منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
#34743

الجهل بدور الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان..!

لا شك أنه أمر طبيعي أن يكون هناك جهل عند بعض فئات أو شرائح المجتمع بأهداف ودور وآليات العمل في جمعيات حقوق الإنسان بشكل عام والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بشكل خاص. ولكن ما ليس من الطبيعي أن يكون الجهل من الفئات التي لا يفترض فيهم الجهل إما لأن طبيعة عملهم تستوجب الاطلاع قبل النقد والحكم والتقييم، أو أنهم من المحسوبين على المثقفين، وفي كلتا الحالتين.. أمر مرفوض.. ومن باب التوضيح لمن لا يعرف ولم يتعب نفسه ليطلع بعذر أو بدون عذر وبإيجاز شديد.. تفرضه مساحة المقال أقول:
جمعيات حقوق الإنسان على مستوى العالم تعتبرجهات رقابية فقط.. ترصد.. وترفع التقارير حول أي ممارسات أو خروج عن مفهوم حقوق الإنسان في المجتمع، ولم يحدث أبداً أن جمعية حقوق إنسان قامت أو تقوم بوضع نظام متكامل.. الجمعيات تقترح إعداداً أو تلفت إلى أهمية وضع نظام.. أو تعديل إجراءات.. وتطالب بذلك لكنها لا تقوم بالتنفيذ.. جمعيات حقوق الإنسان ليست جهات تشريعية. وخلال زيارة أعضاء الجمعية لمختلف الجمعيات والمنظمات الحقوقية في أنحاء العالم أو من استقبلتهم الجمعية من وفود ممثلين لجمعيات حقوق الإنسان لم نرَ أيًّا منهم يستقبل الشكاوى الفردية ولا يتعاملون معها كممثلين لهم. ويختصر عملهم على مراقبة الظواهر العامة. وبالرغم من ذلك فالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان التي أسست قبل عامين فقط.. فإننا نبذل جهداً في استقبال الشكاوى وتوجيه أطرافها.. أو مخاطبة الجهات ذات العلاقة لتسهيل مهمة حصولهم على حقوقهم كما وردت في الدين الإسلامي أو نظام الحكم المستمد منه أو كما في الاتفاقيات التي وقعت والتزمت بها المملكة. كدعم لمطالبته أو الدفاع عنه في حال وقوع الظلم أو التعسف عليه أو تضرر من قصور في الإجراءات.. وقد تعرف الجمعية عن هذه القضية أو تلك إما بالتبليغ المباشر الموثق أو يعتقد البعض أن جمعية حقوق الإنسان مسؤولة عن كل حالات العنف..! من خلال وسائل الإعلام عندها يتم التعامل.. والمطالبة.. لكن ليس التنفيذ. نطالب بالحق العام، ونطالب بالحماية، ونرفع تقارير عن أوضاع قطاعات، مثل السجون ودور الأيتام... إلخ. ولقد نشرت بعض تقارير زيارات السجون في بعض الصحف السعودية والسؤال الذي تمنيت أن يسأله الجهلة بدون مبرر قبل الاتهام.. وأبواب الجمعية مفتوحة للمتطوعين.. والمظلومين.. والمستفسرين، نسعد بكل جهد أو اقتراح بناء ففي النهاية نحن نقوم بواجب ديني ثم وطني نحقق أهداف الجمعية ضمن لوائح وآليات واضحة منظمة، وقاربنا على الانتهاء من وضع خطة عمل للخمس سنوات القادمة بإذن الله.. والسؤال ماذا فعلنا خلال عامين فقط؟! ماذا أنجزنا.. باختصار.. لم نستيقظ لنجد كل شيء جاهزاً.. وضعت لوائح.. في نفس الوقت الذي بدأنا استقبال الشكاوى، عملنا من بيوتنا قبل وجود مقر للجمعية.. أنشأنا أربعة فروع في الرياض، جدة، الدمام، وجيزان، لنكون