- الاثنين مايو 09, 2011 2:11 pm
#34952
يواجه المتأمل في الشأن العربي مؤخرا صعوبة في فهم الأحداث وأعني هنا تحديدا ماحدث في تونس ومصر وما يحدث الآن في ليبيا. فما يحدث باسم ثورة الشباب في هذه البلدان لا يرتبط فعليا بواقع هذه الاحتجاجات العنيفة، إذ يشارك في هذه الثورات جميع شرائح المجتمع من شيب وشباب ونساء وأطفال وإن كان للشباب الغالبية العظمى فيها فإن ذلك بسبب طبيعة التركيبة الديموغرافية لسكان الوطن العربي التي يمثل الشباب 50 % منها.
فهل حقا الشباب هم من يمثلون هذه الثورات في هذه الدول؟ وإذا كان كذلك فهل هم متشابهون في الأهداف والأسباب؟ وماذا يريدون في نهاية الأمر؟ وكيف يمكن التعامل معهم؟
إن التحليل المنطقي لهذه الظاهرة السوسيولوجية يستدعي الوقوف على عدد من الحقائق للإجابة على الأسئلة السابقة ليتمكن المهتمون من التحليل المناسب ومن ثم التنبؤ بالتطورات ووضع الحلول المناسبة لها.
إن المتمعن في نسيج هؤلاء المتظاهرين يرى بوضوح أن الخلفية التي انطلقت منها المظاهرات تختلف من دولة لأخرى، فإذا كان الجوع والفقر هما من أشعل الثورة في تونس فإن الحرية والكرامة هي الشعارات التي رفعت في مصر. وهي ليست ذات العناصر التي حركت الشباب الثائر في ليبيا الذي عرف مظاهر الثراء في السنوات التي حكم فيها القذافي ليبيا.
من المؤكد أن تكاليف غلاء المعيشة لعبت دورها كعامل مشترك وحاسم ضم تحت لوائه الجوع والفقر وهما عنصران رفعهما المتظاهرون في كل تلك البلدان إلا أنها في نفس الوقت قضية ليست شبابية خالصة وهو ما يجب الانتباه إليه هذا من جهة، أما من الجهة الأخرى فإن التنظيم الذي صاحب هذه الاحتجاجات يدل بشكل لا يدع مجالا للشك أن الشباب لم يكونوا الواجهة الحقيقية لهذه الاحتجاجات بخلفيتهم السياسية الضحلة وتدرج ارتفاع سقف المطالب بطريقة دراماتيكية، بل هي وبلا شك عمل مؤسسي منظم من قبل فئات سياسية لها أجندتها الخاصة واستفادت من الشباب وبراءته وصورته النقية في الدخول إلى هذه الاحتجاجات وكأنه حصان طروادة. على اعتبار أنها قد خسرت وخلال العقود الماضية مصداقيتها أمام شعوبها وظلت محيدة من قبل الأنظمة السياسية.
إذا اتفقنا جدلا على أن هذه الاحتجاجات يمثلها الشباب فعلا ولاتوجد جهات داخلية أو خارجية تسيرها لمصلحتها الخاصة أو على الأقل الاستفادة منها قدر المستطاع، فإنه يتوجب علينا إيجاد العامل المشترك الحقيقي بين هذه الشرائح المختلفة الذي جعلها تقوم بهذا العمل المنظم.
برأيي الشخصي أن الوصول إلى هذا العامل المشترك لايمكن أن يتأتى لنا بدون النظر بعمق عن التركيبة الداخلية للشباب العربي في كل دولة على حدة والمؤثرات الخارجية التي تحيط به.
فالشباب العربي المتشابه جدا في التركيبة العمرية والطموحات التنموية المرتبطة بالتعليم والصحة والمعيشة والخلفية الثقافية الخارجية المشتركة التي يتم تصديرها إليه يوميا عن طريق آليات العولمة، يمكن أن تكون الخيط الرفيع الذي يربطهم جميعا، فهناك طاقة حيوية متفجرة في هذه الشريحة العمرية وهناك طموح غير محدود لتحسين الوضع المعيشي لشباب يصدر إليه النموذج الغربي المتطور بشكل يومي في السينما والتمييز الوظيفي ونوعية الحياة السياسية والمعيشية.
