سولانا: خمسة منطلقات لمعالجة المشاكل الدولية
مرسل: الأحد إبريل 03, 2011 9:10 pm
سولانا: السبل الدبلوماسية هي الحل لأي مشكلة
كتب المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا مقالا بصحيفة فايننشال تايمز حدد فيه خمسة منطلقات أساسية لمعالجة المشاكل الدولية، وذلك بمناسبة تنصيب باراك أوباما رئيسا جديدا للولايات المتحدة.
في بداية المقال أكد سولانا أن الولايات المتحدة ليست كأي دولة أخرى في العالم ورئيسها ليس كأي رجل سياسي آخر, بل إن شخص هذا الرئيس واختياراته تهم مليارات الناس عبر العالم.
ولا حاجة -يضيف سولانا- إلى تذكير أوباما بأن العالم يعيش فوضى ومشاكل معقدة، كما أنه ليست هناك ضرورة لإعداد قائمة بما يجب فعله للتغلب على هذه الوضعية.
غير أن المنسق يشير إلى البلدان التي شهدت تقدما مطردا في السنوات الأخيرة ليستنتج أن الذي ينجح كالصين وإندونيسيا والبرازيل وأوروبا الوسطى لا يحتاج إلى من يرعاه، وإنما يحتاج الرعاية من يتخبط في المشاكل والإخفاقات، وهذا هو من يجب على أوباما وفريقه "أن يركزوا عليه".
ويؤكد سولانا أنه في حالات كثيرة تتضح للعالم طبيعة المشكلة وربما حتى أفق حلها, وأحيانا -كما في الشرق الأوسط- يكون العالم مدركا لسنوات كثيرة كنه الحل, لكن المشكلة تظل: كيف يمكن تطبيق هذا الحل على أرض الواقع؟
وهنا يقترح سولانا خمسة عناصر يقول إنها أساسية لمعالجة المشاكل الدولية, أولها أن الحل دائما حل سياسي سواء أكانت المشكلة حربا أهلية أو حربا بين بلدين أو مشاكل تتعلق بالطاقة أو تغير المناخ أو انتشار الأسلحة النووية, لكن شريطة أخذ مصالح كل الأطراف المعنية في الاعتبار.
فالقوة -حسب الكاتب- لا تقتصر على القوة العسكرية والمالية وإنما تشمل كذلك القوة الشرعية, بل إن هذه الأخيرة قد تكون الأهم إذ لا يمكن مثلا حل القضية الفلسطينية دون أخذ حقوق الفلسطينيين في الاعتبار بغض النظر عن ضعفهم العسكري.
"
لا يمكن لأي دولة حتى الولايات المتحدة أن تحل المشاكل دون مساعدة غيرها
"
أما العنصر الثاني فهو أن أي تدخل في الدول الأخرى يجب أن يخدم إستراتيجية سياسية ويأخذ في الاعتبار كون السياسة الخارجية تتمحور كلها حول السياسات الداخلية للآخرين، لأن هذه الأخيرة هي التي تحدد سقف ما يمكن للمفاوضات تحقيقه.
وخلال الأزمات وعندما تنهار المؤسسات وينهار النظام، يصبح مفتاح الحل بيد حفنة من الزعماء، يقول سولانا مشيرا إلى العنصر الثالث من وصفته، وهو أن الشخصيات والثقة من الأهمية بمكان, فتحقيق النجاح الدبلوماسي عبر المفاوضات مستحيل ما لم تتولد ثقة متبادلة بين الأطراف المشاركة في تلك المفاوضات.
ولا يمكن لأي دولة -حتى لو كانت الولايات المتحدة- أن تحل المشاكل دون مساعدة غيرها, وهذا هو العنصر الرابع الذي أورده سولانا.
وكمثال على ذلك يعتبر المنسق أن ضعف التعاون الإقليمي بالشرق الأوسط هو في الوقت ذاته عرض وسبب للأزمات التي تعصف بالمنطقة, مشيدا بالرسالة التي بعثها القادة العرب إلى أوباما ومؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يدعم دعوتهم للضغط من أجل تحقيق السلام في المنطقة.
وأخيرا يرى سولانا أن أفضل وقت لمعالجة أي مشكلة هو فور وقوعها، أي قبل أن تترسخ المواقف وقبل أن يلاحظ حدوث المشكلة أصلا.
وفي حالة الفشل في ذلك, يرى الكاتب أن طول النفس في معالجة هذه الأمور هو مفتاح النجاح, مشيرا إلى أن هدف الدبلوماسية الأسمى هو التوصل إلى قواعد متفق عليها.
