية شمالي العراق.
ويعد معسكر بوكا أكبر مراكز الاعتقال، وقدر أحد الضباط الأميركيين عدد المعتقلين فيه بعشرين ألفا، وتشير بعض المصادر إلى أن العدد يتجاوز العشرين ألفا، وذكرت وزيرة حقوق الإنسان في العراق وجدان ميخائيل أن عدد المعتقلين يقارب 18 ألفا بعد زيارتها السجن.
وهناك ما يسمى المخيمات أو الكمبات وهي مقسمة على أساس طائفي كما ذكر ضابط أميركي، وعددها 32 كمبا، يؤوي كل واحد منها من خمسمائة إلى ألف محتجز.
اوضاع المعتقلين :
لا يسمح للمنظمات الحقوقية سواء المحلية أو الدولية بزيارة المعتقلات الأميركية في العراق بدواع أمنية، باستثناء السماح للصليب الأحمر الدولي بزيارة سجن مطار البصرة ومعسكر بوكا التابع للقوات الأميركية جنوبي البلاد بالقرب من البصرة.
وقد رفضت وزارات العدل والثقافة وحقوق الإنسان طلبات عدة من المراسلين لزيارة السجون.
كما يعاني الأهل صعوبات كبيرة جدا في زيارة أبنائهم، وأحيانا لا يسمح لهم أبدا بالزيارة، كما لا يعرفون مصير أبناءهم.
ورغم سماح الحكومة العراقية لمراقبي حقوق الإنسان بزيارة معتقل المخيمات، فإن القوات الأميركية ترفض ذلك.
وأغلب المحتجزين اعتقلوا منذ سنوات دون إيضاح أسباب الاعتقال، ولم تتم محاكمتهم أو توجيه تهم قضائية بحقهم، كما لا يسمح للمعتقل بتوكيل محام للدفاع عنه.
ويعاني المعتقلون أوضاعا صحية سيئة في السجون، وانتشار الأمراض
الطفل العراقي
عندما يتوزع صوت الاذان ساعة الفجر في الفضاء يمغط النيام اجسادهم ،و ليس للفقراء الا ان يفيقوا ويتهيئوا بعد الصلاة للبحث عن الرزق لسد الرمق اليومي ، ولاسيما طبقة العمال غير المهرة يتجمعون في أماكن معينة بانتظار من يأتي لياخذ معه مجموعة منهم خاصة لاغراض البناء، وهذا المنظر العادي يتحول الى لوحة مأساوية عندما نجد بين الواقفين اطفال او شبان في عمر الزهور تتطلع عيونهم الى فرصة عمل يومي ، والحسرة تعبث باحلامهم الوردية عندما يشاهدون اطفالا آخرين يتوجهون الى المدارس بملابس نظيفة حاملين معهم كتبهم وكراريسهم.
على ان المجالات التي يعمل فيها الاطفال تتعدى مجال البناء لتشمل جميع مرافق الحياة ، والطفل العراقي باوضاعه الرثة وهو يتجول بين السيارات وسط الشوارع المزدحمة والزوايا المليئة بالنفايات ، يفعل ذلك منذ تأسيس الدولة العراقية ولم تتحمل اي حكومة من الحكومات التي جاءت وذهبت عن طريق الانقلابات مسئولية الطفل ولم يرحمه احد ، بل ان هذه الحكومات اهملته وظلمته وجنت عليه حتى جعلت منه صباغ احذية وبائع علك ومتسول محترف وعرضة للانحراف والاغتصاب والاجرام، مع ان حق الطفل محفوظ في الشرائع السماوية وفي المذاهب الارضية ، وصار توفير الرعاية والحماية له مسطورا في الدساتير والقوانين وأما حال صغار العراق في الرزية لم تختلف عن حال الكبار بحال من الاحوال ، وحتى العاب الطفل العراقي بسيطة يخترعها لنفسه من علب الشخاط و(تايرات البايسكلات) والطيارات الورقية ، فصارت طموحاته محدودة للغاية مع ان ذكاءه لا ولن يختلف عن ذكاء الاخرين في دول العالم الاخرى الذين يخوضون الحروب الوهمية خلف لعبة البلاي استيشن ، الا ان الطفل العراقي كما يقال حظه مايل وهو المنتمي الى بلد النفط والخيرات وبلد الاضرحة والزيارات وبلد الزراعة و(التجارات )، وقد اضرت به الحكومات حتى شربته عقائد الحزب الواحد والتصفيق للرؤساء وعلموه اناشيد الجندية ، وتم تعويده على اصوات الانفجارات والحروب واثار الحصار حتى تجرع سم الاحتلال وصار يعاقر اهوال التفخيخ والقتل اليومي ، ووصل الامر الى زرقه هذه الايام بحقن الطائفية والقومية والحزبية ، وحتى تجار لعب الاطفال استهدفوه ولم يرحموه فصنعوا له المسدسات والرشاشات والدبابات البلاستيكية ، واغروه على شرائها ، فوجهوه الى العنف بدلا من توفير العاب التسلية البريئة والمشجعة على الاستكشاف لاسيما ان لعب الاطفال فيها فوائد جمة يتوخى منها الاتيان بنتائج ايجابية عن طريق كسب مهارات جسمية وعقلية وذهنية.
وليس هذا فحسب بل وصار له من التهجير نصيب فاجبر على مرافقة والديه الى خارج الحدود بحجة التبعية او بداعي الهروب من سطوة النظام والتوزع في ارض الله الواسعة فلم يبق في العالم منطقة لا يوجد فيها طفل عراقي وبعضهم وصل الى المدن المضيئة وصار يتمتع بحقوق الطفل وبعضهم توزع على ارصفة المدن في دول الجوار معرضا نفسه لمختلف انواع البلاء ، وقد رأيت مرة في السيدة زينب بدمشق طفلا متورد الخدين في صباح شتائي بارد ينظر الى المارة يستجديهم صبغ احذيتهم مقابل مبلغ بسيط يخفيه عن اهله ليشتري به سندويتش فلافل يسد به رمقه ويدفع عن تقاسيمه آثار الشحوب ، وقد يسرح خياله وهو يمسح الاحذية فيتخيل لعبة جميلة يداعبها بانامله ، وقال الطفل الجميل الذي كان يسعل من آن الى آن انه يتيم عراقي اضطر للعمل لمساعدة امه المريضة المفجوعة .
والحقيقة هي ان الطفل طفل سواء كان عراقيا ام صوماليا او هنديا تجمعهم البراءة والطهر وقد قدرت منظمة العمل الدولية في عام 2005 عدد الاطفال العاملين في العالم بــ 250 مليون طفل تتراوح اعمارهم بين 5 – 14 سنة يتركز 61% منهم في اسيا ، ولكن وضع الطفل العراقي له مزايا مأساوية خاصة فهوالذي حُرم في بلده حتى المياه الصالحة للشرب وشبكات الصرف الصحي المناسبة ، وقد حدث في العراق تراجع ملحوظ في معدلات التحاق الاطفال بالمدارس في مختلف مراحل الدراسة وان 22% من اطفال العراق لم يلتحقوا اصلا بالمدارس ، وقد ذكرت منظمة رعاية الطفولة التابعة للامم المتحدة بان هناك اكثر من خمسة ملايين طفل يتيم في العراق و900 الف معاق ، وان اكثر من الف طفل قتلوا واصيبوا بسبب الالغام والذخائر الغير منفجرة لعدم استطاعتهم تجنب مثل هذه الاخطار ، فضلا عن الاعداد المتزايدة ممن يعانون سوء التغذية الحاد والمزمن ، وباختصار نقول بان جميع الاوضاع المأساوية التي يعيشها العراقيون تنسحب بالضرورة على الاطفال بصورة مباشرة .
