اين يختفي الأطفال الأذكياء؟
مرسل: الاثنين مايو 09, 2011 4:34 pm
من الشائع والمتعارف عليه أن معظم العظماء والعباقرة لم يكونوا متفوقين دراسيا في سن الطفولة.
فأنشتاين مثلا رسب في مادة الرياضيات، وداروين كان يفضل مطاردة الارانب، ونيوتن لم تؤهله قدراته لدخول كلية الكهنوت، ومايكل فارادي (مخترع المولد الكهربائي) لم يستطع تجاوز المرحلة الابتدائية، في حين طرد توماس أديسون من المدرسة بحجة أنه غير قابل للتعلم.
وفي المقابل كم مرة سمعت أو قرأت في الصحف عن أطفال ابدوا ذكاء خارقا (هذه الأيام) لدرجة انهم دخلوا الجامعة في سن العاشرة او الحادية عشرة.. ثم لم نعد نسمع عنهم شيئا بعد ذلك!؟
إذا؛ أين يكمن الخلل في هذه المفارقة؟
أليس في هذا دليل على أن العبقرية لا تعتمد على الذكاء الخارق وأنها محصلة لعوامل ظرفية وتاريخية وذهنية مناسبة.
ليس هذا فحسب؛ بل أعتقد شخصيا أن الأطفال الأذكياء (الذين نقرأ عنهم في الصحف بين الحين والآخر) ليسوا أكثر من طفرة ذهنية مؤقتة سرعان ما تعود إلى نصابها الطبيعي دون أن تتضمن وعدا بالعبقرية أو الإبداعات الأصيلة.. وما يؤكد هذه الحقيقة أن مراجعة تاريخ هؤلاء الأطفال (المميزون بدون شك) يثبت أن أيا منهم لم يبرز بعد سن العشرين أو يبدع ما يستحق عليه جائزة نوبل.
* فعلى سبيل المثال هناك الطفل الفرنسي جان لويس (1719 - 1726) الذي كان يقرأ باللاتينية والفرنسية والإنجليزية في سن الرابعة، وفي سن السادسة كان يستطيع المناظرة في التاريخ والسياسة والقانون.. ورغم ذلك ليس في تاريخه أي انجاز أصيل يذكر..!
* أما ويليام جيمس سيدس فكان حالة تربوية فريدة حيث كان أبوه أستاذا لعلم النفس في جامعة هارفارد وكان يحاول اثبات أن الأطفال يمكن أن يصبحوا عباقرة إذا ما تلقوا تعليما مميزا، وفعلا ما إن بلغ ويليام السنة الثانية حتى كان قادرا على القراءة، وفي سن الثامنة تخرج من الثانوية، ثم أتقن بنفسه سبع لغات، وفي الحادية عشرة ألقى محاضرة في المجسمات أمام جمعية هارفارد لعلماء الرياضيات، ولكنه في سن الثالثة عشرة.. انتحر!
* أما الكوري كيم اونغ يونغ (1963) فزاد حاصل ذكائه عن 200 درجة ولم يتجاوز بعد سن العاشرة (وللمقارنة يبلغ متوسط عامة الناس 110 درجات).. ومثل بقية الزملاء اتقن كيم أربع لغات في سن الرابعة، وفي الخامسة عرض التلفزيون الياباني مقدرته على حل مسائل معقدة في الرياضيات.. ولكن في سن المراهقة سافر الى المانيا واختفى هناك!
* أما الهولندي وليم كلاين فاستطاع عام 1981 استخراج الجذر التربيعي الثالث لرقم مؤلف من مئة خانة في دقيقة وتسع وعشرين ثانية - واجريت هذه التجربة الخارقة في مختبرات الفيزياء العالمية في تسوكوبا باليابان.. ولكن ماذا بعد؟!.. ها هو اليوم يعيش مثل أي أب عادي!
* أما الطفل الفرنسي موريس واغبرت فقد ظهر في برنامج خاص على التلفزيون الفرنسي (عام 1976) وأجاب على مسائل حسابية عويصة قدمها جهابذة الرياضيات. وكان باستطاعته حل المسائل الحسابية بسرعة تفوق الكمبيوتر الموجود في الاستديو.. ولكنه اليوم ليس اكثر من معلم متواضع في مدرسة ابتدائية!
وهذه مجرد أمثلة قليلة لطفرات ذهنية حادة انتهت للاشيء رغم انطلاقتها المبكرة والمبشرة.. وهي أمثلة تثبت بأن "الذكاء الحاد" ظاهرة تختلف عن الابداع والعبقرية (التي تتطلب تعاضد عناصر كثيرة مثل أصالة التفكير، والقدرة على النقد، والرغبة في البحث، والقدرة على تجاوز المعتاد).
وبناء عليه لا أنصحك بالتفاؤل كثيرا في حال أبدى طفلك ذكاء خارقا منذ الصغر، وفي المقابل لا تغضب كثيرا ان لم يتفوق على بقية اقرانه في المدرسة.. فأنشتاين وأديسون ونيوتن كانوا كذلك!!
