الموقف الدولي من ثورة ليبيا
مرسل: الأحد إبريل 03, 2011 5:08 pm
عندما اندلعت ثورة تونس وتبعتها ثورتا مصر وليبيا، ظن المهتمون أن العالم العربي يدخل مرحلة جديدة تشجعها الدول الكبرى التي تستهدف إنهاء الأنظمة الشمولية والقمعية السائدة في العالم العربي والتي بدأ ظهورها في مرحلة الحرب الباردة على أمل أن تحل مكانها الأنظمة التقليدية التي تعايش معها العالم الغربي فترة طويلة من الزمن دون عناء، لكن موقف العالم الغربي من الثورة الليبية جاء مخيبا للآمال بل ويثير كثيرا من الشكوك حول نوايا هذا العالم الحقيقية تجاه العالم العربي، ويبدو ذلك واضحا في مواقف مجموعة الثماني في اجتماعاتها الأخيرة التي عقدت في باريس، إذ علقت هذه المجموعة أي قرار تتخذه إلى أن ينظر مجلس الأمن في هذه المشكلة.
ولم تفكر المجموعة في كم من القتلى سيسقطون في ليبيا قبل أن ينظر مجلس الأمن في قراره، ولم يكن ذلك موقف مجموعة الثماني وحده بل كنا رأينا الجامعة العربية تتخذ قرارا مماثلا لا ينم عن مسؤولية تجاه شعب عربي شقيق، إذ أحالت الجامعة القضية كلها إلى مجلس الأمن، فماذا كانت الجامعة تتوقع من مجلس الأمن وهي تعلم أن موقف ثلاث من دوله على الأقل واضح جدا وهي روسيا والصين وألمانيا إذ ترفض هذه الدول تطبيق قرار حظر الطيران فوق الأراضي الليبية بل وتشكك في جدوى أي تدخل عسكري فيها، وقد أثار ذلك غضب بريطانيا التي قال رئيس وزرائها 'ديفيد كاميرون' إنه على استعداد لأن يبحث مسألة فرض حظر على الطيران فوق ليبيا حتى بدون موافقة دول الاتحاد الأوروبي.
وأما وزير خارجية إيطاليا 'فرانكو فراتيني' فقد رأى أن الأمر لا يمكن أن يحل عسكريا وأن الخيار الأفضل هو أن تعقد قمة أوروبية عربية وأفريقية من أجل بحث الخطوات الواجب اتخاذها، وكأن العالم الغربي لا يستطيع أن يتخذ الخطوات اللازمة دون مثل هذا التطويل.
أما موقف الولايات المتحدة فهو الذي يدعو إلى العجب، فقد تكاثرت تصريحات وزيرة الخارجية 'هيلاري كلنتون' دون أن تبرز فكرة واحدة عندها نؤكد أن الولايات المتحدة تفكر في الاتجاه السليم، ومن جانب آخر عقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتماعا مع مجلس الأمن القومي دون أن يصدر أي بيان أو معلومات حول ما تم في هذا الاجتماع، وقد ذهبت بعض الصحف إلى القول بأن الولايات المتحدة غير متحمسة لدعم المعارضة الليبية لأنها غير متأكدة من توجهات الثوار الذين يقاومون نظام العقيد القذافي، وكل ما يهمها في هذه المرحلة هو ألا تنتقل عدوى الثورات إلى البلاد التي تحتفظ بعلاقات حسنة معها.
وفي هذا الوقت الذي يتقاعس فيه المجتمع الدولي عن اتخاذ ما يلزم بالنسبة للموقف في ليبيا، نجد أن العقيد القذافي يواصل تحديه للمجتمع الدولي ويسخر من وقوف بريطانيا وفرنسا في صفوف المعارضين لنظام حكمه، بل يذكر فرنسا بما حدث لها في الجزائر إذا هي أقدمت على مواجهة نظامه ويقول إنه قادر على تلقين فرنسا درسا إذا هي أقدمت على أي عمل يهدد نظام حكمه.
