منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
#34470
إن النظرة التحليلية لبداية التمييز ما بين المقاومة وما بين الإرهاب نظرًا للتضارب الحاصل في ‏تعريف هذين المفهومين. ‏
فبعد الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م تفجرت موجة عارمة من الإرهاب الدولي لم ‏تقتصر علي استهداف الدول الغربية بل تعدتها لتطال أيضًا الدول العربية والإسلامية بحيث بات ‏من الممكن القول إن هناك عولمة للإرهاب أسوة بالعولمة الاقتصادية التي ظهرت ملامحها في ‏بداية التسعينات مع سقوط جدار برلين وتفكك جمهوريات الاتحاد السوفياتي وتقهقر ‏الايديولوجية الاشتراكية بالمفهوم الشيوعي. وظن الإرهابيون الأصوليون أنهم عبر اللجوء إلى ‏العنف والتدمير والقتل والتفجير إنما يؤرخون لمرحلة جديدة من الصراع الدولي حيث اعتبروا ‏أن القوى الرأسمالية تقف في خندق ويقف في مواجهتها في الخندق المقابل دعاة الإسلام من ‏الذين فسروا تعاليم وشرائع هذا الدين الحنيف بما يخدم توجهاتهم وتطلعاتهم وبما يحقق مآربهم ‏وغايتهم الذاتية.‏
• ما يعيشه الإرهابيون من ضياع وتشتت في الفكر والعقيدة:‏
إن ما يعيشه هؤلاء الإرهابيون من ضياع وتشتت في الفكر والعقيدة وماقد رفعوه من شعارات ‏غير متناسقة ولا متوافقة ولا تحمل في طياتها أي نضج ديني أو سياسي أو اجتماعي بدليل أنهم ‏تارة كانوا يحاربون الغرب لأنه مسيحي كافر وتارة لأنه يعادي المسلمين ويستأثر بمصالحهم. ‏
وتارة كانوا يرفعون شعارات تدعو إلى تطهير العالم الإسلامي من الأجانب ،وتارة يميزون ‏ما بين غربي من أهل الكتاب وما بين غربي ملحد، كل ما فعلته كانت خططت لتقتحم بواسطة ‏الطائرات المدنية برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك فقتلت آلاف الأبرياء ومن ثم عمدت ‏بدءًا من منتصف التسعينات وحتى الأمس القريب من العام إلى تفجير مساكن آهله في الخبر ‏ومجمع المحيا في الرياض وحي شعبي في تركيا وحي مليء بالمطاعم في إحدى مدن المملكة ‏المغربية وقطارات مليئة بالمواطنين في أسبانيا وفندق الماريوت في ماليزيا وخطف السياح ‏على يد جماعة أبو سياف في الفليبين وفي اليمن. ‏

• من استغلال القوى الإرهابية الحالة الاقتصادية المزرية لبعض الدول الإفريقية
استغلت القوى الإرهابية الحالة الاقتصادية المزرية لبعض الدول الإفريقية فأقامت فيها ‏بخلايا إرهابية عمدت فيه هذه الخلايا إلى مهاجمة السفارات الأجنبية ليس نتيجة قناعة ‏أيديولوجية بل لقاء الأموال الهائلة التي دُفعت. وكان من المفترض أن تشكل هذه التطورات ‏حالة قصوى من الاستنفار على المستوى الدولي ولكن بقيت الدول العظمى متخلفة عن مواكبة ‏هذه التحديات، بدليل أن الولايات المتحدة الأمريكية أفشلت بسبب حسابات ضيقة المؤتمر الدولي ‏لمكافحة الإرهاب الذي استضافته مصر في التسعينات في شرم الشيخ. وهذه الموجة هي نفسها ‏التي عانت منها مصر والجزائر والسودان وحتى لبنان وسورية في فترة الثمانيات. ‏
أن الإرهاب بات يهدد كل القوى الكونية دون استثناء فإن أي مؤتمر جدي لمكافحة ‏الإرهاب على المستوى الدولي لم ينجح في الإلتئام لأن عواصم صناعة القرار في العالم أغرقت ‏نفسها عن عمد في لعبة المفاهيم. بحيث خلطة ما بين المقاومة وما بين الإرهاب رغم أن الفارق ‏بينهما وواضح ولا يحتاج إلى البراهين
