- السبت مايو 07, 2011 8:27 pm
#34816
تشغل دولة كندا (تلفظ إنجليزي: /ˈkænədə/) معظم المساحة الشمالية لقارة أمريكا الشمالية. فهي تمتد من المحيط الأطلسي شرقًا إلى المحيط الهادي غربًا، ويحدها شمالاً المحيط القطبي الشمالي. وتعد كندا ثاني أكبر بلدان العالم من حيث المساحة الكلية [1]، كما تشترك مع الولايات المتحدة في الحدود البرية من جهة الجنوب والشمال الغربي. كانت الأرض التي تقوم عليها دولة كندا يسكنها قبائل كثيرة من السكان الأصليين. في أواخر القرن الخامس عشر، بدأت حملات الاستكشاف البريطانية والفرنسية واستقرت هذه البعثات على طول الساحل الأطلسي لها. وقد تخلت فرنسا تقريبًا عن جميع مستعمراتها في أمريكا الشمالية عام 1763، بعد حرب السنوات السبع. في عام 1867،عندما تشكل الاتحاد الكونفدرالي الذي جمع بين ثلاثة من مستعمرات بريطانيا في أمريكا الشمالية، أصبحت كندا دولة فيدرالية من دول الكومونولث البريطانية متكونة من أربع مقاطعات.[2][3][4] أدى ذلك إلى انضمام المزيد من المقاطعات والأقاليم، وزيادة محاولات الاستقلال بالحكم عن الحكومة البريطانية. اتضح ذلك في قانون ويستمنستر لعام 1931، ثم أصبح ذلك أكثر وضوحًا في قانون كندا لعام 1982والذي قضى تمامًا على الآثار المتبقية من تبعية كندا للبرلمان البريطاني. بالإضافة إلى أنها دولة فيدرالية تتألف من عشر مقاطعات وثلاثة أقاليم، كذلك تعد كندا دولة ذات نظام برلماني ديمقراطي، كما أنها تخضع لسلطة ملكية دستورية تترأسها الملكة إليزابيث الثانية كرئيس الدولة. إنها دولة ثنائية اللغة ومتعددة الثقافات. فتمثل اللغتان الإنجليزية والفرنسية اللغتين الرسميتين على المستوى الحكومي الفيدرالي وفي مقاطعة "نيوبرانزويك". تتمتع كندا بتقدم تقني وصناعي هائل. وتحتفظ كندا بمستوى اقتصادي متنوع والذي يعتمد بشكل كبير على الموارد الطبيعية المتوفرة على أرضها إلى جانب التجارة، وبصفة خاصة التجارة القائمة مع الولايات المتحدة التي لطالما ربطت بينها وبين كندا علاقة طويلة ومعقدة. كما أن كندا عضو في مجموعة الثماني، وحلف الناتو، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، ومنظمة التجارة العالمية، ودول الكومونولث، والدول الفرانكوفونية، والأمم المتحدة.
أصل التسمية
تعود كلمة كندا في الأصل إلى "kanata "، وهي كلمة ترجع إلى لغة قبائل الايروكواس التي كانت تسكن في "سانت لورانس" وهي تعني قرية أو مستعمرة. في عام 1535، كان السكان الأصليون لمنطقة "مدينة كيبك" حاليًا يستخدمون هذه الكلمة لإرشاد المستكشف الفرنسي "جاك كارتييه" إلى قرية "ستاداكونا".[5] ثم استخدم "كارتييه" فيما بعد كلمة كندا ليس للإشارة لتلك القرية بعينها فقط، بل لكل المنطقة التي تقع تحت حكم الزعيم "دوناكونا" (زعيم قرية "ستاداكونا"). وبحلول عام 1545، أصبحت جميع الكتب والخرائط الأوروبية تشير إلى تلك المنطقة المستكشفة كلها باسم كندا.
منذ بداية القرن السابع عشر فصاعدًا، أطلق الاسم كندا على هذه منطقة فرنسا الجديدة والتي تقع بمحاذاة نهر سانت لورانت والساحلين الشماليين للبحيرات العظمى. انقسمت هذه المنطقة فيما بعد إلى مستعمرتين بريطانيتين، كندا العليا وكندا السفلى، وذلك إلى أن تم إعادة توحيدهما كمقاطعة كندا عام 1841. وبتشكيل الاتحاد الكونفيدارلي عام 1867، تم إطلاق الاسم "كندا " اسمًا رسميًا للدولة الجديدة، وتم منح اسم "دومينيون " كلقب للدولة باعتبارها جزءًا من دول الكومنولث.[8] ولقد شاع استخدام اللقب والاسم معًا "دومينيون كندا " حتى الخمسينيات من القرن العشرين. ومنذ ذلك الحين الذي استطاعت فيه كندا التأكيد على استقلالها السياسي بعيدًا عن بريطانيا، أصبحت الحكومة الفيدرالية تستخدم الاسم كندا في مستندات الدولة والمعاهدات الدولية بشكل متزايد. وانعكس ذلك التغير في إعادة تسمية العطلة القومية من يوم الدومينيون إلى يوم كندا، عام 1982.
