نبذة عن الدولة الصفوية!!!!!!!!!!!
"الصفويون" أحد أكثر المصطلحات التي باتت تتردد في وسائل الإعلام حالياً، وخاصة في العراق، حيث دأبت العديد من الصحف والقنوات الفضائية على وصف الحكومة العراقية بـ "الصفوية" بسبب ما ترتكبه من جرائم بحق أهل السنة في العراق من خلال أجهزتها الأمنية، والمليشيات الشيعية المتعاونة معها والتي تشكلت منها الحكومة العراقية ، مثل فيلق بدر، وحزب الدعوة، وجيش المهدي. و"الصفوية" دولة شيعية قامت في إيران في القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) على يد الشاه إسماعيل، الذي يعد أول ملوكها، وقد كان قيامها مقترناً بالقضاء على مذهب أهل السنة، بعد أن كان معظم أهل إيران من أهل السنة، كما تزامن قيام الدولة الصفوية بارتكاب مذابح يندى لها الجبين بحق أهل السنة، وتم فرض المذهب الشيعي على إيران، والمناطق التي سيطر عليها الصفويون بالإكراه، كما أن الصفويين عمدوا إلى التحالف مع الدول الأوروبية ضد الدولة العثمانية السنية أملاً في إضعافها وإعاقة الفتوحات الإسلامية لأوروبا. وإذا علمنا أن الحكومة العراقية الشيعية الحالية ، التي رهنت بلادها لإيران تمارس اليوم ما مارسه أجدادها الصفويون بالأمس، فلا عجب أن يطلق عليها اسم "الصفوية"، فهذه الدولة وإن كانت قد انتهت تاريخياً بعد (240) سنة من قيامها على يد دولة الأفشار، فإنها باقية في ممارسات الزمرة الحاكمة في إيران والعراق. وفي هذه الدراسة المختصرة نحاول تسليط الضوء على نشأة الدولة الصفوية والحكام الذين تعاقبوا عليها، وما ارتكبته ضد أهل السنة من مذابح، وتحالفاتها مع الدول الأوروبية ونهايتها وسير بعض الشيعة اليوم على نهجها. ونقدم هذه الدراسة في إطار "ملف العدد" الذي نخصصه للصفويين حيث تتناول عدد من الزوايا والمقالات في هذا العدد الدولة الصفوية من جوانب عديدة. البداية طريقة صوفية: ينسب الصفويون على صفي الدين الإردبيلي، المولود سنة 650هـ (1334م)، والمتوفى سنة (753هـ)، وهو الجد الخامس للشاة إسماعيل، وقد نشأ نشأة صوفية، وكان صاحب طريقة، مما ساعد على التفاف الكثير من المريدين حوله، وانتشار دعوته وأنصاره. وبعد وفاته خلفه في رئاسة أتباعه، ابنه صدر الدين موسى، الذي سار على طريقة أبيه، ثم انتقل الأمر إلى ابنه صدر الدين خواجة علي سياهبوش، وهو أول من اعتنق المذهب الشيعي من الأسرة الصفوية، ودعا إليه([1])، الأمر الذي يعد نقطة تحول في مسيرة هذه الأسرة التي ادعت انتسابها إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم والحسين بن علي رضي الله عنهما، كما جرت العادة عند الشيعة والصوفية. وبعد وفاة خواجة علي سياهبوش، خلفه ابنه شيخ شاه، وسار على خطاه، وبعد وفاته، خلفه ابنه السلطان جنيد، الذي كثر أتباعه، وبدأ يكشف عن رغبته في الملك تدريجياً، وهذا ثاني أخطر تحول في مسار الأسرة الصفوية بعد التشيع([2]). ولا يخفى أن سعي الصفويين لإقامة دولة مخالف لما يعتقد به الشيعة من حصر إقامة الدولة بالمهدي المنتظر، وأن أية دولة تقوم أو راية ترفع قبله هي راية طاغوتية. وبدأ السلطان جنيد بإقامة حكم مستقل في أردبيل([3])، وأخذ يتقوى ويعد الجيوش لغزو شروان([4])، ودخل في معركة مع حاكمها لكنه هزم وقتل، وتعد هذه المعركة تحولاً خطيراً في مسيرة الصفويين كونها أول معركة يخوضنها. وبعد مقتل جنيد، انتقلت الرئاسة إلى ابنه حيدر، الذي أخذ يعد العدة لمقتل والده، وأعد جيشاً يرتدي أفراده القبعات الحمر، ويعرفون باسم "القزلباش" إلا أن حاكم "شروان" استعان بأسرة "آق قويونلو" ([5])، واستطاعا هزيمة حيدر وقتله، فانتقلت الزعامة إلى ابنه علي، الذي ما لبث أن قتل، فآلت الأمور إلى إسماعيل الصفوي ابن حيدر. ---------------------------------------------------------
مقال
هجمة الصفويةكيف تدبر
......