وفي الحقيقة يصعب على الكثيرين فهم الموقف الدولي تجاه ليبيا، ذلك أن نظام القذافي ليس نظاما عاديا إذ هو لم يأت نتيجة انتخابات، بل جاء في مرحلة كانت الانقلابات هي السمة السائدة في العالم العربي، ولم يفكر الناس كثيرا في طبيعة نظام القذافي لأنه جاء في وقت عانى فيه العالم العربي من أزمة نفسانية كبيرة بسبب هزيمة حرب الأيام الستة، وقد رحب الرئيس جمال عبد الناصر بنظامي العقيد القذافي في ليبيا وجعفر النميري في السودان واعتبرهما تجديدا لشباب ثورته، ومنذ اليوم الأول لوصوله للحكم بدأ العقيد معمر القذافي ممارسة الدجل السياسي، إذ اعتبر أساس ثورته نظرية ثالثة قائمة على فلسفة الكتاب الأخضر، والمقصود أنها تخالف النظرية الرأسمالية والنظرية الاشتراكية اليسارية، أما جوهر هذه النظرية فهو تسليم السلطة بكاملها إلى الجماهير التي تحكم عن طريق اللجان والمؤتمرات الشعبية، وهو بذلك يخلي نفسه من أي مسؤولية في الحكم ويحمل المسؤولية كاملة للجماهير، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل ثبت بالدليل القاطع أنه لم يكن هو أو أبناؤه أمناء على ثروة الشعب الليبي إذ أكدت كثير من المصادر أنه هرب أكثر من مئة مليار دولار إلى المصارف الأجنبية، فلماذا فعل ذلك؟ فهل كان هو أو أبناؤه بحاجة إلى هذه المبالغ الضخمة لكي يؤمنوا حياتهم في وقت يعاني فيه كثير من أبناء الشعب الليبي من الفقر، وكان من الممكن أن تستثمر هذه الأموال في تحسين أحوالهم، فهل جاء القذافي ليسرق الشعب الليبي أم كما ادعى انه جاء ليسلم السلطة للشعب الليبي؟
وبصرف النظر عن كل ذلك، فإن الوضع قد اختلف تماما الآن لأن القذافي لطخ يديه بالدماء، وحتى لو كتب له الانتصار في معركته ضد الشعب الليبي فهو لا يستطيع أن يتعامل مجددا مع العالم الخارجي بعد أن ظهرت نزعته الدموية والتي ظهرت من قبل في حادثة لوكربي الشهيرة، كما لا يستطيع أن يمرر خطابه القديم إلى الشعب الليبي لأن عهد الخداع قد انتهى.
وهنا لا بد أن نتساءل ما هي الأوراق التي بقيت في يد القذافي كي يلعبها؟
لقد رأينا قبل عدة أيام أنه يستقبل سفراء الهند والصين وروسيا وطلب إليهم بأن تتولى بلادهم تشغيل صناعة النفط في ليبيا، فهل ظن القذافي أن نفطه سيسيل لعاب دول يبلغ اقتصادها أضعاف قوة اقتصاد ليبيا؟ المسألة هنا لا تتعلق بالاقتصاد بل تتركز على استراتيجيات خاصة، ولكن هذه الاستراتيجيات ستكون عديمة الجدوى إذا كان القائد قد فقد ثقة المجتمع الدولي.
وهنا ما هو مرجو من المجتمع الدولي ليس فقط اتخاذ قرار يفرض الحظر على ليبيا، بل يجب أن تكون هناك محاسبة كاملة للعقيد القذافي على ما ارتكبه من جرائم، وقد رأينا من قبل محكمة الجنايات الدولية توجه الاتهامات لزعماء ارتكبوا جرائم أقل مما ارتكبه القذافي أو لم تثبت ضدهم أي جرائم فلماذا إذن غضت هذه المحكمة الطرف عن العقيد معمر القذافي؟
يجب ألا تتركز المواقف في مثل موقف ليبيا على المعارضات التقليدية خاصة بين الدول الكبرى، وإنما يجب أن ينظر الجميع إلى فداحة ما ارتكب في ليبيا وأن يتفق المجتمع الدولي على اتخاذ الإجراء المناسب في هذا الشأن، إذ من الغريب أن نجد أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي وهو 'رتشارد لوغار' يقلص العملية كلها إلى مسألة تكلفة، ويقول يجب أن تصر الولايات المتحدة على أن تتحمل الدول العربية نفقات أي حرب تشن على نظام العقيد معمر القذافي وإلا فلتعلن الولايات المتحدة الحرب صراحة على ليبيا وتدعو الكونغرس إلى مناقشة هذا الأمر ليرى إن كان سيقره أم لا وما إذا كان الشعب الأمريكي هو الذي يجب أن يتحمل النفقات.
وفي الواقع فإن العالم لا يريد من الولايات المتحدة أن تعلن حربا على ليبيا، ولكنه يريد منها فقط أن تعلن عن رفضها وحزمها في مسألة توقف القذافي عن إلحاق الأضرار بشعبه، لأن المجتمع الدولي لا يعرف لماذا تتقاعس الولايات المتحدة عن هذا الأمر حتى الآن، فقد عرفنا في الماضي أن الولايات المتحدة تحدد علاقتها بالشرق الأوسط بحسب المصالح الإسرائيلية، فهل هناك الآن مصالح إسرائيلية مباشرة في الإبقاء على نظام العقيد القذافي، أم أن ذلك يستشف من قوله إن أي ضرر يلحق بنظامه سيهدد أمن إسرائيل، أم لعل هناك أمورا خفية لا يعرفها العالم العربي؟
لا نريد أن نخوض في سلسلة الافتراضات وكل ما نهدف إليه هو أن نؤكد أن العالم لا يمكنه أن يقف مكتوف الأيدي وهو يرى ما يرتكبه القذافي من مذابح في ليبيا كما أن على القذافي أن يدرك أن الأمر بالنسبة إليه لم يعد الانتصار في معركة عسكرية، فهو يتجاوز ذلك إلى الكيفية التي سيتعامل بها القذافي مع العالم إذا ظل على سدة الحكم.
