صفحة 1 من 1

قاموس القتلة ....

مرسل: الأربعاء إبريل 20, 2011 12:42 am
بواسطة فرحان الشمري (9)
قاموس القتلة
الجمعة, 15 أبريل 2011 23:31 بهائي راغب شراب مــدارات قاموس القتلة واحد مشترك بينهم جميعا، بغض النظر عن جغرافيتهم أو جنسياتهم او نوعهم او معتقداتهم، هم قتلة يبقون، في ممارساتهم وفي ضيق فكرهم، وفي علو صوتهم الأجوف، حروف مصطلحاتهم مكتوبة بدم الضحايا الأبرياء دائما، فلا ظالم بين ضحاياهم، لأنهم لا يستهدفون إلا الأبرياء من اصحاب المبادئ الخيرة، ومن يضيئون بوجودهم المكان الذي يقيمون فيه،

قاموس القتلة واحد، يمكن تمييزه بسهولة من خلال مشاعر الغضب التي تنتابنا لأفعالهم المنحرفة، وأحاسيس القرف التي تدفعنا للتقيوء عند مشاهدة نتائج ما يزرون ضد مجتمعاتهم التي أعطتهم الحضن الدافئ، وأسكنتهم في الحصن الواقي الذي يحملون هويته وجنسيته.. وللاسف لا يحملون الانتماء إليه.

من قتل فيتوريو الايطالي قاتل لا يشق له غبار في مستوى الحقد الذي يحتويه تجاه عالم الخير كله، من قتل الناشط الذي يؤيدنا في قضايانا ويشاركنا في معاناتنا ويقف معنا على الحدود يصوب قلمه وكتاباته ومواقفه وحركاته نحو هدف واحد، الذي هو هدفنا جميعا، نحو عدونا المشترك الصهيوني الذي قتلنا ويحاصرنا ويغتصب حقوقنا ويمنعنا من التعبير عن وجودنا الحضاري الحي... يدرك انه يخدم بجريمته عدونا الوحيد فوق الأرض، ويعي اكثر انه بجريمته هذه يهز كثيرا من تضامن الأحرار مع قضيتنا وفي صراعنا نحو تحرير بلدنا الذي ننتمي إليه.. فلسطين.

قاتل فيتوريو الصديق والمتضامن الدولي أيا كانت دوافعه فهي غير شرعية ولا مبررة لا دينا ولا وطنا ولا عرفا ولا إنسانيا، يستحق منا جميعا ان نحتقر فعله المشين وان ندين ما اقترفت يداه وان نحاسبه بما يستحق، وألا نتأخر في تطبيق العدالة فيه أيا كان..

غزة تكره القتلة والطغاة والجبابرة، كما تكره العملاء والخونة وأصحاب التنسيق الأمني، وتكره المنافقين والمرجفين ومثيري الشائعات ومختلقي المبررات، ليمارسوا ضد غزة أبشع ما يمكن لبشر ان يقترف ضد اهله ووطنه ودينه فقط لاشباع غرائزهم المنحرفة لقصر علمهم وانعدام رؤيتهم لجمال الأفق عند شروق الشعوب والدول، فلسطين اليوم تشرق من غزة، والأمة العربية تشرق من غزة، والمسلمون في كل مكان يشرقون من غزة، وعندما يجيء من يؤذي غزة لجهل او لاتباع هوى او اجيرا تابعا لعدو.. فإنه لن يؤخر هذا الشروق الجماعي الكبير، غزة اليوم بؤرة الفكر وقدوة الفعل المؤثر ورائد المقاومة والجهاد في وجهية الاثنين ضد الغزاة وضد الحكام الظالمين.

فيتوريو قتل، واظنهم يطمعون ان يشتد الحصار على غزة، او ان يؤجج كيان يهود عدوانه تضامنا مع مواطن اوروبي لم تحمه غزة؟! بل وأظنهم يتطلعون لإعادة غزة لتعود بهيمة في حظيرة الغزاة وأذنابهم في سلطة رام الله..

قتل فيتوريو بايدي قذرة في غزة، لن يفض عنها أصدقائها ولا أحبابها ولا المؤمنين بها، بل سيكون مقتله دافعا لمزيد من التضامن معها، فالجميع يدرك أن الهدف من هذه الجريمة ان تعزل عزة وأن تخنق وان تقتل كما قتلوا فيتوريو.

ولعل من الأمور السيئة في قتل فيتوريو اكتشاف أن العهد لم يعد له مكان في صدر البعض المارق من عدل الاسلام ومن رحابة اخلاقنا وسعة قيمنا، وأن الدم من اجل الدم أصبح سلوكا لمثل هؤلاء القتلة.. وهذا يوصلنا إلى أن من لا يصون العهد فلا عهد له، ومن يخلف كلمته فلا كلمة له، ومن يطعن غزة ويمكر بها في ليل لا مكان له في قلب غزة..

وغزة من قبل ذلك لا تحب الدم، وليس من شأنها ان تهدره إلا لمن استباح لنفسه هدر دماء المظلومين.. فهنا يكون للدم معنى الطهارة والعدالة،

وغزة أولا وأخيرا تحب وتحترم أصدقاءها جميعا، وتحزن على فيتوريو كما تحزن على فلذات اكبادها الذين يدفعون عنها خطر الكيان اليهودي الدخيل، كما تخلص لهم بحبها ووفائها وصمودها عبر الزمن