اقول ان الطفل العراقي يختلف في بعض احواله عن اطفال الدول الفقيرة الاخرى لانه ضُرب من قبل حكومته بالاسلحة الكيمياوية وتعرض للاشعاعات الضارة وزج باباء الاطفال في حروب عبثية بدءا من حركات الشمال ثم حرب ايران ثم الكويت ثم امريكا ثم حرب العراق على العراق ، مما نتج عنه قتل واسر واعاقة اعداد كبيرة منهم ترتبت اثارها القاسية على ابنائهم ، وتكدس الطفل العراقي في الملاجئ والمخابئ اثناء الغارات ،وصار الان هدفا بسيطا لعصابات الخطف الذين يطالبون بالفدية فضلا عن انهم يشكلون لقمة سائغة للجريمة والمخدرات والعنف والبغاء ، وليس هذا فحسب بل قامت عصابات التكفير وحثالات الشقاة الجناة العتاة باستهداف مدارس الاطفال وتفجيرها في جرائم يندى لها الجبين الانساني .
فالطفل العراقي يحتاج اذن الى رعاية خاصة بعد الظروف الصعبة التي مر بها من خلال سن تشريعات خاصة لحمايته والمسئولية في ذلك لا تقع على عاتق الحكومة العراقية لوحدها بل ان على المجتمع الدولي وعلى راسها امريكا عليها ان تقوم بدور اساسي في ذلك ، وان القوى التي تتدخل في افغانستان والصومال والعراق عليها ان تضع الاطفال ايضا نصب عينيها وتوفر الحماية المطلوبة لهم ، وتحشد الطاقات والامكانات لدفع الفقر والجهل والامية والبطالة والجريمة عنهم ، والتركيز على التوجيه الاجتماعي والارشاد الثقافي واشغال المدرسة والمسجد والحارة بمثل هذه المهمات ، علما بان المجرمين الكبار كانوا يوما اطفالا وان هؤلاء الاطفال قد يكونون غدا في دائرة الاجرام .
وعلى الدولة الاستفادة من القوانين المتبعة في الدول الاخرى الخاصة بحقوق الطفل واقامة المزيد من الملاعب والنوادي ودور الحضانة ورياض الاطفال وقاعات الالعاب وابعادهم عن الشوارع ومخاطرها وانتزاع مظاهر العسكرة من الحياة اليومية والاهتمام بالمناهج ، فالطفل العراقي حالة خاصة ويحتاج الى اعادة بناء مع التاكيد على الجوانب العلمية والاخلاقية والتربوية في شخصيته وتنمية خياله وتحفيزه على الابداع وانشاء مكتبات خاصة ثابتة وسيارة للطفل .
وفرض التعليم الالزامي حتى المرحلة المتوسطة على الاقل ، كما ان هناك ضرورة لتنظيم عمالة الاطفال وتهذيبها خاصة وانه لايمكن في العصر الحاضر ولا في المستقبل القريب منع هذه الظاهرة بسبب الظروف الخاصة التي تمر بها اكثر الاسر العراقية ولكن يمكن تشغيلهم في اعمال تتناسب مع طاقاتهم واعمارهم وتكوينهم الجسدي ، ولا اكون مبالغا لو اقول بان الطفل العراقي يحتاج الى وزارة خاصة كما تم استحداث وزارة للمهجرين لكي تتولى متابعة شئون الطفل العراقي ( المظلوم ) بالتنسيق مع الوزارات الخدمية الاخرى للدولة ، لان الطفل اصلا بحاجة الى رعاية وان افضل العبادات هو حب الاطفال كما في الحديث ، فالطفل يعني الحياة باجمل صورها فهو اليوم ببهجته وهو الغد باشراقته ، وان هذا المخلوق الجميل يحتاج الى حنان ودفء ورعاية وميزانية سخية ، فالاطفال هم الربيع والورود والسلام وكل شئ جميل ، ومن حق اطفال العراق ان يعيشوا كما باقي الاطفال في العالم مع اننا لا نطمح ان يصل مستواه الى مستوى الطفل الهولندي مثلا الذي تم تصنيفه على انه اسعد طفل في العالم ، ولكن يجب ان ياخذ نصيبه على الاقل .
واذا أُريد بناء العراق يجب بناء الطفل العراقي ، ولتحقيق ذلك يمكن الاستفادة من خبرات العراقيين الموزعين في دول العالم فان لديهم الافكار والامكانات العلمية والفكرية الكافية لوضع برامج توعية سليمة خاصة بالطفل .
والطريف باني قرأت خبرا نشر مؤخرا مفاده ان الاطفال البريطانيين هم الاكثر تعاسة وبؤسا بين اطفال العالم المتقدم ، وان المراهقين في بريطانيا هم الاكثر تعاطيا للكحول والتدخين والمخدرات ، وقد امتص هذا الخبر( الصادم ) الكثير من اليأس الذي يحيط بمستقبل الطفل العراقي ، ولا سيما ان بريطانيا هي من اغنى دول العالم ، فيما استطاعت جمهورية التشيك التي لا تصنف ضمن الدول الغنية تحقيق مستوى افضل لاطفالها قياسا بالدول الغنية الاخرى .
ولا بأس ان اختم بقصة احد الشخصيات العراقية الناجحة الذي ذكر بانه قد قضى طفولة يائسة بائسة ، ابتدأت بمحاولات الاطفال الاصحاء ممارسة دور( الشقاوة) في المحلة لغرض السيطرة على الاطفال الاخرين ومرت بمراحل صعبة منها الفقر المدقع للعائلة مما دفع الوالدة الى اجباره على بيع ( اللبلبي والباجلا) في الصباح الباكر ثم العودة لاخذ الكتب والذهاب الى المدرسة ، وكان الطفل يعطي الكثير من اللبلبي ( للمشترية) حتى ينتهي بسرعة ولكن والدته التي كانت تنظر اليه بنظرة ملئها الحنان والاحساس بالذنب تقنع باي مبلغ ياتي به ولو كان قليلا ، ليس هذا فقط بل كان يجد صينية من مواعين المحلبي بانتظاره عندما يعود من المدرسة فيضطر وسط الاحراج الشديد من اقرانه الى حملها والجلوس في زاوية بالمحلة ينتظر بيعها والاطفال الاخرون يسرحون ويمرحون ويلعبون ، واذا ترك الصينية ليلتهي بلعبة او فعالية يأتي الاشرار ليعبثوا او ياكلوا المحلبي بدون دفع فلوس ، وكان الانكسار يصل عنده الى اعلى درجاته اذا جاءت كرة طائشة وبعثرت ما في الصينية ومرغتها بالتراب ، وذلك ليس لان امه ستعاقبه بالضرب وانما لان ذلك سيزيد في انكسار قلب امه التي كان يعشقها ، وما كان عليها ان تفعل وهي المراة التي لا معيل لها ولا ضمان اجتماعي توفره الدولة للمعوزين ، انها لقمة العيش وما اصعبها ، وانها البراءة التي عبثت بها يد الزمان ، وانه الثمن الفادح الذي يدفعه الاطفال لأمر ليسوا مسئولين عنه .
