- الخميس مايو 05, 2011 6:38 pm
#34674
مناصحة الذات
الكاتب خلف الحربي
لو كانت عناوين المقالات تباع وتشترى لابتعت عنوان مقالة الزميل جمال خاشقجي رئيس تحرير الوطن قبل يومين: (كلنا بحاجة للمناصحة)، وإذا كان الزميل خاشقجي قد خصص مقالته تلك لمناقشة واقع أسر المطلوبين الغافلة عن أحوال أبنائها قبل التحاقهم بالتنظيمات الإرهابية فإنني كنت سأتوجه إلى زاوية أخرى من هذا الموضوع وهي مناصحة الإنسان لنفسه!.
صحيح أن الأسرة والمدرسة والمناخ الثقافي العام كلها دوائر قادرة على الحد من التحاق الشباب بعصابات الإرهاب الدموية، ولكن الفرد هو أساس الجماعة لذلك فإن مكافحة الإرهاب تبدأ من مناصحة الإنسان لذاته وتحصينها ضد أوبئة الجهل والتعصب والتبعية والحقد الأعمى.
يجب أن يطرح الإنسان حزمة من الأسئلة على نفسه أولها: هل يؤمن فعلا بحق الاختلاف؟ وكيف يتعامل يوميا مع الآخر المختلف؟ هل يشعر أن وجود هذا المختلف هو أمر إيجابي أم تداهمه رغبة سرية بدق عنقه؟ وما هو أهم من ذلك: هل يتخذ مواقفه بناء على قناعاته الشخصية الحرة أم يستمدها من الجماعة التي يشعر بالاطمئنان لأفكارها؟ هل هو طائر حر يختار الوجهة التي تناسبه أم أنه رقم ضائع في القطيع الكبير؟ هل يفرض قناعاته على من هم أضعف منه مثل أفراد أسرته والعاملين لديه أم أنه يمنحهم الفرصة للتعبير عن ذواتهم والتحاور معه وتصحيح أخطائه؟.
هل يرفض بشدة حدوث أعمال القتل العشوائية للنساء والأطفال في العراق مثلما يرفض حدوثها في بلاده؟ أم أنه يقوم بتكييف مواقفه الداخلية وفقا لمصالحه فيختار الحالات التي يسميها جهادا والحالات التي يسميها إرهابا؟ هل هو مقتنع بأن قتل المدنيين وإشاعة الفوضى في أي بلد كان هو سلوك إجرامي لا ينتمي إلى جميع القيم الإنسانية؟ هل يرى بأن الأفكار ووجهات النظر التي يتشبث بها هي حقائق نهائية أم أنها تحتاج التصحيح والمراجعة والفرز كي لا يتعصب لفكرة لم يتأكد من صحتها؟.
(لا تنه عن خلق وتأت بمثله) هكذا قال الشاعر العربي قبل مئات السنين لأنه أدرك أن إدانة الخطأ أمر سهل جدا ولكن التحدي يكون في منع الذات من ارتكاب الخطأ المدان لذلك قال في عجز البيت: (عار عليك إذا فعلت عظيم)!.
الكاتب خلف الحربي
لو كانت عناوين المقالات تباع وتشترى لابتعت عنوان مقالة الزميل جمال خاشقجي رئيس تحرير الوطن قبل يومين: (كلنا بحاجة للمناصحة)، وإذا كان الزميل خاشقجي قد خصص مقالته تلك لمناقشة واقع أسر المطلوبين الغافلة عن أحوال أبنائها قبل التحاقهم بالتنظيمات الإرهابية فإنني كنت سأتوجه إلى زاوية أخرى من هذا الموضوع وهي مناصحة الإنسان لنفسه!.
صحيح أن الأسرة والمدرسة والمناخ الثقافي العام كلها دوائر قادرة على الحد من التحاق الشباب بعصابات الإرهاب الدموية، ولكن الفرد هو أساس الجماعة لذلك فإن مكافحة الإرهاب تبدأ من مناصحة الإنسان لذاته وتحصينها ضد أوبئة الجهل والتعصب والتبعية والحقد الأعمى.
يجب أن يطرح الإنسان حزمة من الأسئلة على نفسه أولها: هل يؤمن فعلا بحق الاختلاف؟ وكيف يتعامل يوميا مع الآخر المختلف؟ هل يشعر أن وجود هذا المختلف هو أمر إيجابي أم تداهمه رغبة سرية بدق عنقه؟ وما هو أهم من ذلك: هل يتخذ مواقفه بناء على قناعاته الشخصية الحرة أم يستمدها من الجماعة التي يشعر بالاطمئنان لأفكارها؟ هل هو طائر حر يختار الوجهة التي تناسبه أم أنه رقم ضائع في القطيع الكبير؟ هل يفرض قناعاته على من هم أضعف منه مثل أفراد أسرته والعاملين لديه أم أنه يمنحهم الفرصة للتعبير عن ذواتهم والتحاور معه وتصحيح أخطائه؟.
هل يرفض بشدة حدوث أعمال القتل العشوائية للنساء والأطفال في العراق مثلما يرفض حدوثها في بلاده؟ أم أنه يقوم بتكييف مواقفه الداخلية وفقا لمصالحه فيختار الحالات التي يسميها جهادا والحالات التي يسميها إرهابا؟ هل هو مقتنع بأن قتل المدنيين وإشاعة الفوضى في أي بلد كان هو سلوك إجرامي لا ينتمي إلى جميع القيم الإنسانية؟ هل يرى بأن الأفكار ووجهات النظر التي يتشبث بها هي حقائق نهائية أم أنها تحتاج التصحيح والمراجعة والفرز كي لا يتعصب لفكرة لم يتأكد من صحتها؟.
(لا تنه عن خلق وتأت بمثله) هكذا قال الشاعر العربي قبل مئات السنين لأنه أدرك أن إدانة الخطأ أمر سهل جدا ولكن التحدي يكون في منع الذات من ارتكاب الخطأ المدان لذلك قال في عجز البيت: (عار عليك إذا فعلت عظيم)!.