السكان الأصليين
أكدت التقاليد القديمة لشعوب قبائل "إينويت" والأمم الأولى أن السكان الأوائل لكندا وطأت قدمهم هذه المنطقة منذ بدء الخليقة، بينما ترجح الدراسات في علم الآثار أنه كان هناك وجود بشري في منطقة شمالي "يوكون" منذ حوالي 26,500عامًا، وكذلك في منطقة جنوبي "أونتاريو" منذ حوالي 9،500 عامًا.[10][11] بينما كانت جماعات "الفايكنج" أول من وطأت أقدامهم من الأوربيين على أرض هذه المنطقة حيث استقرت لمدة قصيرة بها وتحديدًا في سهول L'Anse aux Meadows عام 1000 ميلاديًا تقريبًا. وبعدما فشل هذه المحاولة في تأسيس مستعمرة، لم يكن هناك أية محاولات أخرى لاستكشاف أمريكا الشمالية حتى عام 1497، عندما قام الرحالة "جون كابوت" باستكشاف السواحل الكندية المطلة على المحيط الأطلسي لصالح إنجلترا.[12] بعد ذلك قام المستكشف الفرنسي "جاك كارتييه" باكتشاف الساحل الأطلسي لصالح فرنسا في عام 1534.[13] وصل المستكشف الفرنسي "صمويل دى شامبلين" عام 1603 وقام بتأسيس أولى المستعمرات الأوروبية الدائمة في "بورت رويال" عام 1605 وفي مدينة "كيبك" عام 1608. وستصبح هاتان المستعمرتان عاصمتي أكاديا وكندا على الترتيب. ومن بين جميع المستعمرين الفرنسيين في فرنسا الجديدة، استقر الكنديون الفرنسيون في وادي نهر سانت لورانس بشكل كبير. واستقر سكان أكاديا فيما يُطلق عليه اليوم بMaritimes، بينما انتشر تجار الفراء الفرنسيون والمبشرين الكاثوليك في منطقة البحيرات العظمى، ومضيق هدسون، ومصب نهر الميسيسيبي في رحلات استكشافية وصولاً إلى لويزيانا. واندلعت الحروب بين الفرنسيين والإيروكواس من أجل السيطرة على تجارة الفراء.
الاستعمار الأوروبي
وعلى الصعيد الآخر، قام الإنجليز بتأسيس نقاط عسكرية للصيد في "نيوفوندلاند" حوالي عام 1610، وقاموا باستعمار الثلاث عشرة مستعمرة وحتى الجنوب. واندلعت سلسلة من أربعة حروب بين المستعمرات في الفترة ما بين 1689 و1763. تم ضم "نوفا سكوشيا" تحت الحكم البريطاني بموجب ما نصت عليه معاهدة أترخت 1713. ثم جاءت معاهدة باريس عام 1763والتي بمقتضاها كان على فرنسا أن تتخلى عن جميع مستعمراتها في أمريكا الشمالية، والمتمثلة في معظم فرنسا الجديدة وكندا، لصالح بريطانيا وذلك فيما يلي حرب السنوات السبع.
وفاة الجنرال وولف في سهول إبراهام في كيبيك في عام 1759، جزء من حرب السنوات السبع.
قام الإعلان الملكي لعام 1763 بفصل إقليم "كيبك" عن فرنسا الجديدة وضم جزيرة "كاب بريتون" إلى "نوفا سكوشيا". كما أنه فرض القيود على اللغة التي يستخدمها الكنديون الفرنسيون وعلى حقوقهم في الممارسات الدينية. في عام 1769، أصبحت جزيرة "سانت جون" (وتُعرف حاليًا باسم جزيرة الأمير إدوارد) مستعمرة منفصلة. ولتجنب اندلاع الصراع في كيبك، جاء قانون كيبك عام 1774، ليأمر بتوسيع إقليم "كيبك" ليشمل البحيرات العظمى ووادي أوهايو، كما أنه أتاح استخدام اللغة الفرنسية وحرية ممارسة العقيدة الكاثوليكية وتطبيق القوانين المدنية الفرنسية في كيبك. وأثار ذلك القانون غضب العديد من سكان المستعمرات الثلاث عشرة، وقد أدى ذلك إلى إشعال فتيل الثورة الأمريكية.[14] وقد أعترفت معاهدة باريس (1783) بالاستقلال الأمريكي وتخلت عن الأراضي جنوب البحيرات العظمى لصالح الولايات المتحدة. قام ما يقرب من 50،000 من المواليين للإمبراطورية المتحدة بالهرب من الولايات المتحدة إلى كندا.[15] وتم فصل "نيو برانزويك" عن "نوفا سكوشيا" لإعادة تنظيم مستعمرات المواليين للإمبراطورية المتحدة في Maritimes. ومن أجل راحة الموالين للإمبراطورية المتحدة الناطقين باللغة الإنجليزية في كيبك، صُدر القانون الدستوري الكندي لعام 1791 والذي بموجبه تم تقسيم إقليم "كيبك" إلى كندا السفلى واللغة الرسمية المستخدمة بها هي الفرنسية، وكندا العليا ولغتها الرسمية هي الإنجليزية، مع ضمان الحق لكل من سكان المنطقتين في انتخاب الجهة التشريعية الخاصة بهم. كانت كندا (العليا والسفلى) الجبهة الرئيسية التي شهدت حرب عام 1812 بين الولايات المتحدة والإمبراطورية البريطانية. ساهمت قوات الدفاع الكندية في التوحيد بين البريطانيين من سكان أمريكا الشمالية. بدأ وفود الهجرات بشكل واسع من بريطانيا وأيرلندا إلى كندا في عام 1815. وفي بداية القرن التاسع عشر، فاقت صناعة الأخشاب تجارة الفراء من حيث الأهمية.