فرعى الله الطفولة نهرا عذبا ، وحفظ اطفال العراق .
المصادر :
شبكة البصرة
تركمان تايمز
ارشيف الجزيرة نت
..[/size][/size]
خمس سنوات عاث الاحتلال الغاشم وعملائه فساداً في العراق .. صار ركاماً من المصائب والأزمات
بداية ًمن تهجير المواطن العراقي -حتى اصبح اجمالي المهاجرين العراقيين مايفوق عشرة ملايين شخص-
وسجنه وخطفه وقتله .. مروراً بكذبة " اعمار العراق " اللتي لم نرَ منها الا الافساد والتدمير
وانتهاءً بسرقة خيرات العراق النفطية منها والتاريخية ..
خمس سنوات مرّت على الغزو الامريكي تكبدت فيها امريكا أعلى كلفة حرب خاضتها ..
باستثناء الحرب العالمية الثانية .. إذ يقدر حجم الإنفاق الأميركي على غزو العراق بحوالي 12 مليار
دولار شهريا .. احتلال غاشم قادته دولة الشر والضلال بالتواطيء مع العملاء والخونة
هنا ملفات سرية جمعتها من هنا وهناك للإطلاع على ماحدث ويحدث في دولة العراق ..
وسيكون هذا الموضوع لكل مايتعلق بالمستجدات نسأل الله تحرير العراق من دنس الامريكان
واذنابهم ..
1- القتلى العراقيين والغزو الأميركي
لا يوجد رقم متفق عليه حول عدد من قتل من العراقيين منذ الغزو الأميركي. غير أن إحصائيات صادرة عن مؤسسات بريطانية محايدة تؤكد أن عدد القتلى العراقيين منذ بداية الغزو الأميركي للعراق سنة 2003 تجاوز مليون شخص، وأن العراق فقد حوالي 3% من نسبة سكانه منذ الاحتلال الأميركي
وصعوبة الحصول على أرقام موحدة ومتفق عليها فيما يتعلق بعدد القتلى والمصابين جراء الحرب الأميركية في العراق يعود إلى أن الجهات الرسمية الأميركية سياسية أو عسكرية تحجم عن إعطاء أرقام دقيقة، بل وتشكك في الدراسات والاستطلاعات التي قامت بها جهات غربية محايدة حول هذا الموضوع.
كما أن وزارة الصحة العراقية توقفت منذ سنة 2006 عن إصدار بياناتها المتعلقة بإحصائيات الأموات العراقيين ولم تبرر سبب ذلك التوقف.
إحصاءات لعدد القتلى العراقيين صادرة عن ثلاث جهات مختلفة:
وزراة الصحة العراقية ............ 151 ألفا ................. يونيو/ حزيران 2006
مجلة لانسيت الطبية البريطانية.... 601 ألف ...............يونيو/ حزيران 2006
مركز استطلاعات الرأي (ORB) ...مليون و33 ألفا .........أغسطس/ آب 2007
وفي بغداد وحدها فقدت 40% من الأسر أحد ذويها، كما أن نسبة 40% من القتلى أصيبوا بالرصاص الأميركي ونسبة 21% ماتوا بسبب سيارات مفخخة و8% قتلوا في غارات جوية ونسبة 4% أودوا بسبب صدامات طائفية بينما أودت نسبة 4% بسبب حوادث.
وتقوم القوات الأميركية بـ5000 دورية يوميا ويقدر من يقتل من العراقيين بحدود 300 يوميا أي ما يناهز 10 آلاف قتيل شهريا.
وتبلغ نسبة القتلى العراقيين 2.5% من عدد السكان. ويقدر معدل القتلى في الـ39 شهرا الأولى من الاحتلال الأميركي للعراق بـ15 ألف قتيل شهريا.
وتذهب دراسة مجلة لانسيت إلى أن 56% من الضحايا قتلوا نتيجة الرصاص الأميركي، و13% بسبب سيارات مفخخة و13% بالقصف الجوي و14% نتيجة القصف بالمدافع الثقيلة وبالدبابات، في حين أجابت 4% من المستجوبين بأنهم لا يعرفون سبب موت ذويهم.
وقد نتج عن هذا القتل 4 إلى 5 ملايين يتيم تعيلهم 1.5 مليون أرملة حسب إحصاءات اليونيسيف.
2- العمليات العسكرية الأميركية في عراق ما بعد الغزو
بلغ عدد العمليات العسكرية الأميركية بالعراق منذ غزوه سنة 2003 إلى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2007 ما يناهز 569 عملية عسكرية.
وتتفاوت المحافظات العراقية من حيث التعرض المكثف للعمليات بعضها عن بعض كما تتفاوت مناطق المحافظة نفسها.
وبديهي أن كثافة العمليات العسكرية الأميركية ترتبط اطرادا بكثافة علميات المقاومة العراقية، فكلما كانت المقاومة أكثر نشاطا في مكان ما كان المكان أكثر استهدافا من طرف جيش الاحتلال الأميركي.
توزيع العمليات على المحافظات :
تعد المنطقة التي سماها الحاكم المدني للعراق السابق بول بريمر بالمثلث السني أكثر المناطق عرضة للعمليات العسكرية الأميركية.
ويضم "المثلث السني" محافظات صلاح الدين وبغداد والأنبار وأجزاء من محافظات ديالى والتأميم ونينوى. وتقع مدينة بعقوبة قاعدة ديالى في رأس المثلث الشرقي ورأسه الشمالي الموصل قاعدة نينوى ورأسه الغربي الرمادي قاعدة الأنبار.
توزيع العمليات على السنوات :
كانت بدايات العمليات العسكرية الأميركية بعد الغزو في منتصف مايو/ أيار 2003، فقد نفذت عملية باسم الكوكب إكس (Operation Planet X) في 15 من هذا الشهر واستهدفت قرية الدور الواقعة جنوب تكريت بمحافظة صلاح الدين.
أما آخر العمليات في هذا التقرير فقد وقعت في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني وبداية ديسمبر/ كانون الأول 2007 وعرفت باسم الحصَّاد الحديدي (Iron Reaper) وقد استهدفت شمال العراق.
ويعد العام 2007 أكثر السنوات من حيث كثافة العمليات، حيث بلغت العمليات فيه نسبة 35% من مجموع العمليات التي وقعت على امتداد أربع سنوات وسبعة أشهر من الوجود الأميركي بالعراق. ويبلغ مجموع عمليات هذه السنة مجموع ما وقع في السنتين اللتين سبقتاها.
3- تشكيلات المقاومة العراقية والسنة
ظهرت المقاومة العراقية منذ اللحظة الأولى لسقوط النظام السابق وبدت كأنها امتداد طبيعي له، أو أنه أريد لها أن تبدو كذلك.