والخطير أن هذه الهجمة الطائفية التفتيتية، ليست محصورة في حدود البحرين أو منطقة الخليج العربي، بل هم يمتدون اليوم ويتسعون لبناء الدويلات الطائفية في كل المنطقة، من الخليج إلى المحيط، وفي هذا الصدد نعلن ظاهرتين لهذه المؤامرة، الأولى هو صعود "الدولة الفاطمية" في شمال أفريقيا كظاهرة أخذت تتضح أبعادها في التغيّر الديموغرافي للمذاهب وزيادة خطيرة في عدد الشيعة الصفوية في تونس التي تعد المحطة الثانية لهذا المشروع في منطقة المغرب العربي.. أما الظاهرة الثانية فتتمثل في حركة الحوثي وجماعته التي لا تزال تستعر لهيبها تحت جمر النار في اليمن، رغم التعتيم الإعلامي حولها.. تابعوا في المقال القادم حقيقة التشيّع الصفوي ودوره القديم الجديد في التاريخ العربي.. (2) ينسب الصفويون إلى الدولة الصفوية وخليفتها الأول (الشاه) إسماعيل الصفوي الذي حوّل بلاد فارس (منطقة وسط إيران حالياً) ذات الأغلبية الغالبة السنية إلى دولة شيعية قزلباشية بهدف التميّز عن الخلافة العثمانية السنية، وبالتالي لدعم توجهاته نحو الامتداد والتوسع في مساحة خلافته، وهذا التشيّع مختلف تماماً عن المذهب الجعفري (نسبة إلى الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه). يعود أصل العائلة الصفوية إلى تركيا، ولقبهم إلى الجد الأكبر (صفي الدين الاردبيلي).. أما القزلباشية (أو ذوي الطاقية الحمراء) فقد بدأت كحركة تفرعت من البكداشية الصوفية التابعة للدولة العثمانية (السنية) ليحولها حميد بن جنيد بن إبراهيم بن صفي الدين، والد الشاه إسماعيل الصفوي، من حركة صوفية بحيثيا باطنية إلى حركة سياسية متطرفة ومغالية في معتقداتها وفي تأويلها الباطني، متعصبة في الولاء للقائد أو الوالي أو المرجع إلى درجة التقديس والعبادة، وإلى هذه الحركة ترجع معتقدات التقديس المفرط للمرجعيات الدينية الشيعية، خلافاً للمنظور الجعفري.. وهكذا تكونت القزلباشية من جماعة من الأتباع والمريدين المتعصبين والغلاة المشعشعين المنتمين إلى مذهب الرفض . أما الشاه إسماعيل الصفوي فقد حوّل بلاد فارس بأكملها إلى التشيّع الصفوي القزلباشي بقوة القانون والتهديد والقتل، مما دفع أعدادا كبيرة من الفرس للهجرة وترك بيوتهم هرباً لرفضهم المذهب الجديد.. وهكذا تمكّن هذا الخليفة الصفوي من الاستفادة من المغالاة والعصبية القزلباشية في العسكرية الفارسية ليخوض حروباً دموية بهدف التوسع والامتداد شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً وضم أراضي شاسعة للخلافة الصفوية. واحتل اسماعيل الصفوي بلاد الرافدين بعد انتصاره على العثمانيين، ليبدأ حينذاك فرض التشيع القزلباشي على العراقيين، ومما يذكر عنهم أنهم دمروا مسجد أبي حنيفة النعمان اثناء صراعهم الدموي في بغداد. إلا إن الشاه إسماعيل الثاني ابن طهمساب اسماعيل الصفوي، رجع إلى المذهب السني وحاول في عهده إرجاع بلاد فارس إلى هذا المذهب لرفضه المغالاة التي يتصف بها التشيع الصفوي القزلباشي، ولكنه تراجع عن فكرته بعد أن علم من مستشاريه أن هذا التحول يعني دخول بلادهم في نفوذ الخلافة العثمانية السنية المهيمنة على المنطقة العربية حينذاك. أما الشاه عباس الصفوي، وهو الخامس في تاريخ الخلافة الصفوية ورجلهم الأكبر، فيُعرف عنه أنه وضع قوائم طويلة بأسماء أهل السنة في العراق وقتل مئات الألوف منهم في مذابح جماعية، حيث كان الشيعة العراقيون يخبئون أعدادا كبيرة من السنة في بيوتهم ويدّعون أنهم شيعة لحمايتهم من القتل. في كتابه "أمير كبير" الذي يتحدث عن رئيس الوزراء الإيراني في فترة الدولة القاجارية والاستعمار الإنجليزي بوصفه "قهرمان مبارز با