منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By عبد العزيز ناصر الصويغ
#12
يعيش كثير منا أسرى الماضي فنجدهم لايستطيعون التخلص منه في تفكيرهم أو أسلوبهم ،مع العلم بأنه من المستحيل تغيير ماحدث في الماضي فلو أن شخصا فلو أن شخصا تمنى أنه غسل سيارته بالأمس فإنه مهما أطال
لن يجعل سيارته نظيفة .

يمكن للإنسان أن يختار بين الاستسلام للماضي وبين التعلم منه .فالاستسلام للماضي يثير المشاعر السلبية عند تذكر أي حادثه أو تجربه غير مرضيه . ولكن التعلم من الماضي يعني قبول الإنسان نفسه كما هو الآن،دون التعلق بأوهام ماحدث في الماضي من كونها عوائق نفسيه عن تحقيق الأهداف الحالية .

عندما يسترجع الإنسان ذكريات مؤلمه فإنه يطلق العنان للمشاعر السلبية –من شعور بالذنب أو تأنيب للضمير وغيرها – بأن تسيطر عليه . وربما وجه الإنسان اللوم للناس أو الحوادث أو سوء الحظ مما قد ينتهي به إلى الشعور بالغضب أو الحقد أو الرغبة في الانتقام أو الإحباط . وجميع هذه المشاعر تجعل الإنسان غير فعال ، مختلا عاطفيا ، خائر القوى والعزيمة ،
لأنه يصبح مثل من يحاول الجري وهو يسحب عربة محملة بالحجارة .

ما حصل في الماضي من قسوة الوالدين ، أو فقد عزيز ، أو وقوع حادث أليم وغيرها تجارب عانى منها معظم الناس ، وخصوصا الناجحون . ولكنهم نجحوا في التخلص من آثارها السلبية بعدم الاستسلام لها ، لأنها من أكبر عوائق النجاح ، وركزوا على لحظتهم الحاضرة ووجهوا القدرات والطاقات نحوها بدلا من تضييعها في دوامة الهروب إلى الماضي .