وبغض النظر عن حقيقة الأمر فإن قادة في الجيش العراقي لعبوا دورا مهما في قيادة المقاومة العراقية، ويرجع البعض الأمر إلى الخطأ الذي ارتكبته واشنطن بحلها الجيش العراقي وإهانته بدلا من إعادة بنائه لصالح العراق الجديد.
وهذا التحليل لا يتعارض مع تحليل آخر قادت إليه الأحداث اللاحقة وهو أن السنة العرب في العراق بسبب رفضهم المبكر للاحتلال قد شعروا بأنهم مستهدفون بشكل خاص من الاحتلال، مما دفع هذه الطائفة بمعظم مكوناتها، خاصة العسكريين منها إلى الانخراط في عمليات عسكرية مناوئة للاحتلال.
كما أنه كان لصورة المتطوعين العرب الذين قدموا للدفاع عن العراق قبيل احتلاله الأثر الكبير في تشجيع المقاومة العراقية على الظهور المبكر، فقد رويت قصص عن فضائلهم وكراماتهم بوصفهم مجاهدين باعوا أنفسهم لله بكل ما للكلمة من معنى ديني إسلامي، وهو ما يبرر النزعة الدينية المهيمنة على كل مجموعات المقاومة العراقية.
والجدير بالذكر أن مجموعات المقاومة كثيرة وعصية على الحصر، وبعضها يعمل بصمت مطبق وذلك لأسباب أمنية وظروف الاحتلال، ولكنها جميعا تتخذ من المعاني القومية والوطنية والإسلامية خيارا أيدلوجيا لها، ويمكن تأكيد كون الوصف الأخير أي الإسلامي لا تخلو منه أي مجموعة حتى الآن على الأقل.
وسيذكر البحث بعض هذه المجموعات الأساسية التي اشتهرت إعلاميا، والتي لا توازي شهرتها الإعلامية بالضرورة نشاطها العسكري على الأرض.
المجموعات الأساسية التي اشتهرت إعلاميا والتي لا توازي شهرتها الإعلامية بالضرورة نشاطها العسكري على الأرض :
أ- كتائب ثورة العشرين
كتائب ثورة العشرين تتبنى إسقاط طائرة بريطانية في العراق
هي الجناح العسكري للمقاومة الوطنية الإسلامية، ويبدو أنها تضم أكثر من كتيبة، حيث وصفت الكتيبة الخضراء نفسها بأنها إحدى كتائب ثورة العشرين، وتبنت عملية إسقاط طائرة بريطانية من خلال شريط مصور بثته قتاة الجزيرة.
ويعتقد أن كتائب ثورة العشرين تميل للمشرب الفكري لحركة الإخوان المسلمين، وأنها تضم عناصر ناشطة من الحركة الإسلامية في العراق والتي كانت هدفا للنظام السابق، كما تضم شريحة من الوطنيين العراقيين.
وتصف الكتائب نفسها في أحد المنشورات المنسوبة لها بأنها "حركة جهادية وطنية تسعى إلى تحرير أرض العراق من الاحتلال العسكري والسياسي الأجنبي ليتمكن أبناء الشعب العراقي من حكم أنفسهم بأنفسهم، وبناء دولتهم على أساس المبادئ السامية للدين الإسلامي الحنيف القائمة على تطبيق العدالة وعدم التمييز على أساس اللون أو العرق أو الدين أو المذهب".
ب- جيش أنصار السنة
هو مجموعة سلفية تعلن مسؤوليتها عن عدد من العمليات ضد أهداف أميركية وعراقية، كما تبنت المجموعة خطف عدد من الأجانب وقتلهم، وهي في العادة تصف الأميركيين "بالصليبيين" وتصف الأجهزة العراقية عموما "بالعميلة للصليبيين".
وتعتبر عملية الموصل في الشهر الأخير من عام 2004 من أبرز العمليات التي تبنتها الجماعة، وقد قتل فيها 22 جنديا أميركيا حسب مصادر وزارة الدفاع الأميركية.
وترجح بعض المصادر المعنية بشأن المقاومة في بغداد أن هذه المجموعة لا تخلو من صلة بجماعة أنصار الإسلام الكردية، أو أنها امتداد لتلك الجماعة التي تعرضت لضربة قاسية من القوات الأميركية إبان غزو العراق، كما أنها تعرضت للملاحقة من الفصائل الكردية الأخرى، لذا لا تستبعد تلك المصادر أن تضم هذه المجموعة بعض العناصر الكردية.
ج-الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية
أعلنت هذه المجموعة عن نفسها عبر بيان مؤرخ بتاريخ 28 مايو/أيار 2004، وتعهدت بـ"طرد المحتل" الذي جاء إلى العراق لتحقيق أهداف "خبيثة"، منها محو الهوية الإسلامية للعراق وارتهان إرادته ونهب خيراته، والتمهيد "للتوغل الصهيوني في البلاد والمنطقة".
وتتميز هذه المجموعة بالتزامها باستهداف "قوات الاحتلال" بواسطة ذراعها العسكري "كتائب صلاح الدين"، وتحرص على اجتناب الاحتكاك بالأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية، حتى إنها أصدرت أثناء الانتخابات الأخيرة بيانا تبرأ فيه "من كل قطرة دم عراقية تُسال" بسبب الانتخابات، وقالت إنه ليس من سياستها "الدخول في فتنة استباحة دماء أبناء بلدنا ومواطنينا عبر ضرب المراكز الانتخابية وإسالة دماء العراقيين الأبرياء".
ولهذه الجماعة منشورات وكتب تثقيفية تتداولها وسط أنصارها، وتصدر بياناتها تحت عنوان "المكتب السياسي" مما قد يعني أنها تملك أهدافا تتجاوز الميدان العسكري، وهي تتبنى مفاهيم وأفكارا إسلامية قريبة من تلك التي تتبناها حركة الإخوان المسلمين.
د-الجيش الإسلامي في العراق
جماعة سلفية الطابع وإن كانت تضم عناصر ذات خلفية فكرية إخوانية، ويعتقد أن ضباطا من الجيش السابق ومختصين في التصنيع العسكري يقومون بدور قيادي تقني في هذه الجماعة.
ومن خلال استقراء العمليات التي تبناها الجيش الإسلامي فإن سياسته العسكرية تقوم على استهداف كافة الأجهزة العسكرية العراقية إضافة إلى قوات "الاحتلال" ومن تسميهم بالمتعاملين معه، وذلك سواء بالتفجيرات أو بالأشكال العسكرية الأخرى.
ويلاحظ على هذه الجماعة أنها تتخذ من الخطف منهجا منظما لأدائها العسكري، حيث قامت هذه الجماعة باختطاف الفلبيني أنجلو دولا كروز ثم أطلقت سراحه بعد أن وافقت مانيلا على ترحيل عسكرييها الخمسين الذين كانوا يوجدون بالعراق في إطار قوات الائتلاف الأميركي والبريطاني.
وتبنت أيضا خطف الصحافيين الفرنسيين كريستيان شيسنو وجورج مالبرونو في أغسطس/آب 2004 قبل أن تفرج عنهما لاحقا بعد مفاوضات سرية.
