منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#34989




اعتبر د. ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على مؤسسة "ديوان المسلم" أن الأمر الملكي الذي صدر قبل أيام بمنع تجريح العلماء، ليس جديدا على واقع البلاد، مشيرا إلى أن العلماء شركاء في هذه الدولة وداعم أساسي لها في مواجهة الأزمات. وقال د. العمر عقب إلقائه درسه الأسبوعي يوم الأحد بمسجد خالد بن الوليد بالعاصمة الرياض إن هناك هجمة جديدة بطريقة أخرى على العلماء في الصحف رغم الأمر الملكي بعدم التجريح فيهم.



وأوضح فضيلة المشرف العام على موقع "المسلم"، قائلا "لما صدر الأمر الملكي باحترام العلماء وعدم النيل منهم -بالتحديد هيئة كبار العماء وكبار العلماء حتى من خارج الهيئة كما هو مفهوم من هذا القرار- بدأ بعض الإعلاميين يحتالون على هذا الأمر -كعادتهم- بحيل متنوعة؛ فمرة يقولون إن بعض أفراد العلماء وطلاب العلم لا يشملهم القرار الملكي ويسخرون من طلاب العلم ويقولون لا يشملهم الأمر الملكي والتفوا على أوامر كثيرة وهذه ليست المرة الأولى". واعتبر أن ما حدث من قرارات أخيرة فيما يتعلق بالعلماء لا يعتبر جديدا على واقع وحق العلماء في هذه البلاد.



وكان قرار ملكي قد صدر قبل أيام ضمن قانون المطبوعات، يقضي بعدم التعرض للعلماء أو لسمعتهم أو لكرامتهم أو تجريحهم أو الإساءة الشخصية لهم في الصحف. وشمل الأمر الملكي المفتي العام للمملكة وأعضاء هيئة كبار العلماء ورجال الدولة وموظفيها وأي شخص من ذوي الصفة الطبيعية أو الاعتبارية الخاصة أو إثارة النعرات وبث الفُرْقة بين المواطنين. وقال د. العمر "العلمانيون والليبراليون وبعض الصحفيين أخذتهم الغيرة، وكانوا يتصورون أن العلماء قد ذهبوا إلى ما لا رجعة له، وفوجئوا بأن العلماء عادوا بصورة ما إلى هذه البلاد".



وتابع: "أريد أن أشير إلى حقائق تاريخية؛ فالذي أسس هذه الدولة إمامان هما محمد بن سعود رحمه الله ومحمد بن عبد الوهاب"، واستمر التعاون في هذه البلاد بين ذرية الإمام محمد بن سعود من الأمراء وذرية الإمام محمد بن عبد الوهاب من العلماء وطلاب العلم الذين ورثوه، لأن العلماء لا يورثوا مالا ولكن علما.



وأوضح أنه "لما قامت الدولة الثالثة مع الملك عبد العزيز رحمه الله، سانده العلماء والدعاة والصالحون والأخيار منذ قامت هذه الدولة". واستطرد بالقول أنه "كما أن الأفراد والمجتمعات يمرون بأزمات فإن الدول أيضا تمر بأزمات.. لا شك أن الدولة مرت بأزمات كبيرة جدا، وفي كل مرة كان الذين يقفون مع الدولة هم العلماء الذين يمثلون المنهج السلفي.. المنهج الذي جدده الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله". وتابع: "فكان العلماء هم شركاء عندما جددها الملك عبد العزيز بعد ذهابها. ولم نجد في كل هذه الأزمات لليبراليين والقوميين والشيوعيين وجودا". واعتبر أن ارتباط الدولة بالعلم والعلماء هو الأصل، وأن "أي انتكاس عن هذا الأمر هو انتكاس عن الأصل، وإذا انهدم الأصل انهدم الفرع"، موضحا أن "هذا الأصل هو أن هذا البلد قام على العلماء والأمراء".



وقال د. العمر: "من بين الأزمات للتي مرت مثلا: أزمة مشهورة في آخر عهد الملك سعود، والذين وقفوا موقفا مشهودا هم العلماء وفي صدارتهم الشيخ محمد بن إبراهيم حفيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكان من وراء هذه الفتنة هم القوميون".



وأضاف: "مرت أيضا حادثة الحرم، وأزمة الكويت، وأحداث 11 سبتمبر، وقبل سنة جاءت أزمة الحوثيين وأزمات الرافضة مرارا وتكرارا، وآخر أزمة ما يسمى بثورة حنين وكان موقف العلماء منها واضح"، حيث عاد الذين بدأوا هذه الأزمة "بخفي حنين". وأوضح أنه "عند الأزمات يستجيب الناس للعلماء، ومن أهم ما يثبت أركان الدولة هم العلماء، والعقد الذي بينهم وبين الدولة هو تحكيم كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم, وهذا العقد يجب أن يستمر، وأي إخلال فيه هو إخلال بهذا الأصل الذي تعرف نهايته". وخلص فضيلته إلى أن "هذه البلاد شارك في قيامها من أولها العلماء وهم الذين يمثلون المنهج السلفي"، و"من أراد أن يزايد عليهم فلا مكان له".