منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
#33963
ات الثورة اصبحت جزء لا يتجزا من حياة المواطن العربي فهي لم تقتصر على مصر وتونس فحسب بل اخذت بالتوسع لباقي اقطار الوطن العربي لتطال اليمن وليبيا والعديد من الدول ، الجمهورية السورية العربية هي محطة الثوار الحالية الذين خرجوا من مدينة درعا السورية رافضين الذل والقمع الذي يمارسه النظام السوري منذ سنوات بحقهم وها هو هذا النظام يقتل المتظاهرين بطرق بشعة جدا ولكن من جهة اخرى فان الثورة السورية ستكون ذا طابع اخر لان النظام الحالي بقيادة بشار الاسد هو من احد المواليين لحركتي المقاومة اللبنانية والفلسطينية متمثلتين بحزب الله وحركة حماس بحيث لعب النظام السوري مؤخرا دورا فاعلا في عمليات تهريب الاسلحة والصواريخ من ايران الى حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة ، بالاضافة الى عمليات تهريب الاسلحة فان مطبخ اتخاذ القرارات لحركة حماس موجود في سوريا متمثلا برئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وهذا ادى الى زيادة التاثير السوري على القرار الفلسطيني المتمثل بحركة حماس من خلال ربطه باجندات اقليمية تخدم كل من ايران وغيرها .

الثورة السورية التي انطلقت منذ ايام في بعض المحافظات السورية تختلف كليا عن باقي الثورات في الدول العربية وذلك لحساسية الموقع الجغرافي لسوريا وقربها من نقاط التماس مع الحدود الاسرائيلية فعلى هذا فان ما سينبثق عن هذه الثورة سواء كان بتغيير النظام الحالي باكمله او الاعلان عن اصلاحات داخلية في النظام فان القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية تقف اليوم موقف الحائر مما يجري في سوريا بل ان القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية ترى ان اي تغير في سوريا لن يصب في مصلحة اسرائيل العسكرية والسياسية في المنطقة .

ان فشل الجيش السوري والنظام الحاكم في سوريا بقمع هذه الانتفاضة السورية وامتدادها الى باقي المحافظات السورية فان هذا سيؤدي الى تغير استراتيجي عميق لان سقوط بشار الاسد من على عرش الحكم سيضع اسرائيل في مخاوف عديدة اهمها من هو الحاكم القادم لسوريا وهل سيكون اكثر انفتاحا على الغرب من بشار الاسد ، الخوف الاسرائيلي يكمن في الايدي التي ستسيطر على صواريخ سكاد التي تمتلكها سوريا ذات الرؤوس الكيماوية المتفجرة بالاضافة الى قيادة الجيش السوري في جبهة الجولان لان بشار الاسد وعلى الرغم من دعمه لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين حافظ على جبهة الجولان هادئة مع اسرائيل لذلك فان اي نظام جديد ربما سيحمل في جعبته الجديد في قضية هضبة الجولان والحدود مع اسرائيل .

ان اي نظام سوري جديد سيحاول بشكل او باخر كسب الشرعية الداخلية ولكي يستطيع تحقيق ذلك فان الوسيلة الوحيدة ستكون احداث تغييرات جذرية على المستوى الاقليمي سياسيا وعسكريا وعلى هذا فان الجانب الاسرائيلي اليوم يتطلع بحذر للثورة السورية لان اي تغيير في النظام الحالي سيؤثر بشكل او باخر على العلاقات بين البلدين التي لم تكن في افضل حالاتها في السنوات العشر الاخيرة وخصوصا بعد التقرير الاسرائيلي بان هنالك موقع نشاط نووي سوري قريب من دمشق بالاضافة الى عمليات تهريب الاسلحة التي كان لسوريا دورا فاعلا فيها .

من جهة اخرى وحتى في حال فشل الثورة السورية فان اسرائيل لن تتجه لتوقيع اتفاق سلام مع السوريين لان بشار الاسد سيكون في نظر الاسرائيليين حاكم معرض للسقوط وذلك لعدم توفر الدعم الشعبي له لذلك فان فشل الثورة سيدفع باسرائيل الى التعامل مع بشار الاسد كشخصية ضعيفة جدا بعكس ما كانت تتعامل معه قبل الثورة

بشار الاسد حاول في فترة حكمه الابتعاد عن المواجهة المباشرة مع اسرائيل وخصوصا المواجهة العسكرية وهو يفتقد للجراة في وجهة النظر الاسرائيلية وحتى في عام ٢٠٠٧ عندما قصفت اسرائيل المفاعل النووي في الشمال الشرقي لسوريا لم يتجرا بشار الاسد في الرد على الهجوم بل انه دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت بالعودة الى المفاوضات التي وصلت الى طريق مسدود بعد عدة اشهر .

ان الثورة السورية اذا كتب لها النجاح فسيكون لها تاثير على المستوى الاقليمي بشكل كبير وخصوصا على صعيد العلاقات السورية الامريكية الاسرائيلية بالاضافة الى طبيعة الدور الذي من الممكن ان تلعبه القيادة السورية الجديدة مع احزاب المقاومة كحزب الله وحماس وما هي الامكانية لاستمرار الدعم السوري للاستراتيجية الايرانية في الشرق الاوسط التي بدورها ستؤثر على طبيعة التعامل الاسرائيلي السياسي والعسكري مع الواقع السوري الجديد وخصوصا في ظل الحذر الاسرائيلي الحالي مما سيتمخض عن هذه الثورة .