آباء الاتحاد الكونفيدرالي، رسم روبرت هاريس، مشاهد مدمجة من مؤتمرات شارلوت تاون وكيبيك.
أسفرت الرغبة في وجود حكومة مسئولة عن قيام ثورات عام 1837 والتي تم قمعها. فيما يلي ذلك، تم إصدار تقرير "دورهام" والذي أوصى بضرورة وضع حكومة مسئولة وبدء تعريف الكنديين الفرنسيين بالثقافة الإنجليزية.[16] ومع إصدار قانون توحيد كندا في عام 1840 تم دمج الكندتين تحت اسم مقاطعة كندا المتحدة. عمل كل من الكنديين الفرنسيين والإنجليز معًا في الجمعية التشريعية لإعادة الحقوق الفرنسية. وتم تأسيس حكومة مسئولة عن جميع المقاطعات التابعة للإمبراطورية البريطانية في أمريكا الشمالية عام 1849.[17][18] أدى توقيع معاهدة "أوريجون" 1846، بين بريطانيا والولايات المتحدة إنهاء نزاع أوريجون الحدودي. وتوسيع الحدود غربًا في موازاة دائرة العرض 49 ممهدةً بذلك الطريق لبريطانيا من أجل إنشاء مستعمرات تابعةً لها في جزيرة "فانكوفر" (1849)، وفي "كولومبيا البريطانية" (1858). قامت كندا بإرسال العديد من الرحلات الاستكشافية في الغرب للمطالبة بـ"Rupert's Land" ومنطقة القطب الشمالي. شهدت كندا زيادة كبيرة في عدد السكان نتيجة لارتفاع معدلات المواليد. كانت الهجرات الوافدة من بريطانيا معادلة للهجرات النازحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبخاصةً هجرة الكنديون الفرنسيون للانتقال إلى "نيوإنجلاند".
[عدل] الكنفدرالية والتوسع
خريطة متحركة تعرض نمو وتغير مقاطعات وأقاليم كندا منذ الاتحاد الكونفيدرالي.
بعد عقد العديد من المؤتمرات الدستورية، جاء قانون الدستور الكندي لعام1867 ليقرر تشكيل اتحاد كونفدرالي يتمثل في إقامة دولة من دول الكومنولث تحت اسم كندا في الأول من يوليو من عام 1867 وضمت أربع مقاطعات وهي: "أونتاريو"، و"كيبك"، و"نوفا سكوشيا"، و"نيوبرانزويك".[19]. بسطت كندا سيطرتها على "روبرتز لاند" ومقاطعة الشمال الغربي لكي تتمكن من إنشاء مقاطعات الشمال الغربية، حيث أدت الشكاوي التي تقدم بها سكان أمريكا الشمالية من "الماتيز" Métis، في اندلاع ثورة النهر الأحمر وإنشاء مقاطعة "مانيتوبا" في يوليو 1870. وفي وقت لاحق، انضمت كل من "كولومبيا البريطانية"، و"جزيرة فانكوفر" (واللتان اتحدتا عام 1866)، و"جزيرة الأمير إدوارد" إلى الاتحاد الكونفيدرالي عام 1871 وعام 1873 على التوالي.
[عدل] أوائل القرن العشرون
قام رئيس الوزراء "جون إيه ماكدونالد" وحكومته المحافظة بوضع سياسة وطنية للتعريفات لحماية الصناعات الكندية الحديثة. وفي محاولاتها لتعمير الجهة الغربية من كندا، قامت الحكومة بتمويل تشييد ثلاثةً خطوط للسكك الحديدية العابرة للقارات (أهمهم السكة الحديدية الباسيفيكية الكندية) Canadian Pacific Railway. كما فتحت الحكومة أقاليم البراري للاستيطان وذلك بموجب قانون الأراضي التابعة للدومينيون Dominion Lands Act، وكذلك قامت بتأسيس شرطة الخيالة الكندية الملكية لضمان سيطرتها على الأقاليم التابعة لها هناك. وفي عام 1898، بعد انتشار ظاهرة حمى الهوس بالذهب في "نهر كلوندايك" والتي عُرفت بـ"Klondike Gold Rush" في المقاطعات الشمالية الغربية، قامت الحكومة الكندية بإنشاء إقليم "يوكون". وفي عهد رئيس الوزراء الليبرالي "ويلفريد لورييه"، استقر المهاجرين الوافدين من أوروبا القارية في أقاليم "البراري". ذلك إلى جانب أنه تم تحويل كل من "ألبرتا" و"ساسكاتشوان" إلى مقاطعتين قي عام 1905.
