- الخميس مايو 05, 2011 6:37 pm
#34673
اقفل فمك انت صحفي
الكاتب خلف الحربي
أنا معجب بوزير الصحة لأنه لم يفوت فرصة المشاركة في فعاليات الاسبوع العالمي لقفل الأفواه ووجه رسالة مختصرة لكل صحفي يتحدث عن الأخطاء الطبية عنوانها: (اقفل فمك).
بصراحة أنا لا أعرف ماهي مشكلة البعض مع الصحفيين والاعلاميين هذه الأيام فالكل يرى أن أفواههم مفتوحة أكثر مما يجب، حتى أم العيال لم تقبل انتقادي لوجبة الغداء وقالت: (ولا كلمة.. كل من هالرز وأحمد ربك)، و في الاستراحة انتقدت شريكي في لعبة البلوت لأنه (ما رجع لي بحلتي) فنظر إلي شزرا ثم قال: (ولا نفس.. عاجبك لعبي أهلا وسهلا، واذا بمهو عاجبك رح العب كيرم) فتأكدت حينها أن الناس أصبحوا لا يطيقون كلمة واحدة من الصحفيين.
الكل اكتشف الحقيقة المرة وهي أن الصحفي (ما عندك أحد) حتى سائقي الآسيوي لم يتحمل انتقادي لطريقته في صف السيارة فقال غاضبا: (بابا مافيه قرقر كتير.. أنا معلوم كيف وقف سياره) !, أما الجيران الذين كانوا يبحثون عن فرصة لمناقشتي فيما تنشره الصحف فإنهم أصبحوا يردون السلام على عجالة ودون نفس: (.. وعليكم)!.
فكرت بالذهاب إلى هيئة الصحفيين لاستطلاع الأمر ولكنني وجدت أن الذهاب إلى جمعية الصم والبكم سيكون أكثر جدوى لأنني على الأقل سوف أتعلم لغة الإشارة التي سوف تمكنني من التواصل مع الآخرين دون أن أفتح فمي، واذا سألني أحد عما حدث للساني أشير له إشارة معناها (خطأ طبي) ولن يستطيع وزير الصحة حينها أن يقول لي: (أقفل فمك) لأنه لو فعل سأشير له إشارة معناها (قافله طال عمرك)!
اكتشفت هذا الأسبوع أن اكبر خطأ ارتكبته في حياتي هو أنني استقلت من الوظيفة الحكومية الآمنة لأعمل في هذه المهنة والتي أصبح فمي بسببها مقفولا بقفل أوتوماتيكي والمفتاح عند الحداد (والحداد يبي فلوس، والفلوس عند العروس، والعروس تبي عيال، والعيال يبون حليب، والحليب عند البقر، والبقر تبي عشب، والعشب يبي مطر، والمطر عند الله، لا إله إلا الله).
الكاتب خلف الحربي
أنا معجب بوزير الصحة لأنه لم يفوت فرصة المشاركة في فعاليات الاسبوع العالمي لقفل الأفواه ووجه رسالة مختصرة لكل صحفي يتحدث عن الأخطاء الطبية عنوانها: (اقفل فمك).
بصراحة أنا لا أعرف ماهي مشكلة البعض مع الصحفيين والاعلاميين هذه الأيام فالكل يرى أن أفواههم مفتوحة أكثر مما يجب، حتى أم العيال لم تقبل انتقادي لوجبة الغداء وقالت: (ولا كلمة.. كل من هالرز وأحمد ربك)، و في الاستراحة انتقدت شريكي في لعبة البلوت لأنه (ما رجع لي بحلتي) فنظر إلي شزرا ثم قال: (ولا نفس.. عاجبك لعبي أهلا وسهلا، واذا بمهو عاجبك رح العب كيرم) فتأكدت حينها أن الناس أصبحوا لا يطيقون كلمة واحدة من الصحفيين.
الكل اكتشف الحقيقة المرة وهي أن الصحفي (ما عندك أحد) حتى سائقي الآسيوي لم يتحمل انتقادي لطريقته في صف السيارة فقال غاضبا: (بابا مافيه قرقر كتير.. أنا معلوم كيف وقف سياره) !, أما الجيران الذين كانوا يبحثون عن فرصة لمناقشتي فيما تنشره الصحف فإنهم أصبحوا يردون السلام على عجالة ودون نفس: (.. وعليكم)!.
فكرت بالذهاب إلى هيئة الصحفيين لاستطلاع الأمر ولكنني وجدت أن الذهاب إلى جمعية الصم والبكم سيكون أكثر جدوى لأنني على الأقل سوف أتعلم لغة الإشارة التي سوف تمكنني من التواصل مع الآخرين دون أن أفتح فمي، واذا سألني أحد عما حدث للساني أشير له إشارة معناها (خطأ طبي) ولن يستطيع وزير الصحة حينها أن يقول لي: (أقفل فمك) لأنه لو فعل سأشير له إشارة معناها (قافله طال عمرك)!
اكتشفت هذا الأسبوع أن اكبر خطأ ارتكبته في حياتي هو أنني استقلت من الوظيفة الحكومية الآمنة لأعمل في هذه المهنة والتي أصبح فمي بسببها مقفولا بقفل أوتوماتيكي والمفتاح عند الحداد (والحداد يبي فلوس، والفلوس عند العروس، والعروس تبي عيال، والعيال يبون حليب، والحليب عند البقر، والبقر تبي عشب، والعشب يبي مطر، والمطر عند الله، لا إله إلا الله).