استعمار" (أي البطل الذي ناضل ضد الاستعمار) يذكر مؤلف الكتاب السيد علي أكبر هاشمي رفسنجاني، وبالتحديد في الصفحة 248، حادثة معبّرة عن نذالة وقذارة الدولة الصفوية، ويقول "إن الشاه عباس الصفوي الملقب عند المغفلين بالشاه عباس (جنت مكان) أي مكانه الجنة، كان في حضور الأخوين شيرلي الإنجليزي (سير أنتوني شيرلي) يشرب كأساً من الخمر ويتحدث للحاضرين وهم جميعاً وفود غربية قائلاً "مَن نَعل كفش يَك عيسوي را بَرْ بزرترين مردان عثماني ترجيح ميدهم" بمعنى (إنني أفضل حذاء مسيحي على أكبر رجالات الدولة العثمانية)..."، مما يشير إلى مدى احتقار السيد رفسنجاني للصفويين عموماً والشاه عباس خصوصاً.. إذ أنه كان شخصاً دموياً ومكروهاً لدى الناس. أما الدكتور علي شريعتي، مُنَظّر الثورة الإيرانية، فإنه وصف هذا التشيّع الصفوي الفارسي بـ "التشيّع الأسود"، إذ مارس هؤلاء الصفويون كل أعمال الإرهاب والتدمير والقتل وحرق القرى على مدى مائتي عام لفرض مذهبهم الجديد على المسلمين بهدف توسيع رقعة خلافتهم والتميّز عن المذاهب الإسلامية الأخرى.. فهم من حوّل عشائر القرى العراقية (الفلاحين)، مثل عوائل بني فتلة، والعبادي، وسَكْر، والبكارة.. وغيرهم، إلى التشيّع الصفوي في القرن التاسع عشر، إذ تم استغلال هؤلاء الأعراب عن طريق النداء بمعتقداتهم التي ترجع أصولها إلى تقاليد بابلية قديمة في مفهوم الشفاعة، بمعنى أن الشفيع يعد جسراً للعبور إلى الجنة، فأقبلوا على التشيّع الصفوي الذي لم يكن له علاقة بالتشيّع العراقي الأصيل الممثل حالياً في عوائل عراقية معينة مثل "الخالصي، والعطار، والبغدادي، والصدر".. وغيرهم.. كما يُذكَر عن الشيعة الصفوية القزلباشية أنهم من ابتدع مظاهر إحياءَ ذكرى وفاة ومقتل آل البيت بالممارسات التي نجدها في الوقت الحاضر، إذ لم تكن معروفة قبل ذلك التاريخ ما بين الشيعة الأصليين في العراق أو في جبل عامل في لبنان. وأوضح تلك المظاهر هي مواكب العزاء والبكاء والضرب والممارسات الدموية المختلفة حباً في آل البيت، وآخر تلك البدع هو ما ظهر في شهر محرم الماضي في العراق وسمي بـ "كلاب الحسين"، حيث يزحف الرجال على الأطراف الأربعة والسلاسل في رقابهم وينبحون مثل الكلاب وينادون "يا حسين".. وكل تلك المظاهر تعد حالة دخيلة على المذهب الشيعي الجعفري في العراق، وتعد حالة لا يوجد لها ما يقابلها في التاريخ العراقي.. ويقول المؤرخون أنه منذ ظهور التشيع الصفوي في العراق والمناطق القريبة من بلاد فارس وحتى الوقت الحاضر، كان تصاعد الصفوية المتطرفة يقابله دائماً "صعود ظاهرة الحنبلية المتطرفة" (السلفية) كحالة دفاعية، لذلك توالت على العراق عقود من الحروب والمشاحنات تكاتفت فيها كل المذاهب الإسلامية ضد "التشيع الأسود"، الذي قضى على السماحة المذهيبة، وأوجد شرائع جديدة كتحريم الزاوج المختلط بين المذاهب الإسلامية، وإلغاء حرية التحوّل من مذهب إلى آخر، والتعارف على شتم الصحابة والإساءة إلى ذكراهم وتاريخهم الذي لم يكن مسموحاً به أو مقبولاً بين الشيعة.. هؤلاء هم الصفويون، ولأسباب سياسية كبرى ألقي الظلال على جوانب خطيرة من تاريخهم، وجيّروا المذهب الجعفري لصالحهم وألصقوا به كل العصبيات الصفوية المتطرفة، ومع الزمن أصبحت تسمية الشيعة تشمل الجماعتين دون تمييز، ليجعلوا التمييز فيما بينهم وبين المذاهب الإسلامية الأخرى بالمغالاة في تعَصُبهم الطائفي والمذهبي في تقديس معتقداتهم ومراجعهم، التي يراد منه تكبيل الإرادة وتكميم العقول والاستسلام للعدو وتحقيق مصالح الأجنبي حتى لو كان الأجنبي صليبياً.. نعم هؤلاء هم الصفويون، فاحذروهم.
تحياتي وللموضوع بقية كبيره