خاضت كندا الحرب العالمية الأولى عام 1914 دون أن يكون لها خيار في ذلك. فمع إعلان بريطانيا نفسها طرفًا في الحرب، قامت كندا بإرسال الجنود المتطوعين إلى الجبهة الغربية والذين أصبحوا فيما بعد جزءًا الوحدات العسكرية الأمريكية Canadian Corps. ولقد أدت هذه الوحدات العسكرية دورًا هامًا في معركة "فيمي ريدج" وغيرها من المعارك الحربية الرئيسية في الحرب. نشأت أزمة التجنيد الإلزامي عام 1917 عندما قام رئيس الوزراء المنتمي لحزب المحافظين "روبرت بوردين" بإجبار سكان "كيبك" الناطقين بالفرنسية على التطوع بالخدمة العسكرية. وفي عام 1919، أصبحت كندا عضوًا في عصبة الأمم كدولة مستقلة بعيدًا عن التبعية لبريطانيا. وفي عام 1931، صُدر قانون "ويستمنستر" والذي أكد على استقلالية كندا.
فوج كولومبيا البريطانية، فوج الدوق كونوت، يسير في نيو ويستمنستر في عام ١٩٤٠. خدم في الحرب العالمية الثانية ١٠١ مليون كندي. وقد لعب العسكريون الكنديون دورًا محوريًا في يوم هبوط قوات دول الحلفاء في جنوب فرنسا في ٦ يونيو عام ١٩٤٤.
أدت فترة الكساد الكبير إلى وجود أزمة اقتصادية في كل أرجاء كندا. وللتغلب على هذه الأزمة، قام اتحاد دول الكومونولث في "ألبرتا" و"ساسكاتشوان"، باتخاذ الإجراءات اللازمة باعتبار كندا دولة الرفاهة، وقد قام "تومي دوجلاس" بتشجيع هذه الإجراءات في فترتي الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين. أعلنت كندا الحرب على ألمانيا بشكل مستقل في أثناء الحرب العالمية الثانية وذلك في عهد حكومة رئيس الوزراء الليبرالي "ويليام ليون ماكنزي كينج". جاء ذلك القرار بعد مرور ثلاثة أيام من إعلان بريطانيا اشتراكها في الحرب. وصلت أولى الوحدات العسكرية الكندية بريطانيا في ديسمبر عام 1939.[20] أدت القوات العسكرية الكندية دورًا هامًا في معركة الأطلسي، وغارة "ديبي" عام 1942 في فرنسا، والتي باءت بالفشل، وغزو دول الحلفاء لإيطاليا،و يوم هبوط قوات دول الحلفاء على جنوب فرنسا والمعروف بـ"D-Day landings"، ومعركة "نورماندي"، ومعركة "Scheldt" عام 1944. كما تُرجِع هولندا الفضل إلى الكنديين لإسهامهم في توفير الحماية للحكومة الملكية الهولندية أثناء الحرب العالمية بعدما تم اجتياح البلاد. كما تعزو هولندا الفضل إلى كندا لدورها القيادي ومساهمتها الفعالة في تحرير الأراضي الهولندية من ألمانيا النازية. شهد الاقتصاد الكندي انتعاشًا كبيرًا خاصةً بعدما بدأت كندا في تصنيع المعدات الحربية وتوفيرها لكندا، وبريطانيا، والصين، والاتحاد السوفيتي. على الرغم من مرور إقليم "كيبك" بأزمة التجنيد الإلزامي مرة أخرى، فإن كندا أنهت الحرب ولديها إحدى أكبر القوات العسكرية في العالم.[20] وفي عام 1954، أثناء الحرب، أصبحت كندا واحدة من الدول المؤسسة الأعضاء بالأمم المتحدة.
العصور الحديثة
أدى ذلك الازدهار الاقتصادي المصحوب بسياسات الحكومات الليبرالية المتعاقبة إلى ظهور هوية كندية جديدة تيزت باختيار علم ورقة شجر القيقب الكندي 1965، وتطبيق قانون يسمح بثنائية اللغة الرسمية للبلاد في عام 1969، وسياسة تعدد الثقافات الرسمية في كندا عام 1971. كذلك بدأت كندا في تأسيس برامج اجتماعية ديمقراطية، مثل الـتأمين الصحي العام، خطة معاش التقاعد الكندية وقروض الطلاب الكندية،ذلك بالرغم من إبداء العديد من حكومات المقاطعات خاصةَ مقاطعتي "الكيبك" و"ألبرتا" اعتراضها على العديد من هذه البرامج مبررةً أن هذا يُعد تدخل في سلطاتها التشريعية. وأخيرًا، تم عقد سلسلة أخرى من المؤتمرات الدستورية أسفرت عن تغيير في دستور كندا يعرف باسم patriation، وإلغاء تبعية الدستور الكندي للمملكة المتحدة. جاء ذلك ليكون متزامنًا مع وضع ميثاق الحقوق والحريات.[21] وفي الوقت نفسه، كان إقليم "كيبك" يمر بالعديد من التغيرات العميقة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي من خلال "الثورة الهادئة". أسفر ذلك عن نشأة حركة للقوميين في الإقليم [22] وتكون جبهة تحرير كيبك المتطرفة"، والتي أدت أنشطته إلى إشعال أزمة أكتوبر 1970. وبعد مضي عشر سنوات على ذلك، تم عقد استفتاء شعبي فاشل حول الاستقلال السياسي للكيبك والمتمثل في الارتباط السيادي عام 1980 ولكنه لم يلق القبول. بعد هذا الاستفتاء كانت هناك محاولات للقيام بتعديلات دستورية ولكنها باءت بالفشل 1989. وفي عام 1995، تم عمل استفتاء ثاني حول استقلال كيبك والذي قوبل بالرفض مرة أخرى ولكن بأغلبية ضئيلة، إذ وصلت نسبة الموافقين 49.4%، بينما كانت نسبة المعارضين 50.6%.[23] وفي عام 1997، قضت المحكمة العليا أن الانفصال الأحادي لأي إفيم يعد عملاً غير دستوري. بالإضافة إلى ذلك، قام البرلمان بإصدار قانون Clarity Act والذي أوضح فيه شروط انفصال أي إقليم من الاتحاد الكونفيدرالي بعد التفاوض. بعد العديد من المحاولات المختلفة لحفظ السلام بكندا من فترة الالخمسينينات إلى التسعينينات في القرن العشرين، اشتركت القوات الكندية في حرب أفغانستان التي شنتها دول حلف شمال الأطلسي عام 2001، لكنها فيما بعد رفضت المشاركة في غزو العراق عام 2003. وعلى صعيد الشأن الداخلي، بعد خوض العديد من المعارك الرسمية والمواجهات العنيفة في "أوكا"، و"Ipperwash"، وبحيرة "جوستافسن"، اعترفت كندا باستقلال قبائل "الإنويت" بالحكم الذاتي في عام 1999 من خلال تأسيس مدينة "نونافوت" وتهدئة مطالبة قبائل "نيسكا" بضم كولومبيا البريطانية. وفي عام 2008، تقدم رئيس الوزراء الكندي باعتذار عن قيام الحكومات السابقة لعهده بتأسيس مدارس داخلية للسكان الأصليين.
