صفحة 1 من 1

(زعيم ومواطن وتنمية وإعلام)

مرسل: الثلاثاء مايو 10, 2011 2:00 am
بواسطة راكان بن فهد المليكي
الكاتب: بدر بن أحمد كريِّم
هناك ارتباط جد وثيق بين رباعية قوامها: زعيم صالح، ومواطن صالح، وتنمية صالحة، وإعلام صالح، يشبه ارتباط قائم صالح بالاتصال، بأداء رسالة صالحة، لمتلق صالح، في وقت صالح، وإذا لم تتوافر هذه العوامل، فإن الرسالة الصالحة تصل مشوشة، وقدراتـها التأثيرية تصبح ضعيفة، في سباق محموم لامتلاك القنوات الإعلامية، واحتكارها.
الزعيم الصالح، ينبغي أن يؤدي واجباته وفق سياسة تخدم المواطن الصالح، والوسيلة الإعلامية الصالحة ينبغي أن تقدم أوليات متلق صالح، والرسالة الصالحة لا بد أن تحدث تأثيرا إيجابيا صالحا، إما آنيا، وإما على المدى المطويل، ولذلك أصبح مفهوم الزعيم الصالح يركز اليوم على: التنمية الاجتماعية المستدامة، أي على الرأس المال الاجتماعي (المواطن) وصولا إلـى التنمية الإنسانية الشاملة، التي هي في واقعها وجوهرها: قيمة لا معنى لـها خارج الإنسان.
هذه المعايير تقودنـي إلـى الحديث عن التنمية الإنسانية الشاملة في المجتمع السعودي، التي قرر الملك «عبد الله بن عبد العزيز» منذ العام 1426هـ أن تكون تنمية إنسانية بشرية مستدامة، تشمل عدة عمليات مترابطة، لكل مستويات النشاط الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي، والثقافي، والبيئي السعودي، فيما تستند هذه العملية إلـى: منهاج تكاملي يتضمن التخطيط الطويل المدى، ليس للموارد الاقتصادية السعودية فحسب، بل للتعليم، والسكن، والبيئة، والثقافة، والتركيبة الاجتماعية، وتـم ربط مفهوم الزعيم الصالح مع مفهوم التنمية البشرية المستدامة الصالحة، لأن الزعيم الصالح هو: الرابط الضروري لتحويل النمو الاقتصادي، إلـى تنمية بشرية إنسانية مستدامة.
القرارات التي اتخذها عبد الله بن عبد العزيز (الجمعة 13 ربيع الآخر 1432هـ/ 18 مارس 2011م) ركزت على: مفهوم تحسين نوعية الحياة للمواطن الصالح، وهو محور العملية التنموية، مما يؤدي إلـى القول: إن النمو الاقتصادي السعودي ما هو إلا وسيلة، لتحقيق التنمية البشرية السعودية المستدامة، وليس غاية في حد ذاته، وإن واجب الزعيم الصالح ومسؤولياته، التأكد من تحقيق المؤشرات النوعية، لتحسين نوعية الحياة للمواطن الصالح، وهذه المؤشرات تتعدى المؤشرات المادية، التي تقيس الثروة المالية، إلـى الاستثمار الضروري في الرأس المال البشري، فالأمن، والتعليم، والصحة ـ مثلا ـ تندرج ككلفة تدفعها الدولة، ولكنها في نـهاية الأمر استثمار بعيد المدى، وضروري لتحسين نوعية الحياة، عند المواطنين.
من يتأمل جيدا في أبعاد تلك القرارات يجد أنـها: تمكن المواطن الصالح من توسيع قدراتـه، وتجعله قادرا على تحمل مسؤولياتـه، والقيام بواجباتـه، والدفاع عن حقوقه، ومشاركته الفعالة في القرارات التي تمس حياتـه، وتؤثر فيها، فتلبي حاجات الجيل الحالـي، دون الـتأثير سلبا على حياة الأجيال اللاحقة، وحقها في العيش الكريم، وفي الحياة بعيدا عن أي تـهديدات، وهذه المؤشرات النوعية لا تتحقق- كما رأى أحد خبراء الاجتماع-: «إلا بوجود نظام إدارة للدولة، يضع السياسات العامة، ويطبقها في المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والإدارية» وهو ما يتوخاه عبد الله بن عبد العزيز، الذي من السهولة بمكان، أن تتعرف على خصائص زعامته معرفة عملية، تنتقل بك إلـى مستوى الزعيم الصالح، الذي من أبرز خصائصه:
- المساءلة والمحاسبة.
- الاستقرار الأمني والسياسي.
- فعالية الحكومة.
-نوعية تنظيم الاقتصاد.
- أحكام الأنظمة (القوانين).
- السيطرة على الفساد.
- الشفافية.
- الرؤية الاستراتيجية.
هذا هو النموذج المختصر للزعيم الصالح (عبد الله بن عبد العزيز) والمواطن السعودي الصالح اليوم وغدا، والتنمية البشرية الإنسانية المستدامة الصالحة، التي ينقلها إعلام صالح يتعاظم دوره، ويؤدي رسائله إزاء المتلقين، بتقنيات تخلو من الخلط بين الوظائف المختلفة للإعلام من جهة، والأنماط والقوالب الاتصالية المتعددة من جهة أخرى، وتنتج خطابا إعلاميا ضد تزييف الوعي، الذي تمارسه قنوات اتصال خارجية مضللة، تثير التطرف، وتحاول إغرق المتلقي السعودي، برسائل محرضة على العنف، ومثيرة للتعصب والتطرف، حتى أصبحت تلك الوسائل، أدوات طيعة مأمورة، تحركها جهات مشبوهة، متى وكيف تشاء.
الإعلام السعودي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى، بشرح أهداف قرارات تحسين نوعية الحياة، بخطاب إعلامي يعتمد على مصادر مرتبطة بالعملية التنموية، ووفق آليات هدفها الرئيس، قياس مدى ارتباط المتلقي، بوسائل الإعلام بوصفها أدوات تسهم في كشف الفساد، وتصلح ما في المؤسسات الاجتماعية، وبعض الفئات الاجتماعية من: خلل، وغلو، وتطرف، هي نتاج مواد إعلامية خارجية، تحاول تمزيق الـهوية الوطنية السعودية، وتبتز أشخاصا محدودي الفهم، ببرامج تغسل أدمغتهم، وتزج بـهم في عمليات: تخريب، وتدمير، وإفساد، تبوء دوما بالفشل الذريع، في مجتمع مرتبط بزعيمه، ومواطن يتفهم مدى إيجابية قراراته، بوصفها الأدوات الحقيقية في معاونة إعلام صالح، يساند قضاياه، ويطرح رؤاه المستقبلية، ورغباته في أداء أدواره بشكل يطرح من جديد، ضرورة إيجاد رؤى لتحولات اجتماعية مرتقبة، وتحقيق خطط إصلاحية بوعي حقيقي، ينطوي على قدر كبير من الحاجات المشروعة.
الإعلام السعودي، ينبغي أن يكون اليوم أدوات إصلاح أكثر من أي وقت مضى، بوصفه عين الحكومة وأذن المجتمع، وبوسعه تضييق الخناق على غياب الوعي، كي تؤدي كل الفئات الاجتماعية أدوارها، في ترسيخ مفهوم التنمية الإنسانية المستدامة الصالحة، والزعيم الصالح.