كما أنها أعلنت عن "إعدام" الصحفي الإيطالي أنزو بالدوني في أغسطس/آب 2004 بذريعة عدم استجابة إيطاليا لمطلبها المتمثل في سحب الجنود الإيطاليين من العراق.
وقامت الجماعة أيضا بخطف الصحفية الإيطالية جوليانا سغرينا في فبراير/شباط 2005 والتي أصيبت أثناء عملية الإفراج عنها برصاص القوات الأميركية وقتل المسؤول الاستخباري الإيطالي المكلف بالإفراج عنها.
وفضلا عن ذلك فقد أعلنت الجماعة مرارا عن اختطاف عراقيين أو موظفين أجانب من جنسيات مختلفة أعدمت بعضهم وأفرجت عن بعض، وعلى العموم فإن لائحة المختطفين على يد هذه الجماعة تطول، ويعتقد أنه لا يزال في يدها حتى الساعة عدد من المخطوفين.
هـ- تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين
وتعتبر هذه الجماعة الأكثر إثارة للجدل، وكان يتزعمها أبو مصعب الزرقاوي الأردني- رحمه الله - وتتبع تنظيم القاعدة الذي يتزعمه السعودي أسامة بن لادن.
ويمتاز هذا التنظيم بامتداده العالمي مما وفر له قدرة إعلامية فاقت كل جماعات "المقاومة العراقية" إذا اعتبر منها، ويتميز بخلفية دينية سلفية صارمة
4- المقاومة العراقية بعد خمس سنوات من الغزو
بمجرد الحديث عن المقاومة العراقية فإن الأنظار تتجه نحو العراقيين السنة العرب الذين يشكلون عمادها حاليا، ويشتد النقاش حول عدم وجود تشكيلات شيعية مقاومة، أما الأكراد فإن ظروفهم التاريخية وأولوياتهم السياسية غيبتهم تماما عن أي حديث يتعلق بالمقاومة.
بداية مبكرة :
الملاحظة الأولى على المقاومة العراقية بعد مرور خمسة أعوام على بدايتها أن هذه البداية كانت مبكرة، وأن هذا التبكير نفسه قد فاجأ الأميركيين. فبعد أن كان الجيش الأميركي يتوقع استقبالات احتفالية من قبل الشعب العراقي فوجئ بعد ثلاثة أيام فقط بأن أحد جنودهم قتل على يد مقاوم عراقي في حي الأعظمية ببغداد يوم الثاني عشر من أبريل/ نيسان 2003، وفي الثامن عشر من الشهر نفسه نفذت المقاومة هجوما واسعا في منطقة نفق الشرطة بجانب الكرخ في بغداد وأحرقت في هذا الهجوم سيارة همر أميركية وقتلت من كانوا فيها.
وقد غلب على المقاومة العراقية في بدايتها المبكرة العمل دون إحكام بناء الأطر التنظيمية والإدارية لخلاياها المقاومة، إذ كانت في الغالب اندفاعا شعبيا عفويا رافضا للاحتلال مدفوعا بمحفزات وطنية.
تطوير الأداء :
ومع دخول العراق في العام الثاني من الغزو، وبعد معركة الفلوجة الأولى التي وقعت أحداثها في أبريل/ نيسان 2004دخلت المقاومة العراقية مرحلة جديدة كما ظهر ذلك في أدائها.
فبنت هياكل تنظيمية إدارية وعسكرية، وطورت من الأسلحة التي بحوزتها وحصلت على أغلبها من مخازن الجيش العراقي في الأيام الأولى للغزو، وانتشرت مناطق جغرافية كثيرة من العراق، وتوحدت العديد من فصائلها ضمن جبهات عريضة.
وبهذا التطور استطاعت المقاومة إنجاز عمليات نوعية مثل إسقاط مروحيات وطائرات بدون طيار وتدمير كاسحات ألغام وطورت كذلك من قدرات العبوات الناسفة وإمكانياتها التفجيرية وإمكانية اختراقها للدروع فضلا عن دقة تصويبها، ما انعكس على تزايد أعداد القتلى الأميركان.
ولوحظ كذلك على المقاومة العراقية في تلك المرحلة تطوير الأداء الاستخباراتي لها، ونجاحها في الوصول إلى من تريد من الشخصيات كما حدث على سبيل المثال حينما قتلت المقاومة اثنين من القادة العسكريين الأميركيين في العراق وهما قائد منطقة شمال بغداد وقائد منطقة جنوب بغداد عام 2007، رغم أن تحركهما كان في موكب كبير من العربات المصفحة وكان من الصعب -لولا التطور الاستخباراتي للمقاومة- معرفة العربة التي يستقلها هذا القائد أو ذاك.
وفي تطوير الأداء أيضا بدأت المقاومة الالتفات إلى أهمية سلاح الإعلام فظهر ناطقون رسميون باسمها، من بين هؤلاء الدكتور إيراهيم الشمري الناطق باسم الجيش الإسلامي والدكتور عبد الله سلمان العمري الناطق باسم كتائب ثورة العشرين والدكتور خضير المرشدي الناطق باسم حزب البعث وغيرهم.
كما ظهرت لفصائل المقاومة مواقع على شبكة الإنترنت، وبانت قدرات ملموسة في توثيق عملياتها بالصوت والصورة وإيصالها إلى وسائل الإعلام المختلفة.
سد الثغرات :
في العامين الأول والثاني من انطلاق المقاومة ظهرت عدة ثغرات في أدائها، كان أبرزها قلة حرص الكثير من المقاومين على أمور الحيطة والسرية والكتمان، وتفضيليهم عوضا عن ذلك التباهي والفخر وسط مجتمعاتهم العشائرية بما يقومون به.
فعرف الأميركان عن طريق عملائهم وأجهزتهم الاستخباراتية بعض عناصر تلك المقاومة واستطاعوا الوصول إليها وتصفيتها.
وإزاء هذا الاختراق في نسيج المقاومة بدأ المقاومون في تغيير مسارهم والتركيز أكثر على أمور السرية والكتمان، الأمر الذي حمى إلى حد كبير ظهرهم وطور من أدائهم في الأعوام الثلاثة الأخيرة.
بين رأيين :
انقسمت النظرة للمقاومة العراقية في عامها الخامس بين مؤيد لها وداع إلى تقويتها واستمرارها مستدلا بما حققته من إنجازات تتمثل في عرقلة المشروع الأميركي في العراق خاصة ومنطقة الشرق الأوسط عامة، وبين معارض لها متهما إياها بإحداث شرخ طائفي في المجتمع العراقي واستنزاف ثروات البلاد في خطط أمنية وإشاعة أجواء من عدم الاستقرار حالت دون تحسين معيشة العراقيين.
السجون العراقية
لاتزال مشكلة المعتقلين العراقيين في سجون ومعتقلات القوات الأميركية وحلفائها وتلك التابعة للسلطة العراقية تشغل الرأي العام دوليا، منذ نشر شبكة (سي بي إس نيوز) الأميركية في 28 أبريل/نيسان 2004 صور تعذيب جنود أميركيين سجناء عراقيين في سجن أبو غريب.
