منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
#34309
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تعتبر اليابان من القوى الإقتصادية الكبرى في العالم وتساهم بشكل كبير في الإقتصاد العالي إلا انها تعاني من مشاكل كبيرة قد وتهدد مستقبلها بشكل جدي و قد تعرفوا عنها أو لا تعرفوا عنها الشيء الكثير و هذه المشاكل ذات شقين : الشِق الإقتصادي و الشِق السياسي.

وسأتكلم أولاً عن الشِق الإقتصادي......


أولاً المشاكل ألإقتصادية: على الرغم من أن اليابان قوة إقتصادية كبرى حيث تعتبر ثاني إقتصاد في العالم من حيث الحجم بعد الولايات المتحدة و يبلغ حجمه الخمسة ترليون دولار ( الترليون = ألف مليار ) .


إلا انها تعاني من مشاكل مزمنة و خطيرة خصوصاً في ظل المنافسة الشرسة مع العملاق الصيني و كذلك كوريا الجنوبية الجارتان اللدودتان اللتان اصبحتا تهدد موقع اليابان كأقوى و أكبر إقتصاد في آسيا وهذه المشاكل لها عدة أسباب منها :

ضعف النمو الاقتصادي : من بداية التسعينيات بعد حرب الخليج الثانية حتى اليوم لم تحقق اليابان أي نمو اقتصادي حقيقي يذكر و بلغ في بعض الاحيان 0% بينما وصلت الصين النمو خلال 15 سنة متواصلة بنسبة بلغت 10 % و كوريا الجنوبية بنسبة بلغت 6 % .


التضخم : فالمعروف أن العاصمة طوكيو أغلا مدينة في العالم تتفوق على نيويورك و لندن و غلا المعيشة و العقار في اليابان من المشاكل الكبيرة التي تواجه اليابان رغم ارتفاع معدل دخل الفرد الياباني (36 الف دولار) في السنة لكن التضخم كبير فسعر حبة التفاح مثلاَ يبلغ 14 دولار و الشقق السكنية صغيرة ومرتفعة الإجار ولا تتعدى الغرفة الواحدة مع الصالون و المطبخ و الحمام.

ارتفاع نسبة المسنين : فمتوسط اعمار اليابانيون هو 70 سنة و هو متوسط مرتفع و يدل على أن المجتمع الياباني مجتمع مسن , فمتوسط اعمار السعوديون على سبيل المثال 20 سنة و هو مجتمع فتي.
وهذه المشكلة تهدد سوق العمل الياباني في ظل اصرار الحكومة اليابانية على منع العمالة الوافدة بشكل شبه كلي إلا في بعض التخصصات النادرة , إضافة إلى عزوف الشباب عن الزواج و خصوصاً الفتياة الآ تي اصبحن مستقلات مادياً عن الرجل مما يهدد نسبة المواليد .



هروب الشركات: فكثير من الشركات الكبرى مثل توشيبا و سوني وغيرها اصبحت دغادر اليابان للإستثمار في الاسواق المجاورة و الرخيصة العمالة مثل الصين فراتب العامل الصيني لا يتعدى 200 دولار شهرياً و هو مرتب زهيد قياساً براتب العامل الياباني المرتفع.


ثانياً المشاكل السياسية : لا تقل مشاكل اليابان السياسية عن مشاكلها الإقتصادية فصعود الصين كاقوة عالمية جديدة عسكرية و إقتصادية يهدد أمن و سلامة اليابان إضافة إلى التهديد المستمر من كوريا الشمالية بضرب اليابان بالصواريخ و علاقاتها المتوترة مع كوريا الجنوبيةو كذلك الصين بسبب الحرب العالمية الثانية و إحتلال اليابان لهذه الدول و ما ارتكبه الجنود اليابانيون من فضائع في تلك الفترة و عدم إعتذار الحكومة اليابانية لتلك الفترة مع مطالبة كلاً من الصين و كوريا و هم اكبر متضرر من جراء هذه الغزو الياباني.

فكوريا الشمالية والتي تعتبر أكثر الدول خطراً على اليابان والتي تمتلك صواريخ باليستية بعيدة المدى وقد إعترفة قبل عام بأنها تمتلك قنبلة أو قنبلتان نووية منفكت تهدد اليابان و الولايات المتحدة المتواجدة في قواعد عسكرية في منطقة أوكيناوا اليابانية الساحلية باستهدافهما مما يضع اليابان في موقف صعب خصوصاً في ظل السياسة الدفاعية التي تنتهجها اليابان في الوقت الحالي والتي تشدد حسب الدستور الياباني على عدم امتلاك اليابان للأسلحة الهجومية..



ولا يكاد يكون لليابان حلفاء في آسيا باستثناء إقليم تايوان التابع للصين و التي تحتفظ بذكرى جيدة عن اليابان فقد حكم اليابانيون تايوان و لم يقوموا بارتكاب فضائع كما هو الحال بنسبة لكوريا و الصين و كثير من التايوانيون يتقنون اللغة اليابانية.

و اكثر ما يقلق آسيا هو عودة اليابان للتسلح من جديد رغم ان السياسة الدفاعية لليابان تمنع ذلك مع دعوة الولايات المتحدة لليابان بأستمرار لتغيير هذه السياسة و التوجه للعب دور اكبر على صعيد الامن العالمي لان الولايات المتحدة تسعى لإحتواء الصين التي تتعزز قوتها يوماً بعد يوم مما يهدد المصالح الأمريكية و اليابانية .


وبرغم مما ذكرته من مشاكل اليابان إلا أنني على يقين بمقدرة اليابان و الشعب الياباني على تجاوز هذه العقبات لانه الشعب الذي عودنا على الإرادة و العزيمة التي لا تقهر .

منقول