صفحة 1 من 1

جاسوس المبحوح جاسوس الاشقر ...

مرسل: الأربعاء إبريل 20, 2011 12:47 am
بواسطة فرحان الشمري (9)
جاسوس المبحوح جاسوس الأشقر
الأربعاء, 13 أبريل 2011 23:25 د. فايز أبو شمالة مــدارات طالما كان عبد اللطيف الأشقر هو خليفة المبحوح في تأمين وصول السلاح إلى غزة كما يفيد الإعلام الإسرائيلي؛ الذي ينطق بهوى المؤسسة الأمنية الصهيونية، وحيثما تعرض الأشقر لمحاولة تصفية في دولة السودان، من خلال القصف بالطيران، بتوصية من جهاز الموساد الإسرائيلي، الذي أشرف على جريمة تصفية المبحوح في دولة الإمارات، فإن الاستنتاج الأولى يقول: إن الجاسوس الذي أعطى المعلومة عن المبحوح، هو نفسه الجاسوس الذي أعطى المعلومة عن الأشقر! ليبقى السؤال: لماذا نجح الموساد الإسرائيلي في تصفية المبحوح، وفشل في تصفية الأشقر؟ وهل أرسلت (إسرائيل) طائراتها إلى السودان على ضوء معلومة خاطئة، أم أن حركة حماس نجحت في تزويد الموساد الإسرائيلي بمعلومة خاطئة كي تصطاد الجاسوس الذي أوقع بالمبحوح؟

لو افترضت أن حركة حماس هي التي أطعمت الموساد الإسرائيلي المعلومة التي أوقعتهم في الخطأ، وفضحت أمر جاسوسهم، فإن النائب إسماعيل الأشقر قد وقع في خطأ التعجل، والإعلان عن نجاة المقاوم عبد اللطيف الأشقر.

رغم حرص الرجل على إظهار فشل المخطط الإسرائيلي، ونجاح المقاومة، ومع ذلك، كان من الأجدر أن يظل الموساد أعمى، وأن يحسب على نفسه نجاحاً لم يتحقق، وأن يظن الخير بالجاسوس الذي عمل معه؟

افتراضي السابق يدخل في دائرة الاستنتاج بعد مراقبة الطائرة "الزنانة" اليهودية في سماء غزة، التي تركت معظم سكان قطاع غزة في حالهم، وراقبت، ولاحقت، وقصفت بنجاح سيارة المقاوم تيسير أبو سنيمة، المتهم من قبل (إسرائيل) بالمشاركة في أسر الجندي "جلعاد شاليط"، إن تصفية القائد العسكري لكتائب القسام توحي ظاهرياً بوجود تنسيق ميداني بين أذرع الأمن الإسرائيلية، حقق لها النجاح، ولكنه النجاح النسبي، لأن القصف الإسرائيلي طال أطفالاً يلعبون كرة القدم في غزة، وطال عروساً تحضر نفسها للعرس شرق خان يونس، وهذا يؤكد أن عين الأمن الإسرائيلي مشوشة في أرض غزة، ومع ذلك يظل الخطر الحقيقي على المقاومين يكمن في وجود الجاسوس الذي يقيم على الأرض، ويتابع تحرك رجال المقاومة.

إن إعلان الأمن الداخلي في غزة عن اكتشاف عملاء ميدانيين في الفترة الأخيرة، لا يعفي هذا الجهاز الأمني الحساس من تكثيف نشاطه، وتعزيز ثقة المواطن بأهمية عمله، من خلال التركيز على عملاء (إسرائيل)، وتجفيف منابعهم، ولاسيما أن أهمية قطاع غزة الأمنية تكمن في حجم الاتصالات الهاتفية، والرسائل التي تصل إلى المواطنين، وتطالبهم بالتجسس لصالح (إسرائيل) مقابل عشرة ملايين دولار، إنه مبلغ مالي ضخم مقابل التجسس، مبلغ لا يقدم إلى خبير نووي، أو إلى عالم في سر النشوء، وفي تقديري أن هذه الاتصالات لا ترد إلى مواطني الضفة الغربية، وذلك لسببين؛ الأول: أن المخابرات الإسرائيلية تكتفي بجلسات التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي توفر لها حاجتها من المعلومات، والثاني: أن المقاومة في الضفة الغربية مغلولة اليد، ولا تستوجب من المخابرات الإسرائيلية هذا الجهد المكثف الذي تحتاجه لملاحقة رجال المقاومة في غزة.