امبراطوريه الاوهام
مرسل: الأربعاء مايو 04, 2011 4:42 pm
الحرب مع جبهة عالمية تقودها أمريكا باسم هزيمة حلف الشيطان، كانت دافعاً أساسياً لهاجس آخر تحوّل عند ابن لادن إلى وهْم صدّقه وحده في بناء امبراطورية إسلامية بمواصفاته الخاصة، غير أن عصور الإسكندر الأكبر، وجنكيز خان، وهتلر وغيرهم ممن حلموا، وحقق البعض منهم آماله، جرت في أزمنة كان عنصر القوة البشرية مع أسلحة متقدمة نسبياً في عصرها، الوسائل التي أطلقت الزحف الكبير، لكن ابن لادن لم يعد أكثر من مطارَد مشرَّد بين المغارات والبيوت السرية، ثم إنه خالف تفكير عصره عندما تواصل عداؤه مع دول العالم الإسلامي مراهناً على الشعوب والتي رأت بدعاويه مجرد إرهاب يحلّل ويحرّم وفق صيغ بدائية، بل إن الرجل عقد حلفاً مع جهالته، ليصنع من معظم دول العالم أعداء للإسلام اختاروا أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم وكل مسلم يطلق عليه صفات الإجرام بدواعي الحيطة والشك كأعداء مختارين..
فتم تصوير الرسول الأعظم بكل ما يتصف بالحقد الأعمى، ثم كان حرق القرآن الكريم في دول مختلفة، ووصل الأمر بالمتطرفين في الجانب الآخر، إلى رميه بالمراحيض، وكلها حصيلة أعمال القاعدة وزعيمها أسامة، والتصرفات الجنونية التي أطلقت أيديهم في القتل والتدمير..
ما يُستغرب في مسيرة تلك المنظمة الإرهابية وقادتها هو أنها تختلف مع إيران شكلاً، وتلتقي معها مضموناً بإيوائها العديد من قادة القاعدة وأبنائهم، ولم نذكر إطلاق نار على صهيوني، أو خطفه، أو الوصول إلى منشآت يتم تدميرها أسوة بما جرى في بلدان عربية وإسلامية، ومع ذلك يذهب الخيال بالقاعدة إلى بناء امبراطورية إسلامية تنافس قوى العالم من خلال فكر منغلقٍ وسلوك عدواني لا يفرق بين الأبرياء وغيرهم..
غباء القاعدة الاعتقاد أن ابن لادن وغيره المطارَدين من قبل قوى العالم المختلفة هم في مأمن من القتل أو القبض عليهم أحياء في وقت سخرت أمريكا تقنياتها المتقدمة في تتبع خطواتهم بوسائط الأقمار الصناعية والجاسوسية الأرضية، وتوظيف إمكاناتها بقنص رأسهم الأكبر، وهي وسائل ليست في حوزة ابن لادن ومن تعاونوا معه، والأهم من ذلك كله أن اختزال العالم في هذه المنظمة الإرهابية كذراع لا تقطع السبب في اعتقادهم أن الإرهاب جزء من حرب جاذبة لكل الأجيال العربية والإسلامية، بينما الشريحة الشابة لم يأت من بين همومها طرحُ مثل هذه الأفكار في ثوراتها، بل طالبت بالحرية والعدالة، وتحقيق العيش الكريم، كطروحات بعيدة عن الفكر القاعدي، ولعل محاولة استعمال التقنيات المعاصرة بنشر فلسفة القاعدة لتوسيع دائرتها العالمية صُدمت بأن مرحلة زمنية وتاريخية تعدت هذه الأفكار، ولم تعد شأناً يبلور مطلباً مُلحّاً..
ذهب ابن لادن وقد يتأخر ذهاب غصون شجرة القاعدة بزوال الجذر الأكبر، لكنها طبيعة الأزمنة التي لم تعد تهتم «بكاريزما» البطل في وقت جاءت الحرية لتكون البديل الموضوعي عن أي قيد سلطويّ، أو مغريات إرهابية.
الكاتب يوسف الكويليت
منقول من مقال في صحيفه الرياض
فتم تصوير الرسول الأعظم بكل ما يتصف بالحقد الأعمى، ثم كان حرق القرآن الكريم في دول مختلفة، ووصل الأمر بالمتطرفين في الجانب الآخر، إلى رميه بالمراحيض، وكلها حصيلة أعمال القاعدة وزعيمها أسامة، والتصرفات الجنونية التي أطلقت أيديهم في القتل والتدمير..
ما يُستغرب في مسيرة تلك المنظمة الإرهابية وقادتها هو أنها تختلف مع إيران شكلاً، وتلتقي معها مضموناً بإيوائها العديد من قادة القاعدة وأبنائهم، ولم نذكر إطلاق نار على صهيوني، أو خطفه، أو الوصول إلى منشآت يتم تدميرها أسوة بما جرى في بلدان عربية وإسلامية، ومع ذلك يذهب الخيال بالقاعدة إلى بناء امبراطورية إسلامية تنافس قوى العالم من خلال فكر منغلقٍ وسلوك عدواني لا يفرق بين الأبرياء وغيرهم..
غباء القاعدة الاعتقاد أن ابن لادن وغيره المطارَدين من قبل قوى العالم المختلفة هم في مأمن من القتل أو القبض عليهم أحياء في وقت سخرت أمريكا تقنياتها المتقدمة في تتبع خطواتهم بوسائط الأقمار الصناعية والجاسوسية الأرضية، وتوظيف إمكاناتها بقنص رأسهم الأكبر، وهي وسائل ليست في حوزة ابن لادن ومن تعاونوا معه، والأهم من ذلك كله أن اختزال العالم في هذه المنظمة الإرهابية كذراع لا تقطع السبب في اعتقادهم أن الإرهاب جزء من حرب جاذبة لكل الأجيال العربية والإسلامية، بينما الشريحة الشابة لم يأت من بين همومها طرحُ مثل هذه الأفكار في ثوراتها، بل طالبت بالحرية والعدالة، وتحقيق العيش الكريم، كطروحات بعيدة عن الفكر القاعدي، ولعل محاولة استعمال التقنيات المعاصرة بنشر فلسفة القاعدة لتوسيع دائرتها العالمية صُدمت بأن مرحلة زمنية وتاريخية تعدت هذه الأفكار، ولم تعد شأناً يبلور مطلباً مُلحّاً..
ذهب ابن لادن وقد يتأخر ذهاب غصون شجرة القاعدة بزوال الجذر الأكبر، لكنها طبيعة الأزمنة التي لم تعد تهتم «بكاريزما» البطل في وقت جاءت الحرية لتكون البديل الموضوعي عن أي قيد سلطويّ، أو مغريات إرهابية.
الكاتب يوسف الكويليت
منقول من مقال في صحيفه الرياض