إننا بهذا التصور نكون قد أجبنا على الأسئلة المثارة حول ماذا يريد الشباب العربي من هذه الاحتجاجات والأهداف المحركة لهذه الشرائح وأسباب احتجاجاتها الفعلية. فبالإضافة إلى الجوع والفقر والطموح في التغيير بمشاركة أو بتوجيه المتنفعين من ذوي الأهداف السياسية غير المعلنة يظهر لنا أن هناك أنموذجا معولما يسعى إليه الشباب العربي ويميز بين أهدافه الاحتجاجية.
إن من المهم الانتباه إلى أنه وفي حالة ضلوع الجهات السياسية المستفيدة في التوجيه فعليا فإن ذلك لايقلل من الحقيقة التالية وهي أن الشباب امتلك زمام المبادرة فعليا وأصبح هو قائد المرحلة وبالتالي فإن على الأنظمة الحاكمة النظر باهتمام بالغ وحرص شديد على أهمية تحقيق التغيير وذلك من خلال الإجراءات العديدة التي يمكن اتخاذها لمواكبة المرحلة شريطة أن تنجح في تحليل الأنموذج الشبابي المطلوب من شريحة شبابها الوطني كل على حدة.
فمظاهر الترف التي يلمسها الشباب التونسي في نظرائهم من الشباب الأوروبي مدخل مهم وحاسم للنظام الحالي في تونس، والشباب القادر على تحقيق طموحه السياسي في مصر التي يجوب شبابها العالم بحثا عن الرزق يجب الالتفات إليها.
وهكذا فالمطلوب من الأنظمة هو تحليل النموذج الشبابي المفضل لدى كل دولة من الدول العربية سواء ثار شبابها أم لم يقم بثورته هو السلوك الأجدر اتباعة من قبل تلك الأنظمة بدلا من القمع والتشبث بالسلطة والتعامل بنمطية فجة مع الشباب العربي وكأنه شريحة واحدة ذات مطالب واحدة.
وعليه فإن النصيحة التي يمكن توجيهها للأنظمة العربية في تلك الدول هي سرعة التجاوب مع المطالب الشبابية وتحليلها من خلال النموذج الشبابي المطلوب تحقيقه من قبل شباب كل رقعة جغرافية على حدة وعدم التصادم معها ووسمها بالعمالة وتعاطي حبوب الهلوسة باعتبارها الحل الأمثل لتجنيب المنطقة ويلات التفكك والتشظي المتوقعة وكذلك في المساهمة في الارتقاء بالشعوب العربية إلى مستوى الحدث الدولي.
فهل حقا الشباب هم من يمثلون هذه الثورات في هذه الدول؟ وإذا كان كذلك فهل هم متشابهون في الأهداف والأسباب؟ وماذا يريدون في نهاية الأمر؟ وكيف يمكن التعامل معهم؟
إن التحليل المنطقي لهذه الظاهرة السوسيولوجية يستدعي الوقوف على عدد من الحقائق للإجابة على الأسئلة السابقة ليتمكن المهتمون من التحليل المناسب ومن ثم التنبؤ بالتطورات ووضع الحلول المناسبة لها.
إن المتمعن في نسيج هؤلاء المتظاهرين يرى بوضوح أن الخلفية التي انطلقت منها المظاهرات تختلف من دولة لأخرى، فإذا كان الجوع والفقر هما من أشعل الثورة في تونس فإن الحرية والكرامة هي الشعارات التي رفعت في مصر. وهي ليست ذات العناصر التي حركت الشباب الثائر في ليبيا الذي عرف مظاهر الثراء في السنوات التي حكم فيها القذافي ليبيا.
من المؤكد أن تكاليف غلاء المعيشة لعبت دورها كعامل مشترك وحاسم ضم تحت لوائه الجوع والفقر وهما عنصران رفعهما المتظاهرون في كل تلك البلدان إلا أنها في نفس الوقت قضية ليست شبابية خالصة وهو ما يجب الانتباه إليه هذا من جهة، أما من الجهة الأخرى فإن التنظيم الذي صاحب هذه الاحتجاجات يدل بشكل لا يدع مجالا للشك أن الشباب لم يكونوا الواجهة الحقيقية لهذه الاحتجاجات بخلفيتهم السياسية الضحلة وتدرج ارتفاع سقف المطالب بطريقة دراماتيكية، بل هي وبلا شك عمل مؤسسي منظم من قبل فئات سياسية لها أجندتها الخاصة واستفادت من الشباب وبراءته وصورته النقية في الدخول إلى هذه الاحتجاجات وكأنه حصان طروادة. على اعتبار أنها قد خسرت وخلال العقود الماضية مصداقيتها أمام شعوبها وظلت محيدة من قبل الأنظمة السياسية.