• الكفاح المسلح لحركات التحرير الوطني والإرهاب الدولي
اعتبرت الاتفاقية الدولية أن أخذ الرهائن التي أقرتها الأمم المتحدة في ديسمبر، أن أي شخص يقبل ‏على شخص آخر الرهينة ويحتجزه ويهدد بقتله أو إيذائه أو استمرار احتجازه من أجل إكراه طرف ‏ثالث سواء أكان دولة أو منظمة دولية حكومية أو شخصًا طبيعيًّا أو اعتباريًّا أو مجموعة من الأشخاص ‏على القيام أو الامتناع عن القيام بفعل معين كشرط صريح أو ضمني للإفراج عن الرهينة .يعتبر ‏جريمة بالمعنى الوارد في هذه الاتفاقية. ‏
فقد تضمنت قرارات الجمعية العامة للأم المتحدة ذات الصلة عبارات عامة لا يمكن ‏بموجبها التوصل إلى صيغة مشتركة لتوحيد الإجراءات التي يجب اتخاذها في مواجهة الإرهاب ‏ولعل ذلك يرجع إلى التباين الشديد في وجهات نظر الدول فيما يتعلق بالجوانب القانونية ‏للإرهاب الدولي وعدم اتفاقها على العناصر المكونة لتلك الجريمة. ان الأفعال الإرهابية تشمل ‏تهديدًا للأمن والسلامة والاستقرار في المجتمع الدولي ويعتبرذلك أيضاً استفزازًا خطيرًا ‏لمشاعر الإنسانية والضمير العالمي وعاملًا من عوامل التوتر في العلاقات الدولية مما يجعل من ‏الضروري اعتبار هذه الأفعال بمثابة جرائم دولية ضد أمن وسلامة البشرية. ‏
على ماذا يعتمد عليه الإرهاب في تحقيق أهدافه:‏
وغالبًا ما يعتمد الإرهاب في تحقيق أهدافه على عنصر هام وهو نشر الأفكار التي يعمل ‏من أجلها وطرحها أمام الرأي العام العالمي والمنظمات الدولية للحصول على دعمها وتأييدها ‏لقضيته. ‏
أما عن تحديد المسؤولية عن أعمال الإرهاب الدولي فإن النظام القانوني الدولي يتكون من ‏مجموعة من القواعد والمبادئ القانونية التي تحدد حقوق وواجبات الدول وتنظم سلوكها. ‏
‏ ماهي المواثيق الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب :‏
أما عن المواثيق الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب فمنذ بداية القرن العشرين انشغل العالم ‏بإعداد المواثيق لمكافحة الإرهاب وصاغ الاتفاقيات الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب كما صاغ ‏بهذا الصدد عدة اتفاقيات أبرزها اتفاقية جنيف لمنع ومعاقبة الإرهاب. ولم تدخل اتفاقية جنيف ‏حيز التنفيذ بسبب عدم التصديق عليها من جانب الدول الموقعة ولم يصدق عليها إلا دولة واحدة ‏هي الهند ومع ذلك فالاتفاقية تعد أول محاولة جادة لمعالجة ظاهرة الإرهاب على المستوى ‏الدولي. ‏
التعـــاون العربي في مجال مكافحة الإرهاب:‏
وفيما يتعلق بالتعـــاون العربي في مجال مكافحة الإرهاب فقد جـــاء التعاون في مجال ‏مكافحــــة الإرهاب في إطار إدراك العديــــد من الدول العربيـــة لأهمية مواجهة هذه الظاهرة ‏بشكل جماعي وأن المواجهة الفردية لن تكون ذات أثر فعال. إن مؤتمر الأمم المتحدة التاسع ‏لمنع الجريمة الذي عقد بالقاهرة في إبريل ، يعد من أهم التجمعات الدولية التي شهدت تحركًا ‏سعوديًّا وعربيًّا للتصدي لقضية الإرهاب فقد نجح العرب خلال هذا المؤتمر في تدويل الاهتمام ‏بقضية الإرهاب وكللت جهودهم الرامية إلى جعل الإرهاب أحد أنواع الجريمة المنظمة بالنجاح.‏