أصل التسمية
تعود كلمة كندا في الأصل إلى "kanata "، وهي كلمة ترجع إلى لغة قبائل الايروكواس التي كانت تسكن في "سانت لورانس" وهي تعني قرية أو مستعمرة. في عام 1535، كان السكان الأصليون لمنطقة "مدينة كيبك" حاليًا يستخدمون هذه الكلمة لإرشاد المستكشف الفرنسي "جاك كارتييه" إلى قرية "ستاداكونا".[5] ثم استخدم "كارتييه" فيما بعد كلمة كندا ليس للإشارة لتلك القرية بعينها فقط، بل لكل المنطقة التي تقع تحت حكم الزعيم "دوناكونا" (زعيم قرية "ستاداكونا"). وبحلول عام 1545، أصبحت جميع الكتب والخرائط الأوروبية تشير إلى تلك المنطقة المستكشفة كلها باسم كندا.
منذ بداية القرن السابع عشر فصاعدًا، أطلق الاسم كندا على هذه منطقة فرنسا الجديدة والتي تقع بمحاذاة نهر سانت لورانت والساحلين الشماليين للبحيرات العظمى. انقسمت هذه المنطقة فيما بعد إلى مستعمرتين بريطانيتين، كندا العليا وكندا السفلى، وذلك إلى أن تم إعادة توحيدهما كمقاطعة كندا عام 1841. وبتشكيل الاتحاد الكونفيدارلي عام 1867، تم إطلاق الاسم "كندا " اسمًا رسميًا للدولة الجديدة، وتم منح اسم "دومينيون " كلقب للدولة باعتبارها جزءًا من دول الكومنولث.[8] ولقد شاع استخدام اللقب والاسم معًا "دومينيون كندا " حتى الخمسينيات من القرن العشرين. ومنذ ذلك الحين الذي استطاعت فيه كندا التأكيد على استقلالها السياسي بعيدًا عن بريطانيا، أصبحت الحكومة الفيدرالية تستخدم الاسم كندا في مستندات الدولة والمعاهدات الدولية بشكل متزايد. وانعكس ذلك التغير في إعادة تسمية العطلة القومية من يوم الدومينيون إلى يوم كندا، عام 1982.
السكان الأصليين
أكدت التقاليد القديمة لشعوب قبائل "إينويت" والأمم الأولى أن السكان الأوائل لكندا وطأت قدمهم هذه المنطقة منذ بدء الخليقة، بينما ترجح الدراسات في علم الآثار أنه كان هناك وجود بشري في منطقة شمالي "يوكون" منذ حوالي 26,500عامًا، وكذلك في منطقة جنوبي "أونتاريو" منذ حوالي 9،500 عامًا.[10][11] بينما كانت جماعات "الفايكنج" أول من وطأت أقدامهم من الأوربيين على أرض هذه المنطقة حيث استقرت لمدة قصيرة بها وتحديدًا في سهول L'Anse aux Meadows عام 1000 ميلاديًا تقريبًا. وبعدما فشل هذه المحاولة في تأسيس مستعمرة، لم يكن هناك أية محاولات أخرى لاستكشاف أمريكا الشمالية حتى عام 1497، عندما قام الرحالة "جون كابوت" باستكشاف السواحل الكندية المطلة على المحيط الأطلسي لصالح إنجلترا.[12] بعد ذلك قام المستكشف الفرنسي "جاك كارتييه" باكتشاف الساحل الأطلسي لصالح فرنسا في عام 1534.[13] وصل المستكشف الفرنسي "صمويل دى شامبلين" عام 1603 وقام بتأسيس أولى المستعمرات الأوروبية الدائمة في "بورت رويال" عام 1605 وفي مدينة "كيبك" عام 1608. وستصبح هاتان المستعمرتان عاصمتي أكاديا وكندا على الترتيب. ومن بين جميع المستعمرين الفرنسيين في فرنسا الجديدة، استقر الكنديون الفرنسيون في وادي نهر سانت لورانس بشكل كبير. واستقر سكان أكاديا فيما يُطلق عليه اليوم بMaritimes، بينما انتشر تجار الفراء الفرنسيون والمبشرين الكاثوليك في منطقة البحيرات العظمى، ومضيق هدسون، ومصب نهر الميسيسيبي في رحلات استكشافية وصولاً إلى لويزيانا. واندلعت الحروب بين الفرنسيين والإيروكواس من أجل السيطرة على تجارة الفراء.
