صفحة 1 من 1

الفساد ودوره في إسقاط النظم وزوال الدول

مرسل: الاثنين مايو 09, 2011 1:45 pm
بواسطة عبدالله المطيري(84)
بواسطة: مدير الموقع
بتاريخ : الثلاثاء 26-04-2011 07:59 صباحا


رصد: هناء عزا لدين


السبب الأساسي لكل ثورات التغيير التي تجتاح عالمنا العربي هذه الأيام يعود إلى الفساد الذي استشرى كالداء في الدول العربية، مما جعل الشعوب تثور على حكامها غير آبهة بآلة القمع والتقتيل التي تديرها تلك الانظمة المتهالكة الامر الذي يجعلها تبدو ضعيفة كلما حاولت ان تستقوي بتلك الآلة القتالة، ولعل السودان لم تصله بعد عجلة الثورات الا ان الفساد يجري في عظامه كالسل مما دفع منبر السلام العادل محلية أمدرمان الى تنظيم ندوة بعنوان «الفساد وانهيار الأنظمة العربية» وذلك بالتعاون مع محلية امدرمان في داره بالموردة.. أجمع المتحدثون خلالها على الفساد وانواعه وطرق المعالجة.
وقال السيد «علي قرشي» رئيس محلية امدرمان: يتحدث الناس عن الفساد والغلاء الطاحن وهذا لا يأتي صدفة انما يأتي من سوء ادارة، حيث ان الفساد طغى واستكبر واستصحب معه الغلاء، هناك من يتهمنا بأننا مؤتمر وطني ولكن لسنا «مؤتمر وطني» نحن من منبر السلام وسنظل ننتهج الخطط لمحاربة الفساد والمفسدين.
اما الاستاذ «علي يسين» فيوافقه الرأي إذ يقول: يمكن تعريف الفساد على انه نقيض الصلاح وهو الشيء الذي خرج عن حد الاستقانة والاستقامة في الشيء الذي خصه الله بالمنفعة للناس ونحن في «الإنتباهة» من قبل تحدثنا عن مسؤول كبير بالوثائق والادلة ومسألة طهارة ونظافة الدول هي مسألة هيكلية، فالدولة وفي الدستور هناك مادة معطلة تمامًا وهي مادة إبراء الذمة وهي ان يقوم المسؤول بالكشف عن ممتلكاته قبل توليه منصبه والتوقيع عليها ومقارنة كل ممتلكاته بعد تنحيه او انتهاء فترة ولايته ومقارنة نسبة الزيادة في ممتلكاته مع مصدر دخله واذا كانت نسبة الزيادة غير طبيعية فان المسؤول يحاسب، فاذًا يجب علينا ان نراعي القوانين وان لا نضرب بها عرض الحائط حتى لا يكون مصيرنا مثل القرية التي طغى أهلها.
وانا اعلم ان المفسدين والفساد شبكة يناسب بعضها بعضًا بل ويحمون بعضهم ومصالحهم ويدافعون عن بعض وانهم اذا لمسوا في أحد ميلاً لمحاربة الفساد يسعون الى احتوائه اما بأسلوب الرشوة او الابتزاز، واذا لم ينصاع يلجأون الى تصفيته وليعلم اهل هذه الحكومة ان المفسدين هم بمثابة طابور خامس اذا لمس البلاد أي مهدد خارجي او اذا شعروا بقرب انتهاء ولاية دولتهم قد يميلون الى الدولة المرتقبة عبر بيع اسرار الدولة الأصلية.
ود. سعد احمد سعد ذهب الى ان الفساد من الصعب تعريفه من ناحية المنحى اللغوي وتعريفه من اصعب الامور الا انه اجتهد حيث قال هو مخالفة الأوامر الشرعية وله عدة أنواع اهمها فساد العقيدة هو مخالفة الشرائع لا الشعائر الفساد الفكري، والفساد الاخلاقي والسلوكي والفساد المالي الذي هو يزعجنا والذي استشرى وتمركز وتطاول هذا الفساد والقى بنيرانه على الدولة بشقيها «حكومة و شعبًا».
احب ان اذكر انني تلقيت اكثر من 3700 رسالة يدور معظمها حول قضايا فساد في الدولة ولهذا اظن نفسي ضليعًا وخبيرًا بخصوص الفساد والفساد العقدي هو اخطر انواع الفساد لانه ليس لدينا فساد اخلاقي كبير والعقيدة هي جوهر بقاء الامم، فاذا رجعنا بالذاكرة الى الوراء في عصر الاسلام الاول نجد ان هناك دولتين قويتين هما الفارسية المشركة والرومانية التي تدين بالديانة السماوية، وان كانت محرّفة الا انه بها شيء من التحيد والعقيدة نجد ان الدولة الفارسية القائمة على الشرك انهارت سريعًا بينما اخذت الدولة الرومانية وقتًا لتنهار وحديثًا نجد الاتحاد السوفيتي الشيوعي القائم على مبدأ الحياة مادة انهار سريعًا وذلك في اطار الصراع بين الماركسية والشيوعية بسبب عدم العقيدة اذ العقيد مهمة لبقاء الدول والإسلام عالج الفساد بعلاج ناجع فنبه الى المحرمات الخمس: الدين والمال والنفس والعقل والعرض، وفساد المال يعالج بطريقتين هما الاجرائي والتربوي فالاجرائي يأتي بعد استفحال الداء بالقوانين والعقوبات كما فعل سيدنا عمر بن الخطاب بأبي هريرة حينما عزله لزيادة ماله لأنه زاد ماله رغم انه من المبشرين، اما عن المنهج التربوي فيقول الحديث الكريم: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «كل ابن آدم على ابن آدم حرام نفسه وماله وعرضه».


المصدر / صحيفة الانتباهة