' كاتب من السودان
ولم تفكر المجموعة في كم من القتلى سيسقطون في ليبيا قبل أن ينظر مجلس الأمن في قراره، ولم يكن ذلك موقف مجموعة الثماني وحده بل كنا رأينا الجامعة العربية تتخذ قرارا مماثلا لا ينم عن مسؤولية تجاه شعب عربي شقيق، إذ أحالت الجامعة القضية كلها إلى مجلس الأمن، فماذا كانت الجامعة تتوقع من مجلس الأمن وهي تعلم أن موقف ثلاث من دوله على الأقل واضح جدا وهي روسيا والصين وألمانيا إذ ترفض هذه الدول تطبيق قرار حظر الطيران فوق الأراضي الليبية بل وتشكك في جدوى أي تدخل عسكري فيها، وقد أثار ذلك غضب بريطانيا التي قال رئيس وزرائها 'ديفيد كاميرون' إنه على استعداد لأن يبحث مسألة فرض حظر على الطيران فوق ليبيا حتى بدون موافقة دول الاتحاد الأوروبي.
وأما وزير خارجية إيطاليا 'فرانكو فراتيني' فقد رأى أن الأمر لا يمكن أن يحل عسكريا وأن الخيار الأفضل هو أن تعقد قمة أوروبية عربية وأفريقية من أجل بحث الخطوات الواجب اتخاذها، وكأن العالم الغربي لا يستطيع أن يتخذ الخطوات اللازمة دون مثل هذا التطويل.
أما موقف الولايات المتحدة فهو الذي يدعو إلى العجب، فقد تكاثرت تصريحات وزيرة الخارجية 'هيلاري كلنتون' دون أن تبرز فكرة واحدة عندها نؤكد أن الولايات المتحدة تفكر في الاتجاه السليم، ومن جانب آخر عقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتماعا مع مجلس الأمن القومي دون أن يصدر أي بيان أو معلومات حول ما تم في هذا الاجتماع، وقد ذهبت بعض الصحف إلى القول بأن الولايات المتحدة غير متحمسة لدعم المعارضة الليبية لأنها غير متأكدة من توجهات الثوار الذين يقاومون نظام العقيد القذافي، وكل ما يهمها في هذه المرحلة هو ألا تنتقل عدوى الثورات إلى البلاد التي تحتفظ بعلاقات حسنة معها.
وفي هذا الوقت الذي يتقاعس فيه المجتمع الدولي عن اتخاذ ما يلزم بالنسبة للموقف في ليبيا، نجد أن العقيد القذافي يواصل تحديه للمجتمع الدولي ويسخر من وقوف بريطانيا وفرنسا في صفوف المعارضين لنظام حكمه، بل يذكر فرنسا بما حدث لها في الجزائر إذا هي أقدمت على مواجهة نظامه ويقول إنه قادر على تلقين فرنسا درسا إذا هي أقدمت على أي عمل يهدد نظام حكمه.
وفي الحقيقة يصعب على الكثيرين فهم الموقف الدولي تجاه ليبيا، ذلك أن نظام القذافي ليس نظاما عاديا إذ هو لم يأت نتيجة انتخابات، بل جاء في مرحلة كانت الانقلابات هي السمة السائدة في العالم العربي، ولم يفكر الناس كثيرا في طبيعة نظام القذافي لأنه جاء في وقت عانى فيه العالم العربي من أزمة نفسانية كبيرة بسبب هزيمة حرب الأيام الستة، وقد رحب الرئيس جمال عبد الناصر بنظامي العقيد القذافي في ليبيا وجعفر النميري في السودان واعتبرهما تجديدا لشباب ثورته، ومنذ اليوم الأول لوصوله للحكم بدأ العقيد معمر القذافي ممارسة الدجل السياسي، إذ اعتبر أساس ثورته نظرية ثالثة قائمة على فلسفة الكتاب الأخضر، والمقصود أنها تخالف النظرية الرأسمالية والنظرية الاشتراكية اليسارية، أما جوهر هذه النظرية فهو تسليم السلطة بكاملها إلى الجماهير التي تحكم عن طريق اللجان والمؤتمرات الشعبية، وهو بذلك يخلي نفسه من أي مسؤولية في الحكم ويحمل المسؤولية كاملة للجماهير، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل ثبت بالدليل القاطع أنه لم يكن هو أو أبناؤه أمناء على ثروة الشعب الليبي إذ أكدت كثير من المصادر أنه هرب أكثر من مئة مليار دولار إلى المصارف الأجنبية، فلماذا فعل ذلك؟ فهل كان هو أو أبناؤه بحاجة إلى هذه المبالغ الضخمة لكي يؤمنوا حياتهم في وقت يعاني فيه كثير من أبناء الشعب الليبي من الفقر، وكان من الممكن أن تستثمر هذه الأموال في تحسين أحوالهم، فهل جاء القذافي ليسرق الشعب الليبي أم كما ادعى انه جاء ليسلم السلطة للشعب الليبي؟
وبصرف النظر عن كل ذلك، فإن الوضع قد اختلف تماما الآن لأن القذافي لطخ يديه بالدماء، وحتى لو كتب له الانتصار في معركته ضد الشعب الليبي فهو لا يستطيع أن يتعامل مجددا مع العالم الخارجي بعد أن ظهرت نزعته الدموية والتي ظهرت من قبل في حادثة لوكربي الشهيرة، كما لا يستطيع أن يمرر خطابه القديم إلى الشعب الليبي لأن عهد الخداع قد انتهى.