الاستعمار الأوروبي
وعلى الصعيد الآخر، قام الإنجليز بتأسيس نقاط عسكرية للصيد في "نيوفوندلاند" حوالي عام 1610، وقاموا باستعمار الثلاث عشرة مستعمرة وحتى الجنوب. واندلعت سلسلة من أربعة حروب بين المستعمرات في الفترة ما بين 1689 و1763. تم ضم "نوفا سكوشيا" تحت الحكم البريطاني بموجب ما نصت عليه معاهدة أترخت 1713. ثم جاءت معاهدة باريس عام 1763والتي بمقتضاها كان على فرنسا أن تتخلى عن جميع مستعمراتها في أمريكا الشمالية، والمتمثلة في معظم فرنسا الجديدة وكندا، لصالح بريطانيا وذلك فيما يلي حرب السنوات السبع.
وفاة الجنرال وولف في سهول إبراهام في كيبيك في عام 1759، جزء من حرب السنوات السبع.
قام الإعلان الملكي لعام 1763 بفصل إقليم "كيبك" عن فرنسا الجديدة وضم جزيرة "كاب بريتون" إلى "نوفا سكوشيا". كما أنه فرض القيود على اللغة التي يستخدمها الكنديون الفرنسيون وعلى حقوقهم في الممارسات الدينية. في عام 1769، أصبحت جزيرة "سانت جون" (وتُعرف حاليًا باسم جزيرة الأمير إدوارد) مستعمرة منفصلة. ولتجنب اندلاع الصراع في كيبك، جاء قانون كيبك عام 1774، ليأمر بتوسيع إقليم "كيبك" ليشمل البحيرات العظمى ووادي أوهايو، كما أنه أتاح استخدام اللغة الفرنسية وحرية ممارسة العقيدة الكاثوليكية وتطبيق القوانين المدنية الفرنسية في كيبك. وأثار ذلك القانون غضب العديد من سكان المستعمرات الثلاث عشرة، وقد أدى ذلك إلى إشعال فتيل الثورة الأمريكية.[14] وقد أعترفت معاهدة باريس (1783) بالاستقلال الأمريكي وتخلت عن الأراضي جنوب البحيرات العظمى لصالح الولايات المتحدة. قام ما يقرب من 50،000 من المواليين للإمبراطورية المتحدة بالهرب من الولايات المتحدة إلى كندا.[15] وتم فصل "نيو برانزويك" عن "نوفا سكوشيا" لإعادة تنظيم مستعمرات المواليين للإمبراطورية المتحدة في Maritimes. ومن أجل راحة الموالين للإمبراطورية المتحدة الناطقين باللغة الإنجليزية في كيبك، صُدر القانون الدستوري الكندي لعام 1791 والذي بموجبه تم تقسيم إقليم "كيبك" إلى كندا السفلى واللغة الرسمية المستخدمة بها هي الفرنسية، وكندا العليا ولغتها الرسمية هي الإنجليزية، مع ضمان الحق لكل من سكان المنطقتين في انتخاب الجهة التشريعية الخاصة بهم. كانت كندا (العليا والسفلى) الجبهة الرئيسية التي شهدت حرب عام 1812 بين الولايات المتحدة والإمبراطورية البريطانية. ساهمت قوات الدفاع الكندية في التوحيد بين البريطانيين من سكان أمريكا الشمالية. بدأ وفود الهجرات بشكل واسع من بريطانيا وأيرلندا إلى كندا في عام 1815. وفي بداية القرن التاسع عشر، فاقت صناعة الأخشاب تجارة الفراء من حيث الأهمية.
آباء الاتحاد الكونفيدرالي، رسم روبرت هاريس، مشاهد مدمجة من مؤتمرات شارلوت تاون وكيبيك.
أسفرت الرغبة في وجود حكومة مسئولة عن قيام ثورات عام 1837 والتي تم قمعها. فيما يلي ذلك، تم إصدار تقرير "دورهام" والذي أوصى بضرورة وضع حكومة مسئولة وبدء تعريف الكنديين الفرنسيين بالثقافة الإنجليزية.[16] ومع إصدار قانون توحيد كندا في عام 1840 تم دمج الكندتين تحت اسم مقاطعة كندا المتحدة. عمل كل من الكنديين الفرنسيين والإنجليز معًا في الجمعية التشريعية لإعادة الحقوق الفرنسية. وتم تأسيس حكومة مسئولة عن جميع المقاطعات التابعة للإمبراطورية البريطانية في أمريكا الشمالية عام 1849.[17][18] أدى توقيع معاهدة "أوريجون" 1846، بين بريطانيا والولايات المتحدة إنهاء نزاع أوريجون الحدودي. وتوسيع الحدود غربًا في موازاة دائرة العرض 49 ممهدةً بذلك الطريق لبريطانيا من أجل إنشاء مستعمرات تابعةً لها في جزيرة "فانكوفر" (1849)، وفي "كولومبيا البريطانية" (1858). قامت كندا بإرسال العديد من الرحلات الاستكشافية في الغرب للمطالبة بـ"Rupert's Land" ومنطقة القطب الشمالي. شهدت كندا زيادة كبيرة في عدد السكان نتيجة لارتفاع معدلات المواليد. كانت الهجرات الوافدة من بريطانيا معادلة للهجرات النازحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبخاصةً هجرة الكنديون الفرنسيون للانتقال إلى "نيوإنجلاند".