أقرب للمواطنين والمقيمين على حد سواء.. استقبلنا أكثر من سبعة آلاف قضية، أنجزنا منها أكثر من 70%.. كونت لجنة خاصة لمتابعة قضية سجناء جوانتانامو والتواصل مع أسرهم، زارت الجمعية السجون في الرياض، جدة، الطائف، مكة المكرمة، الدمام، نجران وجيزان.. ساهمت في مراقبة الانتخابات ودربت ألفاً وخمسمائة فرد للمشاركة.. جهد وطني تطوعي. عقدت عدة اجتماعات مع وزراء العدل والشؤون الاجتماعية ورؤساء المحاكم ومديري الشرط لطرح القضايا المتعلقة.. ساهمت لجنة الأسرة في مختلف الأنشطة السابقة بالإضافة إلى زيارة دور الأيتام ورفعت توصيات خاصة بآليات الحماية من العنف وبالتواصل المباشر مع معالي الوزير، وأكدت المطالبة بمحاكم أسرية وشرطة أسرية، ومدونة أحوال للأسرة، وأهمية تشديد العقوبة على مرتكب العنف الأسري بأنواعه، وطالبت بإدراج مادة حقوق الإنسان في المناهج، وتعزيز السيرة النبوية الشريفة كقدوة عملية في العلاقات الأسرية طالبت بالعديد من وسائل الوقاية والعلاج.. طرحت قضايا مثل الطلاق التعسفي، والنفقة والخلع، أعدت الجمعية العديد من ورش العمل، أسست مركزاً للمعلومات سيكون مرجعاً بإذن الله فأساس العمل الصحيح هو المعرفة لتقوم لجنة الرصد والمتابعة، ولجنة الأسرة، ولجنة الدراسات والأبحاث والثقافة والنشر.. التبليغ والمتابعة.. لا التنفيذ.. ووضع التشريعات هذا هو دور جمعيات حقوق الإنسان.. والغريب أن بعض الجهلة بدون مبرر.. يعتقد أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان مسؤولة عن كل حالة عنف.. عرفت بها أو لم تعرف.. وكأننا نعيش في كل بيت أو أننا نمثل الشرطة والمستشفيات.. والمحاكم وإدارة الحماية.. وإلخ.. أو إننا نملك أو يجب أن نملك العصا السحرية التي ستحل كل المشاكل المتراكمة لسنوات طويلة في يوم وليلة..؟! وكأنكم تتوقعون منّا أن نغير ونحيي الضمائر النائمة المرتكبة للعنف أو التجاوزات أو القصور في ثقافة مجتمع كامل خلال سنتين!!.. تمنيت أن يكلف الجهلة من أصحاب الأقلام أنفسهم للسؤال قبل التطاول والنقد.. كيف تنقد كتاباً بدون أن تقرأه أو على الأقل تتصفحه.. بل الأكثر من هذا أنك لم تفهم أصلاً عنوانه!! المساهمة في مجال حقوق الإنسان مفتوحة للجميع.. ولعل أصحاب الأقلام أقرب لأداء هذا الواجب.. من رأى منكم منكراً فليغيره.. وبدلاً من تهميش الجهود ساهموا بأقلامكم معنا في مطالبة جهات التنفيذ بأخذ الشكاوى التي تصلهم مباشرة أو من خلال إدارة الحماية بشكل جدي وبسن قوانين العقوبة فمن أمن العقاب أساء الأدب.. دوركم في دعمنا.. ويكون هذا فقط إذا عرفتم دورنا.. ومقترحاتنا.. وما وصلنا له بعد البحث والدراسة أن النقد عن جهل هو الذي يدفع للتشكيك في التوجه في النقد والدوافع!! أما نحن أعضاءً وموظفين فنعمل لوجه الله تعالى لا نحتاج أبداً للشهرة ومعاناة الصحفيين في الوصول لنا يؤكد أننا لا نبحث عن نشر أخبارنا أو تصريحاتنا إلا المهم منها.. وعلى العموم.. رضا الجهلة غاية لا نبحث عنها.. وصحيح.. الجهل آفة كل زمان.. والله الهادي إلى سواء السبيل.

عكاظ، الأربعاء 5/4/1427هـ