المصدر: فايننشال تايمز
كتب المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا مقالا بصحيفة فايننشال تايمز حدد فيه خمسة منطلقات أساسية لمعالجة المشاكل الدولية، وذلك بمناسبة تنصيب باراك أوباما رئيسا جديدا للولايات المتحدة.
في بداية المقال أكد سولانا أن الولايات المتحدة ليست كأي دولة أخرى في العالم ورئيسها ليس كأي رجل سياسي آخر, بل إن شخص هذا الرئيس واختياراته تهم مليارات الناس عبر العالم.
ولا حاجة -يضيف سولانا- إلى تذكير أوباما بأن العالم يعيش فوضى ومشاكل معقدة، كما أنه ليست هناك ضرورة لإعداد قائمة بما يجب فعله للتغلب على هذه الوضعية.
غير أن المنسق يشير إلى البلدان التي شهدت تقدما مطردا في السنوات الأخيرة ليستنتج أن الذي ينجح كالصين وإندونيسيا والبرازيل وأوروبا الوسطى لا يحتاج إلى من يرعاه، وإنما يحتاج الرعاية من يتخبط في المشاكل والإخفاقات، وهذا هو من يجب على أوباما وفريقه "أن يركزوا عليه".
ويؤكد سولانا أنه في حالات كثيرة تتضح للعالم طبيعة المشكلة وربما حتى أفق حلها, وأحيانا -كما في الشرق الأوسط- يكون العالم مدركا لسنوات كثيرة كنه الحل, لكن المشكلة تظل: كيف يمكن تطبيق هذا الحل على أرض الواقع؟
وهنا يقترح سولانا خمسة عناصر يقول إنها أساسية لمعالجة المشاكل الدولية, أولها أن الحل دائما حل سياسي سواء أكانت المشكلة حربا أهلية أو حربا بين بلدين أو مشاكل تتعلق بالطاقة أو تغير المناخ أو انتشار الأسلحة النووية, لكن شريطة أخذ مصالح كل الأطراف المعنية في الاعتبار.
فالقوة -حسب الكاتب- لا تقتصر على القوة العسكرية والمالية وإنما تشمل كذلك القوة الشرعية, بل إن هذه الأخيرة قد تكون الأهم إذ لا يمكن مثلا حل القضية الفلسطينية دون أخذ حقوق الفلسطينيين في الاعتبار بغض النظر عن ضعفهم العسكري.
"
لا يمكن لأي دولة حتى الولايات المتحدة أن تحل المشاكل دون مساعدة غيرها
"
أما العنصر الثاني فهو أن أي تدخل في الدول الأخرى يجب أن يخدم إستراتيجية سياسية ويأخذ في الاعتبار كون السياسة الخارجية تتمحور كلها حول السياسات الداخلية للآخرين، لأن هذه الأخيرة هي التي تحدد سقف ما يمكن للمفاوضات تحقيقه.
وخلال الأزمات وعندما تنهار المؤسسات وينهار النظام، يصبح مفتاح الحل بيد حفنة من الزعماء، يقول سولانا مشيرا إلى العنصر الثالث من وصفته، وهو أن الشخصيات والثقة من الأهمية بمكان, فتحقيق النجاح الدبلوماسي عبر المفاوضات مستحيل ما لم تتولد ثقة متبادلة بين الأطراف المشاركة في تلك المفاوضات.
ولا يمكن لأي دولة -حتى لو كانت الولايات المتحدة- أن تحل المشاكل دون مساعدة غيرها, وهذا هو العنصر الرابع الذي أورده سولانا.
وكمثال على ذلك يعتبر المنسق أن ضعف التعاون الإقليمي بالشرق الأوسط هو في الوقت ذاته عرض وسبب للأزمات التي تعصف بالمنطقة, مشيدا بالرسالة التي بعثها القادة العرب إلى أوباما ومؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يدعم دعوتهم للضغط من أجل تحقيق السلام في المنطقة.
وأخيرا يرى سولانا أن أفضل وقت لمعالجة أي مشكلة هو فور وقوعها، أي قبل أن تترسخ المواقف وقبل أن يلاحظ حدوث المشكلة أصلا.
وفي حالة الفشل في ذلك, يرى الكاتب أن طول النفس في معالجة هذه الأمور هو مفتاح النجاح, مشيرا إلى أن هدف الدبلوماسية الأسمى هو التوصل إلى قواعد متفق عليها.
المصدر: فايننشال تايمز