وهنا لا بد أن نتساءل ما هي الأوراق التي بقيت في يد القذافي كي يلعبها؟
لقد رأينا قبل عدة أيام أنه يستقبل سفراء الهند والصين وروسيا وطلب إليهم بأن تتولى بلادهم تشغيل صناعة النفط في ليبيا، فهل ظن القذافي أن نفطه سيسيل لعاب دول يبلغ اقتصادها أضعاف قوة اقتصاد ليبيا؟ المسألة هنا لا تتعلق بالاقتصاد بل تتركز على استراتيجيات خاصة، ولكن هذه الاستراتيجيات ستكون عديمة الجدوى إذا كان القائد قد فقد ثقة المجتمع الدولي.
وهنا ما هو مرجو من المجتمع الدولي ليس فقط اتخاذ قرار يفرض الحظر على ليبيا، بل يجب أن تكون هناك محاسبة كاملة للعقيد القذافي على ما ارتكبه من جرائم، وقد رأينا من قبل محكمة الجنايات الدولية توجه الاتهامات لزعماء ارتكبوا جرائم أقل مما ارتكبه القذافي أو لم تثبت ضدهم أي جرائم فلماذا إذن غضت هذه المحكمة الطرف عن العقيد معمر القذافي؟
يجب ألا تتركز المواقف في مثل موقف ليبيا على المعارضات التقليدية خاصة بين الدول الكبرى، وإنما يجب أن ينظر الجميع إلى فداحة ما ارتكب في ليبيا وأن يتفق المجتمع الدولي على اتخاذ الإجراء المناسب في هذا الشأن، إذ من الغريب أن نجد أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي وهو 'رتشارد لوغار' يقلص العملية كلها إلى مسألة تكلفة، ويقول يجب أن تصر الولايات المتحدة على أن تتحمل الدول العربية نفقات أي حرب تشن على نظام العقيد معمر القذافي وإلا فلتعلن الولايات المتحدة الحرب صراحة على ليبيا وتدعو الكونغرس إلى مناقشة هذا الأمر ليرى إن كان سيقره أم لا وما إذا كان الشعب الأمريكي هو الذي يجب أن يتحمل النفقات.
وفي الواقع فإن العالم لا يريد من الولايات المتحدة أن تعلن حربا على ليبيا، ولكنه يريد منها فقط أن تعلن عن رفضها وحزمها في مسألة توقف القذافي عن إلحاق الأضرار بشعبه، لأن المجتمع الدولي لا يعرف لماذا تتقاعس الولايات المتحدة عن هذا الأمر حتى الآن، فقد عرفنا في الماضي أن الولايات المتحدة تحدد علاقتها بالشرق الأوسط بحسب المصالح الإسرائيلية، فهل هناك الآن مصالح إسرائيلية مباشرة في الإبقاء على نظام العقيد القذافي، أم أن ذلك يستشف من قوله إن أي ضرر يلحق بنظامه سيهدد أمن إسرائيل، أم لعل هناك أمورا خفية لا يعرفها العالم العربي؟
لا نريد أن نخوض في سلسلة الافتراضات وكل ما نهدف إليه هو أن نؤكد أن العالم لا يمكنه أن يقف مكتوف الأيدي وهو يرى ما يرتكبه القذافي من مذابح في ليبيا كما أن على القذافي أن يدرك أن الأمر بالنسبة إليه لم يعد الانتصار في معركة عسكرية، فهو يتجاوز ذلك إلى الكيفية التي سيتعامل بها القذافي مع العالم إذا ظل على سدة الحكم.
' كاتب من السودان