إذا اتفقنا جدلا على أن هذه الاحتجاجات يمثلها الشباب فعلا ولاتوجد جهات داخلية أو خارجية تسيرها لمصلحتها الخاصة أو على الأقل الاستفادة منها قدر المستطاع، فإنه يتوجب علينا إيجاد العامل المشترك الحقيقي بين هذه الشرائح المختلفة الذي جعلها تقوم بهذا العمل المنظم.
برأيي الشخصي أن الوصول إلى هذا العامل المشترك لايمكن أن يتأتى لنا بدون النظر بعمق عن التركيبة الداخلية للشباب العربي في كل دولة على حدة والمؤثرات الخارجية التي تحيط به.
فالشباب العربي المتشابه جدا في التركيبة العمرية والطموحات التنموية المرتبطة بالتعليم والصحة والمعيشة والخلفية الثقافية الخارجية المشتركة التي يتم تصديرها إليه يوميا عن طريق آليات العولمة، يمكن أن تكون الخيط الرفيع الذي يربطهم جميعا، فهناك طاقة حيوية متفجرة في هذه الشريحة العمرية وهناك طموح غير محدود لتحسين الوضع المعيشي لشباب يصدر إليه النموذج الغربي المتطور بشكل يومي في السينما والتمييز الوظيفي ونوعية الحياة السياسية والمعيشية.
إننا بهذا التصور نكون قد أجبنا على الأسئلة المثارة حول ماذا يريد الشباب العربي من هذه الاحتجاجات والأهداف المحركة لهذه الشرائح وأسباب احتجاجاتها الفعلية. فبالإضافة إلى الجوع والفقر والطموح في التغيير بمشاركة أو بتوجيه المتنفعين من ذوي الأهداف السياسية غير المعلنة يظهر لنا أن هناك أنموذجا معولما يسعى إليه الشباب العربي ويميز بين أهدافه الاحتجاجية.
إن من المهم الانتباه إلى أنه وفي حالة ضلوع الجهات السياسية المستفيدة في التوجيه فعليا فإن ذلك لايقلل من الحقيقة التالية وهي أن الشباب امتلك زمام المبادرة فعليا وأصبح هو قائد المرحلة وبالتالي فإن على الأنظمة الحاكمة النظر باهتمام بالغ وحرص شديد على أهمية تحقيق التغيير وذلك من خلال الإجراءات العديدة التي يمكن اتخاذها لمواكبة المرحلة شريطة أن تنجح في تحليل الأنموذج الشبابي المطلوب من شريحة شبابها الوطني كل على حدة.
فمظاهر الترف التي يلمسها الشباب التونسي في نظرائهم من الشباب الأوروبي مدخل مهم وحاسم للنظام الحالي في تونس، والشباب القادر على تحقيق طموحه السياسي في مصر التي يجوب شبابها العالم بحثا عن الرزق يجب الالتفات إليها.
وهكذا فالمطلوب من الأنظمة هو تحليل النموذج الشبابي المفضل لدى كل دولة من الدول العربية سواء ثار شبابها أم لم يقم بثورته هو السلوك الأجدر اتباعة من قبل تلك الأنظمة بدلا من القمع والتشبث بالسلطة والتعامل بنمطية فجة مع الشباب العربي وكأنه شريحة واحدة ذات مطالب واحدة.
وعليه فإن النصيحة التي يمكن توجيهها للأنظمة العربية في تلك الدول هي سرعة التجاوب مع المطالب الشبابية وتحليلها من خلال النموذج الشبابي المطلوب تحقيقه من قبل شباب كل رقعة جغرافية على حدة وعدم التصادم معها ووسمها بالعمالة وتعاطي حبوب الهلوسة باعتبارها الحل الأمثل لتجنيب المنطقة ويلات التفكك والتشظي المتوقعة وكذلك في المساهمة في الارتقاء بالشعوب العربية إلى مستوى الحدث الدولي.