وتتفق جميع المنظمات الحقوقية على أن قضية المعتقلين في العراق انتهاك بارز لحقوق الإنسان، كما لا تتوفر معلومات دقيقة عن أعدادهم أو أوضاعهم الإنسانية أو مصيرهم
اعداد المعتقلين :
تختلف المصادر فيما بينها في عدد المعتقلين والسجناء العراقيين في السجون الخاضعة لإدارة السلطة العراقية أو القوة المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بعد خمس سنوات على غزو العراق.
فالمصادر الرسمية العراقية المتمثلة في وزارة حقوق الإنسان العراقية تذكر أن عدد المعتقلين العراقيين يبلغ حوالي 31 ألف معتقل، منهم 14 ألفا في السجون التابعة للقوات الأميركية.
أما عدد المعتقلين في معسكرات القوة المتعددة الجنسيات، فقد صرح الجيش الأميركي في فبراير/شباط 2008 بأن عدد المحتجزين 23 ألفا وتسعمائة شخص، منهم ثلاثة آلاف وخمسمائة في معسكر كروبر بالقرب من مطار بغداد، وعشرون ألفا وأربعمائة سجين في معسكر بوكا جنوبي البلاد، ويضم هذا العدد 620 طفلا.
وحسب تصريحات ممثلة اتحاد الأسرى والسجناء السياسيين العراقيين سحر الياسري فإن عدد المعتقلين العراقيين يصل إلى أربعمائة ألف معتقل، منهم ستة آلاف وخمسمائة حدث، وعشرة آلاف امرأة.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها العالمي لعام 2008 إن لدى الجيش الأميركي 25 ألف محتجز عراقي دون توجيه اتهامات إليهم أو مثولهم للمحاكمة.
وذكر التقرير الثاني عشر لبعثة الأمم المتحدة لدى العراق بشأن أوضاع حقوق الإنسان في العراق أن عدد المعتقلين في السجون الأميركية والعراقية يقارب 38 ألف شخص، منهم حوالي 18 ألفا في معتقلات القوات المتعددة الجنسيات بقيادة أميركا.
وأعلنت منظمة العفو الدولية في تقرير بعنوان "بين المجازر واليأس.. العراق بعد خمس سنوات" أن عدد المعتقلين يقارب ستين ألف شخص لدى القوة المتعددة الجنسيات والسلطات العراقية، منهم 35 ألفا في مراكز الاعتقال العراقية.
وذكر التقرير نقلا عن الجيش الأميركي أن 80% من المعتقلين لدى القوات الأميركية لوحدها.
ووفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر التي سمح لها بزيارة عدد من السجون، أكدت في نوفمبر/تشرين الثاني 2007 وجود أكثر من ستين ألف معتقل لدى القوات المتعددة الجنسيات وقوات الأمن العراقية.
وأعلن رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعراق في مؤتمر صحفي بعمان في ختام مهمة استمرت عامين ونصف العام أن أغلبية السجناء يواجهون "ظروفا صعبة".
تصنيفات المعتقلين :
تصنف قوات الغزو المعتقلين بناء على ظروف اعتقالهم إلى ثلاث فئات
1- الأشخاص الذين أسروا أو اعتقلوا من قبل قوات الجيش الأميركي أثناء العمليات العسكرية الكبرى من 20 مارس/آذار 2003 حتى 9 أبريل/نيسان 2003.
2- فئة الذين خطفوا أو اعتقلوا بعد سقوط بغداد استنادا إلى لائحة اسمية وزعها الجيش الأميركي، وتعرف باسم (اللائحة السوداء) وهم المطلوبون الـ55 الذين سبق وأعلن عنهم وعلى رأسهم الرئيس السابق صدام حسين.
3- فئة من اعتقلوا بعد ذلك التاريخ بتهمة المقاومة أو بتهمة التعاون مع المقاومين.
4 - فئة المعتقلين العاديين الذين احتجزوا لجرائم عادية مثل السرقة.
التعذيب :
يتعرض المعتقلون لمختلف أنواع التعذيب المحظورة بموجب قانون حقوق الإنسان الدولي بإجماع من المصادر الرسمية العراقية والأميركية وتقارير المنظمات الحقوقية المحلية والدولية.
وأكدت الياسري أن "أبو غريب يعد الأرحم بين السجون رغم فضائحه الفظيعة"، وقد سجلت حالات وفاة لمعتقلين يعتقد أنها بسبب التعذيب.
وطبقا للتقارير الدولية فإن المعتقلين يعيشون أوضاعا إنسانية مأساوية في معتقلات مكتظة بما يفوق طاقتها الاستيعابية من المعتقلين.
ومن صنوف التعذيب التي يستخدمها الجنود الأميركيون وقوات التحالف وقوات الأمن العراقية :
* العزل والحرمان
* الضرب والتجويع
* الإهانة والسب والتعرية والاعتداء الجنسي والاغتصاب
* التبول على السجناء
* الصعق بالصدمات الكهربائية على أجزاء حساسة من الجسد
* التعرض لدرجات الحرارة والبرودة القصوى لفترات طويلة
* التعليق من الأطراف
السجون :
لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد السجون والمعتقلات الأميركية في العراق، وقد أكدت سحر الياسري وجود 36 سجنا رسميا عدا أبو غريب، وتقع هذه السجون في كافة المحافظات بما فيها كردستان، ناهيك عن السجون الواقعة في القواعد العسكرية الأميركية التي لا يعرف عددها بالتحديد.
وقدرت الياسري أن العراق سيصبح صاحب أكبر عدد ممكن من السجون والمعتقلات فعلاوة عن سجون الجيش الأميركي، هناك سجون أخرى للحكومة العراقية ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع ووزارة الأمن القومي والمخابرات وكذلك السجون الخاصة بالأحزاب السياسية.
وسجن أبو غريب بالعاصمة بغداد أشهر السجون الأميركية في العراق، ويعتقد أنه أغلق منذ قرابة السنتين بعد نشر وسائل الإعلام صور انتهاكات الجنود الأميركيين المعتقلين العراقيين فيما عرف بفضيحة أبو غريب.
وتدير القوات الأميركية ثلاثة سجون كبيرة، هي معتقل معسكر بوكا في قضاء أم قصر بمحافظة البصرة جنوبي البلاد، وسجن كروبر قرب مطار بغداد الدولي، وسجن سوسة في محافظة السليمانية شمالي العراق.
ويعد معسكر بوكا أكبر مراكز الاعتقال، وقدر أحد الضباط الأميركيين عدد المعتقلين فيه بعشرين ألفا، وتشير بعض المصادر إلى أن العدد يتجاوز العشرين ألفا، وذكرت وزيرة حقوق الإنسان في العراق وجدان ميخائيل أن عدد المعتقلين يقارب 18 ألفا بعد زيارتها السجن.
وهناك ما يسمى المخيمات أو الكمبات وهي مقسمة على أساس طائفي كما ذكر ضابط أميركي، وعددها 32 كمبا، يؤوي كل واحد منها من خمسمائة إلى ألف محتجز.