[عدل] الكنفدرالية والتوسع
خريطة متحركة تعرض نمو وتغير مقاطعات وأقاليم كندا منذ الاتحاد الكونفيدرالي.
بعد عقد العديد من المؤتمرات الدستورية، جاء قانون الدستور الكندي لعام1867 ليقرر تشكيل اتحاد كونفدرالي يتمثل في إقامة دولة من دول الكومنولث تحت اسم كندا في الأول من يوليو من عام 1867 وضمت أربع مقاطعات وهي: "أونتاريو"، و"كيبك"، و"نوفا سكوشيا"، و"نيوبرانزويك".[19]. بسطت كندا سيطرتها على "روبرتز لاند" ومقاطعة الشمال الغربي لكي تتمكن من إنشاء مقاطعات الشمال الغربية، حيث أدت الشكاوي التي تقدم بها سكان أمريكا الشمالية من "الماتيز" Métis، في اندلاع ثورة النهر الأحمر وإنشاء مقاطعة "مانيتوبا" في يوليو 1870. وفي وقت لاحق، انضمت كل من "كولومبيا البريطانية"، و"جزيرة فانكوفر" (واللتان اتحدتا عام 1866)، و"جزيرة الأمير إدوارد" إلى الاتحاد الكونفيدرالي عام 1871 وعام 1873 على التوالي.
[عدل] أوائل القرن العشرون
قام رئيس الوزراء "جون إيه ماكدونالد" وحكومته المحافظة بوضع سياسة وطنية للتعريفات لحماية الصناعات الكندية الحديثة. وفي محاولاتها لتعمير الجهة الغربية من كندا، قامت الحكومة بتمويل تشييد ثلاثةً خطوط للسكك الحديدية العابرة للقارات (أهمهم السكة الحديدية الباسيفيكية الكندية) Canadian Pacific Railway. كما فتحت الحكومة أقاليم البراري للاستيطان وذلك بموجب قانون الأراضي التابعة للدومينيون Dominion Lands Act، وكذلك قامت بتأسيس شرطة الخيالة الكندية الملكية لضمان سيطرتها على الأقاليم التابعة لها هناك. وفي عام 1898، بعد انتشار ظاهرة حمى الهوس بالذهب في "نهر كلوندايك" والتي عُرفت بـ"Klondike Gold Rush" في المقاطعات الشمالية الغربية، قامت الحكومة الكندية بإنشاء إقليم "يوكون". وفي عهد رئيس الوزراء الليبرالي "ويلفريد لورييه"، استقر المهاجرين الوافدين من أوروبا القارية في أقاليم "البراري". ذلك إلى جانب أنه تم تحويل كل من "ألبرتا" و"ساسكاتشوان" إلى مقاطعتين قي عام 1905.
خاضت كندا الحرب العالمية الأولى عام 1914 دون أن يكون لها خيار في ذلك. فمع إعلان بريطانيا نفسها طرفًا في الحرب، قامت كندا بإرسال الجنود المتطوعين إلى الجبهة الغربية والذين أصبحوا فيما بعد جزءًا الوحدات العسكرية الأمريكية Canadian Corps. ولقد أدت هذه الوحدات العسكرية دورًا هامًا في معركة "فيمي ريدج" وغيرها من المعارك الحربية الرئيسية في الحرب. نشأت أزمة التجنيد الإلزامي عام 1917 عندما قام رئيس الوزراء المنتمي لحزب المحافظين "روبرت بوردين" بإجبار سكان "كيبك" الناطقين بالفرنسية على التطوع بالخدمة العسكرية. وفي عام 1919، أصبحت كندا عضوًا في عصبة الأمم كدولة مستقلة بعيدًا عن التبعية لبريطانيا. وفي عام 1931، صُدر قانون "ويستمنستر" والذي أكد على استقلالية كندا.
فوج كولومبيا البريطانية، فوج الدوق كونوت، يسير في نيو ويستمنستر في عام ١٩٤٠. خدم في الحرب العالمية الثانية ١٠١ مليون كندي. وقد لعب العسكريون الكنديون دورًا محوريًا في يوم هبوط قوات دول الحلفاء في جنوب فرنسا في ٦ يونيو عام ١٩٤٤.