فأنشتاين مثلا رسب في مادة الرياضيات، وداروين كان يفضل مطاردة الارانب، ونيوتن لم تؤهله قدراته لدخول كلية الكهنوت، ومايكل فارادي (مخترع المولد الكهربائي) لم يستطع تجاوز المرحلة الابتدائية، في حين طرد توماس أديسون من المدرسة بحجة أنه غير قابل للتعلم.
وفي المقابل كم مرة سمعت أو قرأت في الصحف عن أطفال ابدوا ذكاء خارقا (هذه الأيام) لدرجة انهم دخلوا الجامعة في سن العاشرة او الحادية عشرة.. ثم لم نعد نسمع عنهم شيئا بعد ذلك!؟
إذا؛ أين يكمن الخلل في هذه المفارقة؟
أليس في هذا دليل على أن العبقرية لا تعتمد على الذكاء الخارق وأنها محصلة لعوامل ظرفية وتاريخية وذهنية مناسبة.
ليس هذا فحسب؛ بل أعتقد شخصيا أن الأطفال الأذكياء (الذين نقرأ عنهم في الصحف بين الحين والآخر) ليسوا أكثر من طفرة ذهنية مؤقتة سرعان ما تعود إلى نصابها الطبيعي دون أن تتضمن وعدا بالعبقرية أو الإبداعات الأصيلة.. وما يؤكد هذه الحقيقة أن مراجعة تاريخ هؤلاء الأطفال (المميزون بدون شك) يثبت أن أيا منهم لم يبرز بعد سن العشرين أو يبدع ما يستحق عليه جائزة نوبل.
* فعلى سبيل المثال هناك الطفل الفرنسي جان لويس (1719 - 1726) الذي كان يقرأ باللاتينية والفرنسية والإنجليزية في سن الرابعة، وفي سن السادسة كان يستطيع المناظرة في التاريخ والسياسة والقانون.. ورغم ذلك ليس في تاريخه أي انجاز أصيل يذكر..!
* أما ويليام جيمس سيدس فكان حالة تربوية فريدة حيث كان أبوه أستاذا لعلم النفس في جامعة هارفارد وكان يحاول اثبات أن الأطفال يمكن أن يصبحوا عباقرة إذا ما تلقوا تعليما مميزا، وفعلا ما إن بلغ ويليام السنة الثانية حتى كان قادرا على القراءة، وفي سن الثامنة تخرج من الثانوية، ثم أتقن بنفسه سبع لغات، وفي الحادية عشرة ألقى محاضرة في المجسمات أمام جمعية هارفارد لعلماء الرياضيات، ولكنه في سن الثالثة عشرة.. انتحر!
* أما الكوري كيم اونغ يونغ (1963) فزاد حاصل ذكائه عن 200 درجة ولم يتجاوز بعد سن العاشرة (وللمقارنة يبلغ متوسط عامة الناس 110 درجات).. ومثل بقية الزملاء اتقن كيم أربع لغات في سن الرابعة، وفي الخامسة عرض التلفزيون الياباني مقدرته على حل مسائل معقدة في الرياضيات.. ولكن في سن المراهقة سافر الى المانيا واختفى هناك!
* أما الهولندي وليم كلاين فاستطاع عام 1981 استخراج الجذر التربيعي الثالث لرقم مؤلف من مئة خانة في دقيقة وتسع وعشرين ثانية - واجريت هذه التجربة الخارقة في مختبرات الفيزياء العالمية في تسوكوبا باليابان.. ولكن ماذا بعد؟!.. ها هو اليوم يعيش مثل أي أب عادي!
* أما الطفل الفرنسي موريس واغبرت فقد ظهر في برنامج خاص على التلفزيون الفرنسي (عام 1976) وأجاب على مسائل حسابية عويصة قدمها جهابذة الرياضيات. وكان باستطاعته حل المسائل الحسابية بسرعة تفوق الكمبيوتر الموجود في الاستديو.. ولكنه اليوم ليس اكثر من معلم متواضع في مدرسة ابتدائية!
وهذه مجرد أمثلة قليلة لطفرات ذهنية حادة انتهت للاشيء رغم انطلاقتها المبكرة والمبشرة.. وهي أمثلة تثبت بأن "الذكاء الحاد" ظاهرة تختلف عن الابداع والعبقرية (التي تتطلب تعاضد عناصر كثيرة مثل أصالة التفكير، والقدرة على النقد، والرغبة في البحث، والقدرة على تجاوز المعتاد).
وبناء عليه لا أنصحك بالتفاؤل كثيرا في حال أبدى طفلك ذكاء خارقا منذ الصغر، وفي المقابل لا تغضب كثيرا ان لم يتفوق على بقية اقرانه في المدرسة.. فأنشتاين وأديسون ونيوتن كانوا كذلك!!