اوضاع المعتقلين :
لا يسمح للمنظمات الحقوقية سواء المحلية أو الدولية بزيارة المعتقلات الأميركية في العراق بدواع أمنية، باستثناء السماح للصليب الأحمر الدولي بزيارة سجن مطار البصرة ومعسكر بوكا التابع للقوات الأميركية جنوبي البلاد بالقرب من البصرة.
وقد رفضت وزارات العدل والثقافة وحقوق الإنسان طلبات عدة من المراسلين لزيارة السجون.
كما يعاني الأهل صعوبات كبيرة جدا في زيارة أبنائهم، وأحيانا لا يسمح لهم أبدا بالزيارة، كما لا يعرفون مصير أبناءهم.
ورغم سماح الحكومة العراقية لمراقبي حقوق الإنسان بزيارة معتقل المخيمات، فإن القوات الأميركية ترفض ذلك.
وأغلب المحتجزين اعتقلوا منذ سنوات دون إيضاح أسباب الاعتقال، ولم تتم محاكمتهم أو توجيه تهم قضائية بحقهم، كما لا يسمح للمعتقل بتوكيل محام للدفاع عنه.
ويعاني المعتقلون أوضاعا صحية سيئة في السجون، وانتشار الأمراض
الطفل العراقي
عندما يتوزع صوت الاذان ساعة الفجر في الفضاء يمغط النيام اجسادهم ،و ليس للفقراء الا ان يفيقوا ويتهيئوا بعد الصلاة للبحث عن الرزق لسد الرمق اليومي ، ولاسيما طبقة العمال غير المهرة يتجمعون في أماكن معينة بانتظار من يأتي لياخذ معه مجموعة منهم خاصة لاغراض البناء، وهذا المنظر العادي يتحول الى لوحة مأساوية عندما نجد بين الواقفين اطفال او شبان في عمر الزهور تتطلع عيونهم الى فرصة عمل يومي ، والحسرة تعبث باحلامهم الوردية عندما يشاهدون اطفالا آخرين يتوجهون الى المدارس بملابس نظيفة حاملين معهم كتبهم وكراريسهم.
على ان المجالات التي يعمل فيها الاطفال تتعدى مجال البناء لتشمل جميع مرافق الحياة ، والطفل العراقي باوضاعه الرثة وهو يتجول بين السيارات وسط الشوارع المزدحمة والزوايا المليئة بالنفايات ، يفعل ذلك منذ تأسيس الدولة العراقية ولم تتحمل اي حكومة من الحكومات التي جاءت وذهبت عن طريق الانقلابات مسئولية الطفل ولم يرحمه احد ، بل ان هذه الحكومات اهملته وظلمته وجنت عليه حتى جعلت منه صباغ احذية وبائع علك ومتسول محترف وعرضة للانحراف والاغتصاب والاجرام، مع ان حق الطفل محفوظ في الشرائع السماوية وفي المذاهب الارضية ، وصار توفير الرعاية والحماية له مسطورا في الدساتير والقوانين وأما حال صغار العراق في الرزية لم تختلف عن حال الكبار بحال من الاحوال ، وحتى العاب الطفل العراقي بسيطة يخترعها لنفسه من علب الشخاط و(تايرات البايسكلات) والطيارات الورقية ، فصارت طموحاته محدودة للغاية مع ان ذكاءه لا ولن يختلف عن ذكاء الاخرين في دول العالم الاخرى الذين يخوضون الحروب الوهمية خلف لعبة البلاي استيشن ، الا ان الطفل العراقي كما يقال حظه مايل وهو المنتمي الى بلد النفط والخيرات وبلد الاضرحة والزيارات وبلد الزراعة و(التجارات )، وقد اضرت به الحكومات حتى شربته عقائد الحزب الواحد والتصفيق للرؤساء وعلموه اناشيد الجندية ، وتم تعويده على اصوات الانفجارات والحروب واثار الحصار حتى تجرع سم الاحتلال وصار يعاقر اهوال التفخيخ والقتل اليومي ، ووصل الامر الى زرقه هذه الايام بحقن الطائفية والقومية والحزبية ، وحتى تجار لعب الاطفال استهدفوه ولم يرحموه فصنعوا له المسدسات والرشاشات والدبابات البلاستيكية ، واغروه على شرائها ، فوجهوه الى العنف بدلا من توفير العاب التسلية البريئة والمشجعة على الاستكشاف لاسيما ان لعب الاطفال فيها فوائد جمة يتوخى منها الاتيان بنتائج ايجابية عن طريق كسب مهارات جسمية وعقلية وذهنية.
وليس هذا فحسب بل وصار له من التهجير نصيب فاجبر على مرافقة والديه الى خارج الحدود بحجة التبعية او بداعي الهروب من سطوة النظام والتوزع في ارض الله الواسعة فلم يبق في العالم منطقة لا يوجد فيها طفل عراقي وبعضهم وصل الى المدن المضيئة وصار يتمتع بحقوق الطفل وبعضهم توزع على ارصفة المدن في دول الجوار معرضا نفسه لمختلف انواع البلاء ، وقد رأيت مرة في السيدة زينب بدمشق طفلا متورد الخدين في صباح شتائي بارد ينظر الى المارة يستجديهم صبغ احذيتهم مقابل مبلغ بسيط يخفيه عن اهله ليشتري به سندويتش فلافل يسد به رمقه ويدفع عن تقاسيمه آثار الشحوب ، وقد يسرح خياله وهو يمسح الاحذية فيتخيل لعبة جميلة يداعبها بانامله ، وقال الطفل الجميل الذي كان يسعل من آن الى آن انه يتيم عراقي اضطر للعمل لمساعدة امه المريضة المفجوعة .
والحقيقة هي ان الطفل طفل سواء كان عراقيا ام صوماليا او هنديا تجمعهم البراءة والطهر وقد قدرت منظمة العمل الدولية في عام 2005 عدد الاطفال العاملين في العالم بــ 250 مليون طفل تتراوح اعمارهم بين 5 – 14 سنة يتركز 61% منهم في اسيا ، ولكن وضع الطفل العراقي له مزايا مأساوية خاصة فهوالذي حُرم في بلده حتى المياه الصالحة للشرب وشبكات الصرف الصحي المناسبة ، وقد حدث في العراق تراجع ملحوظ في معدلات التحاق الاطفال بالمدارس في مختلف مراحل الدراسة وان 22% من اطفال العراق لم يلتحقوا اصلا بالمدارس ، وقد ذكرت منظمة رعاية الطفولة التابعة للامم المتحدة بان هناك اكثر من خمسة ملايين طفل يتيم في العراق و900 الف معاق ، وان اكثر من الف طفل قتلوا واصيبوا بسبب الالغام والذخائر الغير منفجرة لعدم استطاعتهم تجنب مثل هذه الاخطار ، فضلا عن الاعداد المتزايدة ممن يعانون سوء التغذية الحاد والمزمن ، وباختصار نقول بان جميع الاوضاع المأساوية التي يعيشها العراقيون تنسحب بالضرورة على الاطفال بصورة مباشرة .