أدت فترة الكساد الكبير إلى وجود أزمة اقتصادية في كل أرجاء كندا. وللتغلب على هذه الأزمة، قام اتحاد دول الكومونولث في "ألبرتا" و"ساسكاتشوان"، باتخاذ الإجراءات اللازمة باعتبار كندا دولة الرفاهة، وقد قام "تومي دوجلاس" بتشجيع هذه الإجراءات في فترتي الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين. أعلنت كندا الحرب على ألمانيا بشكل مستقل في أثناء الحرب العالمية الثانية وذلك في عهد حكومة رئيس الوزراء الليبرالي "ويليام ليون ماكنزي كينج". جاء ذلك القرار بعد مرور ثلاثة أيام من إعلان بريطانيا اشتراكها في الحرب. وصلت أولى الوحدات العسكرية الكندية بريطانيا في ديسمبر عام 1939.[20] أدت القوات العسكرية الكندية دورًا هامًا في معركة الأطلسي، وغارة "ديبي" عام 1942 في فرنسا، والتي باءت بالفشل، وغزو دول الحلفاء لإيطاليا،و يوم هبوط قوات دول الحلفاء على جنوب فرنسا والمعروف بـ"D-Day landings"، ومعركة "نورماندي"، ومعركة "Scheldt" عام 1944. كما تُرجِع هولندا الفضل إلى الكنديين لإسهامهم في توفير الحماية للحكومة الملكية الهولندية أثناء الحرب العالمية بعدما تم اجتياح البلاد. كما تعزو هولندا الفضل إلى كندا لدورها القيادي ومساهمتها الفعالة في تحرير الأراضي الهولندية من ألمانيا النازية. شهد الاقتصاد الكندي انتعاشًا كبيرًا خاصةً بعدما بدأت كندا في تصنيع المعدات الحربية وتوفيرها لكندا، وبريطانيا، والصين، والاتحاد السوفيتي. على الرغم من مرور إقليم "كيبك" بأزمة التجنيد الإلزامي مرة أخرى، فإن كندا أنهت الحرب ولديها إحدى أكبر القوات العسكرية في العالم.[20] وفي عام 1954، أثناء الحرب، أصبحت كندا واحدة من الدول المؤسسة الأعضاء بالأمم المتحدة.
العصور الحديثة
أدى ذلك الازدهار الاقتصادي المصحوب بسياسات الحكومات الليبرالية المتعاقبة إلى ظهور هوية كندية جديدة تيزت باختيار علم ورقة شجر القيقب الكندي 1965، وتطبيق قانون يسمح بثنائية اللغة الرسمية للبلاد في عام 1969، وسياسة تعدد الثقافات الرسمية في كندا عام 1971. كذلك بدأت كندا في تأسيس برامج اجتماعية ديمقراطية، مثل الـتأمين الصحي العام، خطة معاش التقاعد الكندية وقروض الطلاب الكندية،ذلك بالرغم من إبداء العديد من حكومات المقاطعات خاصةَ مقاطعتي "الكيبك" و"ألبرتا" اعتراضها على العديد من هذه البرامج مبررةً أن هذا يُعد تدخل في سلطاتها التشريعية. وأخيرًا، تم عقد سلسلة أخرى من المؤتمرات الدستورية أسفرت عن تغيير في دستور كندا يعرف باسم patriation، وإلغاء تبعية الدستور الكندي للمملكة المتحدة. جاء ذلك ليكون متزامنًا مع وضع ميثاق الحقوق والحريات.[21] وفي الوقت نفسه، كان إقليم "كيبك" يمر بالعديد من التغيرات العميقة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي من خلال "الثورة الهادئة". أسفر ذلك عن نشأة حركة للقوميين في الإقليم [22] وتكون جبهة تحرير كيبك المتطرفة"، والتي أدت أنشطته إلى إشعال أزمة أكتوبر 1970. وبعد مضي عشر سنوات على ذلك، تم عقد استفتاء شعبي فاشل حول الاستقلال السياسي للكيبك والمتمثل في الارتباط السيادي عام 1980 ولكنه لم يلق القبول. بعد هذا الاستفتاء كانت هناك محاولات للقيام بتعديلات دستورية ولكنها باءت بالفشل 1989. وفي عام 1995، تم عمل استفتاء ثاني حول استقلال كيبك والذي قوبل بالرفض مرة أخرى ولكن بأغلبية ضئيلة، إذ وصلت نسبة الموافقين 49.4%، بينما كانت نسبة المعارضين 50.6%.[23] وفي عام 1997، قضت المحكمة العليا أن الانفصال الأحادي لأي إفيم يعد عملاً غير دستوري. بالإضافة إلى ذلك، قام البرلمان بإصدار قانون Clarity Act والذي أوضح فيه شروط انفصال أي إقليم من الاتحاد الكونفيدرالي بعد التفاوض. بعد العديد من المحاولات المختلفة لحفظ السلام بكندا من فترة الالخمسينينات إلى التسعينينات في القرن العشرين، اشتركت القوات الكندية في حرب أفغانستان التي شنتها دول حلف شمال الأطلسي عام 2001، لكنها فيما بعد رفضت المشاركة في غزو العراق عام 2003. وعلى صعيد الشأن الداخلي، بعد خوض العديد من المعارك الرسمية والمواجهات العنيفة في "أوكا"، و"Ipperwash"، وبحيرة "جوستافسن"، اعترفت كندا باستقلال قبائل "الإنويت" بالحكم الذاتي في عام 1999 من خلال تأسيس مدينة "نونافوت" وتهدئة مطالبة قبائل "نيسكا" بضم كولومبيا البريطانية. وفي عام 2008، تقدم رئيس الوزراء الكندي باعتذار عن قيام الحكومات السابقة لعهده بتأسيس مدارس داخلية للسكان الأصليين.