صفحة 1 من 1

«مرض الوجاهة» يغري «القيادات المزيفة» الحصول على شهادات «شخت

مرسل: الثلاثاء إبريل 19, 2011 2:11 am
بواسطة وائل الضرماوي 1

«مرض الوجاهة» يغري «القيادات المزيفة» الحصول على شهادات «شختك بختك»!

الرياض– أسمهان الغامدي


برزت في الآونة الأخيرة "موضة الشهادات العلمية المزورة" والتي يتساوى من خلالها "الفاشل" ب"الطموح"، من خلال الألقاب التي يحصدها جراء هذه الشهادات لا من حيث الفكر والخبرة، وتلك الأموال الطائلة التي تدفع لنيل هذه الشهادات تؤثر بشكل وآخر على اقتصاد المملكة وعلى خبراتها العلمية، خاصة إذا أضفنا إليها القيمة المضافة لأداء مسؤول بلا خبرة في موقع حيوي.

وقال "د.زايد الحصان" - الخبير الاقتصادي والأكاديمي بجامعة الملك سعود -: "إنّ تواجد مثل هذه الظواهر السيئة في مجتمع من المجتمعات تسيء للمجتمع بكامله علمياً وحضارياً، وتنشط حكومات العالم المتقدمة والنامية لمحاربة هذه الآفة لما لها من انعكاسات خطيرة على مجتمعاتها وبصفة خاصة على طموح الناشئة من أبنائها وبناتها، وقتل لمواهبهم وتميزهم العلمي وبالتالي انعدام الدافع على العمل والرغبة في تحقيق المنجزات الوطنية"، مضيفاً أنّ من أهم أسباب انتشار هذا السلوك هو هيمنة القطاع الحكومي وسيطرته على النشاط الاقتصادي كما هو الحال في المملكة، الأمر الذي ترتب عليه تدني في إنتاجية الأبناء على اختلاف مستوياتهم الوظيفية، حيث يعتمد النشاط الاقتصادي السعودي بنسبة كبيرة جداً على أداء القطاع الحكومي، وأنّ ما يقدمه هذا القطاع من إنتاجية سلعية وخدمية هي من يحدد مستوى النمو الاقتصادي بدرجة كبيرة.

وأشار إلى أنّ العنصر البشري هو المحدد الأهم في تركيبة النشاط الحكومي، وبالتالي هو من يحدد حجم إنتاجية هذا القطاع، وعندما يتسلم زمام صنع القرار في الوحدات المتعددة والمكونة للقطاع الحكومي أشخاص مزيفون تسبق أسماءهم الدرجات العلمية المزيفة، والتي حصلوا عليها ظلماً وعدواناً، فالنتيجة حتماً ستكون كارثة على الاقتصاد الوطني ففاقد الشيء لا يعطيه، كما أنّ انتشار ظواهر سلبية مثل ظاهرة المحسوبية وظاهرة الفساد وظاهرة سرقة المال العام هي كلها نتائج مباشرة لتواجد مثل هذه القيادات المزيفة.

وأكد "د.الحصان" على عدم توفر أرقام دقيقة بحجم تلك الظاهرة رغم يقيننا بوجودها، وانتشارها بشكل لافت في وقت من الأوقات وخاصة في بعض القطاعات الحكومية، كما أنه مما ساعد على انتشار تلك الظاهرة هو عدم وجود تنسيق مباشر بين الجهات الحكومية ووزارة التعليم العالي، خاصة وأنّ التعليم العالي ليس لديه من الصلاحيات مطاردة كل "سارق" لشهادة عليا حيث تقع المسؤولية مباشرة على الجهات التي يتبع لها هؤلاء "المرضى"، مشيراً إلى أنه كان من الأجدر بها تحويل تلك الشهادات لوزارة التعليم العالي لتصديقها أو إلغائها وقطع الطريق على كل مريض يبحث عن وجاهة اجتماعية أو منصب وظيفي لا يستحقه، وهو ما حدث فعلا من جهة واحدة فقط- حسب علمي - وهي وزارة التربية والتعليم، متأملاً أن تحذو الجهات الحكومية الأخرى حذو وزارة التربية والتعليم بتحويل جميع الشهادات العليا التي حصل عليها موظفوها سواء ممن كانوا على رأس العمل أو ممن ابتعثوا للمصادقة عليها، فالأمر سهل وجلي لمتخصصي وزارة التعليم العالي.

وشدد على أنّ الضرر كبير على المجتمع والاقتصاد، وإن كان من عائد فهو عائد لا يوجد إلا في مخيلة أصحاب تلك الشهادات المزيفة، فأفراد المجتمع قد وصلوا ولله الحمد إلى مستوى مناسب من الوعي يكفي لكشف زيف وتزييف هؤلاء، ولكن المشكلة لا تزال موجودة لدى المرجعيات التي يتبع لها هؤلاء، وهي مرجعيات غير أكاديمية بطبيعة الحال، حيث يجب إلزامها من قبل الجهات العليا في الدولة بتحويل جميع الشهادات التي حصل عليها منسوبوها لوزارة التعليم العالي لمصادقتها، مشيراً إلى أنّ الفائدة هنا قد تكون مزدوجة وهي معرفة من يستحق ومن لا يستحق الاعتراف بشهاداته، وكذلك الحد من تفشي هذه الظاهرة متى ما علم المزور بوجود وزارة التعليم العالي كمرجعية للمصادقة على الشهادة، وإن ترك الحبل على الغارب لهؤلاء فالضرر سيكون أكبر وأشد كلما كبرت مناصب هؤلاء ومراكزهم الوظيفية سواء في الدولة أو في القطاع الخاص.

ودعا "د.الحصان" إلى مكافحة بزوغ مثل هذه الظواهر المرفوضة من خلال ربط الشهادات العلمية بالتعليم العالي ومصادقتها من خلالها وهو حل كاف للقضاء على تلك الظاهرة بنسبة كبيرة، مشيراً إلى أنّ المجتمع المحيط بهؤلاء المرضى يعد واعياً ومثقفاً بنسبة كبيرة، وبالتالي هو يشمئز بالتأكيد من حدوث ذلك ولكنه لا يستنكر حدوثه، مشدداً على أنّ مما يفاقم الأمر ويزيد من جرأة الفاعل ويبعد عنه مشقة الإحساس بالذنب، هو تقبل المجتمع المحيط لهذا الشخص وفتح الأبواب له بدلا من توبيخه واستنكار ما قام به والتوضيح له بأنّ ما قام به هو جرم عظيم وبأنه يعكس قدوة سيئة لأبنائه وأبناء عائلته ومجتمعه، ناصحاً الجميع بمحاربة هؤلاء بكافة الطرق السلمية والنظامية ورفضهم من قبل أقرب الناس لكي يدركوا أن ما يقوموا به لا يعكس الأخلاق الإسلامية الصادقة للمجتمع الإسلامي النظيف.

http://www.alriyadh.com/2011/04/18/article624622.html