اقول ان الطفل العراقي يختلف في بعض احواله عن اطفال الدول الفقيرة الاخرى لانه ضُرب من قبل حكومته بالاسلحة الكيمياوية وتعرض للاشعاعات الضارة وزج باباء الاطفال في حروب عبثية بدءا من حركات الشمال ثم حرب ايران ثم الكويت ثم امريكا ثم حرب العراق على العراق ، مما نتج عنه قتل واسر واعاقة اعداد كبيرة منهم ترتبت اثارها القاسية على ابنائهم ، وتكدس الطفل العراقي في الملاجئ والمخابئ اثناء الغارات ،وصار الان هدفا بسيطا لعصابات الخطف الذين يطالبون بالفدية فضلا عن انهم يشكلون لقمة سائغة للجريمة والمخدرات والعنف والبغاء ، وليس هذا فحسب بل قامت عصابات التكفير وحثالات الشقاة الجناة العتاة باستهداف مدارس الاطفال وتفجيرها في جرائم يندى لها الجبين الانساني .
فالطفل العراقي يحتاج اذن الى رعاية خاصة بعد الظروف الصعبة التي مر بها من خلال سن تشريعات خاصة لحمايته والمسئولية في ذلك لا تقع على عاتق الحكومة العراقية لوحدها بل ان على المجتمع الدولي وعلى راسها امريكا عليها ان تقوم بدور اساسي في ذلك ، وان القوى التي تتدخل في افغانستان والصومال والعراق عليها ان تضع الاطفال ايضا نصب عينيها وتوفر الحماية المطلوبة لهم ، وتحشد الطاقات والامكانات لدفع الفقر والجهل والامية والبطالة والجريمة عنهم ، والتركيز على التوجيه الاجتماعي والارشاد الثقافي واشغال المدرسة والمسجد والحارة بمثل هذه المهمات ، علما بان المجرمين الكبار كانوا يوما اطفالا وان هؤلاء الاطفال قد يكونون غدا في دائرة الاجرام .
وعلى الدولة الاستفادة من القوانين المتبعة في الدول الاخرى الخاصة بحقوق الطفل واقامة المزيد من الملاعب والنوادي ودور الحضانة ورياض الاطفال وقاعات الالعاب وابعادهم عن الشوارع ومخاطرها وانتزاع مظاهر العسكرة من الحياة اليومية والاهتمام بالمناهج ، فالطفل العراقي حالة خاصة ويحتاج الى اعادة بناء مع التاكيد على الجوانب العلمية والاخلاقية والتربوية في شخصيته وتنمية خياله وتحفيزه على الابداع وانشاء مكتبات خاصة ثابتة وسيارة للطفل .
وفرض التعليم الالزامي حتى المرحلة المتوسطة على الاقل ، كما ان هناك ضرورة لتنظيم عمالة الاطفال وتهذيبها خاصة وانه لايمكن في العصر الحاضر ولا في المستقبل القريب منع هذه الظاهرة بسبب الظروف الخاصة التي تمر بها اكثر الاسر العراقية ولكن يمكن تشغيلهم في اعمال تتناسب مع طاقاتهم واعمارهم وتكوينهم الجسدي ، ولا اكون مبالغا لو اقول بان الطفل العراقي يحتاج الى وزارة خاصة كما تم استحداث وزارة للمهجرين لكي تتولى متابعة شئون الطفل العراقي ( المظلوم ) بالتنسيق مع الوزارات الخدمية الاخرى للدولة ، لان الطفل اصلا بحاجة الى رعاية وان افضل العبادات هو حب الاطفال كما في الحديث ، فالطفل يعني الحياة باجمل صورها فهو اليوم ببهجته وهو الغد باشراقته ، وان هذا المخلوق الجميل يحتاج الى حنان ودفء ورعاية وميزانية سخية ، فالاطفال هم الربيع والورود والسلام وكل شئ جميل ، ومن حق اطفال العراق ان يعيشوا كما باقي الاطفال في العالم مع اننا لا نطمح ان يصل مستواه الى مستوى الطفل الهولندي مثلا الذي تم تصنيفه على انه اسعد طفل في العالم ، ولكن يجب ان ياخذ نصيبه على الاقل .
واذا أُريد بناء العراق يجب بناء الطفل العراقي ، ولتحقيق ذلك يمكن الاستفادة من خبرات العراقيين الموزعين في دول العالم فان لديهم الافكار والامكانات العلمية والفكرية الكافية لوضع برامج توعية سليمة خاصة بالطفل .
والطريف باني قرأت خبرا نشر مؤخرا مفاده ان الاطفال البريطانيين هم الاكثر تعاسة وبؤسا بين اطفال العالم المتقدم ، وان المراهقين في بريطانيا هم الاكثر تعاطيا للكحول والتدخين والمخدرات ، وقد امتص هذا الخبر( الصادم ) الكثير من اليأس الذي يحيط بمستقبل الطفل العراقي ، ولا سيما ان بريطانيا هي من اغنى دول العالم ، فيما استطاعت جمهورية التشيك التي لا تصنف ضمن الدول الغنية تحقيق مستوى افضل لاطفالها قياسا بالدول الغنية الاخرى .
ولا بأس ان اختم بقصة احد الشخصيات العراقية الناجحة الذي ذكر بانه قد قضى طفولة يائسة بائسة ، ابتدأت بمحاولات الاطفال الاصحاء ممارسة دور( الشقاوة) في المحلة لغرض السيطرة على الاطفال الاخرين ومرت بمراحل صعبة منها الفقر المدقع للعائلة مما دفع الوالدة الى اجباره على بيع ( اللبلبي والباجلا) في الصباح الباكر ثم العودة لاخذ الكتب والذهاب الى المدرسة ، وكان الطفل يعطي الكثير من اللبلبي ( للمشترية) حتى ينتهي بسرعة ولكن والدته التي كانت تنظر اليه بنظرة ملئها الحنان والاحساس بالذنب تقنع باي مبلغ ياتي به ولو كان قليلا ، ليس هذا فقط بل كان يجد صينية من مواعين المحلبي بانتظاره عندما يعود من المدرسة فيضطر وسط الاحراج الشديد من اقرانه الى حملها والجلوس في زاوية بالمحلة ينتظر بيعها والاطفال الاخرون يسرحون ويمرحون ويلعبون ، واذا ترك الصينية ليلتهي بلعبة او فعالية يأتي الاشرار ليعبثوا او ياكلوا المحلبي بدون دفع فلوس ، وكان الانكسار يصل عنده الى اعلى درجاته اذا جاءت كرة طائشة وبعثرت ما في الصينية ومرغتها بالتراب ، وذلك ليس لان امه ستعاقبه بالضرب وانما لان ذلك سيزيد في انكسار قلب امه التي كان يعشقها ، وما كان عليها ان تفعل وهي المراة التي لا معيل لها ولا ضمان اجتماعي توفره الدولة للمعوزين ، انها لقمة العيش وما اصعبها ، وانها البراءة التي عبثت بها يد الزمان ، وانه الثمن الفادح الذي يدفعه الاطفال لأمر ليسوا مسئولين عنه .
فرعى الله الطفولة نهرا عذبا ، وحفظ اطفال العراق .
المصادر :
شبكة البصرة
تركمان تايمز
ارشيف الجزيرة نت
..[/size][/size]
عبدالمجيد 00